أصل أعياد الكريسماس وثني من منطقة الشرق الأوسط تبنتها الكنيسة
المعطف الأحمر لبابا نويل صممه رسام أميركي * في القرن الـ19 غزت عادة تنصيب شجرة التنوب في غرف الاستقبال بأوروبا
هانوفر (المانيا): ادريس الجاي
مزدانة تشع بالاضواء، بالنجوم الصناعية وبنصب اشجار التنوب الشامخة، التي تشع اغصانها بالمصابيح الكهربائية، تتحول اغلب المدن الغربية لفترة شهر على الاقل من نهاية كل سنة ميلادية الى مجرات تزخر بالانوار الباهرة. في النصف الاخير من ديسمبر تتصدر واجهات المحلات التجارية دمى مختلفة الاشكال والاحجام، تجسد مشهد مولد المسيح في المذود وحوله اهله، كما تصبح هذه المحلات في حالة استعداد قصوى، مغايرة عن بقية كل شهور السنة، استعدادا لاستقبال حشود الزبائن المندفعة للبحث عن هدية ما قصد تقديمها للابناء، للاحفاد، لذوي القربى والخلان بمناسبة عيد مولد المسيح. بهذه المناسبة تقام اسواق تجارية، خاصة في العراء، محلات عابرة لبيع اشجار التنوب المختلفة الاحجام والاسعار ولبيع بضاعة منوطة بهذه المناسبة، التي هي اكبر سوق تجاري تعرفه المجتمعات الغربية. في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الاول) الحالي تبلغ حمى اقتناء الهدايا مداها، تنصب في كل بيت شجرة التنوب، تتلألأ بانوار الشموع او الاضواء الكهربائية وقد وضعت تحتها علب الهدايا ملفوفة بالورق الملون اللامع ومربوطة بالشرائط الذهبية البراقة. يجتمع افراد العائلة حول المائدة لتناول وجبة فاخرة بعدها تشخص العيون، خاصة الاطفال منهم تترقب، لحظة توزيع الهدايا، على يد (الأب نويل)، الذي يقوم باداء دوره احد افراد الاسرة.
كل ذلك يمر في اجواء عادية، طقوس من صلب هذه المناسبة، لكن كلما امعن الانسان في هذه العادة، يتملكه الاستغراب من ان هذا العيد، الذي هو اهم عيد في الغرب المسيحي على الاطلاق، ليس الا ظاهرة تخفي في عمقها عادات وثنية. فلولا اله النور متراس Mitras، الذي عبده الفارسيون 1000 سنة قبل بداية التاريخ المسيحي. ولولا وجود القيصر الروماني اورليانوس (270 ـ 275). لما وجد ما يعرف اليوم بعيد ميلاد المسيح. فلهذين الاسمين يرجع سبب وجود هذا العيد الوثني الجذور، الذي البسه مسيحيو الغرب لون هذه الابهة الحاضرة.
فحين اعلن القيصر اورليانوس عام 274 ميلادية عبادة اله النور متراس كدين رسمي للدولة، اعلن بذلك وبشكل مباشر يوم 25 من شهر ديسمبر كيوم تقريبي لتحول الشمس كما عرفه الفرس، الذين عبدوا النار المقدسة والشمس القاهرة. وهكذا اخذ هذا اليوم صبغة عيد «ميلاد الشمس القاهرة» كذلك حتى تحت سلطة الدولة الرومانية. مع هذا الاحتضان لعبادة اله النور، اصبحت طقوس ميتراس تمثل المنافس القوي للديانة المسيحية. لذا بادرت الكنيسة، تفاديا للصراع مع هذا الوضع الجديد من جهة وكذلك لتحقيق تأقلم وتوازن بين ديانتها ومنافسها القوي، عبادة متراس، بادرت بالاعلان من جانبها عن هذا التاريخ 25 ديسمبر، كعيد الكريسماس.
لقد جاء الاعلان عن تاريخ 25 من شهر ديسمبر بسبب عدم امتلاك المسيحيين القدامى المقومات العلمية، التي تخولهم تحديد يوم 21 من نفس الشهر كيوم دقيق لتحول الشمس صوب الشتاء، وكذا لاعتقادهم بان الخامس والعشرين منه قد يكون اطول يوم ممكن، حتى تقام قبله بليلة مراسم احتفالات الميلاد. وهو ما يعرف عند المسيحيين بـ «الليلة المقدسة»، فرغم اعطائهم رسميا هذا اليوم صبغة دينية، لم يفقد رمزيته الى تحول شمس الشتاء في صيغتها الفارسية الاولى، لم تكن الدوافع المحركة للانسان المسيحي القديم هي البحث عن تحديد دقيق ليوم تحول شمس الشتاء، بل اكثر من ذلك كان غرضه هو الانسلاخ قدر الممكن عن التقويمين القديمين اليهودي وكذلك الجرماني، الذي لا يبدأ اليوم فيه دائما الا بليلة منصرمة.
