السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أراد أي مسيحي أن يثبت بأن المسيح إله نجده يهرب من أناجيله الثلاثة الأولى راميا ُ نفسه على إنجيل يوحنا ليذكر بعض العبارات اليتيمة و المعروفة والتي ليس لها نصوص مقابلة لها في باقي الأناجيل
قبل أن ادخل في صلب الموضوع أحب أن أقف مع كلمةابن الإنسانقليلا ً
هذه الكلمة تبين مدى التخبط الذي كان يعيش به المسيح عليه السلام حيث يتجلى ذلك من خلال وصف نفسه بأنه ابن الإنسان
" 9 ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا* 10 و ان ساله سمكة يعطيه حية* 11 فان كنتم و انتم اشرارتعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه* " متى 7
لفظ ابن الإنسان ( يثير تساؤلات كثيرة ) فلماذا لم يصف نفسه أنه ابن يوسف أو ابن النجار أو ابن مريم أو ابن الله (طبعا ابن الله تعني العبد البار )
بالنسبة لأبن يوسف : رغم أن الأناجيل ألصقته بيوسف النجار لتجعله من نسل وسلالة داود
ولكن المسيح لم يقل يوما ُ أنه ابن يوسف أو ابن النجار ولوا قالها لكان الشعب رد عليه قائلا أنت لست ابن يوسف بل ابن زنى
" 41 انتم تعملون أعمال أبيكم فقالوا له إننا لم نولد من زنا لنا أب واحد و هو الله* " يوحنا 41:8
بالنسبة لابن الله : لو قال عن نفسه أنه ابن الله لكان القوم سيقولون عنه انه ابن النجار ( لنا وقفة مع كلمة ابن الله )
" 22 و كان الجميع يشهدون له و يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه و يقولون أليس هذا يوسف " لوقا 22:4
بالنسبة لابن مريم : كانت المشكلة أعظم لأنهم سيتهمونه بأنه ابن يوسف وابن زني في آن واحد
لذلك نجده دائما يكرر أنه ابن الإنسان تحديدا ً
نلاحظ هذا الشعور عنده في حادثة عظيمة عندما ظهر الرب للتلاميذ وقال لهم أن المسيح ابنه ( أستغفر الله )
وهنا خاف التلاميذ كثيرا ً من هذه الرهبة ولكن المسيح هدأ من روعهم وأخذ يوصيهم فيما هم نازلون من الجبل
ولكن المفارقة هي أن المسيح بعد أن ظهر الرب لهم قائلا ً هذا هو ابني نجد المسيح في نفس اللحظة يصف نفسه بأنابنً
الإنسان أيضا
" و فيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم و صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا*
6 و لما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم و خافوا جدا* 7 فجاء يسوع و لمسهم و قال قوموا و لا تخافوا*
8 فرفعوا اعينهم و لم يروا احدا الا يسوع وحده* 9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات*" متى 17
نجد هذا الموقف يؤكد ما قاله أخي الحبيب عبد الله مصري من وجود صراع داخلي نفسي
( المقالة على الرابط [url]https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=10165[/url] )
فهو لن ينجو من كلامهم إن قال لهم ابن الله أو ابن يوسف أو ابن مريم لأنه بنظرهم ابن زنى
وقد يكون ذلك سبب تعاطفه مع المرآة الزانية التي رفض أن يقيم عليها الناموس
" و قدم اليه الكتبة و الفريسيون امراة امسكت في زنا و لما اقاموها في الوسط* 4 قالوا له يا معلم
هذه المراة امسكت و هي تزني في ذات الفعل* 5 و موسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت* " يوحنا 3:8
نبين كم مرة ذكر عيسى في الكتب الأربعة
في متى ابن الإنسان 32 ابن النجار 1 ابن الله 9
مرقس ابن الأنسان 14 .............. ابن الله 4
لوقا ابن الِإنسان 26 ابن يوسف 2 ابن الله 7
يوحنا ابن الإنسان 12 ابن يوسف 1 ابن الله 11
ملاحظة :
رغم ورود كلمة ابن الله في الأناجيل إلا أننا لا نجد بأن المسيح قالها عن نفسه بل كل ما ورد من كلمة ابن الله في الأناجيل
كان الناس هم من يطلقون عليه هذه الكلمة بصيغة ألست ابن الله , إن كنت ابن الله فقط يستثنى كاتب الإنجيل الرابع
حيث استطاع زج كلمة ابن الله على لسان المسيح في خمس مواضع وهي
" 16لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية*
17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم* 18 الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن
باسم ابن الله الوحيد* 9 يوحنا 16:3" 35 فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده و قال له اتؤمن بابن الله*" يوحنا 35:9
" 25 الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله " يوحنا 25:5
" 36 فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله" يوحنا 36:10
" 4 فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لاجل مجد الله ليتمجد ابن الله به*" يوحنا 4:11
وبذلك بجد بأن متى ومرقس ولوقا لم يذكر بهن أن المسيح قال عن نفسه بأنه ابن الله أبدا ً
فقط الصقت هذه الكلمة في خمس مواضع بالإنجيل الرابع يوحنا والجدير بالذكر أن كل تلك النصوص التي ذكرها يوحنا
ليس لها ما يقابله في باقي الأناجيل فهذه النصوص خاصة لقصص لم تذكر إلا في إنجيل يوحنا فقط ولا علم لباقي الأناجيل بها
ولكن لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد صرح كاتب مجهول( قد يكون كاتب الإنجيل نفسه أو شخص قام بإضافة بعض العبارات في الإنجيل )
في أخر إنجيل يوحنا بأن هدفه من سرد هذه القصص الخمسة هو شيء واحد فقط وهو أن يقنع الناس بأن المسيح هو ابن الله
وقد قالها صراحة
"30 و ايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب*
31 و أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم إذا أمنتم حياة باسمه*" يوحنا 31:20
لذلك هذا يعتبر عمل غير حيادي لأن كاتب الإنجيل أو حتى كاتب أي كتاب ديني باسم الله أو أي مؤرخ يجب أن يكتب الحقائق كما هي
بدون أي إضافات حتى لو كانت هناك بعض الحوادث أو الأفعال أو الكلمات لا يقتنع بها الكاتب أو المؤرخ لكن يجب أن يكتبها كما هي
ويتجنب إضافة أي رأي شخصي أو اعتقاد شخصي لأنه لا يكتب قصة حياته الشخصية بل يكتب قصة حياة شخص مختلف أو يؤرخ تاريخ
وهنا نجد بأن يوحنا أو ذلك الشخص المجهول قد أضاف بعض الأفكار لكي يقنع الناس بفكرته وهذا بحد ذاته يفقد الكتاب المصداقية
باعتراف كاتبه شخصيا ولنقيس على ذلك أي نص في هذا الإنجيل نجده يتحدث عن نفس الفكرة
وأخيرا أقول من طلب من ذلك الشخص المجهول أن يثبت لنا بأن المسيح ابن الله وبالنسبة لي اعتقد بان ذلك
الشخص المجهول هو بولس نفسه
ارجوا من الأخوة الكرام أن يكتبوا ملاحظاتهم ُ وتعليقاتهم وتصويبهم إن كنت قد أخطأت في بعض المواضع وشكرا لكم جميعا ً
المفضلات