-
أصل و صورة ...... الفبركة الصحفية و كتابة إنجيل لوقا
أصل و صورة
تحذير هام
لا تقرأ هذا الموضوع إلا و أنت وحدك جالسا ً إلى شاشة الكمبيوتر أو مطبوعا ً ....... لأن المادة الكوميدية فيه قوية جدا ً و سوف تُفاجأ بنفسك أو يُفاجأ من حولك بأنك تُقهقه بصوت عالى و قد يتهمونك بالجنون ....... ها قد حذرتك و أنا برئ من ذنب إتهامك بالجنون و أغسل يداى من هذه التهمة كما غسل تيطس يده من دم اليسوع (قال إيه ؛ برئ من دمه و إنه غير مُذنب ..... و عجبى !)
و بالنسبة لجرعة الكوميديا العالية فى هذا الموضوع فأنا إقتبستها من الكوميديا الإلهية المسيحية .... فصدقونى لا يوجد كوميديا أعلى من كوميديا الإله المصلوب المسلوخ .... أو الحمل الإلهى ..... و فى وجود خرفان تُصدق مثل هذه الخرافات ...... و لو حاولت أن أكتب مسرحية كوميدية عادية لا تتناول المسيحية لفشلت ! ..... فأرجو أن تستمتع معى بالكوميديا الصليبية المسيحية كما إستمتعت أنا و أنا أكتب هذا العمل
سنقدم فى هذا الموضوع مُقارنة ضاحكة و و ساخرة ؛ و إن كانت حقيفية ؛ بين مشهد من مسرحية جميلة أحبها و أعتبرها من أرقى الأعمال الفنية التى شاهدنها فى حياتى و هى مسرحية (أصل و صورة) للمُبدعين الراحلين عبد المنعم مدبولى و مُحمد عوض و أمين الهنيدى (رحمهم الله جميعا ً) ، وبين قصة واقعية من المُفترض أنها قد حدثت مُنذ ما يقل قليلاً عن الألفى عام بين أحد كتبّة الأناجيل الصليبية (لوقا) و أحد المُشرفين على كتابة هذه الأناجيل ، الذين يُفال أن الأناجيل قد كُتبت تحت إشرافهم ....... و هو الأستاذ الدكتور المُشرف العام على كتابة الأناجيل بولس ...... أما المُشرف الآخر فهو الأستاذ الدكتور بطرس ( و ربما يكون موضوع مسرحية أخرى) !
و كلمة أصل و صورة التى هى عنوان هذا الموضوع ليس المقصود بها هو إسم هذه المسرحية الجميلة التى إقتبسنا منها هذا المشهد الذى سنسرده للتو ...... و لكن المقصود بعنوان هذا الموضوع هو المُقارنة بين الأصل و هو هذا المشهد من المسرحية عن الفبركة الصحفية (و يضم إثنين من الصحفيين) وبين المشهد الآخر عن الفبركة الدينية الإنجيلية (و يضم إثنين من الآباء المُقدسين ...... واحد يُشرف و يوحى (بولس) و الآخر يكتب (لوقا) ........ فالأصل هو المشهد المسرحى و الصورة طبق الأصل هى نفس المشهد و لكنه إنجيلى هذه المرة و بأبطال إنجيلين من الآباء الذين يُقال عنهم أنهم مُقدسين !
الأصل ...... مشهد من مسرحية أصل و صورة
كلف رئيس التحرير (التخين) أحد المُحررين فى مجلته (الشاكوش) و هو أبو المكارم بمُفابلة المهراجا فى الذى سيصل إلى القاهرة فى المطار و إجراء حديث صحفى معه ...... و طلب منه رئيس التحرير أن يسأل المهراجا أسئلة ثفافية من النوع الذى يعجب القراء مثل : هل المهراجا أهلاوى أم زملكاوى ..... ما نوعية الأكلة التى يُحبها ..... ما هى الألوان التى يُفضلها ...... و هكذا !!!!! ....... فهى نوعية الإسئلة التى يهتم بها قراء المجلة الثقافية العملاقة!!!
و فشل أبة المكارم فى مُقابلة المهراجا ...... و فاته موعد وصول طائرة المهراجا و وقع فى مأزق أمام رئيس التحرير الغاوى خصومات ...... عمّال على بطال ...... من المُرتب ....... و لن يستطيع أبداً أن يُصارحه بأنه فشل فى مُقابلة المهراجا و كتابة المقال الذى كلّفه به !!!! ........ و إستشار أبو المكارم زميله الصحفى المُخضرم (عبد العزيز) فيما يتوجب عليه أن يفعله و كيف يُصارح رئيس التحرير بحقيقة الموقف ....... و يطلب منه عبد العزيز أن يُخبر رئيس التحرير أنه قد قابل المهراجا بالفعل و أنه بصدد إعداد المقال ...... بل أن عبد العزيز أخبر رئيس التحرير بنفسه بذلك عندما جبُن أبو المكارم عن مُصارحة رئيس التحرير عتدما سأله عن المقال الذى كلفه به ..... بل و أخبره أن المقال سيكون فى المطبعة فى خلال ساعة واحدة فقط ....... و يبدأ المشهد بتساؤل أبو المكارم لعبد العزيز عن الكيفية التى سيخرجه بها من ذلم المأزق الذى وضعه فيه :
أبو المكارم يتحدث لعبد العزيز عقب خروج رئيس التحرير : عاجبك كده !!!!! ..... أخرج إزاى بقى من المطب اللى حطتنى فيه ....... أكتب الحديث الصحفى و المقال إزاى أنا دلوقتى و أنا ما قابلتش المهراجا و لا عُمرى شُفته ..... أهو رئيس التحرير دلوقتى مستنى المقال ...... ما كُنت خلتنى قلت له و خلصنا !!!
عبد العزيز : أهو قُدامك ..... روح قول له علشات يرفدك ....... ده ذنبى إنى بأحافظ على أكل عيشك و مش عايزك تترفد ؟
أبو المكارم : طيب إزاى أطلع من المطب ده ؟ ...... أجيب المهراجا منين دلوقتى علشان أعمل معاه حديث صحفى ..... و الراجل رئيس التحرير مستنى المقال فى المطبعة بعد ساعة ..... قول لى أعمل إيه دلوقتى يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز : سألتنى أعمل إيه؟ ...... أقول لك تعمل إيه ...... تجيب ورقة و قلم و تُقعد تكتب اللى هأقوله لك ...... إنت ما سمعتش قبل كده عن حاجة إسمها الفبركة الصحفية ؟
أبو المكارم : فبركة ؟ ...... و تطلع إيه الفبركة دى يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز فى لهجة العالم الخبير ببواطن الأمور : الفبركة الصحفية يا عزيزى هى إنك تكتب المقال فى المكتب و تتخيل إنك قابلت المهراجا و تكتب الأسئلة و تتخيل ردوده على الأسئلة بتاعتك ...... كل ده و إنت قاعد على مكتبك و من غير ما تروح المطار و لا تتحرك من مكانك !
