المبحث الخامس (5-1-7) كلمة المتعبدين وهى باليونانية σέβομαι وبالانجليزية (worship)
و ردت كلمة المتعبدين أو المتعبدات عدة مرات فى سفر أعمال الرسل (أعمال 13: 43 ، 13: 50 ، 16: 14 ، 17: 4 ، 17: 17 ، 18: 7 ، 19: 35 )
و معناها هو الانسان المتدين وليس الغريب أو النزيل فى أرض فلسطين
لأن :-
1- المتعبدون المذكورين فى سفر أعمال الرسل كانوا يعيشون بعيدا عن أرض فلسطين
فاليهود كانوا هم الغرباء المشتتين أي أنهم كانوا يعيشون وسط الأجانب ويخضعون لسلطة وحكم هؤلاء الأجانب وعلى حسب ما يسمح هؤلاء الأجانب لليهود بكيفية تطبيق طقوسهم وشريعتهم يعيش اليهودي فى أرض الأجانب وهذا يخالف وصف دخيل الباب
كما أوضحت سابقا فى هذا الرابط :-
و حتى يسمح اليهودي الذى يطبق الناموس للأجنبي أن يدخل مجمعه ويسمع توراته ويشترك معه فى صلاته فى يوم السبت فعلى هذا الأجنبي أن يطبق كل الطقوس التي تدخله اليهودية ومن ضمنها الختان
فيتضح من (أعمال 10 :28 ، 11 :2 ، 11 :3) أن اليهود فى ذلك الزمان لم يكونوا متسامحين فى التعامل والأكل والالتصاق بالأجنبي غير المختون وأن هذا العمل كان محرما
ولكننا فى نفس الوقت نرى من سفر أعمال الرسل ان اليهود فى الشتات الغيورين على الناموس و الذين كانوا يرفضون تعاليم بولس وأثاروا الشعب ضده لتعليمه الناس الارتداد عن الناموس ( أعمال 21 :27 ، 21 :28 ) كانوا يسمحون لليونانيين المتعبدين بدخول مجمعهم (كنيسهم) والصلاة معهم بالرغم من عدم ختانهم
(ملحوظة :-
الكنيس غير الهيكل ، فالهيكل أكثر قداسة من الكنيس ، وحتى اليهودي المتدين حتى يدخل الهيكل كان يجب عليه أن يطبق طقوس الطهارة )
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين كانوا من بنى اسرائيل ولكنهم تأثروا بالثقافة اليونانية وهم لازالوا فى نظر اليهودي هم من شعب الله المختار ولذلك هم بحاجة الى النصح والارشاد حتى يعودوا مرة أخرى الى تطبيق الناموس ، لذلك كانوا يتعاملون معهم ويلتصقون بهم
والدليل على ذلك هو أن بطرس فى حواره مع كرنيليوس (أعمال 10 :28 ) قال أنه محرم على اليهودي الالتصاق بالأجنبي وليس بالاسرائيلي المرتد عن الشريعة
3- ومما يؤكد ذلك هو عدم استخدام لوقا لكلمة ( دخيل أو أجنبي) فى وصف هؤلاء المتعبدين سواء من اليونانيين أو من اليهود
4- كما أنه جاء فى سفر أعمال الرسل لوصف اليهود بأنهم متعبدون أي متدينون
فنقرأ :-
17 :17 فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم
أي أن المقصود هو اليهود المتدينين
أي أن كلمة (متعبد) كان يقصد بها فى الأساس أشخاص من بنى اسرائيل وليس غرباء عنهم وعندما جاءت تلك الكلمة لوصف بعض اليونانيات واليونانيين فكان المقصود أن هؤلاء اليونانيين متدينين أي أنهم من بنى اسرائيل يتكلمون اليونانية ويتبعون بعض عادات اليونانيين ولا يختنوا الذكور ولكنهم فى نفس الوقت ظلوا يعبدون الله ويصلون ولم يرتدوا الى الوثنية
والدليل على ذلك :-
المفضلات