تفسير الإنجيل بالقرآن (6)النص الأول:ضعف السيدالمسيح والضرر الواقع عليه
" وعندما اقترب يسوع رأى المدينة فبكى عليها " (لوقا:19-41)
النص الثانى:
" بعد ذلك اقتاده الذين قبضوا عليه إلى بيت قيافا رئيس الكهنة "
(متى: 57:26)
النص الثالث:
" فقيدوه واقتادوه وسلموه إلى الوالى بيلاطس " (متى: 2:27)
النص الرابع:
" حينئذ بصقوا فى وجهه ، وضربوه بقبضاتهم ولطموه "
(متى: 67:26)
النص الخامس:
" وابتدأ بعضهم يبصق عليه . وكانوا يغطون وجهه ويضربونه ، ثم يقولون: أخبرنا يا نبى من ضربك ؟ وأخذه الحراس وضربوه " (مرقس: 65:14)
النص السادس:
" وبدأ الرجال الذين يحرسون يسوع يستهزئون به ويضربونه ، وغطوا عينيه وبدأوا يسألونه : ما دمت نبيا ، اعرف من الذى ضربك "
(لوقا 22- 63:64)
النص السابع:
" فأمر بيلاطس بأن يؤخذ يسوع ويجلد . فصنع الجنود تاجا من الشوك ووضعوه على رأسه ، ثم ألبسوه رداء أرجوانى اللون . وكانوا يأتون إليه ويقولون : نحييك يا ملك اليهود وكانوا يصفعونه " (يوحنا: 19-3:1)
النص الثامن:
" وكان الجنود ، بعد أن صلبوا يسوع ، قد أخذوا ثيابه وقسموها إلى أربعة أقسام " ( يوحنا:19-23)
النص التاسع:
" ثم صرخ يسوع ثانية بصوت مرتفع وأسلم الروح "
(متى: 50:27)
النص العاشر:
" فلما ذاق يسوع الخل ، قال :" قد تم " ثم حنى رأسه ومات "
(يوحنا : 19-30)
هذه عشرة نصوص كل نص فيها يبرهن على بشرية المسيح المطلقة ، وعدم الوهيته .
وتأمل هذا البلاء الذى وقع على المسيح ، على حسب زعمهم ، مع ملاحظة أننا سنسكت مؤقتا عن قولهم أن المسيح صلب وقتل :
* بكى .
* قبضوا عليه .
* قيدوه وسلموه للملك .
* بصقوا عليه وضربوه .
* جلدوه .
* سخروا منه .
* جردوه عن ثيابه .
* صرخ أكثر من مرة .
* مات .
وإذا كان الإله بهذا الضعف وهذا الهوان ، كيف خلق الخلق من العدم ؟
كيف أرسى الجبال ؟ وشق المحيطات والأنهار ؟ وأنزل الغيث والأمطار؟ وأنبت الزرع والثمار ؟ وقلب الليل والنهار؟ وسير النجوم والأقمار؟
وكيف رفع السماوات بغير عمد ؟ وبسط الأرض على ماء جمد ؟
وكيف أهلك قوم نوح ؟ وقوم صالح ؟ وقوم شعيب ؟ وكيف أهلك النمرود ؟
وفرعون مع الجنود ؟
وكيف أعز المؤمنين ، وأذل الكافرين ، وفضح المنافقين ؟
وكيف قهر الخلق فى العاجلة ، بالأمراض والآفات والوفيات ؟
وكيف يقهرهم فى الآخرة ، فيوقفهم للحساب على الفتيل والمثقال والنقير والقطمير ؟
وكيف ينتقم من الجبابرة فى الآخرة ، فينقادون خاشعين ذليلين مهطعين إلى سواء الجحيم ؟
إما أن تجيبوا وإما أن تتوبوا ؟
إن هذه الصفات بشرية محضة ، شاهدة بذلك ، دامغة لكل قول بألوهية المسيح.
وها هو خالق البشر ، يصف خلقه وعبيده ، بالضعف ، فيقول:
{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء:28]
ويصف نفسه سبحانه بالقوة والعظمة والكمال والجلال الذى لا يوصف به غيره سبحانه:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58]
وقال: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}[البقرة:165]
وقال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر:67]
والحق أننى أرى عقول القوم بالغة من الفساد غايته ومنتهاه ، بشكل تشمئز منه العقول والفطر السليمة .
يصفون المسيح بالذل والضعف والهوان والألوهية فى وقت واحد ؟؟!!
الحق أننى فعلا أشعر بالغثيان من جاهلية القوم وعمى بصيرتهم .
وعليه أكتفى بهذا القدر .
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتبه
سعيد رمضان على صالح
المفضلات