دبي- فراج اسماعيل
بعد ثمانية شهور من اختفائها ظهرت "زينب" طالبة السنة الثالثة بكلية الأداب جامعة حلوان، التي خرجت من منزل أسرتها في ضاحية "المعادي" بالقاهرة، تاركة رسالة تخبرهم فيها أنها تركت "الإسلام" واعتنقت "المسيحية" دون أن توضح عنوانها أو أية تفاصيل أخرى عنها.
تفجرت القضية على نطاق الصحافة والرأي العام في مصر، بعد أن خرجت مظاهرات الأقباط في مقر البطريركية الارثوذكسية بالعباسية تطلب عودة زوجة القس "وفاء قسطنطين" التي كانت أيضا قد خرجت من بيت أسرتها في مدينة أبو المطامير في محافظة البحيرة، وطلبت من أحد أقسام الشرطة في القاهرة بدء إجراءات إشهار إسلامها، ثم خضعت وفاء لجلسات النصح الكنسية المعتادة وأعلنت بعد ذلك عودتها إلى دينها الأصلي.
وفي تصريحات لـ "العربية.نت" كشف الكاتب والباحث أبو إسلام أحمد عبدالله تفاصيل إختفائها.. أين كانت.. وكيف عادت فجأة ولماذا، وكانت بعض الصحف المصرية قد نشرت من قبل أن والدها قدم استغاثة للرئيس حسني مبارك لإعادة ابنته أو كشف مصيرها.
ابعادها عن أية ضغوط
قال أبو إسلام إنها عادت فجأة إلى بيت أسرتها منذ شهر بعد أن تأكدت أن الأمور هدأت تماما، وكانت تريد تنصير أسرتها وليس من أجل العودة إلى الإسلام، واصفا إياها بأنها جريئة وواثقة من نفسها، وبدا عليها انها تعرضت لعملية غسيل مخ مركزة طوال فترة غيابها "ثمانية شهور".
وأضاف أن هذه الفتاة أخبرته بأن جلسات مكثفة عقدت لها لكي تترك دينها، وأنها تحتاج إلى فترة من الوقت لكي تثمر جلساتنا معها وتقتنع بما نقوله لها، ونقل عنها قولها لهم: " لماذا تستكثرون على اسبوعين تجلسون فيها معي لتجيبوا عن أسئلتي الحائرة، بينما جلسوا هم معي ثمانية شهور".
واستطرد أبو اسلام: "إن الشباب المتخصص الذين عقدوا جلسات معها حرصوا منذ البداية على عدم تعريضها لأية ضغوط، حتى الصليب الذي رسم لها عندما تم تعميدها، لم يحاول أحد أن يجبرها على تركه حتى تقوم هي شخصيا بازالته في حالة وصولها إلى قناعة ويقين بالعودة إلى دينها".
وأشار إلى أنها لم تغادر مصر بالرغم من الرسائل التي كانت تأتي ممهورة باسمها من قبرص واليونان لتطمئن أسرتها على حالها، بل كانت تعمل طوال ذلك الوقت سكرتيرة لأحد القساوسة، أما الرسائل فكانت تؤخذ إلى بعض الأشخاص المقيمين في هاتين الدولتين ليعيدوا من هناك إرسالها، وأنها أخبرتهم بأنها قامت باستئجار شقة مفروشة لها، أقامت فيها لمدة شهر تكفلت فيه بنفسها حتى لا تثير مشكلة كالتي أثارتها وفاء قسطنطين، وعندما هدأت الأوضاع انتقلت للإقامة في الكنيسة.
وعندما عادت إلى أسرتها حاولت أن تدعوهم إلى المسيحية، فتطوع عدد من الشباب الباحثين في الدراسات المسيحية واقاموا لها جلسات دينية عادية، أشبه بجلسات النصح التي يعملها القساوسة لمن يتحول عن المسيحية إلى الاسلام، ثم بعد ذلك يتركون القرار لها بمنتهى الحرية.
مناظرة مع القس زكريا بطرس
ثم عقد لها الشباب المتطوع جلسة ناقشوا خلالها من قالت انه ابوها الروحي وهو القس زكريا بطرس المقيم في لندن والذي استطاع التأثير عليها ابتداء من خلال "البال توك" عبر الانترنت". جدير بالذكر أن البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس كان قد اتخذ قرارا منذ عدة شهور بشلح هذا القس بسبب تهجمه على فريضة الحج، ولكن القرار لم يتم تطبيقه حتى الآن.
