عجوز ملكت جرتان كبيرتان، كل واحدة مربوطة بطرف عصا على الجوانب لكي تستطيع العجوز حملها.
وكانت إحدى الجرار مصدوعة، أما الأخرى فكانت سليمة وكاملة فتبقى المياه فيها بدون تسرب، بعكس الجرة المصدوعة إذ تتسرب المياه على طول طريق العودة من النهر إلى البيت فتبقى نصف كمية المياه فيها فقط !!
وهكذا، وعلى مدى سنتين تعود العجوز الى بيتها بجرة مليئة بالمياه وبجرة حتى نصفها.
(من الطبيعي جدا أن الجرة السليمة شعرت بالفخر بنفسها)
ولكن، الجرة المصدوعة كانت مسكينة ويائسة إذ خجلت بنفسها وبالنقص الذي يشوبها، فقد كانت تقوم بنصف وظيفتها المطلوبة منها فقط!!!
ذات يوم، وبعد سنتين من العذاب، توجهت الجرة المصدوعة الى العجوز قائلة لها:
"أنا خجله بنفسي، فبسبب نقصي تتسرب المياه على طول الطريق بين النهر وبيتك!"
إبتسمت العجوز وقالت:
" هل لاحظت أتلام الزهور على جانب الطريق الذي تكونين فيه بعكس جهة الجرة السليمة؟"
"هذا فقط بسبب العيب الذي بك، إذ قُمتُ بنثر البذور على طول طريق العودة من النهر الى البيت فتقومي أنت بسقيها كل يوم"
" على مدى سنتين إستطعتُ أن أقطف الزهور الجميلة وأزين بها الطاولة".
"لو لم تكوني كما أنت، لم يكن هذا الجمال داخل البيت".
لكل منا عيوبه الخاصة. ولكن هذه العيوب هي التي تجعل كل منا خاص، وتشعرنا بأهمية حياتنا وقيمتها.
يجب أن ننظر الى الانسان كما هو، والتمعن فقط بجمال ذاته الداخليه.
المفضلات