بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في نجمنا الثاقب وفي شيخنا الفاضل عبد الرحمن
حفظكم الله ورعاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
أيها الأحبة
إن اليهود والنصارى والملاحدة فريق واحد وإن إختلفت التسميات
فالعقائد والأفكار المسيحية كلها من صنيع اليهود وإيحاءاتهم
وكذلك أيضا أفكار الملاحدة وقناعاتهم إنبثقت عن اليهود ولخدمتهم
وكأن اليهود بذلك يريدون أن يصطادوا الجميع بهذين الخطين المسيحية والإلحاد
فمن تستهويه فتنة اليمين فعليه بالمسيحية
ومن تستهويه فتنة اليسار فعليه بالإلحاد
لذلك فأن تجمعهم واتفاقهم ومكرهم بالإسلام والمسلمين أمر مفروغ منه
كما أن إبليس اللعين هو قاءدهم في ذلك وحامل لوائهم
أما سؤالهم عن المكان الذي يتواجد فيه الله عز وجل فهو شبهة عظيمة
سؤال لا يسأله ولا يخطر على قلب أحد إلا من كان يجهل عظمة الله عز وجل وصفاته
وهم كذلك
وهذا هو جوهر الخلاف بيننا كمسلمين وبين اليهود والنصارى والملاحدة
بل هو جوهر خلافنا مع جميع الديانات الأخرى على اختلاف مسمياتها
فالبايبل بعهديه اليشان والحداش ( العتيق والجديد ) قد رسخ في أذهان أصحابه أن الله عز وجل ما هو إلا
رجل
ويتمتع بكل الصفات التي يتمتع بها الرجل
بل هناك من الرجال من هو أعظم صفة من الله في أذهانهم
فيعقوب يصارع الله وينتصر عليه ويبتزه
وفي عقيدتهم كذلك
أن الله يجوع ويأكل ويشرب ويندم ويغتاظ ويبحث ويستفسر ويخاف على نفسه ويبكي بل ويجهل أمور كثيرة يكفي أن يجهل زمان التين ويجهل حقيقة الأرنب الذي لا يجتر
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
لذلك تكون أسألتهم ضمن ذلك التصور السقيم
وبسبب ذلك التصور عبد الناس
النار والكواكب والحجارة والأشجار والأبقار وغير ذلك
أما نحن كمسلمين فلله الحمد أننا دون الناس نعتقد الحق في ذات الله عز وجل
فلا شبيه ولا مثيل ولا ند لله عز وجل
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
كنا أننا نعتقد في الله صفات الكمال والقدرة والإحاطة والكبرياء
وننزهه سبحانه عن الحاجة إلى الطعام والشراب والزوجة والولد واللعب واللهو
وأنه سبحانه لا يعتريه النقص والتعب والنسيان
ولا يحده الزمان ولا المكان ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
وأنه خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن وأنه قادر على أن يحيي الموتى
فلا إله غيره ولا رب سواه
المفضلات