أبو المكارم : لكن ده يُعتبر غش و تزوير يا عبد العزيز .... أعمل مقال صحفى مع الراجل و أنا عُمرى ما شُفته و لا قابلته ؟
عبد العزيز (غاضبا ً) : خلاص بلاش ...... روح لرئيس التحرير و قول له إن ميعاد طيارة المهراجا فاتك و إنك ما قابلتش المهراجا و لا عملت معاه الحديث اللى طلبه منّك ..... خليه يرفدك ...... و خللى بقية الجرايد و المجلات تطلع بُكرة و فيها أحاديث صحفية مع المهراجا و مجلة الشاكوش بس هى اللى ما فيهاش سيرة عن المهراجا ....... و ده كله من خيبتك الثقيلة !
أبو المكارم : أيوه هأقول لرئيس التحرير ...... هأروح له و أقول له ...... ها يعمل إيه يعنى ...... ها يرفدنى ...... مش مُهم ...... الأرزاق على الله !
و يقوم من مقعده و يهم بالخروج للذهاب إلى مكتب رئيس التحرير
عبد العزيز : و شوف البنت سوسن صاحبتك ها تكتب إيه عن المهراجا فى الجرنال بتاعها و إنت ها تكون بالسلامة خالى شغل ..... و إبقى قابلنى لو رضيت بيك بعد كده !
أبو المكارم يتوقف و يكف عن المشى ...... و يستدير بوجهه إلى عبد العزيز و قد بدا عليه التأثر ....... و يتحدث إلى عبد العزيز فى نبرة واهنة مُستعطفة :طب أعمل إيه بس يا عبد العزيز
عبد العزيز : تعمل زى ما بأقول لك ...... تجيب ورقة و قلم و تكتب اللى هأقوله لك !
أبو المكارم (مُستسلماً) يذهب إلى مكتبه و يجلس و يبدأ فى إخراج الورقة و القلم : طيب خللينى ماشى وراك ...... أنا عارف إنك هاتودينى فى داهية !
عبد العزيز : أبداً ...... لا داهية و لا حاجة ...... خليك إنت بس ماشى ورايا و إنت تكسب ....... و لعلمك الفبركة دى موجودة فى الصحافة كلها ...... حتى الأجنبية منها ....... و حتى إسمها بالإتجليزى (فابريكيشن) !
أبو المكارم (مُستعجباً) : فابريكيشن ؟
عبد العزيز : أيوه ! ....... و إنت إيش أدراك بالصحافة العالمية و اللغات الحيّة .......و إنت واخد الإبتدائية بالعافية (المسرحية تتناول عهد ما قبل الثورة المصرية حين كان الصحفيون بدون مؤهلات تقريبا ً)
أبو المكارم (ساخراً) : طيب و لما إنت شاطر كده فى اللُغات الحيّة ...زى ما بتقول ........أمال إيه حكاية المُصيبة اللى إنت عملتها و ماسكها لك رئيس التحرير ذِلّة اليومين دول ؟
عبد العزيز (فى إستهتار) : أبدا ً ...... غلطة بسيطة ...... غلطت فى نُقطة و أنا بأترجم جواب لواحد صاحب رئيس التحرير صاحب شركة إستيراد ...... كلفنى رئيس التحرير بأنى أترجم له طلبية إستيراد من أستراليا ...... غلطة بسيطة ! ....... غلطة فى نُقطة عامل عليها رئيس التحرير هُلليلة ؟
أبو المكارم : لكن رئيس التحرير بيقول دى مُصيبة ...... بقى الغلطة فى نقطة تعمل مُصيبة يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز : شُفت بفى الراجل و مُخه الصُغير ....... علشان نُقطة قالب الدنيا ..... ده بدل ما يُشكرنى على تعبى فى ترجمة الجواب ؟
أبو المُكارم يهز برأسه فى تأثر : فعلا ً ما عندهوش دم صحيح ...... لكن النقطة دى كانت فين يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز : أبدا ً ...... الجواب كان بيقول مطلوب إستيراد 6000 نعل أسترالى ...... سهيت عن النُقطة فوق النون و إفتكرتها فوق العين ...... فقريتها مطلوب إستيراد 6000 بغل أسترالى ...... غلطة بسيطة ! ...... فيها حاجة دى ! ..... المُهم الشركة الأسترالى ما كذبتش خبر و راحت باعثة الستة آلاف بغل ...... و أهم محجوزين فى الجُمرك مش لاقيين حد يخرجهم ...... شوف الراجل الظالم اللى ما عندهوش دم ....... بيحاسبنى على غلطة بسيطة أد أيه ؟
أبو المكارم (ضاحكاُ) : بقى بتسمى 6000 بغل عمالين بينهقوا فى المطار غلطة بسيطة يا عبد العزيز ...... دول ستة
آلاف بغل يا راجل مش واحد و لّا إثنين ...... ما علينا ...... خلينا فى موضوعنا ...... ثم يُشمر أكمامه و يُمسك بالقلم إستعدادا ً للكتابة و يقول : ياللا يا عبد العزيز ...... خُش على الفبركة ...... خُش على الفابركيشن يا عُبّد ...... مللينى !
عبد العزيز : إكنب فى وسط السطر ...... العنواين ........ المهراجا يُحب الملوخية !
أبو المكارم يُلقى بالقلم مُحتجا ً : هتبدأ التهريج من أولها ...... مهراجا إيه اللى بيحب الملوخية يا عبد العزيز ؟! ..... بقى بذمتك ده كلام يُخش العقل برضه ؟
عبد العزيز يُشيح بيده و يقول فى غضب : خلاص فبرك إنت بقى ...... أنا هأوجع قلبى معاك ليه ....... إنت إيش فهمك فى المهراجانات و لّا فى العنواين الصحفية القوية اللى تجذب إنتباه القراء ...... يا شيخ روح كده !
أبو المكارم و قد بدا عليه التأثر يذهب و يُقبل رأس عبد العزيز مُعتذرا ً : آسف يا عبد العزيز ..... أنا قليل الأدب و أهلى ما عرفوش يربونى ...... معلهش يا عُبد ما تزعلش منّّى ..... ثم يذهب إلى مكتبه و يبدأ فى الكتابة : المهراجا يُحب الملوخية ....... و بعدين يا عبد العزيز .....خُش على العنواين اللى بتعجب القراء ..... خُش على الفابريكيشن !
عبد العزيز يبتسم و يُكمل : العنوان الثانى : زوجة المهراجا تُقزقز بثلاثين جنيه لب فى الشهر !