لقد اختلفت الشعوب في تحديد تحول الشمس حتى ان بعضهم يرى ان التحول لا يحصل الا في شهر يناير (كانون الثاني) ومع ذلك فميلاد المسيح كما يراه الباحثون، لم يكن في فصل الشتاء، الا ان هذا التحديد بدوره لا يلعب بالنسبة للمسيحيين اي دور. فقد كان كل هم الكنيسة هو ان يحتل العيد المسيحي مكانة العيد الفارسي، حتى انهم تجاهلوا عن عمد او عن غير عمد ما ورد في الانجيل نفسه. ففي لوقا 2 و8: «وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم» فالرعاة لا يتناوبون على الحراسة الا في فصل الربيع في موسم الخراف وليس في فصل الشتاء حيث تحبس الخراف في الحظائر ودون حراسة.
على نفس المنوال عملت الكنيسة وبحذاقة، حين قامت حوالي الالفية الاولى الميلادية بتمسيح شعوب الشمال، على احلال هذا التاريخ مكان اعياد «لول» Jul (عيد الشعوب الجرمانية القديمة وهو كذلك عيد تحول شمس الشتاء)، الذي يعني عند بعض القبائل عيد الاضاحي في بداية فصل الشتاء وعند آخرين لا يحصل ذلك التحول الا في شهر يناير. وهكذا اتحدت المواسم معا في عيد المسيح، الذي لا زال يحمل اسم يول في المنطقة سكندنافية.
ان دور احتفالات عيد الميلاد، حيث الموائد الفاخرة، الاضواء وتبادل الهدايا وعلى وجه الخصوص هدايا الاطفال، التي لم توجد في الاصل المسيحي ووجدت مبكرا في عيد نيقولاوس، اي يوم السادس من شهر ديسمبر وهو يوم القديس نيقولا، لم تعد تمثل امام دورها التجاري وتقريبا الرابط الاسري الوحيد على مدار السنة، كل التقويمات والحسابات اي اهمية دينية او تاريخية بالنسبة للمجتمعات الغربية. ويجمع تقريبا كل الباحثين الدينيين على وجود مدينة صغيرة في القرن الرابع الميلادي اسمها ميرا وتبعد بحوالي 125 كيلومترا عن مدينة انتاليا بتركيا الحالية. كان يسكنها اسقف عرف بفضائله، التي بقيت مثل اسطورة شهيرة. اشهر هذه الفضائل حكايتان منحته شعبية واسعة. في احداها اهداؤه ثلاث نساء شابات فقيرات، كن يردن العمل في احدى المواخير، ثلاث تفاحات ذهبيات وبذلك استطعن شراء جهاز عرسهن والتراجع عن قصدهن، اما الحكاية الثانية فهي تقول: كان احد الجزارين قد قتل ثلاثة تلاميذ عابرين وملحهم، ومن لحمهم اطعم الجزار القديس نيقولا، الذي اكتشف الجريمة واعاد التلاميذ مجددا الى الحياة.
الحكاية الاولى جعلت منه حامل العطايا، مانح الهبات، في حين حولته الثانية الى غوث الاطفال وبذلك تم تداخل الحكايتين في الاثر المتداول. والعنصر الثالث، وهو غير مسيحي انضاف الى ذلك على شكل مرافق ـ نيقولا، فتاة (البطل الروماني). هذا الرجل المفزع، الذي من المحتمل انه يعود الى معتقد البراشاتا Parachata وهي (اسطورة زمن فصل الشتاء في المعتقدات الشعبية في دول الشمال) هذا الشبح الطالع من عبادة الاموات الجرمانية الذي يتمثل دوره في قذف بالاموات في نهاية العام. قد يعني اسمه «راوبيرش» حيث لبيرش علاقة بالمستتر، في حين يشير اسم راو الى البخور، الى القديم المستهلك والى جلود الفراء، التي كانت منذ عهود قديمة ترتدى غير مدبوغة، في الاصل كان يجسد قوة الاشباح الشتوية، التي كان يجب عليها هي الاخرى ان تخرج لتصبح بعدها ذات وظيفة اخرى. وحيث ان في الاصلاح البرتستاني لم يعترف بالقديسين الكاثوليكيين، فقد وقع نيقولا في تخلف عن الركب الحضاري وبذلك حول «اهداء الطفل الصغير» مثل ما ذكره لوقا، الى عيد الميلاد، فعوض ان ينتظر الاطفال نيقولا، صار عليهم انتظار القديس المسيح ثم الطفل المسيح، حامل الهدايا كذلك، وهكذا اصابت الكاثوليكية، كما يقال، عصفورين بحجر واحد. حتى في الاوساط البروتستانية كذلك بقي نيقولا حاضرا، لكن في صورة مغايرة، فتحول الى الاب نويل ـ بابا نويل. فهذا الخلط بين نيقولا وبابا نويل من جهة والطفل المسيح من جهة اخرى اتخذ اسماء متعددة، فهناك سنتا كلاوس الهولندي ومعناه نيقولا El Niflo الـ ـ نينو الاسباني (الياس ـ الطفل المسيح). في الدنمارك هناك علاوة على الاب يولمان (بابا نويل) الاقزام الصغيرة، التي تعتبر حاميات الكنوز. لهذه المخلوقات القديمة الحقيرة يدين بابا نويل بطاقيته المخروطة. اما معطفه الاحمر فهو منحة اسبغها عليه احد الرسامين في الولايات المتحدة الاميركية، الذي كان قد قام عام 1931 بمصممات دعائية لشركة كوكا كولا، اما نيقولا الاوروبي فكان رداؤه اسقفيا ابيض، كما لا زال يحتفظ به متحف روتنبورغ في المانيا.
