ميراث النبى
عنوان1 سئل فضيلة الشيخ: عن معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم:{إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها}؟)
(قرآن
هذا الحديث يقول فيه الرسول، عليه الصلاة والسلام:{إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها}. و{{يأرز}} بكسر الراء ويجوز فيها الفتح والضم، ومعنى {{يأرز}} يرجع ويثبت في المدينة كما أن الحية إذا خرجت من جحرها رجعت إليه، وهذا إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هذا الدين سوف يرجع إلى المدينة بعد أن تفسد البلدان الأخرى كما أن الحية تخرج وتنتشر في الأرض ثم بعد ذلك ترجع إلى جحرها.
وفيه أيضًا إشارة إلى أن الإسلام كما انطلق من المدينة فإنه يرجع إليها أيضًا، فإن الإسلام بقوته وسلطته لم ينتشر إلا من المدينة وإن كان أصله نابعاً في مكة، ومكة هي المهبط الأول للوحي، لكن لم يكن للمسلمين دولة وسلطان وجهاد إلا بعد أن هاجروا إلى المدينة، فلهذا كان الإسلام بسلطته ونفوذه وقوته منتشراً من المدينة وسيرجع إليها في آخر الزمان.
وقال بعض أهل العلم: إن هذا إشارة إلى أمر سبق، وأن المعنى أن الناس يفدون إلى المدينة ويرجعون إليها ليتلقوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريعة والتعاليم الإسلامية.
ولكن المعنى الأول هو ظاهر الحديث وهو الأصح.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {ج 1/ ص 55} [ رقم الفتوى في مصدرها: 15] )
(عنوان1 كيف يمكن الجمع بين الأحاديث الآتية: {كان الله ولم يك شيء قبله، وكان عرشه على الماء وكتب بيده كل شيء ثم خلق السموات والأرض}. وفي مسند الإمام أحمد عن لقيط بن صبرة قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال: {كان في عماية…}. وحديث: {أول ما خلق الله القلم}. فظاهر هذه الأحاديث متعارض في أي المخلوقات أسبق في الخلق، وكذلك ما جاء أن أول المخلوقات هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.)
(قرآن
هذه الأحاديث متفقة مؤتلفة وليست بمختلفة، فأول ما خلق الله من الأشياء المعلومة لنا هو العرش واستوى عليه بعد خلق السموات، كما قال تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} [هود: 7].
وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق، بل معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة، فكتب مقادير كل شيء.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو كغيره من البشر، خلق من ماء أبيه عبدالله بن عبدالمطلب، ولم يتميز على البشر من حيث الخلقة، كما قال عن نفسه: -إنما أنا بشر أنسى كما تنسون-. فهو عليه الصلاة والسلام، يجوع، ويعطش، ويبرد، ويصيبه الحر، ويمرض، ويموت، فكل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية فإنه يعتريه، لكنه يتميز بأنه يوحي إليه وأنه أهل للرسالة كما قال تعالى:{ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124].
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {ج 1/ ص 62} [ رقم الفتوى في مصدرها: 21] )
(عنوان1 ثبت في صحيح مسلم عن حذيفة إنه صلى مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم فكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل ولا بآية وعيد إلا تعوذ، هل هذا في صلاة النافلة فقط أم يجوز حتى في الفريضة؟ وهل يفعل ذلك المأموم إذا كان منفرداً أو خلف الإمام في الصلاة الجهرية أم في كلتا الحالتين؟)
(قرآن
ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة أنه صلى مع النبي صلى الله ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة.. ثم مضى وذكر تمام الحديث وفيه {كان إذا مر بآية فيه تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ} وهذا كما ترى في الصلاة الليل لكن العلماء قالوا: إنه يجوز في الفريضة لأن الأصل أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض، وما ثبت في الفرض ثبت في النفل إلا بدليل ، لكن يُعكِّر على هذا : أن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا أنه يفعله في الفرض ولو كان يفعله "لنقلوه ولكن ليس هناك دليل على منعه في الفريضة لأن غاية ما فيه أنه دعاء وتسبيح" وهذا لا ينافي الصلاة ، ولا فرق في هذا بين الإمام والمنفرد ، وأما المأموم فإن كان في صلاة السر فهو كالإمام والمنفرد ، وإن كان في الصلاة الجهر فلينصت لإمامه إلا أن يسكت الإمام بحيث يتمكن من ذلك فيكون حكمه كالإمام والمنفرد.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: سلسلة كتاب الدعوة فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين عضوء هيئة كبار العلماء - {ج 1/ ص 128} )
(عنوان1 سئل فضيلة الشيخ: عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يقل أحدكُم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له} وقوله: {ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله} ؟ )
(قرآن
الحديث الأول صحيح، وفي لفظ: {إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه}. وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله: {اللهم اغفر لي إن شئت} تشعر بمعان فاسدة.