أبو المكارم (مُتعجبا ً و مُستنكرا ً) : بثلاثين جنيه يا عبد العزيز ........ لما هى بتقزقز بثلاثين جنيه فى الشهر يا عبد العزيز ، أمّال بتاكل بكام ؟
عبد العزيز : مش مرات مهراجا ...... و إنت فاكر المهراجانات دول زينا بيموتوا على ما بيعملوا القرش؟ ....... ثم يُشيح بيده مُعترضا ً : مش عاجبك ، فبرك إنت بقى ..... ها نعلمكم و ناكل من بيوتنا ...... جتك نيلة !
أبو المكارم يذهب مرة أخرى إلى عبد العزيز ليُقبل رأسه و يعتذر : آسف يا عبد العزيز ..... أنا قليل الأدب ...... لو عارضتك مرة ثانية لك حق تزعل منى .... ياللا بقى ...... نُخش على الفبركة ....... ثم يذهب إلى مكتبه و يكتب : زوجة المهراجا تُقزقز لب ...... ثم يلتقت لعبد العزيز : طيب نخليها عشرة جنيه فى الشهر لب ...... تبقى مبلوعة شوية !
عبد العزيز : لأ ثلاثين ...... يا كده يا تفبرك إنت بقى !
أبو المكارم : طيب نخليهم عشرين جنيه فى الشهر ..... حتى تبقى معقولة حبتين !
عبد العزيز (مُعترضا ً) : لأ .... قُلت لك ثلاثين يعنى ثلاثين ....... إنت هاتفاصل .......و إنت إيش فهّمك فى المهراجانات و لّا فى قزقزة اللب ....... يا تكتب اللى هأقوله لك من سُكات يا إما تفبرك إنت لوحدك !
أبو المكارم (مُستسلما ً) : خلاص ..... خلاص ...... ثم يكتب : زوجة المهراجا تُقزقز لب بثلاثين جنيه فى الشهر ..... ثم فى صوت هامس : ضعف مُرتب كاتب المقال الشهرى !
عبد العزيز : كتبت ثلاثين جنيه ما ينقصوش مليم ؟
أبو المكارم : كتبت ! ...... خُش بقى على الثقيل .... خُش بقى على الفبركة !
عبد العزيز : إكتب بقى الموضوع من أول السطر : ما أن هبطت الطائرة إلى أرض المطار ....... و نزل المهراجا من على سلم الطائرة راكباً فيله الأبيض الناصع .....
أبو المكارم مُفاطعاُ : إستنى ..... إستنى شوية ....... فيل؟ ..... و يُباعد ما بين ذراعيه مُشيرا ً إلى حجم الفيل ....... فيل فى الطيارة يا عبد العزيز؟ ...... مش تتكلم كلام معقول شوية !
عبد العزيز : آه فيل ..... مش مهراجا !
أبو المكارم : ها يُقعد على فيل فى الطيارة يا عبد العزيز ! .... فيل يا عبد العزيز؟ ..... فييييييييل؟
عبد العزيز : مش مهراجا يا بنى آدم .... إنت فاكر إن طيارة المهراجا طيارة عادية و فيها كراسى زى الطيارات بتاعتنا ....... ده إنت على نياتك قوى ..... طيارة المهراجا يا بنى آدم بدل الكراسى فيها أفيال ...... و المهراجا بيُقعد على فيل جوه الطيارة ...... مش مهراجا ...... و إنت إيش فهّمك فى المهراجانات يا جاهل !
أبو المكارم (مُعتذراً) : أما أنا صحيح جاهل ...... معلش يا عبد العزيز ..... آخر مرة ..... كمّل
عبد العزيز : ما أن نزل المهراجا من على سلم الطائرة راكبا ً فيله الأبيض الناصع .......
أبو المكارم (يكتب) : الناصع !
عبد العزيز : حتى تلقفته بين ذراعى ّ و قبلته على خديّه مُهنئا ً بسلامة الوصول !
أبو المكارم (يكتب) : مُهنئا ً بسلامة الوصول ..... و قلت له : واحشنى يا حبيبى !
عبد العزيز : لأ ..... بلاش واحشنى يا حبيبى...... حد يقول للمهراجا واحشنى يا حبيبى؟ .... لأ دى زيادة قوى و مفقوسة خالص على إنها فبركة ! ..... شيلها من فضلك !
أبو المكارم : بقى واحشتى يا حبيبى هى اللى زيادة و مفقوسة ....... و راكباً فيله الأبيض الناصع هى اللى مش زيادة و مش مفقوسة ....... ما علينا ....... (يكتب) : و قلت له : مش واحشنى يا حبيبى ....... و إلتفت إلى عبد العزيز : هيه .... كمّل !
عبد العزيز : ثم بادرته بسؤال عويص عن نوع أكلته المُفضلة و التى يحبها ...... فأطرق المهراجا برأسه و أخذ يُفكر و يُفكر ........ و هز رأسه و هو يُفكر و يُفكر ...... و إستمر و هو يُفكر و يُفكر .....
أبو المكارم (مُفاطعا ً) : إيه يا عبد العزيز .... ها يفضل يفكر لحد إمتى ؟
عبد العزيز : مش سؤال عويص يا إبنى ...... لازم يفكر قبل ما يتكلم ؟
أبو المكارم : بقى السؤال عن أكلته اللى بيحبها سؤال عويص ؟
عبد العزيز : أمال يا إبنى ...... إنت فاكر المهراجانات و الناس المُهمين بيجاوبوا كده بدون ما يفكروا ..... ده أنا فاكر حديث صحفى عملته مع شخصية مُهمة زى المهراجا ده و سألته عن لونه المُفضل ..... فقعد يفكر فيه ثلاث أيام لحد ما جاوبنى ...... أمال إيه الفرق بيه الناس المُهمين زى المهراجا ده و الناس الكُحيتى اللى زى حالاتنا ؟ ..... ده أى كلام يطلع من بقّه محسوب عليه لأنه شخصية مهمة ...... يعنى لو ما كانش سخصية مهمة كنت ها تعمل معاه حديث صحفى ليه ؟
أبو المكارم (و قد بدا عليه الإقتناع) : بقى كده ؟
عبد العزيز : أمال ....... إنت إيش فهمك بالناس المُهمين ....... إتعلم من خبرتى ....... أدينا بنعلمكم ببلاش و بناكل من بيوتنا !
أبو المكارم : منك نستفيد يا عُبد ...... كمّل ..... و أخذ يُفكر و يُفكر ...... و بعدين ؟
عبد العزيز : ثم إعتدل فى جلسته على كُرسيه .....
أبو المكارم (مُقاطعاُ) : مش قُلنا قاعد على فيل !
