الموضوع : يوحنا المعمدان يكشف حقيقة يسوع .
تحليل واستنتاج : نجم ثاقب .
الحقيقة الاولى : يسوع نبى مثل يوحنا تماما :
ان الموقع الذي كان فيه يوحنا نبيا ليس بعيد عن يسوع . تلاميذ يسوع يمشون خلف معلمهم يسوع ويرافقونه , وتلاميذ يوحنا يمشون خلف معلمهم يوحنا ويرافقونه .
الاثنان كانا يؤديان نفس الرسالة .
يسوع من موقعه ويوحنا من موقعه .
لم يتبع يوحنا يسوع ولا يسوع تبع يوحنا .....
ان يوحنا الذي ادعوا أنه هيأ الطريق ليسوع ...
استمر بوجود يسوع يمارس دعوته الى الله والصلاة والصوم الى الله وأمر تلاميذه بذلك , وواجه هيرودس باسم الشريعة .
فان مهمته كانت كما يبدوا مماثلة لمهمة يسوع وهي تهيأة الطريق الى الله وليس ليسوع الرب .
والا لأخذ تلاميذه وذهب يتبارك بالمسيح والتفوا حوله لكى لا يضيعون لحظة دون التمتع بكلام من هو غير البشر كما يدعون , فلو كانت مهمة يوحنا التهيئة لقدوم المسيح لكان سافر الى كل مكان لتلك المهمة , ولكنه نزل لقوم معينين والمسيح أيضا .
أنهما رسولان ونبيان بشريان مثلهما مثل بعض .
كل منهما استمر هو وتلاميذه في مكانه , فلو كان يسوع هو الله لانقلبت أرض المؤمنين لأجله وتركوا الدنيا لأجل أن يحظوا برفقته ... فهل ذلك تم بيوحنا وتلاميذه .....
ألم يقل يوحنا أن الاتي ليس بأهل ليحل رباط حذائه ؟ فلماذا لم يصبح يوحنا وتلاميذه كلهم تلاميذا ليسوع (الرب) ... ان ذلك يثبت أن هناك فهم دخيل على الحقائق ... وان يسوع رسول ونبى الله كما هو يوحنا ... الاثنان جاءا من أجل بني اسرائيل في تلك المنطقة الضيقة التي يكثرون فيها .
الحقيقة الثانية: يسوع يقسم العالم بنزوله بدل من توحيده !!
تلاميذ يوحنا يصلون ويصومون لله بينما تلاميذ يسوع لا يصومون لأن يسوع بينهم (وهذا ما أشك فيه)!!!!
لأن يسوع يقول أن السبب بأن العريس بينهم !!!!!!!
انظروا اللاواقعية بهذا الطرح : يسوع اعتبر نفسه العريس وتلاميذه المعازيم المستمتعون بعرسه , وكأن تلاميذ يوحنا ويوحنا غير مدعوين لذلك الزفاف المهم .
ألا يستحق ذلك الزفاف بأهميته أن يشملهم جميعا لأن العريس نزل الى كل الأرض وليس محدودا بمكان تواجد تلاميذه فقط .
انجيل متى اصحاح 9 / 14 : ( وجاء تلاميذ يوحنا المعمدان الى يسوع وقالوا له : لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا , وتلاميذك لا يصومون ؟ فأجابهم يسوع : أتنتظرون من أهل العريس أن يحزنوا والعريس بينهم ؟ لكن يجىء وقت يرفع فيه العريس من بينهم فيصومون ) .
وقبل أن أكمل أريد التنويه لما يأتي :
أن انجيل مرقس اصحاح 2/18 شهد أن بعض الناس هم الذين جاءوا يسألوه !!!!!
كما أنه في انجيل لوقا 5/27 أنه قال بعضهم ليسوع !!!
ونعود لتحليل فهم النص :
وكأن تلاميذ يوحنا غير معنيين بنزول ربهم !!!!!!!!!
يصلون ويصومون لله , لم يركضوا متمسحين بربهم النازل قريبا منهم !!!!!
بينما نزول يسوع بين فئة معينه حجبت الصيام لله ... ووصف الصيام أنه حزن ... مع أنه علمهم كيف لا يظهروا التعب والحزن من اجل الفرح بين يدي ربهم .
يقول يسوع :( واذا صمتم , فلا تكونوا عابسين مثل المرائين ) الى أن يقول ( أما أنت ، فاذا صمت فاغسل وجهك وادهن شعرك , حتى لا يظهر للناس أنك صائم , بل لأبيك الذي لا تراه عين , وأبوك الذي يرى في الخفية فهو يكافئك ) متى اصحاح 6 / 17
لقد وصف يسوع بنفسه ولسانه الصوم أنه حزن وحرم التلاميذ من التدريب وتطبيق تعاليمه وحرمهم من فرصة المكافأة التي شجعهم عليها , لقد كان وجوده مانعا أمام التواصل مع الرب !!!!!!!!
