الايمان المسيحي هل هو معقول
رد على بعض مفاهيم الاخوة الاسلام عن العقيدة المسيحيه وفهمهم الخطا لها لذلك رغبت في الكتابة هنا في هذا الموضوع الحساس والذي يجب على كل مسيحي معرفة حقيقة ايمانه ومستعينا في بعض المراجع من الكتاب المقدس ولكم فائق الاحترام.
مما حفزني الى الكتابة في هذا الموضوع الحساس بعض المعلقين وجهلهم بالايمان المسيحي وما اعجبني في تعليق كنت قد قراته من اخ محب (مسلم) وهو يقول: ***((ايها المسيحيون راجعوا انفسكم في ما تعتقدون والا مصيركم جهنم))***.
لقد اعجبني هذا الشخص لاخلاصه لله، ومحبته للمسيحيين خوفا عليهم من نار جهنم ولايسعني هنا الا وأن أسرد له والى كل الاخوة الاحباء عن بعض ما يؤمن به المسيحي (المؤمن). فالايمان المسيحي يعتمد على أعلان الله عن ذاته في الكتاب المقدس الموحى به من الله لكي نعرفه ونحبه ونعبده، وتكون لنا صلة وثيقه به من الان والى الابد. فالصلاة هي اتصال مباشر مع الله والتحدث اليه لاننا منه اي قد أودع فينا نسمه الحياة من عنده. ولايمكن ألا ان يكون الله موجود. والا فمن خلق هذا العالم بنواميسه الدقيقة؟ من خلقني انا؟ لمن انا مدين بوجودي وكياني؟ فان ضمير الانسان في داخله هو صوت الله وصوت الابديه، فالانسان لايشبعه العالم المادي كله وان كان مليارديرا، لايمكن ان يستريح قلبه الا بالله والسلام الذي يعطيه. الانسان دون سائر خلق الله فيه غريزة التعبد وقد وضعها الله في قلوبنا. فالعقل السليم يستطيع ان يعرف وجود الله ولكنه يعجز عن معرفة ذاته وحقيقة كيانه وجوهره، لان العقل محدود,والله عظيم وغير محدود. ومن هنا لزم الاعلان الالهي. لانه لو لم يعلن الله ذاته لنا ماكنا نعرفه. ان المسيحيين يؤمنون ايمان مطلق وبجميع طوائفهم بان الله واحد، لااله الا هو. ومجرد ذكر اسم الله بال التعريف دليل على وحدانية الله وهنا ساتطرق لبعض الشواهد من الانجيل يدعم ما قلته: ***(فاعلم اليوم وردد في قلبك ان الرب هو الاله في السماء من فوق وعلى الارض من الاسفل وليس سواه)*** (تثنية 4:39) - ***(اسمع يا اسرائيل الرب الهك رب واحد)*** - ***(انا الرب صانع كل شي ناشر السماوات وحدي)*** (اشعياء 44:24) - ***(اليس انا الرب ولا اله غيري ليس سواي)*** - ***(المجد من الاله الواحد لستم تطلبونه)*** (يوحنا 5:44) – ***(بالحق قلت لانه الله واحد وليس سواه)*** (مرقس 12:32) - ***(نعلم ان ليس اله اخر الا واحد)*** (كورينثوس الاولى8:4) - ***( يوجد الله واحد)*** (تيماثاوس الاولى 2:5)...
(( الى هنا هو الايمان))
((ونتابع الان الاكاذيب والتلفيقات و الكفر الصريح))
ووووكثير من الايات التي تقول بان الله واحد لاغيره.وان الكتاب المقدس يخبرنا ان الله واحد في ثلاثة اقانيم وكلمة اقانيم كلمة سريانية وهي الوحيده فبي كل لغات العالم اقرب معنى لها بالعربي هو التميز او التعينات مع عدم الانفصال او الاستقلال .وبما ان الله لاشبيه له بين كل الكائنات وعقولنا مهما تعمقت في الله تبقى محدوده فان الايمان المسيحي يعتمد كليا على اعلان الله عن ذاته ولا يمكننا ان نشبه الله باي شي لان الاشياء كلها محدوده ومركبة فان الله متحد باقانيمه بغير امتزاج وهو ذات واحده. تبدوا هذه الحقيقة معقدة فعلا وصعبهةالاستيعاب لكن الله اعلن عن ذاته في الكتاب المقدس، كان سهلا على الانسان اذا اراد ان يزيف ايمانا او يصنعه فانما يصنعه وفق الفطرة البشرية وفي مستوى العقل ليسهل قبوله واستيعابه، ويقول الكتاب المقدس (الانسان الطبيعي لا يقبل مالروح الله لانه عنده جهاله) فالايمان باعلان الله ذاته ثالوثا، وان كان يبدو صعبا لكنه معقول، بل هو المعقول لان وحدانية الله المطلقة لاتليق بالله لانها تقتضي تنزيهه عن الصفات والعلاقات (المحبة، الرحمة، البر، الرافة، الحنان، الكلام، السمع.......).
بما انه وحده الازلي فلم يكن وغيره في الازل ليمارس معه الصفات والعلاقات ولسيما المحبة. وبناء عليه تكون صفات الله عاطلة في الازل ثم صارت عاملة بعد خلق الكائنات، وحاشا ان يكون الامر كذلك لان الله منزه عن التغير وهو مكتفي بذاته، اي مستغني عن مخلوقاته. اذن لابد ان الله كان يمارس علاقاته وصفاته في الازل مع ذاته لانه لا شريك له ولا تركيب فيه.ولابد الاعتراف بان وحدانية الله جامعه للمتميزات او التعينات (الاقانيم) الذات الواحدة .ولا تناقض بين الوحدانية والتعينات لان الله واحد في جوهره وجامع في تعيناته,لانه يمارس صفاته وعلاقاته مع ذاته بالفعل منذ الازل اي مع تعيناته وليس مع صفاته لان الصفات معان والتعينات عاقلة ويمكن التعامل معها فلا يقال مثلا ان الله كان في الازل يكلم صفاته ويسمعها ويبصرها ويحبها ,او ان صفاته كانت تكلمه وتبصره وتحبه ولكن نقرا في الانجيل ان الابن يحب الاب ,والاب يحب الابن والروح القدس هي روح المحبة.ولاشك ان هذه الحقيقة فوق الادراك البشري لانه لا شبيه لهذه الوحدانية في الكائنات المنظورة ولكن هذه الحقيقة لاتتعارض مع العقل بل هي معقولة.وقد شهد بمعقوليتها كثير من الفلاسفة ومنهم الامام الغزالي في كتابه (الرد الجميل) صفحة 196 يعتقد النصارى ان ذات الباري واحدة في الجوهر ,ولها اعتبارات وانها منعوته في الاقانيم، وقول الشيخ ابو الخير الطيب في كتابة اصول الدين صفحة 153 ((اقوال النصارى تشهد بتوحيدهم، لانهم يقولون ان الباري تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح القناع عنها وهي الاب والبن والروح القدس))، وقال ابن سينا ((الله علم وعالم ومعلوم، وعقل وعاقل ومعقول، ومحبة ومحب ومحبوب)) وقال ايضا في بيت الشعر ((تثليث محوبي وقد كان واحدا ما صير الاقنام بالذات اقنما))، وكما قال الاستاذ عباس محمود العقاد عن الايمان المسيحي ((ان الاقانيم جوهر واحد، وان الكلمة والاب وجود واحد)) وللحديث بقية والسلام والمحبة اليكم جميعا.
فائز وكيلة
المفضلات