لم قاتل النبي -عليه الصلاة و السلام-الروم؟
المقال التالى للكاتب الفاضل أ.أحمد بهجت -حفظه الله-و قد نشره فى جريدة الأهرام اليوم و أحببت أن أنقله هنا لما فيه من فائدة
لم يتجه النبي صلي الله عليه وسلم الي قتال الفرس أو الروم إلا بعد أن ثبتت حقيقتان
إحداهما أن الروم قد بدأوا فاعتدوا علي المؤمنين الذين دخلوا في الاسلام من اهل الشام فكان ذلك فتنة في الدين واكراها عليه, وما كان محمد صلي الله عليه وسلم ليسكت عن ذلك.
وثانيهما أن كسري عندما بلغ اليه كتاب الرسول صلي الله عليه وسلم هم بقتل من حملوه واخذ الأهبة ليقتل النبي صلي الله عليه وسلم, واختار من قومه من يأتيه برأسه الشريف الطاهر, وكانت هذه فتنة في الدين.. يقول القرآن الكريم وقاتلوهم حتي لاتكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا علي الظالمين.
يقول ابن تيمية في قتال النبي لاهل الروم ـ واما النصاري فلم يقتل النبي احدا منهم حتي ارسل رسوله الي قيصر والي كسري والي المقوقس والنجاشي وملوك العرب بالشرق والشام فدخل في الاسلام من النصاري وغيرهم من دخل فعمد النصاري بالشام فقتلوا بعض من قد أسلم, فلما بدأ النصاري بقتل المسلمين ارسل محمد صلي الله عليه وسلم سرية أمر عليها زيد بن حارثة ثم جعفرا ثم ابن رواحة.. وهو أول قتال قاتله المسلمون بمؤتة من ارض الشام, واجتمع علي اصحابه خلق كثير من النصاري واستشهد الامراء ورضي الله عنهم, واخذ الراية خالد بن الوليد.. وهذا يعني أن قتال النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن إلا دفعا للاعتداء.
وفي الصورتين نجد النبي لايفرض دينه, ولا يكره احدا عليه, ولكنه يحمي حرية الاعتقاد التي هي مبدأ من مبادئه حيث قررها الله تعالي في القرآن حيث يقول لا إكراه في الدين.
وما إن انتقل النبي الي جوار ربه حتي كانت كل البلاد التي حوله قد تحركت لتفتن المؤمنين عن دينهم, وقد بدأ الرومان بالفعل فلم يكن هناك بد من الاستعداد لهم, ولهذا اوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يذهب جيش كثيف الي الشام وجعل اسامة بن زيد اميرا عليه, وجعل من جنوده الشيخين الجليلين ابا بكر وعمر رضي الله عنهما.
ولما جاءت الخلافة الي ابي بكر ثم الي عمر ارسلا الجيوش الي كسري وهرقل بعد أن خمدت الردة وصارت الكلمة لله ولرسوله وللمؤمنين.
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات