الإخوة الأحبة /
أقدر حماسكم لدينكم وأقدر لكم دفعاكم عنه ومحاولة شرحه لغيركم من غير المسلمين ، ولكنى كلما قرأت لكم أو لأحد من النصارى ، أعتقد أن معركة حامية فد نشبت بينكم ، وأن كلا منكم يسعى ليضرب الثانى بالضربة القاضية ... وهذه روح لن توصل إلى نتيجة وستكون منفرة ، وستجعل الكل يعاند ليضرب ألثانى بالضربة القاضية ، ويتشبث بمعتقداته وهو قد يكون بينه وبين نفسه يعلم يقينا أنه ليس على حق ، ولكنه الشيطان يستغل طريقتكم فى الجدال ، بالرغم من أنه سبحانه وتعالى أوضح لنا الطريقة المثلى لإظهار الحق والجدال فيه ، وإليكم هذه الآيات الكريمة :::
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {46}
فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44}
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125}
أنت يا مسلم بين يديك دين الفطرة ودين العقل ودين الحكمة ، وطريقة نقله لغير المسلمين قد تكون فتنة تصدهم عنه ، ولكن لو اتبعت هديه سبحانه وتعالى وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعوة ، لأوصلت جمال هذا الدين إلى القلوب ، وحتى إن لم تحصل على نتيجة مباشرة ، فستظل الكلمة الصادقة ترن فى أذن من تدعوه وربما آتت أكلها بعد حين .
ألا ترى أن هذا الدين ينتشر فى العالم بقوة ذاتية ، مجرد أن يقرأ عنه أحد ممن حسنت طويته أو تقدم له نسخة من ترجمة معانى القرآن الكريم ، فلا يجد فكاكا من أن يسلم ، وفى المقابل تصرف مليارات الدولارات وتنشأ الفضائيات لتنصر المسلمين ، فيكون العائد لا يذكر على الإطلاق ... فلماذا تضع أنت نفسك صادا عن دين الله بتسفيهك للخصم وسبه وسب دينه ، وقد نبهنا سبحانه فقال (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {108})
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه".
المفضلات