الى كل المتخصصين فى علوم القرآن الكريم ..الباحثين ..أهل العلم ..طلبة العلم ..المهتمين بشئون الدين الحنيف ..أقرأ معى قوله تعالى :-
" ان أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً ...."
وقوله : " وجعلنا البيت مثابة للناس وأمناً ....."
لان هناك سؤالا بحثت كثيراً عن أجابة له على مدار حوالى عام ..والسؤال هو :-
عند ذكر ألفاظ " مكة" ..." البيت الحرام " .." الكعبة " ..فى القرآن الكريم دائما ما تأتى مصحوبة بكملة " الناس " ... ولم تأت أبداً ولا مرة واحدة مصحوبة بـ ياأيها الذين آمنوا مثل باقى الفروض ..الصلاة والصوم والزكاة ..
" ولله على الناس حج البيت من أستطاع اليه سبيلاً "
وكما أجتمع الأئمة جميعاً وعلى رأسهم مولانا الراحل ( متولى الشعراوى ) ..أنه وقت أن تسمع كلمة " الناس " تعرف أن الخطاب للناس جميعاً ..ووقت أن تسمع كلمة " ياأيها الذين آمنوا " تعرف أن الخطاب موجه الينا ..
وعلى هذا المفهوم فان حج البيت تكليف للناس جميعاً وليس مقصوراً على المسلمين فقط فاذا كان هو المفهوم من توجيه الحديث للناس فان اليهودى والنصرانى وغيرهم مطالبين بحج البيت بدورهم !! ... فهل يستقيم هذا المعنى أم أنه خلاف ذلك ؟!
وقد أطلعت على الكثير من التفاسير بحثاً وقراءةً لعلى أجد المعنى ...بداية من ( البرهان فى علوم القرآن – للزركشى ) منتهياً بتفاسير الأمام الشعراوى ومروراً بالقرطبى والطبرى وابن كثير وجرير وطنطاوى وقطب وغيرهم ... لم أجد أحداً منهم يتعرض لهذا المعنى بأى صورة من الصور وأنما تم الألتفاف حولها .. حتى " الشعراوى " تجاهلها تماماً بالرغم من أنه هو من راح يؤكد مراراً وتكراراً على أسس كلمات مثل " ياأيها الذين آمنوا " .....و " الناس " .. وفى كتاب (( تسعون نداءاً للمؤمنين )) .. لامام المسجد النبوى تحدث فيه عن تسعين نداءاً بالقرآن الكريم بدأ بـ " يا أيها الذين آمنوا " ..ولم يتعرض نهائياً لارتباط البيت ومكة والكعبة بكلمة " الناس " ..
الشئ الوحيد الذى يرتبط بمنسك من مناسك الحج وأستخدم فيها توجيه للمؤمنين كان : " ياأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حٌرم ..."
هنا تعرض القرآن الكريم لمنسك الاحرام بتوجيه صريح دون التعرض لباقى مناسك الحج ...وأيضا قوله تعالى : - " ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو أعتمر فلا جٌناح عليه أن يطوف بهما"
ولم يتعرض للمؤمنين بقول أو أشارة ( حسب فهمى للآية الكريمة )
فان صح سؤالى ..فسيتبعه عدة أسئلة أخرى ... هل يحق "للناس" جميعاً الحج الى الكعبة بغض الطرف عن ديانته التى أكتسبها من والديه ؟!! .. هل يحق لليهودى والنصرانى والبهائى والصابئ أن يحج لبيت الله تعالى ؟! ... هل يحق للافريقى داخل الاحراش والذى لم تأته رسالات ولا يفقه فى الديانات شيئاً أن يحج للكعبة ومن ثَم يعود الى أحراشه كما ولدته أمه ودون أن يٌطالب باداء باقى الفروض ...؟!!
واذا كانت الكعبة البيت الحرام حكراً على المسلمين فان جميع الأنبياء وبنص القرآن الكريم مسلمون ... حتى حواريو " عيسى ابن مريم " ... وملكة سبأ التى أسلمت مع "سليمان"
فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه بنص الحديث الشريف ..كما أن المسلم هو من أسلم وجهه لله تعالى بنص القرآن الكريم فى أكثر من موضع وفى كل الامكنة والازمنة
فاذا كان ( أخى الكريم ) لديك التفسير الحقيقى لارتباط كلمة " الناس " بالبيت الحرام ومكة المكرمة أرجو أن تشركنى فيه حتى ولو كان مجرد أجتهاد ..أو مجرد رأى سمعته أو تفسير أطلعت عليه أو بحث .... فان علوم القرآن بحر لا ينضب
ونشكركم على المتابعة والاهتمام ..
المفضلات