كما ان ذلك الحدث يستوجب عزومة كبيرة لأن العريس يهم الجميع وجاء من أجل الجميع فلماذا أصر على عدم دعوتهم الى حفلة زفافه الكبرى التي من المفروض أنهم ينتظرونها !!!!
لماذا يصرون على أن بركة يسوع هي بمقدار الجسد ولم تعم الأرض كلها ؟! ولماذا لا يفهمون أن معنى ما يؤمنون به هو أن يسوع كان يحجبهم عن الله .
الحقيقة الثالثة :أن يوحنا لم يكن يعتقد بربوبية المسيح
نعم .... ففضلا عن كل ما ذكرناه .....
فهو ابن خالته ....التي كانت امه اليصابات قد قالت لمريم : من أنا حتى تأتيني أم ربي , اذ تقصد أم يسوع (وسأثبت أن ذلك نص مدسوس ) .
كما أن يوحنا عرف كامل حقيقة يسوع عندما قال : رأيت الروح ينزل من السماء مثل حمامة ويستقر عليه , وما كنت أعرفه , لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء قال لي : الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي سيعمد بالروح القدس , وأنا رأيت وشهدت أنه هو ابن الله ) يوحنا 1 / 32
اذا ..... دعونا نفترض جدلا أن ابن الله تلك لا تعني كما كان دارجا عند اليهود أنها بنوة الروح (التبني) .... دعونا نفترض كما يزعم النصارى أن يوحنا المعمدان قد أخبره الرب حقيقة يسوع الكاملة ....
فهل هناك أكبر من حقيقة ابن الله .؟ طبعا لا ...
ولكن .... لماذا يعود يوحنا ليسأل ...
انظروا في نص انجيل متى اصحاح 11 / 2 : ( وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح , فأرسل اليه بعض تلاميذه ليقولوا له : هل أنت الذي يجىء , أو ننتظر اخر ؟ )
عجيب الملائكة التي تعامل معها يوحنا لا تجيبه فيرسل تلاميذه ليسألوا يسوع الذي نزلت الملائكة تقويه وهو يصلى في البستان في ليلة اعتقاله ... فلا تدري أى رب يرونه وأى نبي يقرون به !!!!!!!
هذا الذي وصفه يسوع أنه أفضل من نبى ... والنبى هو الذي ينبىء بالحق من الله .... هذا الذي هو أفضل من نبى لا يعرف بعد حقيقة أهم شىء كان ينتظره .... بعلمه أن يسوع هو ابن الله .... يسأل عن اخر سوف يجىء لا يميزه أنه ابن الله ... والا لكان يوحنا عرف أن الذي يجىء وينتظره هو وتلاميذه له صفة هامة وهى (ابن الله) .... هذا الدليل الذي استنتجته شخصيا والذي يرتكز على افتراضية الاناجيل أن يوحنا أفضل من نبى , وأن يوحنا يعلم كامل الحق عن طبيعة المسيح ورسالته وموقعه المنتظر , لكنه يبدو أن لديه صفات أخرى لا تنطبق على المسيح , فهو لازال ينتظر ... رغم علمه الكامل بالمسيح وبأعماله !!! فاذا كان يوحنا يعيش في زمن المسيح , ولأن يوحنا هو نبى يعلم كل شىء عن نفسه فاذا كان الله أخبره عن غيره فالاولى أنه يعرف عن نفسه .... ومادام يوحنا يسأل يسوع عن اخر منتظر ... وهو يعلم كل شىء عن المسيح ... لذا فاني أعتقد جازما أن الاخر الذي كان يتحدث عنه يوحنا ان صح الحدث , هو نبى يأتي بعد المسيح .
بالله عليكم يا أصحاب العقول .... شخص ينتظره يوحنا وتلاميذه .... ألا تعتقدون معي أن بأول ظهور المسيح ستكون الاجابة عن كل ما يترقبونه .... أما وهم لا زالوا منتظرين .... فهذا يعني أن المنتظر هو غير المسيح الذي عرفوه تماما جدا .
الحقيقة الرابعة : يسوع لا يعلم الغيب أبدا.
مؤامرة كانت تحاك لقتل يوحنا .... ذهب اليه المجرمون... قتلوه ... قطعوا رأسه ... تلقاه تلاميذ يوحنا بحزن .... ذهبوا به ودفنوه .... ثم ذهبوا ليخبروا يسوع !!!! يسوع لم يكن يعلم خبرا مهما كهذا يجري ليوحنا المعمدان .... رأس يوحنا تم قطعه ... انه ايليا المزعوم .... ومع ذلك أهم أحداث تجري ويسوع لم يدري لاهوته بها !!!!!!!!
انظروا النص في انجيل متى اصحاح 14/10 :
( وأرسل جنديا , فقطع رأس يوحنا في السجن , وجاء به على طبق , وسلمه الى الفتاة , فحملته الى أمها , وجاء تلاميذ يوحنا , فحملوا الجثة ودفنوها , ثم ذهبوا وأخبروا يسوع , فلما سمع يسوع , خرج من هناك في قارب الى مكان يعتزل فيه ) .
