من المفروض حسب عقيدة النصارى ....
أن التجسد والفداء كان من أجل تحرير البشر وخلاصهم من لعنة الخطيئة الاولى ....
ومن المنطق أن أحكاما عقابية صدرت على أثر وقوع الخطيئة الاولى أن تنتهي فور تحقق ما يوجب ازالتها .
هذا المنطق ....
منطق بسيط لا يخفى على الأطفال ....
ولكن ذلك التجسد والفداء العظيم ....
لم يقوى على تغيير تلك الاحكام العقابية ....
لا سيما أن الذي أصدر تلك الاحكام من أجل لعنة الخطيئة .
هو نفسه من جاء ليزيل تلك اللعنة .....
ولكنه بدا كمن نسى ازالة ما يستوجب ازالته فورا بعد أن أتم كل شىء .....
تماما كمثل قاضي .... كان قد حكم على سجينه بالمؤبد مع الاشغال الشاقة .... ووعده بأنه سيبرئه من ذنبه .... فنزل الى الزنزانة .... واحتضن السجين بحب وعطف ..... وبشره بنفسه انه نال البراءة من ذنبه الى الابد ....
فاحتضن السجين القاضي بحرارة وشكره ....
وخرج القاضي .....
دون أن يصدر حكما اخر بزوال الحكم السابق نتيجة البراءة ....
فظل البرىء المسكين يعاني كل يوم من الأشغال الشاقة جراء حكمه القديم مع أنه نال البراءة بتأكيد القاضي الذي كان قد حكم عليه !
غريب ! أليس كذلك ؟
اليكم الأشياء التي لم يقوى التجسد والفداء أن يزيلها وبقى البشر محكومين فيها :
1 - (لأنك يوم تأكل منها موتا تموت ) تكوين 2 / 17
هذا حكما من الاحكام ، تركه ربهم سارى المفعول على من أبرءهم .... اذ كان هذا التحذير نتيجة الخطيئة اذا وقعت .... وكون التجسد والفداء جاء من أجل تحرير البشر من لعنة تلك الخطيئة .... فلماذا الحكم في الموت لا زال ساريا على من نالوا بتجسد ربهم وفدائه لهم اعظم خلاص من أثر الخطيئة الاولى !؟؟؟
2 - ( وقال للمرأة : تكثيرا أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولادا ، والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك ) تكوين 3 / 16 .
فما استطاع التجسد والفداء أن ينهي اتعاب الحمل واوجاع الولادة عن المرأة ، وما دام لم ينهيها .... فهو لابد أنه لم ينهي الحكم المصاحب لهذا الحكم .... فكذب من قال أن المسيحية أنصفت المرأة .... فان الحكم القديم بأن الرجل يسود على المرأة .... لا زال ساريا .... وما قوى عليه التجسد والفداء ليزيله بدليل استمرار الاحكام المصاحبة كاجراء عقابي على خطيئة من المفروض أن التجسد والفداء أبرأ البشر منها .
3 - ( ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ) تكوين 3 / 17 .
ولا زالت الأرض ملعونة .... ولا زال التعب منهجنا بالحصول على المنفعة والحاجات الطبيعية والملحة ....
فما تبدلت الأرض ورجعت جنة عند اتمام الصلب كما كانت يوم فقدها ادم بسبب الخطيئة .
بل على العكس عند الصلب المزعوم .... يقولون أنه قد حصل زلزال عظيم .... وتشققت القبور .... وعواصف وغيوم .... وانشق حجاب الهيكل .... وخاف الناس .... وطعن خصر .... وكسرت أقدام ...
اهتزت الأرض .... ولكن الى دمار ....
فما تغيرت ورجعت جنة رضى الرب .....
فأى تجسد وفداء عظيم هذا الذي لم يقوى على تغيير أحكاما عقابية .....
لا سيما أن الذي أصدر العقاب هو الذي جاء ليبرأهم من الخطيئة بذاته المبجلة !
هذه أشياء على سبيل المثال لا على سبيل الحصر .....
مما يؤكد أن التجسد والفداء أسطورة ....
لا يزيد تأكيدها لدى النصارى الا التأكيد على ان عظيمهم الذي تجسد ما كان عمله وحبه أعظم من محو عقابه الذي ما زال ساريا على من هم براء بموجب حضوره الشخصي ....
اللهم أفقهم من هذا الضلال .....
الذي يبكيني على عقول هي نعمة مجانية من الله و لم يكرمها أصحابها بحسن التفكير والهداية الى الحق .
أدعو لهم بالهداية من كل قلبي ....
أطيب الأمنيات للجميع من صديقكم نجم ثاقب .
المفضلات