وقال أبو اسلام: "تحدث القس زكريا بطرس لمدة 6 ساعات كاملة لم يسمح لهذا الشباب خلالها بالتدخل إلا 10 دقائق فقط.. كان يثير شبهات حول أيات بعينها ويجيبونه في وجود زينب ووالديها، فيسألهم عن أرقام تلك الآيات فيكلفونه بارسالها له مباشرة كرسالة خاصة، لكنه يتجاهل ذلك مواصلا الحديث زاعما انهم فشلوا في أن يجيبوه، فتدخلت زينب واستنكرت عليه ذلك قائلة له: (لقد خذلتني).. فأنسحب من الحوار ووجه لها الشتائم وطردها من القائمة لأنها سمحت لهذا الشباب بمناقشته.
ومع استمرار الجلسات بدأت شبهاتها تقل شيئا فشيئا ولوحظ عليها اقتناعها بما يصلها من إجابات، لكن حجم غسيل المخ الذي تعرضت له كبير للغاية، لدرجة أن الشباب المتطوع الذين كانوا يناقشونها كانوا لا يستطيعون أن يقولوا وهم يناقشونها أنها كانت مسلمة، وفي المقابل كان حجم الشبهات التي أثيرت لها خلال فترة الغياب أكبر من أن يتم إزالتها خلال أيام قليلة.
البداية عبر الانترنت
وواصل قائلا: حتى الآن نستطيع أن نقول إنها عادت من المسيحية بنسبة 100%، لكننا لا نجزم بأنها أصبحت مسلمة حتى آخر جلسة عقدها معها الشباب يوم الخميس 9/6/2005، لقد وقفت عند " لا اله إلا الله". لم تصل بعد إلى أن تستكمل الشهادة بـ" محمد رسول الله" رغم أنها قالتها لفظيا، وتوضأت وصلت فجر يوم الجمعة ، ثم صلت أمس السبت 11/6 أربعة فروض. إنها غير منتظمة في الصلاة ونحن لا نستعجل أي شئ. نريدها أن تقتنع بدون أية ضغوط. لقد طرحت شبهات وأسئلة حائرة والشباب المتخصص يجيبون عليها، ولها بعد ذلك أن تتخذ قرارها بمحض إرادتها، فلا إكراه في الدين".
قال: "قبل أن تترك زينب اسرتها كانت تقوم بتحفيظ بعض آيات القرآن الكريم في دار حضانة، وتذهب إلى المسجد مع بعض المتدينات، لكنها لم تكن متعمقة أو دارسة في الدين. واستطرد أنه الواضح أنها كانت تمر بمرحلة اضطراب فكري مثل بعض الشباب والفتيات في سنها، ثم دخلت في حوارات عبر الانترنت مع شباب وفتيات مسيحيات من مصر.
وكشف أن والدتها سألتها قبل خمسة أيام: "ألم يحن الوقت يا ابنتي؟. وكانت تقصد ازالة الصليب من يديها، فوافقت زينب وذهبت مع أمها إلى أحد الأطباء وتم ذلك".
واختتم ابو اسلام حديثه بقوله: " ومن المهم جدا ان اوضح أنني لم اكن من بين الشباب الذين يذلوا الجهد الكبير وكان كل جهدي فقط هو الدعاء والمتابعة، ولا انسب لنفسي اي جهد صغر او كبر". ثم أضاف: لقد عرفنا معلومات جدبدة وهي أن زينب الآن تمارس حياتها بصورة طبيعية للغاية وتقوم بزيارة بعض الأسر القريبة منها.
وعن ما تردد أن تحولها جاء بسبب رفض أحد الشيوخ الاجابة عن سؤال لها وقيامه بنهرها، قال: لا اعتقد أن ذلك سبب مهم.. هناك أسباب أخرى بلا شك، لكنها قالت لنا إنها طلبت من هذا الشيخ أن يوضح الفرق بين الآية القرآنية التي تقول: "واعتزلوا النساء في المحيض" والحديث النبوي الذي يقول " استمتعوا بنسائكم إلا الايلاج" فاستنكر ان تقوم فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها بطرح هذا السؤال بشكل علني.
المصدر:
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=13900
المفضلات