هل جد يسوع أعظم من الآب ؟
لماذا يتجاهل المسيحيون جد يسوع الحقيقي ؟
قبل أن يتفاجأ البعض
أقول
ان الأبناء يتوجهون إلى آبائهم بالكثير من طلباتهم
فقد يلبى بعضها ولكن لا تلبى جميع مطالبهم
ومن أجل الحصول على أمر ملح وضروري
يلتجأ الأبناء إلى أجدادهم لأنهم يعلمون أنه
ما أعز من الولد إلا ولد الولد
فإما أن ينفذ الجد تلك المطالب بذاته وإما أن يضغط على الآب فينفذها
وهذا ما حصل مع يسوع بالضبط
فقد خاطب يسوع أباه ثلاثا طالبا منه أن لا يتجرع ذلك الكأس كما أخبرنا متى في 39/26
39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً:
« يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الكأس وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ ».
42 فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:
« يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُإِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ ».
44 فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.
-----
فبعدما تضرع يسوع إلى الآب ثلاث مرات
وتقدم بتلك الطلبات
شعر يسوع أن لا فائدة من أباه فالتجأ يسوع إلى جده
وَقَالَ: « يَا أَبَا الآبُ ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ،فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الكأس لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ ».
مرقس 14/36
فاستجيب له جده أبا الآب وسمع له
وذلك بشهادة بولس في رسالته إلى العبرانيين
5/7
( الذي في أيام جسده ،إذ قدم بصراخ شديد ودموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت،
وسمع له من أجل تقواه )
نعم
لقد سُمع له واستجيب لتضرعاته وطلباته
فكيف لا يستجاب له وينجو من الضيق وهو الصديق كما جاء في الأمثال 11/8
( من الضيق ينجو الصديق ويأتي الشرير مكانه )
كيف لا ينجو ولا يُخلصُ الرب مسيحه ويستجيبُ له من سماء قدسه كما جاء في مزمور 6/20
( 6.اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ )
كيف لا ينجيه الرب ويحفظه ويرى بعينه مجازاة الأشرار وقد كان الرب ملجأه ؟
( 8. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ )
( 9. لأَنَّكَ قُلْتَ: أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي . جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ )
( 10. لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ )
(11. لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ )
( 12. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ )
كيف لا ينجيه ويرفعه وقد تعلق به ؟
( 14. لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي)
كيف لا يستجيب له وينقذه وقد دعاه والدموع تنهمر من عينيه ؟
( 15. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ )
فكيف يمجده دون أن يشبعه من الأيام ويريه الخلاص ؟
( 16. مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي )
مزمور 91
فبعدل الرب ، وحب الرب للعدل ، ولأن الرب لا يسر بالشر لا بد أن يسمع له وينجيه
( 7. لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ )
مزمور 11
( 2. اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلَهِي لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي )
( 3. يَا رَبُّ بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ )
( 4. لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ )
مزمور 5
وحسبك ثانيا وثالثا شهادة بولس أن الرب قد سمع ليسوع من أجل تقواه
( الذي في أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت،
وسمع له من أجل تقواه )
نعم لقد أنجى الله المسيح عليه السلام من ذلك الشر
نعم لقد أنجاه الله الجبار من شر أعدائه الأشرار
لقد أنجاه ربه من لعنة الصليب الملعون حتى لا يكون ملعونا كما جاء في التثنية 23/21
( فلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ المعلق ملعون َمن اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا )
فالذي يرضى أن يكون يسوع ملعونا يقر أنه أنزل عن الصليب حتى لا تتنجس الأرض بجثته
فأي تخبط هذا ؟
بين أبا الآب وبين الآب
وبين النجاة من الأشرار وبين الهلاك بأيديهم
وبين طهارة المسيح عليه السلام وبين نجاسة جثة المصلوب
فأين العقلاء وأين العقول
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم وضلال مبين
أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الذي لم يتخذ صاحبة ولا والد ولا ولد
يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
وعندما دعاه وتضرع إليه وتذلل له عبده ورسوله المسيح ابن مريم عليه السلام أنجاه أيضا
سبحانك ربي ما أعظمك
أنت الفعال لما تريد وأنت القادر على كل شيء
المفضلات