عبد العزيز : معلش ...... ثم إعتدل على فيله ..... و غمز لى بعينه اليُمنى و لّعب لى حاجبه الأيسر ....... و راح فى تفكير عميق و هو يُفكر و يُفكر !
أبو المكارم : المهارجا ها يبصبص لى يا عبد العزيز ؟ ...... غمز لة بعينه اليُمنى و لّعب لى حاجبه الأيسر ؟
عبد العزيز : هى دى طريقتهم فى التفكير ...... إنت كل حاجة ها تعترض عليها ....... أنا هأسألك سؤال : إنت هندى ؟
أبو المكارم : لأ !
عبد العزيز: بتتكلم هندى أو رحت الهند قبل كده ؟
أبو المكارم: لأ !
عبد العزيز : قابلت مهراجا قبل كده ؟
أبو المكارم(فى خجل) : لأ
عبد العزيز : و مع كده بتقاوح و بتعترض على كل اللى بأقوله لك ....... كده بقى هأسيبك تفبرك إنت لوحدك ......
أبو المكارم : لأ و حياة أبوك ........ ماشى ..... و يكتب : غمز لة بعينه اليُمنى و لّعب لى حاجبه الأيسر ..... و راح فى تفكير عميق و هو يفكر و يفكر
عبد العزيز : ثم أشعل سيجارة ..... و نفث الدخان من فمه و هو مستغرق فى تفكير عميق .... و هو يفكر و يفكر
أبو المكارم (يكتب من تلقاء نفسه) : و هو يُفكر و يُفكر ....... ثم راح يُفكر و يُفكر ، حتى نام و هو يُفكر و يُفكر، ثم إستيقظ و هو يُفكر و يُفكر، و من كثرة التقكير نسى أنه يُفكر و يُفكر، ثم تذكر أنه يُفكر و يُفكر ، ثم عاد يُفكر و يُفكر ...... ثم
عبد العزيز (مُقاطعاُ) : كفاية تفكير لحد كده ...... خلاص بقى !
أبو المكارم : ليه بس يا عبد العزيز .... ما إحنا ماشيين كويس أهه ....... و الفابريكيشن شغال معانا كويس !
عبد العزيز : لأ كفاية تفكير كده !
أبو المكارم : يعنى ها يجاوب بقى ...... خُش بقى على الإجابة !
عبد العزيز : ثم نظر لى المهراجا إلىّ بنظرة عميقة و خلع عمامته و هرش فى رأسه .....
أبو المكارم : هرش فى رأسه ...... أما مهراجا جربان صحيح ! ...... ماشى يا عُبد ..... خش على الثقيل ..... قال إيه ؟
عبد العزيز : و قال فى صوت رخيم : الآن ...... و الآن فقط يا صديقى بدأت فى التفكير فى سؤالك ! و سوف أفكر و أفكر !
أبو المكارم (من تلقاء نفسه يكتب) : ثم راح يُفكر و يُفكر ، ثم عاد يُفكر و يُفكر ......
عبد العزيز (مُقاطعاُ) : لأ كفاية كده ....... خلاص خلص التفكير خلاص .... إكتب
أبو المكارم (مُتلهفاُ) : هه .... أكتب إيه ؟
عبد العزيز : إكتب ...... و بعد تفكير عميق قال لى المهراجا : أنا أحب الملوخية !
أبو المكارم (يكنب) : أنا أحب الملوخية ...... و بعدين ؟
عبد العزيز : إكتب ....... ثم حضرت زوجة المهراجا ...... فبادرتها بالسؤال عن الطعام الذى تُفضله ..... فأجابت بمثنتهى الوقار : نزلت أدّب ...... طِلعت أدّب ...... لقيت الدبّ ..... بيقزقز لبّ ...... رميت الدبّ ....... و أكلت اللب ّ ....... نزلت أدّب ...... طلعت دبّ !!!!
أبو المكارم يرمى بالقلم على المكتب مُحتجا ً و يقول : لأ .... كده مش لاعب ....... بقى فيه مرات مهراجا مُحترمة تقول كده ...... قال نزلت أدّب ...... طلعت أدّب قال !!!!!
عبد العزيز : و الله هى دى الفبركة اللى عندى ....... مش عاجبك فبرك إنت بقى !!!!! ........ ثم إنت إيش فهّمك فى الهندى ....... ده كلام هندى فى مُنتهى الأدب و الإحترام و الأخلاق ......
أبو المكارم : يعنى ده كلام هندى يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز : طبعا ً كلام هندى و معناه إنها بتحب اللب و إن اللب ده هو أكلتها المُفضلة ...... ده كلام مهراجانات مش كلام ناس من الشارع !
أبو المكارم : أما أنا جاهل صحيح فى الهندى يا علد العزيز ..... أنا فاكر الكلام ده كلام من اللى بيقوله الولاد فى الشارع !
عبد العزيز : علشان تعرف إنك جاهل و مش بتفهم !
أبو المكارم : أنا آسف يا عبد العزيز ..... كمّل !
عبد العزيز : و إبتسم المهراجا فى إبتسامة حانية و هو يقول لى أن زوجته من حبها فى أكل اللب تأكل منه بحوالى ثلاثين جنيه يوميا ً
أبو المكارم (يكتب) : بثلاثين جنيه يوميا ً (ضعف مرتب كاتب المقال بدون الخصومات !) ..... و بعدين يا عبد العزيز ؟
عبد العزيز : كفاية كده ....و إجرى بسرعة على المطبعة علشان تلحق تطبع المقال علشان ينزل عدد بكره !
أبو المكارم (يُفبل عبد العزيز ) : ألف شكر يا عبد العزيز ..... مش عارف من غيرك كنت هأعمل إيه ..... ده ها يبقى مقال قنبلة و خبطة صحفية كبيرة !
عبد العزيز : المهم لما تنشهر بسبب المقال ده تبقى تفتكرنى إن أنا صاحب الفضل عليك !
أبو المكارم : و أنا مُمكن أنساك يا عُبد .... أنا هأجرى على المطبعة بسرعة ..... سلام يا عبد العزيز و ألف شكر مرة ثانية !
أبو المكارم يغادر الغرفة مُسرعا ً إلى المطبعة !
