من هم المسلمون؟-8

[حسين أحمد عطاالله]

بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
من هم المسلمون؟-8
------------------------
واستمرارا لاستنشاق عبق أزهار بستان أخلاق رسول الله(:salla-s:) فى معاملاته اليومية مع الناس الذين أرسله الله اليهم كافة بشيرا ونذيرا.
فهذه جنازة يهودى تمر أمامه ومعه بعض أصحابه،فوقف اجلالا وهيبة لأمر الله فى خلقه،فقال له الصحابة بعد مرورها:انها جنازة يهودى،قال(:salla-s:):أو ليست نفسا؟.
وهؤلاء يهود المدينة،لما سأل عن احتفالهم بصيام أحد الأيام وكان التاسع من شهر المحرم،فقالوا انه اليوم الذى نجى فيه الله موسى(:salla-s:) وقومه من فرعون،قال قولته الباقية الى يوم القيامة(:salla-s:):نحن أولى بموسى منكم،والله لان أحيانى الله للعام القادم لأصو من التاسع والعاشر،وذلك احتراما لأخيه موسى(:salla-s:)،ومخالفة لليهود فى شعائرهم.
وقد قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود،والذين أشركوا،ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا انا نصارى،ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا،وأنهم لا يستكبرون)،صدق الله العظيم،82-سورة المائدة.
فهؤلاء وفد نصارى نجران جاؤا يستطلعون أمر النبى(:salla-s:)،وقد انقضى الوقت بين يدى رسول الله(:salla-s:) سريعا وفى مسجده،فقالوا له أن لابد أن ننصرف بسرعة لأن عندنا شعائر كاد وقتها أن ينقضى،فقام رسول الله(:salla-s:) واقفا تاركا لهم مسجده قائلا لهم:أقيموا شعائركم هنا،عليك الصلاة والسلام يا سيدى وحبيبى يا رسول الله(:salla-s:)،وصدق من قال فيك:بسم الله الرحمن الرحيم(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)،صدق الله العظيم،107-سورة الأنبياء.
وقال عن النجاشى وقد نصح أصحابه بالهجرة من مكة الى الحبشة قائلا لهم اذهبوا الى الحبشة فان فيها ملك لا يظلم عنده أحد،وكان النجاشى على النصرانية ذلك الوقت،وقد أسلم لله لاحقا،رحمة الله عليه،ورضى الله عنه.
وعندما قال لأصحابه(:salla-s:) لقد جاءنى أخى جبريل من عند ربى يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه،أى يجعله ممن يستحقون الميراث،ولم يحدد دينا لذلك الجار،مسلما أو نصرانيا أو يهوديا،أو غير ذلك،
وان كان للجار غير المسلم حقوقا عند جاره المسلم،فللجار المسلم عند جاره المسلم حقين:حق الجيرة الذى أقره الله ورسوله(:salla-s:)،وحق الاسلام،لا ينقص ذلك من حق الجار غير المسلم شيئا.
ولما قال سبحانه عن أحبابه:بسم الله الرحمن الرحيم(ويطعمون الطعام على حبه،مسكينا ويتيما وأسيرا،انما نطعمكم لوجه الله،لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)،صدق الله العظيم،9،8-سورة الانسان،لم يحدد سبحانه كذلك دين ذلك المسكين أو اليتيم أو الأسير،وان كان ثواب ذلك يكون مضاعفا ان كانوا من المسلمين،لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا ان كانوا غير ذلك.
وكما كانت أخلاقه مع الناس كافة على النحو الأمثل(:salla-s:)،فكانت أخلاقه مع أهل بيته وأهله كافة لا تقل عن ذلك بل تزيد،فقال لنا عليه الصلاة والسلام:(خيركم،خيركم لأهله)،ثم سكت فقال(:salla-s:):(وأنا خيركم لأهله)،صدق رسول الله(:salla-s:).
وكذلك كانت أخلاقه مع الصحابة رضوان الله عليهم جميعا،فقال عنهم(:salla-s:):(كادوا أن يكونوا أنبياء)،صدق رسول الله(:salla-s:)،معلنا أن الأنبياء(:salla-s:) أعلى درجة من الصحابة رضوان الله عليهم،لا ينقص ذلك من قدر الصحابة شيئا عند الله ورسوله(:salla-s:).
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.