منها أن أحدًا يكره الله، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك، ولذلك قال: {فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه}. وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له: إن شئت. وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسئول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن قول: {إن شئت}.
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول: {إن شاء الله}. فهي أخف وقعًا من قول: {إن شئت}، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق.
فوجه الجمع أن التعبير بـ{إن شاء الله} أهون من {إن شئت}.
ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول {إن شاء الله} منهي عنه لكن دون قول إن شئت. فكيف يكون منهيًّا عنه ثم يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الثاني الذي ذكره السائل ؟ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا عاد مريضًا يقول: {لا بأس، طهور إن شاء الله}. وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي. والجواب أن هذه الجملة مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهورًا من الذنب وهذا كما في حديث: {وثبت الأجر إن شاء الله}. فهو على الرجاء.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/91} [ رقم الفتوى في مصدرها: 34] )
(عنوان1 ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم، {لا يسأل بوجه الله إلا الجنة} ؟ )
(قرآن
اختلف في المراد على قولين:
القول الأول: أن المراد لا تسألوا أحدًا من المخلوقين بوجه الله فإذا أردت أن تسأل أحداً من المخلوقين لا تسأله بوجه الله؛ لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذًا لا يسألون بوجه الله مطلقًا.
القول الثاني: أنك إذا سألت الله فإن كان الجنة وما يستلزم دخولها فاسأل بوجه الله، وإن كان من أمور الدنيا فلا تسال بوجه الله، فأمور الآخرة تسأل بوجه الله كقولك مثلاً: أسألك بوجهك أن تنجيني من النار. والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىا أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ } [ الأنعام: 65] قال: أعوذ بوجهك {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [ الأنعام: 65] قال: أعوذ بوجهك {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } [ الأنعام: 65] قال: هذه أهون أو أيسر.
ولو قيل إنه يحتمل المعنيين جميعًا لكان له وجه.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/92} [ رقم الفتوى في مصدرها: 35] )
(عنوان1 وسئل فضيلة الشيخ : جاء في الفتوى السابقة رقم {46} أن التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حرام ونوع من الشرك باستثناء الرقية بالقرآن حيث إن هذا يشكل مع ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة –رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: {بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يُشفى سقيمنا بإذن ربنا} فنرجو من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟ )
(قرآن
ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال.
ولكن رأى الجمهور أن هذا ليس خاصًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجرد بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك. وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا إشكال لاختلاف الصورتين.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/108} [ رقم الفتوى في مصدرها: 47] )
(عنوان1 وعن الحديث القدسي: {وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل… }؟ )
(قرآن
وأما سؤالكم عن الحديث القدسي: {وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه}. فأنت ترى أن الله – تعالى - ذكر في الحديث عبدًا ومعبودًا، ومتقربًا ومتقربًا إليه، محبًّا ومحبوبًا،و سائلاً ومسئولاً، ومعطيًا ومعطى، ومستعيذًا، ومستعاذًا به، ومعيذًا ومعاذًا، فالحديث يدل على اثنين متباينين، كل واحد منهما غير الآخر، فإذا كان كذلك لم يكن ظاهر قوله: {كنت سمعه... وبصره... ويده... ورجله....} أن الخالق يكون جزءًا من المخلوق، أو وصفًا فيه، تعالى الله عن ذلك، وإنما ظاهره وحقيقته أن الله – تعالى - يسدد هذا العبد في سمعه، وبصره، وبطشه، ومشيه، فيكون سمعه لله – تعالى - إخلاصًا، وبه استعانة، وفيه شرعاً، واتباعاً، وهكذا بصره، وبطشه ومشيه.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/144} [ رقم الفتوى في مصدرها: 62] )
عنوان1 هل الدهر من أسماء الله؟ )
(قرآن
الدهر ليس من أسماء الله سبحانه و تعالى ومن زعم ذلك فقد أخطأ وذلك لسببين:
السبب الأول: أن أسمائه – سبحانه وتعالى - حسنى، أي بالغة في الحسن بأكمله، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة، ولهذا لا تجد في أسماء الله – تعالى - اسماً جامدًا، والدهر اسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات.
السبب الثاني: أن سياق الحديث يأبى ذلك؛ لأنه قال:"أقلب الليل والنهار" والليل والنهار هما الدهر، فكيف يمكن أن يكون المقلّب –بفتح اللام- هو المقلِّب- بكسر اللام-؟!
