راعى الكنيسة الإنجيلية الأسبق يعلق على قضية المرأة والكنيسة
د. إكرام لمعى: الدعوة لتولى المرأة منصب المطران كفر وانحلال
أثار خبر تعيين أول مطران من السيدات فى الكنيسة الأسقفية ببريطانيا جدلاً واسع النطاق داخل الكنيسة المصرية، فحواء القرن الحادى والعشرين مازالت هى أصل الخطيئة والكائن النجس الذى لا يرقى إلى أى منصب سوى منصب الخادم فى الكنيسة الأرثوذكسية، وصعدت درجة أعلى من الخادم فصارت شماسا فى الكنيسة الكاثوليكية، وآخر منصب وصلت إليه هو الشيخ وهو منصب أقل من القس فى الكنيسة البروتستانتينية.
فوضع المرأة فى الكنيسة الشرقية عامة والكنيسة المصرية خاصة وضع متدن ومنحط ، أما أسباب هذه التدنى فلا توجد أسباب عقائدية.. لا توجد أسباب سوى الموروث الذكورى وعقدة الرجل الشرقى حتى وإن كان رجل دين.
فى حوارنا مع د. إكرام لمعى الأستاذ بكلية اللاهوت نناقش وضع المرأة المصرية داخل الكنيسة فى مصر، وهذا هو نص الحوار.
س) ما حقيقة وضع المرأة داخل الكنيسة المصرية ؟
ج) وضع المرأة فى الكنيسة وضع مؤسف بشدة فلم ترق المرأة حتى الآن إلى درجة القسيس ، فالمرأة داخل الكنيسة الأرثوذكسية ممنوعة من جميع الوظائف فيما عدا وظيفة الخادم الذى يقوم بالتنظيف وأعلى منصب وصلت إليه فى الكنيسة الكاثوليكية هو منصب الشماس بينما ارتقت إلى منصب الشيخ مؤخرا فى الكنيسة البروتستانتينية ومازال الكثيرون من رجال الدين يعترضون على توليها له وهو منصب أقرب إلى مكانة القس.
س) المرأة الشيخ هل تقيم الصلاة فى الكنيسة مثل القس ؟
ج) لا فهى غير متفرغة لإقامة الصلاة، ولكنها تمارس بعض الفرائض التى يمارسها القسيس مثل توزيع المائدة المقدسة، وحينما يترسم قس جديد تضع يدها عليه وهو ما نسميه وضع اليد، كما تكون بهذا المنصب عضوا فى مجلس إدارة الكنيسة، ولكنها لا ترقى إلى رئاسة مجلس إدارة الكنيسة على الإطلاق.
س) لكن لها الرأى والتصويت ؟
ج) نعم لها الرأى والتصويت مثلها مثل باقى أعضاء مجلس إدارة الكنيسة الذى يختلف عدد أفراده من كنيسة إلى أخرى على حسب حجمها.
س) قلت إنه يوجد رفض واعتراض من بعض رجال الدين على تولى المرأة منصبا أقل من القس وهو منصب الشيخ فما حجتهم وبماذا يعللون ذلك ؟
ج) هم يقولون إنه يتعارض مع دستور الكنيسة الذى يجعل جميع المناصب بداية من الشيخ إلى أعلى المناصب قاصرا على الرجال دون النساء ويمنح المرأة منصب الشماس فقط.
س) هل هذا الدستور خاص بالكنيسة البروتستانتينية فقط ؟
ج) نعم .
س) هل يوجد لكل طائفة مسيحية دستورها الخاص ؟
ج) لا يوجد لدى الطوائف الأخرى دساتير، ولكن يوجد تقليد أو نقول إنه عرف ، أما الكنيسة البروتستانتينية فدستورها مكتوب
س) ما أهم الاختلافات بين كل من الدستور الغربى والدستور الشرقى فى الكنيسة البروتستانتينية ؟
ج) فى الدستور الغربى أقروا تنصيب المرأة شيخا منذ أكثر من أربعين عاما، وأقروا عملها كقسيس.
س) هل توجد عوائق عقائدية تحول دون تقليد المرأة للمناصب فى الكنيسة ؟
ج) العقيدة البروتستانتينية لا تمنع أى منصب كنسى على المرأة ، إلا أن الأرثوذكس يهاجموننا ويتهموننا بالانحلال لأنه توجد لدينا امرأة شماس أو شيخ .
س) إذا كان هذا هو موقف الكنيسة الأرثوذكسية من منصب الشماس أو الشيخ المرأة فكيف ترى توليها منصب الأسقف فى الكنيسة الأسقفية البريطانية ؟
ج) تراه تسيبا وانحلالا وبعدا عن العقيدة المستقيمة وبعدا عن الإنجيل .
س) أى تراه كفرا ؟!
ج) نعم تراه خروجا عن الإنجيل وكفرا .
س) د. إكرام هل المرأة فى المسيحية كائن نجس كما يقول البعض ؟
ج) المرأة كائن نجس فى الكنيسة الأرثوذكسية فقط، وهذا لسببين :
أولهما : لأنها تحيض، وبالتالى فهى نجس
والثانى أنها أصل الخطيئة، وأن حواء هى التى أغوت آدم ليأكل من الشجرة وهذه عقيدة بارزة فى العقيدة الأرثوذكسية.