رئيس التحرير يدخل إلى الغرفة و يسأل عبد العزيز : فين أبو المكارم ؟
عبد العزيز (يُشير إلى طربوش أبو المكارم الموضوع على مكتبه و يقول ) : أهوه يا فندم ؟
رئيس التحرير : فين بقيته ؟
عبد العزيز : بقيته نزل على المطبعة علشان يطبع المقال بتلاع المهراجا يا فندم ! .......على فكرة المقال تحفة يا فندم ...... أنا قريته بنفسى ...... و على فكرة هو بيسلم عليك
رئيس التحرير ( بيتسم إبتسامة عريضة) : يااااااه فيه الخير و الله ...... هو لسّه فاكرنى ؟
عبد العزيز : هو سيادتك تعرفه يا فندم ؟
رئيس التحرير : كان زميلى فى مدرسة كلكتا الإبتدائية المُشتركة .... كنا بنقعد على تختة واحدة ...... و هو ربنا فتحها عليه و بقى مهراجا ....... و أنا ربنا إبتلانى بأمثالكم ( و ينظر لعبد العزيز بقرف) ! .... قول لأبو المكارم أول ما يطبع المقال يجيبه لىّ على طول .... عايز أكون أول واحد يقرأ المقال ده !
و يخرج رئيس التحرير و ينتهى هذا المشهد من مسرحية الأصل ........ و نبدأ فى تقديم الصورة ...... مسرحية بولس و لوقا ..... أو مسرحية إنجيل لوقا
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 18-01-2008 الساعة 02:52 PM
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
ينتهى المشهد الكوميدى بين أبو المكارم و بين عبد العزيز كما رأينا ..... و نحن نعرف أحداث بقية المسرحية و هى أن المهراجا لم يأت فى الأصل و لم يصل قط إلى مطار القاهرة و الذى فبرك ابو المكارك بوحى من عبد العزيز هذا الحوار مع المهراجا على أرضه و فور نزوله من الطائرة التى لم يركبها المهراجا أصلاً .....و إضطر أبو المكارم و عبد العزيز التمادى فى الفبركة و النصب و إستئجار الحانوتى السكّير (أمين الهنيدى) ليقوم بدور المهراجا فى المؤتمر الصحفى الذى أعدوه للترويج لفبركتهم و يحضره رئيس التحرير التخين ليتأكد بنفسه من صدقهم و لإقناعه بأن المهراجا وصل بالفعل و أن لقاء أبو المكارم المُفبرك مع المهراجا حدث فعلاً و لا دخل للفبركة أو الكذب فى الموضوع على الإطلاق (و هذا المشهد يُذكرنى بالأمبراطور قنسطنطين فى مجمع نيقية الأول و هو يُشاهد الآباء الأوائل للمسيحية و هم يضعون الأساس لأكبر كذبة فى التاريخ !)
و هذا المشهد هو الأصل ..... أما الصورة فهى هذا المشهد الذى حدث بين بولس (عبد العزيز) و لوقا (أبو المكارم) لدى كتابة تلك اليوميات أو المُذكرات المعروفة بالإنجيل حسب البشير لوقا ..... ذلك الكتاب الذى يُقدسه عُباد المصلوب و يدّعون أنه كتبه القديس لوقا بوحى من الروح القُدس و تحت أشراف الأستاذ الدكتور بولس ...... و تمت كتابته و تنقيحه فى روما بمراجعة الأستاذ الدكتور بولس و بالنكهة الرومانية (تمييزاً بينه و بين إنجيل مرقس المكتوب بالنكهة اليونانية، و إنجيل متى المكتوب بالنكهة العبرية اليهودية (نكهة أبناء الله!) و إنجيل يوحنا المكتوب بالنكهة الروحانية ) , و لا أعرف أين باقى النكهات ...... اين النكهة القبطية مثلاً ، و الكنيسة القبطية المصرية من أقدم الكنائس ...... يمكن النكهة اليونانية المُرقسية تنفع هنا ....... لأن الأقباط المصريين كانوا يتكلمون اليونانية ...... و أخذوا اللغة اليونانية القديمة و حوّروها و أدخلوا عليها بضع كلمات فرعونية أو مصرية قديمة و سموا تلك اللغة الهجين باللغة القبطية ...... لكن ماذا عن النكهة الهندية أو الصينية أو الأفريقية ..... ليه الروح القُدس لم تُكمل بقية النكهات لتكون جميع الشعوب مُتساوية ...... أم فى الأناجيل كمان هناك أبناء لله نزلت الروح القُدس بنكهتهم و أبناء للكلاب (أمميين) ظلوا بدون نكهة خاصة بهم ....... أمر يستحق مُراجعة الروح القُدس بشأنه ! ..... و ماذا عن نكهة الفراولة أو البرتقال أو الليمون ...... و ماذا عن الإنجيل الفوشيا أو الأخضر أو الأزرق السماوى ....... و إذا لقيت واحد أزرق سماوى ..... و ليكُن أنجيل سوكا ..... هأشتريه على طول لأنى أحب هذا اللون جداً ..... كما أنه لون السماء ...... حيث يسكن الإله الأقنومى المُكون من الأب و الأبن و الروح القُدس ..... و إن كانت الروح القُدس حائرة بين السماء و الأرض !
تعالوا نُتابع الصورة فى هذه المسرحية المُسماة (صورة و أصل !) .
صورة و أصل .........
الأشخاص :
بولس الرسول
البشير متى
ثاوفيليس
بعض التلاميذ
المكان : أحد الأقبية تحت الأرض فى مكان ما من مدينة روما القديمة ...... حيث كان المسيحيون الأوائل يعملون و يجتمعون بصورة سرية فى أماكن أو أقبية تحت الأرض و يتخفون فيها كالجرذان خوفاً من بطش الرومان الذين كانوا يُعاملون غيرهم من الشعوب و كل من هو غير رومانى كالعبيد ........ و كان المسيحيون فى ذلك الوقت يلجأون إلى العمل السرى مثل الخلايا الشيوعية فى العصر الحديث و يتبادلون الرسائل بينهم بصورة سرية و يُنظمون الإجتماعات السرية فى أماكن مهجورة خوفاً من إفتضاح أمرهم و إعدامهم أو صلبهم على أنهم مُتآمرين ضد سلطة الإمبراطورية الرومانية ..... تماماً كمصير زعيمهم اليسوع من قبل ........ و كانت المسيحية تنتشر فى أوساط العبيد فى روما بسرعة إذ كانت تمنحهم الأمل فى الخلاص من الذل و القهر الذى يعيشون تحت وطأته فى روما القيصرية القديمة و تعدهم بملكوت السماء ببركة دم اليسوع ...... ذلك الرب الذى ضحى بنفسه من أجل خلاصهم ....... و هذا بالضبط هو الذى عناه مُنّطر الشيوعية الأكبر (كارل ماركس) بكلمته الشهيرة فى كتابه الذى يُعد بمثابة المانيفستو الشيوعى الأوحد أو الكتاب الأقدس لدى الشيوعيين (رأس المال) ..... إذ قال ماركس (اليهودى) و الذى كتب كتابه للمسيحيين فى أوروبا : الدين أفيون الشعوب !