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/163} [ رقم الفتوى في مصدرها: 73] )
(عنوان1 سئل الشيخ –غفر الله له: عن قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحديث القدسي: قال الله – تعالى -: {يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار}؟ )
(قرآن
قوله في الحديث المشار إليه في السؤال: {يؤذيني ابن آدم} أي أنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق، بدليل قوله – تعالى -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] فقدم نفي المماثلة على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خالٍ من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئٍذ على الوجه اللائق به – تعالى -، وأنه لا يماثل في صفاته، كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه ليس فيه احتمال للتمثيل، إذًا لو أجزت احتمال التمثيل في كلامه سبحانه وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم، في صفات الله، لأجزت احتمال الكفر في كلام الله سبحانه وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم؛ لأن تمثيل صفات الله – تعالى - بصفات المخلوقين كفر لأنه تكذيب لقوله – تعالى -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].
وقوله: {أنا الدهر} أي مدبر الدهر ومصرفه. كما قال الله – تعالى -: {وَتِلْكَ الاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] كما قال في هذا الحديث: {أقلب الليل والنهار}والليل والنهار هما الدهر.
ولا يقال بأن الله نفسه هو الدهر، ومن قال ذلك فقد جعل المخلوق خالقًا، والمقلَّب مقلِّبًا.
فإن قيل أليس المجاز ممنوعًا في كلام الله وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم، وفي اللغة؟
أجيب: بلى، ولكن الكلمة حقيقة في معناها الذي دلَّ عليه السياق والقرائن، وهنا في الكلام محذوف تقديره {أقلب الليل والنهار} ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الخالق الفاعل هو المخلوق المفعول.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/163} [ رقم الفتوى في مصدرها: 74] )
(عنوان1 كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: {المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين} وبين قوله، صلى الله عليه وسلم، {ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله}؟ )
(قرآن
كلمة "بشماله" اختلف فيها الرواة: فمنهم من أثبتها، ومنهم من أنكرها وقال لا تصح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصل هذه التخطئة هو ما ثبت في صحيح مسلم أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: {المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين}. وهذا يقتضي أنه ليس هناك يد يمين ويد شمال. ولكن قد روى مسلم في صحيحه إثبات الشمال لله تعالى - فإذا كانت محفوظة فهي عندي لا تنافي {كلتا يديه يمين} لأن المعنى أن اليد الأخرى ليست كيد الشمال بالنسبة للمخلوق ناقصة عن اليد اليمنى، فقال: {كلتا يديه يمين} أي ليس فيهما نقص. فلما كان الوهم ربما يذهب إلى أن إثبات الشمال يعني النقص في هذه اليد دون الأخرى قال: {كلتا يديه يمين} ويؤيده قوله: {المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن} فإن المقصود بيان فضلهم ومرتبتهم وأنهم على يمين الرحمن سبحانه .
وعلى كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك، وكل واحدة غير الأخرى وإذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنه أنقص من اليد اليمنى بل كلتا يديه يمين.
والواجب علينا أن نقول: إن ثبتت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نؤمن بها، وإن لم تثبت فنقول كلتا يديه يمين.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/164} [ رقم الفتوى في مصدرها: 75] )
(عنوان1 ما معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: {إن الله خلق آدم على صورته}؟ )
(قرآنا
هذا الحديث أعني قول النبي، صلى الله عليه وسلم: {إن الله خلق آدم على صورته}. ثابت في الصحيح ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء؛ لأن الله – عز وجل- وسع كرسيه السماوات والأرض، والسماوات والأرض كلها بالنسبة للكرسي –موضع القدمين- كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فما ظنك برب العالمين؟ لا أحد يحيط به وصفًا ولا تخيلاً، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعًا لكن يحمل على أحد معنيين:
الأول: أن الله خلق آدم على صورة اختارها،وأضافها إلى نفسه - تعالى - تكريمًا وتشريفًا.
الثاني: أن المراد خلق آدم على صورته - تعالى - من حيث الجملة، ومجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة والدليل قوله، صلى الله عليه وسلم: {إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء} ولا يلزم أن تكون هذه الزمرة مماثلة للقمر؛ لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير، فإنهم يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعًا، فليسوا مثل القمر.
)
(عنوان1مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - {1/165} [ رقم الفتوى في مصدرها: 76] )
هذه جمله من الاحاديث من ميراث النبوه شرحها الشيخ العلامه بن العثيمين نقلتها ليتعلم منه الاخوه ويعلموها للامه لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام بلغوا عنى ولو ايه
ابو اسامه المصرى
المفضلات