فالمرأة مواطن درجة ثانية فى هذه الكنيسة
أما الكنيسة البروتستانتينية فهى على عكس ذلك نعم يوجد بعض رجال الدين المتعلقين الذين يطالبون المرأة بغطاء الشعر ويقولون إنها عورة ، بل إن هناك طوائف بروتستانتية قائمة هذه هى عقيدتها.
س) ما تلك الطوائف ؟
ج) لا داعى لذكر أسمائها وهى موجودة حتى فى أمريكا .
س) ما أسباب انغلاق هذه الطوائف من وجهة نظرك ؟
ج) السبب هو أنهم يفسرون الإنجيل تفسيرا حرفيا فمثلا النص فى رسالة بولس الرسول لأهل كرنش يقول : إذا كانت المرأة تصلى أو تتنبأ فلتغطى شعرها ، ونص آخر يقول : فلتصمت نساؤكم فى الكنائس فإذا فسرنا النص حرفيا بظاهر النص يعنى أن المرأة لا تتحدث فى الكنيسة على الإطلاق ، وبالتالى لا تعتلى المناصب، ولكن حينما يقول إنها تصلى أو تتنبأ يعنى هذا أنها تتحدث فتصلى وترفع صوتها وتتنبأ أى توعظ فى الكنيسة وهو دليل على أن للمرأة كل الحق فى أن توعظ بالكنيسة.
أما قوله: لتصمت نساؤكم فى الكنائس وإن أردن أن يسألن شيئا فليسألن أزواجهن بالبيت ، ومعنى هذا أن هناك سماحا بالحديث فى الكنيسة وأن الصمت المطلوب منها هو الصمت عن الشغب داخل الكنيسة وألا تتحدث مع من حولها أو مع زوجها داخل الكنيسة هذا هو المعنى لكن هؤلاء تحايلوا على النص ولم ينظروا إلى جوهر النص وقرينته وخلفيته التاريخية فجاء تفسيرهم متعلقا منزوعا من سياقه ويخضع للفكر الذكورى القاهر للمرأة فتقهر المرأة بحجة أن ربنا قال هذا و ربنا بريء من هذا القهر.
س) لماذا يتعصب رجال الدين لفكرهم الذكورى أكثر مما يتعصبون لجوهر دينهم لماذا تختلط فتاواهم بفكرهم الذكورى ولا يكون قاصرا على النظرة الدينية الصحيحة ؟
ج) لأن الذين يدخلون فى السلك الدينى هم أناس فشلوا فى الدراسة وجاءوا من قاع المجتمع فالأغنياء لا يقبلون أن يعمل أولادهم كرجال دين إلا إذا كانت عائلة مستنيرة ومحترمة ويلتحق الابن فيها لأنه يشعر أن الرب أعطاه شيئا يريد توصيله وأن الرب دعاه للتغيير فهو لديه رؤية ويريد توصيلها وهؤلاء نادرا ما يوجد مثلهم .
أما القادمون من قاع المجتمع وهم كثر فهم هربوا من التعليم المدنى إلى التعليم بالكنيسة سبب فشلهم أو بسبب فقرهم ، وهناك بسبب ثالث وهو أن رجال الدين دائما هم فى صراع كبير بين حصولهم على الشعبية وبين أن يكونوا مستنيرين وينادون بالاستنارة التى تفقدهم الشهرة والشعبية ومعظمهم يحسم هذا الصراع باختيار الشعبية لكى يغازل مشاعر الجماهير بالتعصب .
س) هل تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة حتمية فى الكنيسة المصرية ؟
ج) بكل تأكيد.
س) إذن كيف يتحقق هذا فى ظل وجود رجل دين هو نتاج فكر منغلق متجمد ذكورى ينهل علومه من كتب صفراء عفى عليها الزمن ؟
ج) معك حق ولهذا نطالب بتغيير المناهج التربوية داخل الكنائس، وأن يكون الأساتذة القائمون على التعليم مستنيرين ، فليس المطلوب فقط تجديد الخطاب الدينى وإنما تجديد للنظريات الدينية نفسها التى نقدمها للناس .
س) عودة يا دكتور إلى المرأة وحقها المسلوب داخل الكنيسة لأسألك ماذا تفعل حواء لكى تحصل على ما تريد من مناصب داخل الكنيسة ؟
ج) لابد أن يكون للمرأة دور داخل الكنيسة أياً كانت طائفتها لتكسب أصواتا ومؤيدين لها .
س) لدى سؤال وإن كان بعيدا عن المرأة داخل الكنيسة إلا أنه خاص بالمرأة المسيحية وهو هل توجد بعض الطوائف المسيحية تؤمن وتطبق تعدد الزوجات ؟
ج) نعم توجد وهى طائفة المرمون وتوصف بأنها بدعة أمريكية وعمرها لا يزيد على مائة سنة فقط وهى تسعى إلى الانتشار فى جميع العالم ومركزها أمريكا ولديهم إلى جانب تعدد الزوجات عقائد غريبة منها أن المسيح سوف يأتى ليحكم على الأرض لمدة ألف سنة وسيكون له مركزان للحكم الأول فى أورشليم والثانى فى واشنطن، فأمريكا أرض الميعاد مثل فلسطين ولهذا يقولون إن الذى اكتشف أمريكا يهود فحينما حدث خراب أورشليم عام 70 ميلادية عبر اليهود المحيط وذهبوا إلى أمريكا قبل كريستوفر كلومبس بأكثر من ألف وخمسمائة عام.
منقول: جريدة الحزب العربى الديمقراطى الناصرى ..... الكاتبة نشوة الديب
المفضلات