المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحامي 2010
الأخت الفاضلة د / مسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نحن نتفق أن إختلافنا أسمي وأرفع لأنه خلاف هدفه الأساسي والوحيد هو الوصول إلي الحقيقة مهما كانت وأينما كانت مدعمه أساسا من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم وإجماع الصحابة والأولين
وعند توجيه سؤال / هل هناك آية واحدة في القرآن تقرر صراحة أن الأرض تتحرك جئتي بآية من سورة النمل رقم 88 وهذه الآية تتحدث عن يوم القيامة وهذه هي أدلتي
"وترى الجبال" تبصرها وقت النفخة "تحسبها" تظنها "جامدة" واقفة مكانها لعظمها "وهي تمر مر السحاب" المطر إذا ضربته الريح أي تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا "صنع الله" مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله أي صنع الله ذلك صنعا "الذي أتقن" أحكم "كل شيء" صنعه "إنه خبير بما تفعلون" بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
هذا تفسير الجلالين
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=027
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب" أي تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه وهي تمر مر السحاب أي تزول عن أماكنها كما قال تعالى " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا" وقال تعالى " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " وقال تعالى " ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة " وقوله تعالى " صنع الله الذي أتقن كل شيء " أي يفعل ذلك بقدرته العظيمة " الذي أتقن كل شيء " أي أتقن كل ما خلق وأودع فيه من الحكمة ما أودع " إنه خبير بما يفعلون " أي هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر وسيجازيهم عليه أتم الجزاء .
وهذا تفسير إبن كثير
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب " قال ابن عباس : أي قائمة وهي تسير سيرا حثيثا . قال القتبي : وذلك أن الجبال تجمع وتسير , فهي في رؤية العين كالقائمة وهي تسير ; وكذلك كل شي عظيم وجمع كثير يقصر عنه النظر , لكثرته وبعد ما بين أطرافه , وهو في حسبان الناظر كالواقف وهو يسير قال النابغة في وصف جيش : بأرعن مثل الطود تحسب أنهم وقوف لحاج والركاب تهملج قال القشيري : وهذا يوم القيامة ; أي هي لكثرتها كأنها جامدة أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب , والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء , فقال الله تعالى : " وسيرت الجبال فكانت سرابا " [ النبأ : 20 ] ويقال : إن الله تعالى وصف الجبال بصفات مختلفة ترجع كلها إلى تفريغ الأرض منها , وإبراز ما كانت تواريه , فأول الصفات الاندكاك وذلك قبل الزلزلة ; ثم تصير كالعهن المنفوش ; وذلك إذا صارت السماء كالمهل , وقد جمع الله بينهما فقال : " يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن " [ المعارج : 8 - 9 ] . والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع بعد أن كانت كالعهن . والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز , فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها . والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الأرض فتظهرها شعاعا في الهواء كأنها غبار , فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة , وهي بالحقيقة مارة إلا أن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة . والحالة السادسة أن تكون سرابا فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب قال مقاتل : تقع على الأرض فتسوى بها . ثم قيل هذا مثل , قال الماوردي : وفيهما ضرب له ثلاثة أقوال : أحدها أنه مثل ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال , وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب ; قاله سهل بن عبد الله . الثاني : أنه مثل ضربه الله للإيمان تحسبه ثابتا في القلب وعمله صاعد إلى السماء . الثالث : أنه مثل ضربه الله للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى العرش . و " ترى " من رؤية العين ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين . والأصل ترأى فألقيت حركة الهمزة على الراء فتحركت الراء وحذفت الهمزة , وهذا سبيل تخفيف الهمزة إذا كان قبلها ساكن , إلا أن التخفيف لازم لترى . وأهل الكوفة يقرءون : " تحسبها " بفتح السين وهو القياس ; لأنه من حسب يحسب إلا أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافها أنه قرأ بالكسر في المستقبل , فتكون على فعل يفعل مثل نعم ينعم وبئس يبئس وحكى يئس ييئس من السالم , لا يعرف في كلام العرب غير هذه الأحرف " وهي تمر مر السحاب " تقديره مرا مثل مر السحاب , فأقيمت الصفة مقام الموصوف والمضاف مقام المضاف إليه ; فالجبال تزال من أماكنها من على وجه الأرض وتجمع وتسير كما تسير السحاب , ثم تكسر فتعود إلى الأرض كما قال : " وبست الجبال بسا " [ الواقعة : 5 ]
هذا تفسير القرطبي
نأتي إلى الآية التي يثبت بها علماء المسلمين ويستشهدون بها على دوران الأرض يقول تعالى وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.
