أولاً :فرقة الكاثوليك وكنيستهم تسمى الكنيسة الغربية لان نفوذها يمتد إلى الغرب في أسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا البرتغال ولها أتباع في أوربا وأمريكيا الشمالية والجنوبية وإفريقيا وأسيا والكاثوليك يزعمون أن المؤسس ألاول لكنيستهم بطرس كبير الحواريين وأن باباوات روما هم خلفاؤه . ولذلك فهم يسمون كنيستهم : (البطرسية أو الرسولية أو اللاتينية أو العامة ) لأنها تدعى أم الكنائس ولأنها وحدها التي تنشر المسيحية في العالم . وهذه الكنيسة تتبع النظام البابوي وهو مجمع كنائس يتألف من مجلس الكرادلة ويرأسه البابا . وهذا المجمع له الحق في إصدار إرادات بابوية سامية هي في نظرهم إرادات إلهية لأن البابا خليفة بطرس تلميذ المسيح ووصيه فهو بالتالي يمثل الله وعلى هذا فأرادته لا تقبل الجدال أو المناقشة . هذه الكنيسة أحلت أكثر ماحرم الله تعالى مثل أكل الدم والمخنوق من النعم كما أباحت للرهبان أكل دهن الخنزير ليكن على حساب ماحرم الله تعالى فيدخل في عدادها أعداد أكبر ممن استهواهم أكل الخنزير . وتصرح كنيسة روما أن روح القدس نشأ من الله الآب والإبن معاً . وتعتقد كنيسة روما بالمساواة الكاملة بين الإله الآب والإبن وأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين .
ومما يلفت للنظر اعتماد كنيسة روما موضوع منح صكوك الغفران لغفران الذنوب لمن تشاء من رعاياها وقد كانت صكوك الغفران وسيلة للإعفاء من الاشتراك في الحروب الصليبية ويتم مقابل هذا الهروب من القتال دفع قيمة من المال للكنيسة حتى أصبحت وسيلة لغفران الذنوب ما تقدم منها وما هو آت دون حاجة إلى توبة أورد المظالم إلى أهلها أو التورع عن التوقف عن المعاصي لأنه ممكن دقع ثمن التوبة .
وهناك صيغة مطبوعة في وسطها يترك فراغ ليكتب فيه اسم الذي ستغفر ذنوبه
وهذا نص صك الغفران : (ربنا يسوع المسيح يرحمك يا ....فلان.... ويحلك باستحقات الأمة الكلية القديسة وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي أحلك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنيسية التي أستوجبتها وأنا أيضاً من جميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما تكن عظيمة وفظيعة من كل علة وإن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا وللكرسي الرسولي وأمحو جميع أقذار الذنب وكل علامات الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المظهر وأردك حديثا إلى الشركة في أسرار الكنيسة وأقربك في شركة القديسين وأردك ثانية إلى الطهارة والبر للذين كذلك عند معموديتك حتى أنه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاه إلى محل العذاب والعقاب ويفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح وإن لم تمت سنين مستطيلة فهذه المتعة تبقى غير متغيرة حتى تأتي ساعتك الأخيرة باسم الاب والإبن والروح القدس )
فرق منهم ومختلفه عنهم في كثير من المبادىء
المارونية : ومقر هذه الطائفة جبل لبنان وتنسب للقدس مارون الذي أعلن نفسه سنة 667م أن المسيح ذو طبيعتين ولكنه ذو ارادة واحدة أو مشيئة واحدة ، ولكنه لم يقبل رأية عند الكنائس المسيحية فاجتمع المجمع السادس في القسطنطينية سنة 680م وقرر رفض هذه النحلة وحرمان مارون ولعنه وتكفير كل من يذهب مذهبه وقد نزلت باتباع يوحنا مارون اضطهادات شديدة فلم يكن أمامهم إلا الفرار والاعتصام بمدن جبل لبنان تحايلت عيهم الكنايسة والكاثوليكية وقربتهم إليها فأعلنواالأتحاد معها سنة 1182م على أن يبقو على رأيهم وبطريركهم الخاص بهم وليس مهماً المعتقد فقط بل الاعتراف بالرئاسة لبابا روما .
