بعد أن اعتبروا نقطة سوداء في وجه إسرائيل
الحاخامات المتحولون للإسلام صداع في رأس اليهودية
أحمد إبراهيم:
تتواصل ردود الفعل على الساحة الإسرائيلية بعد إعلان الحاخام ميخائيل شروبسكي اعتناقه الإسلام، و هو الإعلان الذي اعتبره المتشددون اليهود في إسرائيل بمثابة " طعنة" لهم و نقطة سوداء في وجه إسرائيل لن يستطيعوا محوه بسهولة.
و تجيء أهمية قضية شروبسكي لكونه الابن الأكبر لأحد أبرز الحاخامات اليهود وهو يهودا شروبسكي الحاخام الأكبر في بولندا و زعيم الطائفة الحسيدية أكثر الطوائف اليهودية تشددا ً و الذي لا تقل مكانته أوروبيا ً عن مكانة أبرز القساوسة و رجال الدين المسيحي حتى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تطلق عليه لقب "البابا اليهودي ". و منذ إعلان شروبسكي عن إسلامه و رجال الدين اليهودي لم يتوقفوا عن الهجوم عليه حتى أن عددا ً منهم حاول قتله و هي المحاولات التي أدت إحداها بالفعل إلى إصابته بجروح خطيرة أثرت عليه و جعلته غير قادر على السير بصورة طبيعية. وقصة شروبسكي الذي تحول إلى محمد المهدي تعتبر واحدة من 752 حالة تحول "رسمية" إلى الإسلام قام بها حاخامات و رجال دين يهود و ذلك في الفترة من عام 1998حتى بداية العام الحالي 2005، و هي الحالة رقم 15478 لليهود الذين تحولوا إلى الإسلام منذ إقامة إسرائيل عام 1948 حتى الآن.
يهودا.. و جاباي
و أدى هذا العدد الكبير إلى غضب رجال الدين اليهود و حذرت الهيئات و المؤسسات الدينية في بيانات و تقارير لها من خطورة هذه التحولات، وكان أبرز هذه البيانات ما أصدرته جماعة ناتوري كرتا اليهودية المتشددة في الواحد و العشرين من شهر إبريل و التي رأت أن خطورة هذه التحولات لا تعود فقط إلى إنها تزعزع ما أسمته بقواعد الديانة اليهودية مع العديد القليل لليهود في العالم - أشارت الموسوعة اليهودية العالمية الصادرة بداية العام الجاري 2005م إلى أن عدد يهود العالم وصل إلى 18 مليون شخص- ولكنها تعطي انطباعا ً بزيف الأساس الذي بنيت عليه إسرائيل كدولة يهودية و وطن قومي موعود لليهود، وهو الزيف الذي يؤكده الحاخامات من اليهود المتحولون أنفسهم.
غير أن الملاحظ أن أغلب القائمين بعمليات التحول من اليهودية إلى الإسلام هم من اليهود المتشددين و المغالين دينيا ً، و يكفي قصة الشاب يهودا رفائيل هيرش الذي كان عضوا ً في جيش شبان التلال اليهودي المتطرف والذي يعتبر أحد أبرز الجماعات اليهودية المتطرفة و المعنية بحماية المستوطنين و تصفه عدد من الدوائر اليهودية بأنه جيش إسرائيلي منفصل و يمتلك إمكانيات أقوى من الجيش الإسرائيلي نفسه في كثير من المجالات.
و لقد أسلم يهودا في الأول من يناير الماضي و تحول إلى خالد بن الوليد و طلب اللجوء السياسي إلى الأراضي الفلسطينية و يقيم حاليا ً مع عائلته في مدينة " يطة" بالضفة الغربية، بالإضافة إلى قصة المجندة الإسرائيلية شوكي جاباي المنحدرة من عائلة جاباي المتشددة الكبرى و التي أثار إسلامها ردود فعل واسعة النطاق ليس فقط في إسرائيل بل في العديد من الأوساط اليهودية في العالم حتى أن عددا ً من الحاخامات أفتوا بضرورة إعلان " الحرب المقدسة" على الفلسطينيين حتى تعود جاباي إلى اليهودية مرة أخرى، غير أن جاباي التي غيرت اسمها إلى فاطمة لم تكترث و تعيش حاليا ً في الخليل بعد أن تزوجت أحد الفلسطينيين و أنجبت منه طفلتين هما شيماء و زينب.
بالإضافة إلى قصة الحاخام اليهودي الشهير يوسف كوهين الذي أشهر إسلامه و تحول إلى يوسف خطاب و يقيم في القدس، و موردخاي فعنونو عالم الذرة النووي الإسرائيلي الذي تحول إلى المسيحية عند اعتقاله في إسرائيل بتهمة إفشاء أسرار نووية عن إسرائيل.
تحذير
و على الرغم مما تحمله قضية شروبسكي و غيرها من القضايا السابق ذكرها من دليل قاطع على قوة الإسلام و انتصاره على أكبر المعاقل اليهودية تطرفا ً إلا أن الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل يحذر في حواره ل " الاتحاد" من خطورة هذه العمليات خاصة و أنها قد تكون ساترا ً حتى يتمكن اليهود المتطرفون ممن يتظاهرون باعتناق الإسلام بالدخول إلى المسجد الأقصى أو أي مكان إسلامي مقدس آخر و هناك من الممكن أن يقوموا بالأهداف التخريبية التي ترغب الجماعات اليهودية في القيام بها، حيث يصعب على هذه الجماعات القيام بهذه العمليات نظرا ً لصعوبة دخول غير المسلمين للأماكن الإسلامية الفلسطينية، غير أن الخطيب رأى أن هذا ليس معناه إغلاق الباب أمام من يهديه قلبه إلى الإسلام و لكنه يطالب فقط بالحذر منهم في البداية.
و ينبه الخطيب إلى اهتمام الحركة الإسلامية في إسرائيل بأي معتنق حيث يوجد في الحركة "دائرة العناية بالمسلمين الجدد" و هي الدائرة التي تعنى بهؤلاء المسلمين و لديها عشرات الاتصالات من اليهود و المسيحيين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.
و يضيف أن عمل هذه الدائرة يواجه كثيرا ً من التحديات خاصة و أن هناك عددا ً من اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل من مختلف دول العالم هم في الأصل مسلمون و من هؤلاء عدد كبير من اليهود الروس أو يهود الفلاشا الذين تظاهروا بأنهم يهود و خدعوا الوكالة اليهودية و قدموا إلى إسرائيل حتى يحسنوا أوضاعهم الاقتصادية المتدهورة في بلادهم.
و يؤكد الخطيب أنه يعرف عددا ً كبيرا ً من الإسرائيليين اليهود الذين اعتنقوا الإسلام في سرية، و يؤدون الصلاة و جميع شعائر الاسلام كالصوم ودفع الجزية في سرية، و يحضر عدد كبير من هؤلاء اليهود إلى مقار الحركة و مساجدها و يقيمون فيها هذه الشعائر سرا ً بدون أن يراهم أحدحتى لا يبطش بهم أحد من اليهود المتطرفين.
و بالتالي تعكس هذه القضية واحدة من أخطر الظواهر التي يتعرض لها المجتمع الإسرائيلي، و هي الظاهرة التي باتت تقلق كبار الحاخامات اليهود أنفسهم و التي تثبت بلا شك زيف الدعاوى التي قامت عليها إسرائيل، و هي الدعاوى التي يبدو أنها باتت تتحطم على يد رجال الدين اليهود أنفسهم.
المصدر: http://www.alittihad.ae/details.asp?...5/2005&id=9322
المفضلات