إن هذه الآية التي يستدلون بها على دوران الأرض، ذكرها الله تعالى ضمن آيات توضح مشهداً من مشاهد يوم القيامة.ولا علاقة لهذه الآية بالحياة الدنيا لأن الله تعالى أخبر في القرآن أن الجبال ثابتة، راسية، منصوبة وليست في الدنيا بأي حال من الأحوال متحركة وإلا فكيف يخبرنا تعالى أن الجبال ثابتة ثم نكتشف بعد ذلك أنها ليست ثابتة وإنما هي تمر مر السحاب؟
ويقول سبحانه ( أم من جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا) النمل 61
وإليك أختي الفاضلة تفسير بن كثير ( أمن جعل الأرض قرارا " أي قارة ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة بل جعلها من فضله ورحمته مهادا بساطا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك كما قال تعالى في الآية الأخرى " الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء " )
تفسير الجلالين (أمن جعل الأرض قرارا" لا تميد بأهلها "وجعل خلالها" فيما بينها "أنهار وجعل لها رواسي" جبالا أثبت بها الأرض "وجعل بين البحرين حاجزا" بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر "أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون" توحيده)
تفسير الطبري (القول في تأويل قوله تعالى : { أمن جعل الأرض قرارا } يقول تعالى ذكره : أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم خير وهو لا يضر ولا ينفع , أم الذي جعل الأرض لكم قرارا تستقرون عليها لا تميد بكم .)
وهناك دليل آخر – أختي الفاضلة – أنه و بإحصاء كلمة الأرض التي وردت في القرآن الكريم وجدنا أنها ذكرت (451) مرة. لم يرد مرة واحدة مع كلمة الأرض أي فعل فيه حركة، بل ولا غير الحركة سوى أفعال التسبيح فقط. بخلاف الشمس التي ذكرت حوالي 30 مرة وردت مع معظمها أفعال حركة.
كذلك كما تذكر الشمس دائما مع القمر، وكلاهما متحركان، تذكر الأرض مع السموات وكلتاهما ثابتتان
ويثبت الله تعالى للسموات والأرض طاعة كاملة له كشأن الكائنات.فمثلا:
1- وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءك وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ
هكـذا أمـر الله، كـانت الطـاعة التامة وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ
(هود:44).
2- أن السموات والأرض تبكي على المؤمنين الصالحين لفراقهم إذا ماتوا
أما غيرهم فلا تبكى عليه فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأرْضُ (الدخان:29).
3- وأنكرت الأرض على من قال إن لله ولداً تَكَادُ السَّمَـوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ
مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (مريم).
4- أثبت الله لها وللسموات طاعة من بدئهما حتى نهايتهما.ففي البدء:
قَالَتَا أَتَيْنَا َطائِعِينَ ( فصلت:11).
وفي الختم قال عن كل منهماوَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (الانشقاق:5).
أما السجود فقد أثبته تعالى لجميع الكائنات والمخلوقات في السموات والأرض ولم يثبته لهما.أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (الحج:18).
فكل هذه الكائنات على عظمتها وحركتها تسجد لله وهو سجود حقيقي باستثناء السموات والأرض.وقد كان الله تعالى قادراً على أن يسجدهما.ولكنه تعالى منعهما من ذلك ليثبتهما لمن عليهما.
وأرجو من الله تعالي جلت قدرته في أن أكون قد وفقت في إيصال المراد
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعضه منقوووول للأمانة
المفضلات