أما كلمة بولس التي قال فيها :-
13 :16 فقام بولس و اشار بيده و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا
فهو كان يقصد بجملة (الذين يتقون الله) وصف الجالسين فى المجمع أنهم من بنى اسرائيل ويتقون الله
ولو كان يقصد أشخاص أخرين ليسوا من بنى اسرائيل كان قال (والذين يتقون الله من الأمم) ولكنه لم يقل أبدا كلمة (من الأمم) لأنه يتحدث عن بنى اسرائيل ويصف الذين بداخل المجمع للصلاة أنهم يتقون الله فهو لايزال يوجه كلامه لنفس الجنس وهم بنى اسرائيل
و نفس هذا الاسلوب نجده فى سفر المزامير وكان النص يتحدث عن بن اسرائيل فقط ولم يكن يشير الى الأمم
فنقرأ من سفر المزامير :-
85 :1 رضيت يا رب على ارضك ((ارجعت سبي يعقوب))
ثم نقرأ :-
85 :8 اني اسمع ما يتكلم به الله الرب لانه ((يتكلم بالسلام لشعبه و لاتقيائه فلا يرجعن الى الحماقة))
النص هنا يتكلم عن رجوع بنى اسرائيل من السبي ، وأن الكاتب يسمع ما يتكلم به الله عز وجل لشعبه و أتقيائه وكان يقصد بنى اسرائيل فقط لأنه قال ((فلا يرجعن الى الحماقة))
أي أن بنى اسرائيل لن يرجعوا بعد عودتهم من السبي الى حماقتهم فكلمة (أتقيائه) كانت عائدة أيضا على الشعب أي بنى اسرائيل
و بولس استخدم نفس الاسلوب فى كلمته فى سفر أعمال الرسل فكان يقصد بــ (الذين يتقون الله) بنى اسرائيل أيضا وليس الأمم
فمن المستحيل دخول أمميين مجامع اليهود ، فاذا كان بطرس وهو أحد تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام يقول لكرنيليوس وهو رجل تقى ويصلى الى الله عز وجل(أعمال 10 :1 ، 10 :2 )( أنه محرم على يهودي الالتصاق بأجنبي )(أعمال 10: 28 )
فكيف يسمح اليهود بأجانب وثنيين دخول مجامعهم ؟؟!!!!
(كما أن هناك العديد من الأدلة التي تثبت استحالة دخول الأمميين حتى وان كانوا تقاه مجامع اليهود فى ذلك الزمان والتي سأوضحها ان شاء الله فى المبحث التالي )
اسلوب خطاب بولس يوضح أنه لم يكن يتحدث الا لبنى اسرائيل من الناحية البيولوجية ولم يكن يتحدث لأي أمميين
فهو نادى من يوجه اليهم خطابه قائلا (اختار اباءنا ورفع الشعب)
حيث نقرأ :-
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا (( اختار اباءنا و رفع الشعب )) في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
اختار اباءهم أي أنه يوجه كلامه الى أحفاد هؤلاء الآباء أي لبنى اسرائيل
ثم يؤكد على أن الرسالة والموعد لهم (أي لبنى اسرائيل ) فيقول :-
13 :32 و نحن ( نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا )
13 :33 ( ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم ) اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
فاسلوب الحديث والصياغة تتحدث دائما عن الأبناء البيولوجيين لبنى اسرائيل وعن الموعد الذى سبق وأخذه بنى اسرائيل بالفعل ولا يوجد حديث عن خلاص أمم مما يؤكد أن الحديث كان موجه لبنى اسرائيل فقط ولم يكن هناك أمميين
بولس يكلم الموجودين ويخبرهم بأن الله عز وجل أقام يسوع مخلص لاسرائيل ولم يقل مخلص للعالم
بولس يخاطب الموجودين بأنهم نسل وذرية ابراهيم ثم يقول أن يسوع مخلص لاسرائيل مما يعنى أن كل الموجودين كانوا من بنى اسرائيل وليس الأمم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :23 من نسل هذا حسب الوعد (( اقام الله لاسرائيل مخلصا يسوع ))
13 :24 اذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب اسرائيل
وهو كان يقصد بنى اسرائيل بالفعل لأنه أشار الى يوحنا المعمدان المرسل لبنى اسرائيل ، هذا بالاضافة الى وجود العديد من الأدلة على حدوث تحريف فى هذه الخطبة سأتكلم عنه ان شاء الله فى ( البند 3 من المبحث الثالث - الفصل الأول - الباب السادس )
فحتى بولس لم يقم فعليا بالكرازة للأمميين وانما كانت تحريفات والزيادات التي كان يضيفها النساخ على مر الزمان بدليل أنه بعد كل ذلك نجد فى الاصحاح 18 أن بولس يهددهم ويقول لهم أنه سيذهب الى الأمم
فنقرأ :-
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء(((من الان اذهب الى الامم )))
أي أنه قبل ذلك لم يكن قد ذهب ليكرز بين الأمميين وانما المقصود هم اليهود ذو الثقافة اليونانية ولا يتكلمون العبرية أو الآرامية ، وهؤلاء كانوا من بنى اسرائيل
المفضلات