النسطورية : تنسب النسطورية إلى البطريرك نسطور الذي كان بطريرك للقسطنطينية مدة 4 سنوات قبل خلعة
وكان يرى أن مريم العذراء لم تلد الإله بل ولدت الإنسان فقط ثم اتحد الإنسان بعد ولادته بالأقنوم الثاني وهو الإبن وليس ذلك اتحاداً بالمزج أو هو أتحاد حقيقي بل اتحاد مجازي لأن الإله منحه المحبة ووهبه النعمة فصار بمنزلة الإبن . وقد كاتبه كيرلس بطريرك الأسكندرية ويوحنا بطريرك أنطاكيا ليعدل عن رأيه لكنه رفض فانعقد مجمع افسس سنة 431 وقرر لعنه وطرده وإثبت أن مريم ولدت الإنسان والإله .
السريان : طوائف من المسيحيين الآسيويين عقيدتهم ان المسيح ذو طبيعة واحدة مثل أقباط مصر لكنهم يعترفون بالرئاسة الكاثولوكية عليهم ولهم رأيهم وبطريركهم الخاص بهم .
ثانياً: الروم الإرثودكس : وتسمى كنيستهم الكنيسة اليونانية كنيسة الروم الشرقيين لأن اتباعهم كانوا من الروم الشرقيين من شرق أوروبا ودول البلقان واليونان .
مقر هذه الكنيسة الأصلي كان بالقسطنطينية بعد انفصالها عن كنيسة روما سنة 1054 م وتنتهج تلك الكنيسة نظام يسمى (الإكليروس) ويبدأ من البطريك ويليه في الرتبة المطارنة ثم الأساقفه ثم القمامصة وهم
قسس بدرجة ويليهم القسس العاديون .
صرحت الكنيسة الشرقية بأفضلية الإله الآب عن الإله الإبن .
أصرت الكنيسة الشرقية على أن الروح القدس نشأ علىالإله الآب فقط .
تصر الكنيسة الشرقية على أن المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحده .
لم تقبل اكنيسة الشرقية أكل الدم المخنوق ورفضت إباحة اكل دهن الخنزير للرهبان .
و طوائف أخرى تتبع المذهب الأرثدوثكسي وأن كانت كنائسها مستقلة وهي كما يلي :
الأرمن : مسيحين موطنهم الأصلي أرمينيا وإن كانوا ينتشرون في مصر وبعض بلاد الشرق الأوسط . ويعتقدون في المسيح اعتقاد الكنيسة القبطية أن المسيح ذو طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ولكن لهم طقوس وتقاليد دينية مختلفة كما أن لهم تقاليد وبطارقة مستقلين بهم .
الكنيسة المصرية : رئيس هذه الكنيسة بطريركيدعى حالياً بابا الاسكندرية ورئيس الأفريقيين المسيحيين ويتبعه في هذه الرئاسة الحبشة المسيحيون فهم خاضعون لبطريرك الكنيسة القطبية وهو يعين لهم اسقفا يسوسهم والكنيسة المصرية تؤمن ان للمسيح طبيعة واحدة واجتمع فيها اللاهوت بالناسوت . فكان حكم مجمع اقسس الثاني خلال النصف الأول من القرن الخامس الميلادي ورأيها كان : إلا أن الكنيسة الكالثولوكية رفضته ووصفت هذا المجمع بأنه مجمع لصوص لكن بعذ ذلك انعقد مجمع خليكدونيه سنة 451 وتقرر فيه أن المسيح فيه طبيعتان لا طبيعة واحدة وان الالوهية طبيعة وحدها والناسوت طبيعة وحدها التقتا في المسيح وبذلك رفض هذا المجمع رأي الكنيسة المصرية ولعن هذا المجمع ديسقورس بطريرك الاسكندرية إلا أن الاقباط المصريين لما بلغهم ما نزل برئيسهم غضبوا وقرروا عدم الاعتراف بقرار ذلك المجمع وثاروا ضد الرومان ورفضوا تعيين بطريرك على غير مذهبهم فكان بعض أباطرة الرومان يأخذهم بالعنف وبعضهم يحسن السياسة فترك لهم حرية اختيار بطريك لهم من مذهبهم
البروتستانت أو الاصلاح الديني : ينتشر البروتستانت في ألمانيا وإنجلترا والدنمرك وهولندا وسويسرا والنرويج وأمريكا الشمالية ويسمون كنيستهم الإنجيلية بمعنى ان أتباعها يتبعون الإنجيلية بمعنى أن اتباعها يتبعون الإنجيل ويفهمونه بأنفسهم دون الخضوع لأحذ آخر أو طائفة أخرى . فلكل قادر الحق في فهمه . ويعارضون الكنائس الأخرى التي تعتبر فهم الإنجيل وقفاً على رجال الكنيسة الذين يعتقدون في جانبهم الالهام وكأنه مقصورة على فئة دون أخرى كأن الجنة بيد ناس عن ناس .
