استخبارات ايرانية تخطط مع “حزب الله” لتنفيذ عمليات في سورية
كشف تقرير أمني سري أن عشرة من كبار ضباط الاستخبارات الإيرانية غادروا بيروت الليلة قبل الماضية متوجهين إلى دمشق بعد أن أمضوا في العاصمة اللبنانية 72 ساعة عقدوا خلالها اجتماعات مكثفة مع قيادات “حزب الله” الأمنية، وأن جانبًا من هذه الاجتماعات شارك فيها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
ولم يكشف التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة “المدينة” السعودية جميع ما دار في هذه الاجتماعات غير أنه تحدث عن تناول الاجتماع عمل الوحدات الأمنية التابعة لـ”حزب الله” في الأراضي السورية دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل، لافتاً إلى أن مجموعة من “حزب الله” يطلق عليها “مجموعة الشهيد عماد مغنية” من المفترض أن تكون غادرت بيروت أمس الخميس لتنفيذ مهام خاصة في منطقة أدلب السورية دون أن يكشف التقرير طبيعة هذه المهام.
وأخطر ما تحدث عنه التقرير خطة وضعت خلال اجتماع بيروت تقضي بتعقب قادة المعارضة السورية في الخارج بهدف تصفيتها حيث تم الاتفاق على عرض هذه الخطة بتفاصيلها كاملة على القيادة الأمنية في دمشق.
وفي الوقت الذي تفعل فيه الولايات المتحدة الرسمية كل ما في وسعها كي تشدد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على سوريا، يجري الإعداد منذ الآن في الغرف المغلقة لوزارة الدفاع الأمريكية لخطط التدخل العسكري. مصادر في الإدارة روت لـ «سي.ان.ان» أن البنتاغون وقيادة الجيش بدأتا في إعداد الخيارات العسكرية لحالة طلب الرئيس أوباما لخطط من هذا النوع.
وشدد المسؤولون مع ذلك على أن السياسة الأمريكية في هذه اللحظة تركز على الإمكانيات غير العسكرية ومهما يكن من أمر فإن الجيش الامريكي يفحص كل الإمكانيات في ما وصفته المصادر بأنه «فحص شامل». وشرح المسؤولون بأن هذا الفحص يعتبر عاديًا من ناحية البنتاغون، الذي يريد أن يكون جاهزا بسيناريوهات التدخل إذا طلبها الرئيس أوباما. وعلق مصدر بالبنتاجون بقوله: «لا نريد أن نصل إلى المكان الذي يتعين علينا فيه أن ننفض الغبار فجأة عن خطط من خمس سنوات».
يرى محللون ان الحلول الدبلوماسية للازمة السورية استنفدت مما يفتح الباب واسعا امام عسكرة الحركة الاحتجاجية، لا سيما مع ارتفاع اصوات في سوريا وفي الخارج للمطالبة بتسليح المعارضة.
ويرى الباحث في مركز بروكينجز للدراسات في الدوحة شادي حميد ان الحلول الدبلوماسية للازمة السورية "استهلكت وهناك نقاش جدي حول الخيارات العسكرية، وهذا هو الاتجاه الذي تسير نحوه سوريا على ما اظن".
ويضيف "هناك اليوم حديث عن مناطق آمنة وعازلة وممرات انسانية. وهذا ما كانت تطالب به المعارضة السورية". ولم تحقق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الى دمشق الثلاثاء الماضى أي تقدم ملموس لحل الازمة في سوريا. وابرز ما اعلن هو ما نقله لافروف عن الرئيس السوري بشار الاسد لجهة "التزامه وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها".
غير ان القوات السورية واصلت حملاتها الواسعة على المناطق المنتفضة، لاسيما حمص (وسط)، اكبر معاقل الحركة الاحتجاجية. وكانت موسكو وبكين قد استخدمتا السبت حق النقض في مجلس الامن لمنع صدور قرار يدين القمع في سوريا.
ويطالب الجيش السوري الحر بمساعدات عسكرية للتمكن من مواجهة قوى النظام. ويرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت هلال خشان ان الغرب ليس مضطرا للمرور عبر مجلس الامن في ظل الموقف الروسي والصيني الداعم لحكم الاسد، بل "لديه بدائل كثيرة يمكن ان تقصم ظهر النظام منها مساندة الجيش السوري الحر والعقوبات الاقتصادية".
واشار الى ان "طلب مجلس التعاون الخليجي سحب السفراء خطوة في اتجاه التصعيد ضد النظام السوري". ويرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الامريكية عماد سلامة ان "الانتقال السياسي في سوريا لن يكون سلميا، بل من خلال ثورة عنيفة". ويضيف سلامة "كل ما يمكن فعله دوليا هو ان تكون هذه العملية سريعة".
لكن شادي حميد يؤكد ان الجيش السوري الحر وإن كان "يكتسب مزيدا من القوة على الارض والتأييد الشعبي"، الا انه يحتاج الى امور ابعد من التسليح حتى يتمكن من الاطاحة بالنظام. ويقول "يجب ان يترافق ذلك مع اجراءات اضافية مثل المساندة الجوية او غيرها من اشكال التدخل العسكري التي قد تجري من خارج اطار مجلس الامن.
المصدر: الخليج
المفضلات