نجد فى المشهد بولس و لوقا يجلسان مُتقابلين فى الحجرة العديمة الأثاث و الضيقة على حد كبير ...... و للحجرة بابان مُتقابلان على جانبى المسرح ...... واحد يؤدى إلى الخارج و الآخير يؤدى إلى حجرة مُلحقة بهذه الحُجرة . لوقا يغط فى نوم عميق بينما بولس يبدو عليه أنه غارق فى التفكير إلى حد بعيد ....... يقوم بولس من جلسته و يتطلع من النافذة الموجودة فى أعلى الحجرة و التى تُطل على أحد شوارع مدينة روما القديمة ..... و لأن النافذة فى قبو تحت الأرض ، فأنها بالكاد تُطل على أرضية الشارع حيث يرى الناظر منها أرجل المارة و عجلات العربات التى تجرها الدواب و هى تسير على أرضية الشارع .
أخيراً ..... يتوقف بولس عن التحديق من النافذة و يستدير و قد بدت على وجهه علامات الضيق و يتجه إلى لوقا و يهزه بعنف حتى يوقظه.
بولس : إصحى .... قوم !
لوقا ( و قد إستفاق) : إييييييييه ! ...... حصل إيه ؟! ..... هو فيه حاجة ؟
بولس (مُعنفاً) : قوم بقى !
لوقا (بخوف) : فيه إيه ؟ ..... الرومان عرفوا مكاننا و هجموا ؟!!!
بولس : يعنى هو ده اللى شاغل بالك قوى ؟!!!! ...... قوم بقى ..... إصحى و فوق ...... عندنا شغل لازم نعمله !
لوقا (يُشيح بوجهه) : خضتنى يا شيخ ! ..... شغل إيه اللى لازم نعمله ؟!!!! ...... هو إحنا عندنا شغلانة و لا مشغلة ...... ما أحنا عايشين عال العال من فلوس التبرعات و الهبات اللى بيعطيها لنا إخواننا من المؤمنين ....... و أهو اللى بيقدروا عليه بيعطوه لينا ........ و اللى بتطوله إيديهم من فلوس أو أكل أو هدوم أو أى شيئ يقدروا يتحصلوا عليه من أسيادهم الرومان اللى بيخدموهم فى بيوتهم أو بيشتغلوا عندهم بيستخسروه فى أنفسهم و بيعطوه لينا كتبرع للكنيسة علشان نمنحهم البركة بإسم اليسوع و بدم اليسوع ! ..... و ادينا عايشين مبسوطين و بناكل و بنشرب و بنلبس بفضل اليسوع ده ! ...... و ده كله طبعاً غير أموال التبرعات و الهبات اللى بتوصلك من تحت لتحت من الكنايس اللى عملتها فى أنطاكية و سالونيك و غلاطية و إفسوس و غيرها ...... و أنا واخد بالى من المراسيل اللى بينك و بينهم و الصُرر اللى بيجيبوها لك المراسيل و اللى بتخبيها مش عارف فين ...... اللهم لا حسد يا عم ...... لكن بُص برضه لإخوانك الغلابة من أمثالى !
بولس (مُتأففاً) : يعنى بتبُص لىّ فى اللقمة اللى فى بُقّى ...... عموماً ده تعبى و عرقى و شقايا .... إنت فاكر إن رحلتى من فلسطين لحد روما هنا كانت سهلة أو مُريحة أو من غير تعب ؟!!!! ... تعبت و شقيت و إشتغلت كأى مندوب مبيعات أروج للإله يسوع .... و لقيت كثير يشتروا منّى الإله اللى بأبيعه ........ بدّلت يهوه و زيوس و أمون و بعل و غيرهم باليسوع ......و الحال مشى و بعت الكثير من البضاعة الإلهية اللى بأروجها .... و الفلوس دى هى مُكافأتى على تعبى و ترحالى و مشيىّ على كعوب رجليّه اللى دابت و أنا بأبيع اليسوع للمطحونين و الغلابة .... أبيع لهم وهم الخلاص و الفداء و إن الله بيحبهم و علشان كده بعث ليهم إبنه فى صورة بشر و هان عليه يقتله أو يسيبه يتقتل و يخليه لعنة أبدية علشان خاطرهم .... لأن الإله بيحب العالم و علشان كده ضحى بإبنه كالخروف من أجل البشر الغلابة اللى مش عارفين مصلحتهم و برضه بيعصوا الرب ....... و إن الرب ها يخلصهّم من الذل و العبودية و الهوان و ها يدخّلهم الملكوت الإلهى و يعيشوا فى نعيم مُقيم بعد الذل و الهوان اللى شافوه على الأرض ببركة دم اليسوع لأنهم ها يكونوا جنبه على يمين القوة .... فهمّ عاشوا و ها يموتوا فى ذل و هوان تمام زيّه و هو الله القادر القوى ...... و لكنه إستسلم لجلاديه مثل الخروف ما يستسلم للجزار علشان خاطرهم ...... و كل ده بثمن بسيط ...... تبرعات بسيطة للكنيسة ...... يعطوا كل ما لهم للكنيسة و هى تصرف عليهم و على غيرهم من الفقراء و الغلابة ...... و أنا طبعاً أول هؤلاء الفقراء و الغلابة .... إنت ناسى إنى مقطوع للترويج لليسوع ...... طيب مُمكن آكل منين (رِسالةُ بولُسَ الرَّسولِ الأولَى إلى أهلِ كورِنثوسَ 9: 6-7 أَمْ أَنَا وَبَرْنَابَا وَحْدَنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ لاَ نَشْتَغِلَ؟ 7مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ كَرْمًا وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً وَمِنْ لَبَنِ الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟) ....... و جاى حضرتك دلوقتى تبصّ فى القرشين اللى بيوردوهم لى من الكنائس اللى عملتها من الهواء ؟!!!!
لوقا : عايز أستفيد بخبرتك يا أستاذى الفاضل !
بولس (بحدة) : أنا مش أستاذ ! ........ قلت لك مليون مرة ما تقوليش يا استاذ ....... أنا بولس الرسول ..... رسول اليسوع ........(ثم يرفع إصبعه فى وجه لوقا مُحذراً) : سمعت و فهمت ! ..... لو سمعتك مرة ثانية تنادى علىّ بغير كلمة الرسول هأفصلك من عضوية الكنيسة ..... هأحرمك و أرجعك للشارع ثانى تشتغل شغلتك الأولانية ...... فاكرها ؟
لوقا (يتحدث بلهجة إعتذارية و هو مُحرج) : طيب و ليه بقى التأنيب ده و تأليب المواجع ..... معلش .... زلة لسان يا رسول .... حاضر يا رسولنا العظيم ...... مش هأعمل كده ثانى ....... ثم أنا برضه فى الإصل إبن ناس لولا الزمن اللعين ...... أنا طبعاً مش ناسى إنى بقيت فى نعمة بسببك ..... و مش ناسى برضه إنك لمّتنى من الشارع و أنا بأشحت ..... لكن الشحاتة مش عيب برضه ...... أهى شغلانة شريفة كنت بآكل منها عيش ...... مش أشرف و أحسن من السرقة ؟!!!! .... أنا برضه معايا إبتدائية يونانية قديمة و بأعرف أقرأ و أكتب يونانى ...... ( و ينظر لبولس بطرف عينيه فى غيظ و يقول بصوت خافت كى لا يسمعه بولس) ..... مش زى ناس !
