بسم الله الرحمن الرحيم
آيات كثيرة يمر عليها الإنسان ويراها وهو غافل عنها، ومن المعجزات ما سخَّره الله لنا من ألوان، فما هو الجديد الذي كشفه العلم في الألوان وكيف أشار القرآن لذلك؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]. هذه الآية تؤكد على وجود معجزة في الألوان. وأنه يجب علينا أن نتفكر فيها ونسبح الله تعالى، لنزداد إيماناً وتسليماً لهذا الخالق العظيم.
ما هو اللون؟
كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه خلق لنا أعيناً لا ترى كل الترددات من حولنا! فقط نرى جزءاً صغيراً منها وهو الطيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته فإن الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريباً (والنانومتر هو جزء من بليون من المتر).
الألوان تتكرر في القرآن بعدد ألوان الطيف الضوئي!!
نعلم أن الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان :
يمكنكم مراجعة هذا الرابط من موقع وكالة الناسا:
http://science.hq.nasa.gov/kids/imag...s/visible.html
ومن عجائب الألوان أن ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضوئي، وذلك في الآيات التالية:
1- (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].
2- (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
3- (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].
4- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) [فاطر: 27].
5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].
6- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].
7- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].
اللون الأخضر لباس أهل الجنة وفراشهم
يقول تعالى عن لباس أهل الجنة: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31]. ويقول عن فراش أهل الجنة: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76]. وإن الذي يتأمل القرآن يرى بأن اللون الأخضر هو لون الجنة التي وُعد المتقون. وهنا نتذكر أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا عدد أبواب الجنة وهي ثمانية أبواب، ولكن هل هناك علاقة بين اللون الأخضر وعدد أبواب الجنة؟ لنقرأ ونتأمل عسى أن ندرك عظمة هذا القرآن.
اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنة!!
من عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة! والآيات هي:
1- (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا) [الأنعام: 99].
2- (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 43].
3- (وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 46].
4- (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31].
5- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [الحج: 63].
6- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 80].
7- (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76].
8- (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان: 21].
وسؤالي هل هذه مصادفة أن يكون عدد أبواب الجنة ثمانية ونجد اللون الأخضر يتكرر ثماني مرات بالضبط؟
اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم!!!
حدثنا النبي الأعظم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن جهنم سوداء مظلمة، والعجيب أن الله تعالى ذكر اللون الأسود مع مشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، وذلك في الآيات التالية:
1- (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187].
2- (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران: 106].
3- (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ) [آل عمران: 106].
4- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل: 58].
5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].
6- (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر: 60].
7- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [الزخرف: 17].
ونقول سبحان الله! انظروا كيف ارتبط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم فتكرر ذكره سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة فتكرر ذكره ثماني مرات! بالله عليكم هل يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع مثل هذا التوافق العجيب؟!
اللون الأبيض أكثر الألوان ذكراً في القرآن
لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة، فقد كان يدعو (اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس)، واللون الأبيض هو رمز النجاح يوم القيامة عندما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، يقول تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106-107]. إذاً اللون يحدد مستقبل الإنسان إما إلى الجنة أو إلى النار. والعجيب أن أكثر لون تكرر ذكره في القرآن هو اللون الأبيض، هل هذه مصادفة؟
اللهم بيّض وجوهنا في الدنيا والآخرة
منقول بتصرف من موقع المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com
المفضلات