هكذا اذا.... أخبروا يسوع ... فلما سمع ... خرج ......
فأى رب ذلك الذي يدعونه لا يعلم أى شىء .... ان ذلك الحدث يؤكد أن يسوع انسانا اذا لم يخبره الله فهو عاجز عن معرفة الغيب ... وهذه صفات النبى .
الحقيقة الخامسة : حقيقة التعميد التي فيها الاناجيل تكذب بشأن يسوع ويوحنا .
انظروا هذان الناصان واستمتعوا باستخلاص الفرق العجيب :
يوحنا 3 /22 : ( ثم جاء يسوع وتلاميذه الى بلاد اليهودية , فأقام فيها معهم وأخذ يعمد , وكان يوحنا يعمد أيضا في عين نون ) .
يوحنا 4 / 1 : ( وعرف الرب يسوع أن الفريسيين سمعوا أنه تلمذ وعمد أكثر مما تلمذ يوحنا وعمد , مع أن يسوع ما كان يعمد بل تلاميذه ) .
من نصدق ؟! نفس الانجيل يقول أولا أنه يسوع كان يعمد وفي نص لاحق قريب يقول نفس الانجيل أنه ما كان يسوع يعمد .... اللهم احفظ العقول !!!!
أظن واضح ... انجيل يوحنا ينفي حقيقة كان قد أقرها .... وأترك الباقي لعقولكم .....
الحقيقة السادسة : يوحنا يستمر بالتعميد بالماء بظهور يسوع ولم يتوقف كما قال .
نعم لقد قال يوحنا : ( فجئت أعمد بالماء حتى يظهر لاسرائيل ) يوحنا 1 / 31 .
وها هو قد ظهر باسرائيل ... وتشهد النصوص السابقة أنه استمر بالتعميد بمنطقة تبعد عن تعميد يسوع .... اذا لم يترك الناس ليذهبوا الى نوع أقوى من تعميده .... فهذا لدليل أيضا أنهما نبيان مثل بعضهما تماما ... فاذا كان قد بشر به معمدا بالروح القدس فان المؤمنين وتلاميذ يوحنا سيتوقون ويرشدون الراغبين على تعميد يسوع الذي هو أفضل من تعميد يوحنا .... ولكن النص هنا أيضا مضطرب مما يجعل أعمال يوحنا ويسوع هي أعمال أنبياء توصل الناس بالله الأعلى الواحد .
الحقيقة السابعة : شهادة يوحنا المعمدان أنه ليس ايليا.
( هذه شهادة يوحنا , حين أرسل اليه اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت ؟ فاعترف وما أنكر , اعترف قال : ما أنا المسيح , فقالوا : من أنت اذا ؟ هل أنت ايليا ؟ قال : ولا ايليا , قالوا : هل أنت النبى ؟ أجاب : لا ) . يوحنا 1 / 19
وفي صوب معاكس نقرأ :
( فاذا شئتم أن تصدقوا ، فاعلموا أن يوحنا هو ايليا المنتظر , من كان له أذنان فاليسمع ) . متى 11 / 14
نصدق من ....
يوحنا نبي يخبره الله عن حقيقة نبيه ... فهو قد سألوه فقال بوضوح : لا . فانه أدرى الناس بذاته ... ومصيبة اذا كان لا يعرف حقيقة نفسه بينما يخبره الله بكل شىء عن غيره .
أما يسوع لماذا عاكس صدق يوحنا باجابته عن نفسه ... فهذا جدا غريب !!!!!!
فاذا كان يوحنا لا يعلم ... فغريب لنبى لا يعرف أنه ايليا المنتظر !!! واذا كان نبى يعلم عن ذاته , فواحد منهما اذا يكذب .... أليس كذلك ؟
ثم لاحظوا كيف سألوه عن ثلاث شخصيات وليس اثنان ...
المسيح ... ايليا .... النبى .....
اذا هم يكلمون واحدا ويسألونه ( فلنجعله تجاوزا هو ايليا )
أما المسيح فانه يسوع كما يعرف النصارى .
فمن هو النبي الذي ينتظرونه ولا يرونه بايليا ولا بالمسيح . تلك لاشك نبوءات العهد القديم .... ان هناك نبى منتظر .... وأدع أصحاب العقول أيضا يفكرون ويستنتجون .
الحمدلله على نعمة الاسلام ....
وصلى الله على خاتم النبيين محمد .
راجيا من كل الذي يحب المشاركة في الموضوع برأى مناقض أن يرد بمنطق التحليل على كل ما ذكرت وليس بتعصب أعمى وليس اختيار ما يريد للرد .
والسلام على من اتبع الهدى الى أبد الابدين .
اللهم اهدي القوم الضالين .
أطيب الأمنيات من أخوكم نجم ثاقب .
المفضلات