يفطن بولس إلى أن لوقا يُتمتم بكلام ما فى الخفاء فيُبادره قائلاً : هه ؟ .... بتقول حاجة ؟!!!
لوقا يصطنع إبتسامة صفراء على وجهه و يقول لبولس : لا أبداً يا رسولنا العزيز .... كنت بس بأسأل .... هو إيه اللى بيجبر الناس إنهم بيعثوا لك الفلوس دى كلها؟ .... هو يعنى اليسوع ده قال لهم كده ؟!!!
بولس : لأ طبعاً .... اليسوع لا قال و لا عاد ...... ده أنا اللى بأقول يا عبيط ...... أنا اللى بأتكلم عن لسانه ........ مش أنا الرسول ؟ .... أمال إسمى الرسول ليه ؟ ...... الرب نزل و إنضرب و إتعدم العافية و إتصلب و مات و إندفن خلاص من سنين ...... و بعثنى أنا رسول علشان أشرح للناس هو حصل كده ليه ...... فهمت بقى يا خفيف !
لوقا (يهرش فى رأسه مُحاولاً الفهم) ... ثم يهز رأسه قائلاً : و الله ما أنا فاهم حاجة ...... و إنت عقدتها لى أكثر ما هى معقدة فى الأصل .... بقى بالذمة يا رسول ده كلام معقول ؟!!! ... الرب؟؟؟؟ ...... خالق الكون (و يوسع بين ذراعيه إشارة إلى إتساع الكون)؟؟؟؟؟ .... الكون الكبير ده كله ؟؟؟؟...... ينزل فى صورة إنسان بياكل و يشرب و لا مؤاخذة يعمل زى الناس ؟؟؟؟........ و بعدين ينهان و ينضرب و يتصلب و يموت ؟؟؟؟ ........ و بعد كده نطلب من الناس إنهم يعبدوه ...... و يعبدوه إزاى و هم قتلوه ..... يعنى هم أقوى منّه ....... و مع كده الناس بتصدق و بتعبده ؟!!!!! ... لأ و بيدفعوا من دم قلبهم تبرعات ليك علشان إنت قلت لهم كده و خليتهم يصدقوا كده ....... (ثم يهرش فى رأسه مرة ثانة و يهزها بعنف ) ...... مش فاهم يا رسول !
بولس (بإستهزاء) : و لا عُمرك ها تفهم !
لوقا (ينزلق على الأرض و هو جالس القرفصاء ليكون قريباً من بولس الجالس فى مُقابله) : طيب قول لى يا رسولنا .... قول لتلميذك ..... أنا عارف إنبك بتحبنى و مش ها تستخسر فيّه أى معلومة مُفيدة ...... مش مُمكن أكون أنا الرسول من بعدك و أورث الرسولية بعد عُمر طويل .... أو يمكن أكون المُساعد بتاعك أو تستفيد منّى فى حاجة كده أو كده !
بولس يُفكر قليلاً و لوقا ينظر إليه و ينتظر إجابته فى لهفة .... و أخيراً يقول بولس : تصدق ؟ .... إنت بالرغم من غباءك إلا إنه من الممكن فعلاً تكون مُفيد بالنسبة ليّه ..... فعلاًً مُمكن تكون مُقيد يالوقا و مُمكن تنفعنى قوى !
لوقا ( و قد إنفرجت أساريره و إفترب أكثر من بولس) : مش قلت لك ..... ده أنا كُلّى فوايد زى الثوم .... و لو إنى مش عارف إنت مدبر لى إيه ...... لكن برضه إنت ما جاوبتنيش على سؤالى : إزاى قدرت تقنع الناس بكل المُتناقضات اللى إنت بتقولها دى ؟!!!
بولس : يعنى إنت مش مُقتنع بيها ؟
لوقا : يعنى لو كنت مُقتنع بيها كنت هأسألك السؤال ده برضه ؟!!! .... إنت عارف أنا معاك هنا ليه ...... يوم ما قابلتنى فى شوارع روما كنت على وشك إنى أموت من الجوع و كان لى يومين بحالهم ما أكلتش و لا لقمة واحدة ..... كنت عايش على شرب الميّه فقط ....
بولس (يُكمل له) : صعبت عليّه ....... شكلك إبن ناس و مش وش بهدله .... أخذتك على هنا و أكلّتك و إديتك هدوم ..... و قلت لك مُمكن تعيش هنا معايا لو حبيت !
لوقا (يُكمل) : و ساعتها لا كلمتنى عن اليسوع أو عن أى شيئ آخر ...... و قلت لى إنى ما أتكلمش خالص طول ما أنا قاعد معاك هنا ...... و فهّمتنى إنه فى الإجتماعات لمّا تيجى سيرة اليسوع أبرقّ بعينيه و ارفع كُمّى على وجهى ..... كُمّى اللى مخبى جواه بصلة حراقة قوى علشان عينيّه تدمع ..... زى ما إنت قلت لى ...... و أبكى و أقول : اليسوع له المجد .... إتصلب من أجلنا ..... إبن الله أتصلب فداءاً لنا ....... هكذا أحب الله العالم ...... و أرسل إبنه الوحيد ليموت فداءاً لبنى البشر ..... اليسوع صار لعنة من أجلنا ...... و بعدين أديها عياط و بكاء ....... و ده دايماً و بالإيحاء بيخلى كل الموجودين فى الإجتماع يعيطوا ...... لكن من غير بصل طبعاً ...... لإنى أنا و إنت فقط يا رسول الذكاء اللى بنستخدم البصل فى العياط !
بولس (مُبتسماً) : حلوة قوى كلمة رسول الذكاء دى يا لوقا ..... الظاهر إنك ذكى و ها ييجى منّك صحيح !
لوقا ( و قد أعجبه مدح بولس له ) فيفرد ظهره فى جلسته القرفصائية :مش بأقول لك يا رسولنا العظيم ....... أنا تلميذك النجيب ....... لكن برضه ما جاوبتنيش على سؤالى .... قول لى علشان أستفيد من خبرتك العظيمة ..... إيه حكاية اليسوع ده و علاقتك بيه إيه ؟!!!!