فالاعتقاد ببابا نويل في اوروبا الغربية وفي المانيا بالتحديد عمره حوالي مائة عام فقط، حين اسندت اليه بالدرجة الاولى وظيفته تزكية تلهف الاطفال وانتظارهم لروح، الذي عليه ان يكون هو الطفل المسيح القادم برسالة الخلاص حتى يصبح هو نفسه هدية العالم الخالصة. فاصبحت تلك الهدية الدنيوية الخالصة، خاصة بين البالغين لا علاقة لها مباشرة بعيد الميلاد، بل بعادة احتفال قديمة بالسنة الجديدة.
لقد ساد الاعتقاد منذ عصر الكاروليين وحتى القرن 17 بأن الخامس والعشرين من ديسمبر هو بداية العام. بما في ذلك مكافأة عيد الميلاد، التي ترجع هي الاخرى الى عادات مثل مكافأة السعاة او الزبالين في حفل رأس السنة، حيث جرت العادة كتأكيد للعام الجديد وكفأل حسن للمستقبل، ان يمنح السادة حاشيتهم الهدايا، فقد اقيمت اول اسواق عيد الميلاد بشكل عادي قبل المساء، لانه حتى الفقراء في هذا الوقت يكون في جيوبهم المال. فعادة الطعام المرتبطة بنهاية العام، تنحدر من عرف اكرام السادة لمن يخدمهم، وذلك بعشاء عيد ميلاد فاخر. فمن عاداتها، التي استمرت، استدعاء رب الاسرة لبقية اعضاء اسرته. فحتى شجرة عيد الميلاد، يدين وجودها هي الاخرى لنهاية السنة. فقد جرت العادة بأن تنصب شجرة التنوب في غرفة الاستقبال وتزين. فهذه العادة لم توجد الا في القرن 16 في اقليم الالزاس ومن هناك انتشرت عبر المانيا ومنذ القرن 19 غزت بقية العالم المسيحي. الظاهر ان الشجرة المسيحية تنحدر من اغصان شجر البتول، التي كانت تستعمل لتزيين مداخل البيوت، وقاعات الضيوف كفأل حسن يضمن بركة بقية السنة. ان لها قرابة بالتوسل، بالاخصاب وبارواح فصل الشتاء حتى لا تقتلع سنابل الذرة. ففي مناطق مسيحية تستعمل باقة الذرة المزدانة مكان شجرة المسيح. فحتى انوار شجرة الميلاد ليست مسيحية المصدر، ان لها جذورا تعود الى الاعتقاد بالاموات، حيث توقد الانوار ليتسنى للاموات، الذين يأتون نهاية السنة لزيارة ذويهم، حتى يجدوا على نورها هدى. والى ذلك تشير الكنيسة حين تضع الشموع لأجل المسيح القادم. واستنادا الى العصر الحديث توضع الانوار لأجل بابا نويل. فحتى ان سلمنا جدلا بوجود شجرة للمسيح كان عليها ان تكون نخلة «فأجاءها المخاض الى جذع النخلة» سورة مريم الآية 23.
http://www.asharqalawsat.com/details...ماس&state=true
===========
إرميا 10
1 اسمعوا الكلمة التي تكلم بها الرب عليكم يا بيت اسرائيل.
2 هكذا قال الرب.لا تتعلموا طريق الامم ومن آيات السموات لا ترتعبوا.لان الامم ترتعب منها.
3 لان فرائض الامم باطلة.لانها شجرة يقطعونها من الوعر.صنعة يدي نجار بالقدوم.
======
هذه احد مظاهر الوثنية و عبادة الأوثان عند البروتستانت النصارى المسيحية
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.p...074#post135074
الخلاف والاختلاف حول زمن ميلاد السيد المسيح
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=20143
المفضلات