كولونيا (ألمانيا) - أحمد المتبولي - إسلام أون لاين.نت/ 6-12-2005


عمرو خالد ومراسل إسلام أون لاين.نت

استمع إلى

الحوار مع عمرو خالد كاملا

وجه الداعية الشاب عمرو خالد دعوة إلى نواب البرلمان المصري المقبل على اختلاف توجهاتهم من أجل تبني الأفكار التنموية التي يقدمها برنامج "صناع الحياة" وتقديم الدعم لإنجاحها.

كما أعرب في حوار خاص مع إسلام أون لاين.نت عن اعتقاده بأنه من "الصعب" الآن الحكم على تجربة الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا في مصر، منوها بأنها اتسمت في مرحلتيها الأولى والثانية بـ"قدر من الحرية".

وقال عمرو خالد في الحوار الذي جرى على هامش مشاركته في مؤتمر سنوي لمنظمة التجمع الإسلامي بألمانيا عقد مطلع الأسبوع الجاري قرب مدينة كولونيا: "أتوجه بالدعوة لكل من سيجلس تحت قبة البرلمان المصري على اختلاف توجهاتهم إلى تبني فكرة مشروع صناع الحياة وتقديم الدعم لإنجاحها".

وأضاف: "أرجو أن يتبنوا مشروعات إصلاحية تخدم الشعب المصري بصرف النظر عمن دعا إليها.. فيجب تناسي الانتماءات الشخصية والحزبية من أجل مصلحة مصر.. فمن يفعل ذلك سيحقق النجاح الأكبر"، مشيرا إلى أن "مثلث الصحة والتعليم والعمل يشكل القضايا الأساسية للمجتمع والتي يجب أن يكون التركيز عليها".

وأوضح خالد قائلا: "ما نقوم به من خلال برنامج صناع الحياة وغيره من برامج يتركز محتواه في كيفية إعادة المواطن العربي ليكون عضوا فاعلا في الشأن العام.. ولا أستطيع أن أقوم بهذا وحدي؛ لأنه يتطلب مجهودات متضافرة من جميع الجهات على اختلاف توجهاتها وكذلك منوط بدور الشباب المصري والعربي إذا كان يريد أن يكون له دور أم لا".

ويهدف برنامج "صناع الحياة" الذي بدأت قناة "اقرأ" إذاعته في فبراير 2004 إلى بث روح الأمل في نفوس الشباب، ومر البرنامج بثلاث مراحل، ركزت الأولى على "فك القيود" التي تعوق التقدم مثل السلبية، وانصبت الثانية على "الإقلاع" عن العادات السيئة مثل التدخين، أما الثالثة، فتركز على "مشروعات النهضة" مثل مكافحة البطالة في العالم العربي.

"قدر من الحرية"

وعن الانتخابات البرلمانية المصرية الجارية، اعتبر عمرو خالد أنها "اتسمت بقدر من الحرية في مرحلتيها الأولى والثانية ونتج عن ذلك اختيارات شعبية معينة".

وأخذ عمرو خالد على الإعلام والناس أنهم جميعا منشغلون "فقط في هذه المرحلة بعدد المقاعد التي فازت بها جهة معينة، والنقاش يدور حول من فاز ومن خسر".

غير أنه عبر عن ثقته في أن الانتخابات "تقلب صفحة في تاريخ مصر وتبدأ صفحة جديدة" يكون سابقا للأوان الحديث عنها الآن، "فيجب الانتظار لرؤية ما ستسفر الزفة السياسية القائمة بمصر بما تحمله هذه الكلمة من معان إيجابية وسلبية".

وأردف قائلا: "من الصعب الحكم على التجربة، ونحن لم نر بعد ما سيتمخض عنه هذا الأمر وهو ما يحتاج شهور لاستجلاء جميع جوانبه بوضوح".

بعيد عن "الزفة السياسية"

وحول المؤشرات الذي ظهرت مؤخرا على تحول عمرو خالد، نحو العمل السياسي ومنها الإسقاطات السياسية التي تضمنها برنامجه التليفزيوني الأخير في رمضان الماضي "على خطى الحبيب"، قال عمرو خالد: "إصلاح الأمة والعمل على نهضتها هو الهدف الذي أسعى إليه.. فإذا كان هناك من يعتبر ذلك انخراطا في العمل السياسي فليكن كذلك.. ولكني لم أشارك في أية نشاطات حزبية أو مشابها. ودليل ذلك بعدي عن الزفة السياسية القائمة حاليا بمصر".

ويستدرك عمرو خالد قائلا: "إذا شاء أحد القول بأن عمرو خالد سلك العمل السياسي فيمكنه التأريخ لبدايات النشاطات السياسية ببرنامج صناع الحياة الذي بدأ في فترة انسحبت فيها طاقات الشعوب العربية والإسلامية من العمل العام بسبب العديد من العوامل أهمها غياب الحريات".

ويعتبر عمرو خالد برنامج "على خطى الحبيب" حلقة ضمن مرحلة التطبيق مرتبطة بـ"صناع الحياة"، وكان لا بد أن يحوي عددا من "الإسقاطات السياسية" ليس بهدف "الاستهلاك الإعلامي ولكن احتراما لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا يجب ألا نخفي معها أي شيء من أجل مرحلة سياسية أو مصلحة شخصية".

ويضيف: "إن خطى الحبيب كان بمثابة توجيه نحو مزيد من الإيجابية وانتقالة فكرية جديدة بمزيد من الرؤية الإصلاحية مفادها أن هذا هو الإيمان من خلال عرض مفصل لسيرة النبي الغالي في وقت نفتقد فيه وجود القائد العادل الذي لا يتحرك من مصلحة شخصية".

وأشار عمرو خالد إلى أن هذه الكلمة –القائد العادل- ستثير "غمز ولمز"، ولكن الأمانة تحتم عليه قولها دون مواربة. مضيفا "لم أكن أستطيع الكلام عن النبي دون أن أكون صريحا، وأن أوضح أن الشعوب العربية محرومة من الشورى التي كانت منهج النبي في حياته وغزواته".

واستأنف عمرو خالد زياراته لمصر منذ منتصف العام الجاري فقط بعد فترة غياب نحو عامين.

ويشير في هذا الصدد إلى أنه مازال "متنقلا بين مصر وبريطانيا" لأن له دورا في كلا البلدين لا يمكنه التخلي عن أي منهما.

ويقول: "أنا أقيم في الغرب لأن هناك حجما من شبكات الاتصالات أقمتها مع المعنيين في الغرب مضمونها التأكيد على التعاون الإيجابي بين الغرب والمسلمين.. ولكني سأظل أرفض الممارسات غير العادلة التي تمارس تجاه بلادنا، وهذا سبب استمراري في بريطانيا.. وهو محور رسالتي التي مضمونها الإسلام والتعايش مع الغرب".

ويضيف عمرو خالد: "أقوم بهذا الدور من خلال مؤسسة رايت ستار إنترناشيونال التي أعدت مؤتمرا في العام الماضي كان عنوانه (نعمل سويا من أجل مستقبل أفضل) وننقل اليوم نفس الفكرة ليقام هذا المؤتمر في ألمانيا ونجوب به أوربا لنقول للغرب إننا على استعداد للتعاون معكم بالاحتفاظ بحقوقنا".

ويزور عمرو خالد ألمانيا حاليا؛ حيث حل ضيفا على الجالية الإسلامية بمدينة كولونيا بغرب ألمانيا ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الذي نظمته منظمة التجمع الإسلامي بألمانيا يوم 3 -12-2005 وحضره ما يقرب من 5 آلاف شخص.

http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle06.shtml