بولس (فى ملل) : أقول لك علشان تستريح ...... الحكاية و ما فيها إن فيه واحد ظهر فى فلسطين من حوالى ثلاثين سنة كده و بيقولوا إن إسمه كان عيسى و بيقول على نفسه إنه رسول الله ...... و بدأ يوعظ فى الناس و ينذرهم بأنهم لو لم يرجعوا عن الشر و الكفر الذى يُمارسونه فإن الله سيلغى العهد بينه و بين بنى إسرائيل و ينقل النبوة و الكتاب إلى الفرع الإبراهيمى المنسى الآخر ...... يعنى الفرع الإسماعيلى .... أو لأحفاد إسماعيل و هم العرب ...... و كان عيسى هذا له مُعجزات كثيرة ..... و كثير من الناس عجبها كلامه .... و برضه كثير من الناس لم يعجبهم كلامه و قالوا عليه إنه بيخّرف أو مجنون .... إزاى العهد يخلص من بنى إسرائيل و هم شعب الله المُختار ...... إزاى العهد ينتقل من إبن الحُرة (إسحق إبن سارة) إلى إبن الجارية (إسماعيل إبن هاجر) ...... المهم ..... اللى ما عجبهمش الكلام كانوا أقوى و قرروا إنهم يتخلصوا منه بالوشاية عند الحاكم الرومانى على إنه مُتآمر ضد الإمبراطورية الرومانية و طبعاً دى جريمة عقوبتها الإعدام بالصلب .... و فى النهاية فيه ناس بتقول إنه إتحاكم و إتصلب فعلاً ..... و ناس ثانيين بتقول إنه لم يُصلب و اللى إتصلب شبيه ليه ...... المهم ده مش موضوعنا و لا يهمنى فى شيئ ....... اللى حصل إن الرسول ده ظهر ثانى بعد حادثة الصلب ...... فإنقسم الناس أكثر .... ناس قالت إن ده دليل على إنه لم يُصلب و إن اللى إتصلب شبيه ليه ...... و نا س ثانية قالت لأ ...... ده قام من بين الأموات و عاد للحياة من الموت ...... و رأيى الشخصى إنه لم يُصلب بالفعل ..... لأنى ما شفتش حد قام من الموت قبل كده و لا يُمكن أصدق إن فيه حد قام من الموت أو هايقوم من الموت أبداً !
لوقا (مُقاطعاً) : ليه؟؟؟ ...... هو إنت مش يهودى برضه يا رسولنا؟؟؟ .... و على حد علمى إن اليهود بيؤمنوا بالبعث و الحساب فى يوم بيسموه يوم الدينونة أو يوم القيامة ..... و إنهم ها يتحاسبوا على أعمالهم فى اليوم ده ..... و اللى بيعمل خير من اليهود ها يدخل فى النعيم أو المكان اللى بيقولوا عليه أو بيسموه بالجنة ....... و اللى بيعمل شر من اليهود ها يدخل النار على قد الشر اللى عمله و بعدين يترحّل على الجنة ....... أما غير اليهود .... أو غير أبناء الله ..... فهم على النار حدف بدون أعذار أو إنذار ..... مش كده برضه يا رسول ؟
بولس (بضيق) : و أنا مالى بالكلام الفارغ ده كله .... أنا لا يهودى و لا غيره ..... و لا أعبد أى إله فى الاصل ..... أنا يا حبيبى إلهى القرش أو الدينار ..... أبّجنى (من التأبيج أى دفع المال) تلاقينى ! .... إذا كان رب اليهود هيأبّجنى .... فهو إلهى و هايلاقينى ...... و إذا كان اليسوع هيأبجّنى ...... فأنا عبده ..... المهم مين اللى هايدفع و ها يدفع كام!
لوقا: طيب و بعدين يا رسول ..... إيه اللى حصل بعد ما قام و رجع ثانى ؟
بولس : زى ما قلت لك ...... هو رجع ثانى ..... لكن كثير من الناس إفتكرت إنه إتصلب و مات و بعدين صحى من الموت ....... المهم إن الرسول ده قال للناس اللى شافوه إنه خلّص مُهمته على الأرض و إن عليه إن يصعد إلى السماء لأنه لم يعد هناك شيئ له على الأرض يفعله بعد ذلك !
لوقا فى لهفة (فاغراً فاه) : و طلع السماء فعلاً ؟
بولس (بلا إهتمام) : ما أعرفش ..... زى ما قلت لك .... الموضوع ده لا يهمنى أصلاً ..... طلع أو ما طلعش لا تفرق معى !
لوقا : أمال إيه اللى يفرق معاك يا رسول ؟
بولس (لبهجة حادة مُنتهرة) : ها نرجع للغباء ثانى ....... ما قلت لك ..... إلهى هو القرش ...... القرش فين و مع مين ؟ .... هو ده إلهى و ما أعبده .... و هو ده اللى بأدور عليه و اصلى له!
لوقا : طيب كمّل يا رسول ...... إنت كنت فين بقى من الهيصة دى كلها ؟!!!
بولس: الهيصة دى كلها كانت بعيدة عنّى .... و كانت بعيدة عن دماغى .... أنا كنت يهودى فريسى ..... يعنى من المقاطيع اللى عايشين على فلوس المعبد و الهبات اللى بيتبرع بيها اليهود للمعبد ..... و عايشين على أكل الفراخ و الحمام و الطيور و الغنم و البقر اللى بيوهبها اليهود للمعبد و المذبح علشان يكفروا بيها عن خطاياهم ..... و كان الحال ماشى عال العال .... و كنت آخر إنبساط و سعيد و عايش ليالى أنس و فرفشة مع بنات المعبد و كل شيئ تمام !
لوقا : طيب إيه اللى حصل و نقلك النقلة دى يا رسول ؟
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 16-02-2008 الساعة 04:26 PM
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا بجد مواقف تضحك
جزاك الله خير
بس ليا سؤال لم يرد احد علية نفسى اغرفة
ما مقف المسيحية من الجن؟ هم عقلاء عليهم حق الطاعة لله فكيف دعاهم بولس للمسيحية؟
وما موقفهم من نظرية الفداء فيسوع بشرى؟ولا الرب بعتلهم ابن نونو يفديهم؟
بل من الاصل ما علاقتهم بخطيئة ادم وهل لهم خطيئة ورثوها؟
وان كان يسوع الة فدى البشر اذن هو الة للبشر وليس للجن؟
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة شريف حمدى في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 07-09-2014, 04:33 PM
-
بواسطة ayoop2 في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 93
آخر مشاركة: 14-10-2011, 10:53 AM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
مشاركات: 27
آخر مشاركة: 14-06-2009, 12:02 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 27-12-2007, 10:39 PM
-
بواسطة شريف حمدى في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 11-04-2006, 01:06 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات