قبل أن أبدأ فى كتابة هذا الموضوع أرجو فضلا لا أمرا من كل مسيحى سيقرأ هذا الموضوع أن يقرأه بعقله وضميره لا بعاطفته
مما لا شك فيه أن كل مسيحى يؤمن إيمانا تاما بأن يسوع إفتداه بدمه بموته على الصليب
هذا الإيمان أخذه المسيحى من رجال دينه وعلمائه ولكنه لا يعلم أن رجال دينه وعلمائه قد خدعوه وأضلوه بإخفائهم الحقيقة التى سأعلنها له من خلال هذا الموضوع
فى البداية يجب أن نتفق على شئ منطقى جدا ألا وهو أنه لكى يكون المسيح قد إفتدى البشرية حقا بموته على الصليب فإن هذا يستدعى بالضرورة أن يكون المسيح قد قدم نفسه للصلب أو على أقل تقدير لم يهرب من الصلب حينما حانت لحظة صلبه هذا إذا إفترضنا جدلا أنه صُلب حقا
وفى حالة عدم تقديم المسيح نفسه للصلب أو على أقل تقديرعدم محاولته الهروب من الصلب تسقط عنه صفة الفداء ويصبح مجرد الكلام عن إفتداء المسيح للبشرية بموته على الصليب هو مجرد هراء
سنرى الآن هل حقا قدم المسيح نفسه للصلب ولم يحاول الهروب من الصلب حينما حانت لحظة صلبه هذا إذا إفترضنا جدلا أنه صُلب حقا
متى ( 26 : 2 )
« تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ ».
هذا النص أورده كاتب إنجيل متى على لسان المسيح وهو يقول لتلاميذه أنه " سيُسلَم " لكى يصلب
أرجو من القارئ المسيح أن ينتبه إلى أن " يُسلَم بفتح اللام " هو فعل مبنى للمجهول
بمعنى أن شخصا ما سيسلم يسوع لكى يصلب
هذا يعتبر أول الأدلة التى تنسف نسفا تاما أكذوبة أن يسوع جاء من أجل أن يفتدى البشرية بموته على الصليب
لأنه لو كان هذا الكلام حقا ( أى مجيئه من أجل فداء البشرية ) لورد نص
متى ( 26 : 2 ) بهذه الصيغة :
" تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يُسلِم نفسه لكى يصلب "
الفرق بين " يُسلَم " بفتح اللام و " يُسلِم " بكسر اللام واضح وضوح الشمس فى كبد السماء
فالأولى ( بفتح اللام ) تعنى أن شخصا ما سيُسلِم المسيح لكى يصلب وهى التى وردت فى نص متى ( 26 : 2 ) وهذه تنفى نفيا قاطعا عن يسوع صفة الفداء لأنه لو كان يسوع حقا قد جاء من أجل فداء البشرية لقام هو بتسليم نفسه للصلب العقل والمنطق السليم يقولا بذلك
أما الثانية ( بكسر اللام ) فهى تعنى أن يسوع سيسلم نفسه لكى يصلب وهذه التى كان يجب أن تأتى فى نص متى ( 26 : 2 ) وذلك حتى تنطبق صفة الفداء على يسوع
بمعنى أنه بحسب الإيمان المسيحى فإن يسوع جاء من أجل فداء وخلاص البشرية ونتيجة لذلك فإنه سلم نفسه لكى يصلب ولم يسلمه أحد
تأكيدا لهذا الكلام
مرقس ( 14 : 18 )
وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ، قَالَ يَسُوعُ: « الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي ! »
النص معناه واضح أن أحد تلاميذه سيسلمه ولن يسلم هو نفسه وهذا ينفى عن يسوع صفة الفداء
يوحنا ( 13 : 21 )
لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي ! » .
لوقا ( 22 : 21 )
وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ .
كيف يكون هذا يا يسوع ؟!!!!!!!!!!!!
ألم يكن الهدف من مجيئك أن تكفر خطيئة البشرية بموتك على الصليب وأنت راض تمام الرضا عن ذلك وفى هذه الحالة لن يكون الأمر فى حاجة إلى من يُسلمك
إذا كلامك يا يسوع ليس له إلا تفسير واحد ألا وهو أنك كنت ستُقدَم للمحاكمة والصلب رغما عن إرادتك وفى هذه الحالة يَبْطُل تماما كل الكلام الذى يقال عن أنك جئت فاديا ومُخَلصا للبشرية من دنس الخطيئة
وحتى لا أُتهم بالكذب والتدليس وحتى تتضح الأمور أكثر وأكثر أمام القارئ المسيحى
سأعرض هذا المثال
إذا إفترضنا أن على أتم تعليمه وحان وقت تأديته للخدمة العسكرية ( التجنيد ) هنا لم يقم على بالإجراءات اللازمة لكى يتم تجنيده لأنه لا يرغب فى ذلك
وأثناء جلوسه مع أصدقائه عرف أن أحد أصدقائه سيسلمه للشرطة لكى تقوم بدورها بتسليمه لمنطقة التجنيد التابع لها لكى يتم تجنيده
ثم قام بعد ذلك بأخذ أصدقائه وذهبوا إلى مكان بعيد لكى لا يتم القبض عليه وتسليمه لتأدية الخدمة العسكرية
وأثناء جلوسه مع أصدقائه جاءت قوة من الشرطة للقبض عليه وفى هذه الأثناء حاول أحد أصدقائه مقاومة الشرطة حتى لا تقبض على صديقه على ولكن هذا الصديق لم يستطيع أن يقاوم الشرطة
قتم القبض على على وتم إلحاقه بالخدمة العسكرية رغما عن إرادته وفى هذه الأثناء قامت حرب بين الدولة التى ينتمى إليها على ودولة أخرى
ووجد على نفسه مجبرا على أن يحارب هذه الدولة وفى أثناء ذلك أصابت طلقة نارية رأس على فأدت إلى وفاته
السؤال الآن : هل يمكننا القول أن على قد ضحى بحياته من أجل وطنه وذلك على الرغم من أن على لم يقم بالإجراءات اللازمة لكى يتم تجنيده لأنه لا يرغب فى ذلك وأنه أُجبر إجبارا على الإلتحاق بالجيش وقتال العدو رغما عن إرادته ؟؟؟
الإجابة بالتأكيد لا
هذا بالضبط هو ما حدث مع يسوع
أتمى أن تكون الرؤية قد إتضحت تماما أمام كل مسيحى قرأ هذا الموضوع
القارئ المسيحى الكريم الرجاء كل الرجاء عندما تقرأ هذا الموضوع أن تُنحى عواطفك جانبا وأن تقرأ بعقلك لا بقلبك وأن تُحَكم عقلك فيما تقرأ وأن تصدق ما يُقره العقل والمنطق وتَدع ما قاله بولس وما يقوله البابوات والقساوسة .. من خرافات وأباطيل ومتناقضات تفتقر لأبسط قواعد العقل والمنطق والدليل والبرهان ورجاء اخر لأى مسيحى يقرأ هذا الموضوع أن يُفتش الكتب كما قال المسيح
يوحنا ( 5 : 39 )
فَتِّشُواالْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي
ومن أراد المزيد فليقرأ هذين الموضوعين
إلى جميع المسيحيين : الرجاء الدخول للأهمية
بطرس يدمر المسيحية
المفضلات