يهود متطرفون يثيرون جدالا في بلدة بيت شميش قرب القدس جراء عملية تمييز ضد النساء.....
بيت شميش بلدة صغيرة تقع على بعد 30 كيلومترا غربي القدس وهي منذ يوم الإثنين في قلب زوبعة إعلامية في إسرائيل وحوار وطني حول التطرف الديني، بسبب أعمال عنف دارت هناك. وتتوجه أصابع الاتهام نحو اليهود المتطرفين بسبب سوء معاملتهم للنساء اللواتي لا يحترمن القوانين الأخلاقية التي يفرضونها، ومن بينهن طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها بسبب ارتدائها لملابس "غير لائقة".
بلغ الأمر هذه الحدة عندما بثت القناة الوطنية لقاء مع هذه التلميذة التي تعتاد مدرسة ببيت أوروت، إحدى ضواحي القدس. وقد أكدت أن أحد هؤلاء المتطرفين بصق عليها وقالت أنها الآن صارت تخشى تعرضها للمضايقة وهي في طريقها إلى المدرسة التي تقع بين مجموعة من الأحياء اليهودية المتطرفة وحي آخر يعتبر معتدلا.
بعد هذا اللقاء التلفزيوني، قامت الشرطة في إحدى هذه الأحياء المتشددة دينيا بنزع لافتة تأمر الرجال والنساء بأن يسير كل منهما على جانب من الشارع. وقد أعاد متظاهرون يوم الأحد الماضي إرجاع اللافتة قبل أن تعود الشرطة مرة أخرى لنزعها وهكذا دواليك.
هذا وحدثت اشتباكات عشية يوم الاثنين بين عناصر الأمن ومئات من المتطرفين الداعين للفصل التام بين الرجال والنساء. خلال هذه المواجهات، جرح شرطي جراء رمي بالحجارة وتم إيقاف عدد من المتظاهرين. ولم ينج من رمي الحجارة حتى الصحفيون الذين كانوا في عين المكان.
اشتباكات ببيت شميش يوم الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول، نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب
.
وقد أفاد بعض سكان بيت شميش أن أعمال العنف هذه ليست سوى من صنيع أقلية من أهالي الحي وأنها لا تمثل الطائفة المتدينة.
إلا أن هذه الأحداث زادت الطين بلة بشأن التوترات الموجودة بين الطائفة الدينية المتطرفة التي تمثل 10% من المجتمع الإسرائيلي والتي تحظى بحضور سياسي مهم وبين باقي المجتمع الإسرائيلي ذي الأغلبية غير المتدينة.
تضم بلدة شميش 80 ألف ساكن، أغلبهم من المتدينين المتشددين، يزداد يومهم يوما بعد يوم.
"على العلمانيين والمتدينين أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة هؤلاء المتطرفين"
الحبر دوف ليبمان يسكن بيت شميش ويقدم نفسه على أنه "من الشق المعتدل للمتدينين المتشددين". وقد قام بتنظيم مظاهرة مساء يوم الثلاثاء جمعت علمانيين ومتدينين للتنديد بأعمال العنف التي طرأت في الأيام الماضية.
"من الجيد أن عدد اليهود المتشددين دينيا في ارتفاع مستمر لأننا نأمل في احتضان كل يهود العالم في إسرائيل. لكن المشكلة هي أن جزءا كبيرا من هؤلاء اختار التطرف. على العلمانيين والمتدينين أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة هؤلاء المتطرفين".
في السنوات الأخيرة، وبارتفاع عدد أفراد هذه الطائفة، أصبحت بيت شميش بمثابة المقاطعة المستقلة وسط المدينة. شخصيا، حبذت الاختلاط بغيري لكن العديد من أفراد الطائفة اختاروا العيش بهذه الطريقة المنعزلة. كما أن انتماء عمدة المدينة أيضا إلى هذه الطائفة منح هؤلاء بلا شك الشعور بالحصانة.
"عندما تصبح النساء مستهدفات، فعلينا أن ننتبه"
لقد تشنج الوضع أكثر فأكثر عندما فتحت مدرسة بيت أوروت العمومية للبنات أبوابها في سبتمبر/ أيلول المنصرم، والتي تقع بين حي ديني متشدد وآخر معتدل [من عادة المتشددين دينيا أن يضعوا أطفالهم في مدارس خاصة تمارس الفصل بين الجنسين وتجبر التلاميذ على احترام طريقة لباس معينة لا تتبناها المدارس العمومية]. وقد طلب المتشددون أن يتم تغيير مكان المدرسة إلا أن قيام هذه المؤسسة كان مبرمجا قبل أن يتحول الحي إلى حي ديني متشدد.
شخصيا، أرى أنه في حق كل شخص أن يعيش حياته كما يحلو له رغم أنني لا أتوافق مع القراءة المتشددة للتوراة. لكن عندما تصبح النساء مستهدفات، فعلينا أن ننتبه."
"انتقلت من شيكاغو إلى بيت شيمش سنة 1995 قبل أن أستقر في بلدة صغيرة على بعد 20 دقيقة من هناك سنة 2006. لكنني أقضي وقتا طويلا في بيت شميش لتواجد جميع أفراد عائلتي هناك.
لقد تغيرت الحياة كثيرا في السنوات الأخيرة. عندما وصلت هنا، كان أغلب سكان البلدة من المهاجرين المغاربة. لكن عدد السكان تضاعف أربع مرات اليوم وتم بناء مساكن بثمن بخس، ما شجع على قدوم متدينين متشددين. إنهم مصممون على التوسيع في دائرة وجودهم، ما يجعلهم يستشيطون غضبا عندما تفتح مدارس عمومية على مشارف أحيائهم.
لا أحد من أفراد عائلتي يغامر في أحياء المتشددين دينيا. نريد أن نبقى في أحيائنا وليبقوا حيث هم. لكن أولياء الأطفال يتعرضون للمضايقة عندما يصطحبون أطفالهم للمدرسة العمومية.
مررت يوما ما من أحد هذه الأحياء وفوجئت بالسكان وقد جمعوا أكوما من الحجارة استعدادا لرميها على السيارات التي ستتجرأ على المرور من الحي يوم السبت.
مغادرتي لبيت شميش سببه شعوري بأن الشرطة لا تقوم بشيء للحد من هذه التوترات. لا يمكنني العيش في مدينة يعتبر جزء من أهاليها أنهم فوق القانون.
أظن أن الحل هو أن نعيش معا ولكن بطريقة قانونية. لا أريد أن أشترط عليهم طريقة عيشهم وعليهم أن يتعاملوا بالمثل معي، لكن عليهم أن يحترموا القانون كما الجميع.
تواجد المدينة تحت أضواء الإعلام في الأيام الأخيرة ليس نذير خير بالنسبة لي. أخشى أن يزداد الحال سوءا خاصة بتدخل بعض أعضاء مجلس النواب. أتمنى أن لا ندخل في دوامة من العنف."
التعديل الأخير تم بواسطة هبة الباري ; 01-01-2012 الساعة 02:09 AM
اللهم يا سامع السر والنجوى
اللهم يا كاشف الضر والبلوى
اللهم يا سامع السر والخفيه يا من حوائجنا عنده مقضيه
اللهم يا مسبب الاسباب يا قاهر الاعداء
يا هازم الاحزاب يا منزل الشتاء
يا مخرج الاموات يا هادم اللذات
يا كاشف الكرب يا سميع يا عليم
يا باني السماء بغير عمد
يا مسير الارض بغير عون
اللهم أنصر فلسطين وأحرس المسجد الاقصى من مكر الماكرين
المفضلات