قصتي مع الإسلام.. أسلمت تأثراً بصديقتها
السيريلانكية شيرين: الإسلام أغدق السعادة على حياتي
تاريخ النشر: الثلاثاء 16 أغسطس 2011
غدير عبدالمجيد
نصادف في حياتنا الكثير من غير المسلمين ونعجب بأخلاقهم العالية وحسن معاملتهم، ونتمنى في أعماقنا لو أنهم مسلمون حتى يكسبوا الأجر والثواب من الله سبحانه على أعمالهم النقية الصادقة التي تشبه ما يتحلى به المسلمون، هذه الأمنية التي ضمرتها الممرضة المتقاعدة المسلمة فوزية العجمي تجاه السيريلانكية شيرين التي جمعتها بها قصة جميلة صنعها القدر انتهت بإسلام شيرين على يد فوزية.
تعود شيرين بذاكرتها إلى الوراء، لتقص قصتها مع الإسلام، والتي تعود إلى 17 سنة مضت، فتقول «أتيت إلى الإمارات قبل عشرين سنة لأعمل بائعة في محل هدايا تذكارية وألعاب على شاطئ النساء في أبوظبي والذي تم إغلاقه منذ عدة سنوات، وكانت هناك ممرضة تأتي كل جمعة للعيادة الموجودة في ذات المكان للحالات الطارئة، وعمدت إلى التردد علي بغية شراء ما يلزمها فنشأت بيننا صداقة كبرت يوماً بعد يوم، وفي إحدى زياراتها لي لاحظت أنني صائمة فسألتني عن السبب فقلت لها إنني أصوم حتى يعطيني ربنا ما أطلبه منه، فكلما شعرت بضيق أو حاجة لجأت إلى الصيام عن الطعام والشراب فيستجيب الله لدعائي، ومنها اعتدت على صيام كل اثنين وخميس فكلمتني عن صيام المسلمين وما يمنحه الصيام للمسلم من أجر وثواب، أما صيامي فلا أجر فيه لأنني لست مسلمة، فقلت في نفسي لماذا لا أسلم وأكسب الأجر وأكون عبدة لله وحده أدعوه فيستجيب لي؟»
تتدخل فوزية في الحديث لتضيف «لاحظت من خلال تعاملي مع شيرين وصداقتي بها أنها امرأة ذات أخلاق عالية جدا وصادقة وملتزمة في عملها ومستقيمة في حياتها، وتصوم كل اثنين وخميس فتمنيت لو أنها أسلمت، وأخبرتها بذلك وقلت لها لا ينقصك سوى الإسلام، فلماذا لا تسلمين وتكسبين الأجر على ذلك كله؟ ولولا أنه يوجد لديها استعداد لذلك لما أسلمت فقد شرح الله صدرها للإسلام، ولم أحتج وقتاً طويلاً لإقناعها، وذهبنا بعد ذلك إلى المحكمة حيث أشهرت إسلامها وحصلت على شهادة اعتناق الإسلام، ومن ثم قمت بتزويدها بكتب فيها أدعية وشرح للفروض وغيرها من تعاليم الإسلام باللغة الإنجليزية، وعلمتها الوضوء والصلاة وبينت لها المفهوم الواسع للصيام في الإسلام».
وبعد إسلام شيرين وتغير حياتها بفترة تم إغلاق شط السيدات وحان الوقت لتعود إلى بلدها من جديد فتخوفت من ذلك كثيرا لأنها في الأساس متزوجة من رجل مسيحي وسكير، وكان كثيراً ما يضربها ويأخذ نقودها، وبعد أن أشهرت إسلامها فلا يمكنها أن تعيش معه، ولئلا تفتن في دينها ولما تميزت به من أخلاق عرض عليها جارها المسلم الزواج ليمنحها إقامة على اسمه وفعلا تم ذلك وفتح الله عز وجل عليها من جديد، إذ تحولت من مجرد بائعة في محل إلى مالكة لصالونين للسيدات في أبوظبي، حيث أقرضها زوجها المسلم مبلغاً من المال لتفتح به مشروعاً لها وتبدأ من جديد.
وتحفظ شيرين بعض السور القصار من القرآن الكريم التي تعينها على أداء صلاتها، وتواظب على صيام النوافل إلى جانب صيام شهر رمضان الفضيل، بالإضافة إلى أنها تحب أن تتصدق كثيراً حيث تقوم بأعمال خيرية لصالح الفقراء والمحتاجين خصوصاً في بلدها سيريلانكا، حيث ترسل لهم ما تجود به نفسها من مال وغيره تقرباً إلى الله عز وجل وطلبا لمرضاته سبحانه، وتصف الإسلام بأنه الشيء الذي كان ينقصها وقد اكتملت حياتها به فقد نور حياتها وسكب في روحها السعادة والطمأنينة والرضا.
المفضلات