ويطلب البروتستانت بإبطال الصور واستحالة تحول الخبز والخمر في عيد الفصح إلى جسد المسيح ودمه وعدم شرعية صكوك الغفران .
اذا كانت مشكاة هذه الفئات الأولى كتبهم التي يعتقدون انها سماوية قد دنست ممن سبقوهم وأزلهم الشيطان ليبدلو نصوصا ويخفوا نصوصاً ليصلوا لغاية دنيوية ترضي أولي الأمر ونزواتهم التي طواها التراب منذ دهور وبقيت أعمالهم في صحائفهم مثبتة وأمتهم التي أضلوها شديد الضلال فقد أطفأو نبراس رسالتهم لعبثهم به . إن البروتستانت لم يخرجوا أصلاً من المسيحية بل انهم حاولوا منع غلو الرؤساء في سلطتهم .
بقيت موضوعات رئيسية لم يتطرق لها الاصلاح الديني منها :
الله لا يجزأ ولا يجسد ولا يحصر فيحكم عليه بالحرمان وتحرق كتبه ثم يطرد مع أتباعه ( من كتاب الله واحد أم ثالوث للأستاذ محمد مهدي مرجان )
- المصلح الأسباني سرفنيوس يدلي برأيه بوحدانية الله وإنكار الثالوث فيتقرر إحراقه حياً سنة 1553م.
- الفيلسوف المسيحي ترتليان في القرن الثالث الميلاد يقول( إننا بريئون من الذين ابتدعوا مسيحية رواقية اقلاطية أو جدلية بعد المسيح والإنجيل لسانا بحاجة إلى شيء) .
- وفي بولونيا نادى سرسينس بوحدانية الله وبشرية المسيح مقرراً ان الإله لا يحل في البشر وقد تفرع عن عقيدته مذهب الموحدين الذين قاموا يدعون إلى تطهير المسيحية من الوثنية وجهالة التجسيد ولاقى أفراد هذا المذهب اضطهاداً وتعذيباً وهجرو وطنهم إلى مختلف البلدان فيلاحقهم العذاب أينما حلوا
- الأسقف نسطور ينكر ألوهية المسيح . ويقرر انه إنسان كسائر الناس مملوء بالنعمة والبركة ويشابهه في الرأي مثل تولستوي ورنيان من الفلاسفة المتأخرين فضلاً عن أساقفه متقدمين يشايعونه مثل سابليوس وبولس الشمشاطي.
- ثم يأتي مقدونيوس أسقف القسطنطينية فينكر أولوهية الروح القدس أيضاً فيعقد مجمع القسطنطينية عام 381 ويقرر طرده وحرمانه وعزله مثل من سبقه .
- وهنالك الكثير من النقاط التي أوردناها في أجزا مختلفة من الكتاب تثبت من كتبهم وحدانية الله تعالى وبطلان مايدعون .
((منقول))
المفضلات