الدعوة عبر الإنترنت
المجيب د. صالح بن حسن المبعوث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعميد شؤون الطلاب بالجامعة
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/وسائل الدعوة وأهدافها
التاريخ 9/5/1424هـ
السؤال
أنا أدير ساحة حوار لغير المسلمين على الإنترنت، وبفضل الله أسلم عن طريقها عشرات، ولكن يمر علي أناس من غير المسلمين لأول مرة يسمعون عن الإسلام ويقبلون المعلومات الأساسية للإسلام، فأنطقهم بالشهادة وأعطيهم بريد الموقع وآخذ البريد لمراسلتهم ضمن المجموعة، فهل تنفعهم هذه الشهادة التي قالوها؟ وهل فعلي صحيح من عرض الشهادة عليهم بدون سؤالهم الدخول في الإسلام؟ نظراً لأن ذلك فيه صعوبة، وصدمة من البداية لإنسان لا يعرف شيئاً عن الإسلام.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
هذا العمل الذي يقوم به السائل هو أسلوب من أساليب الدعوة الحديثة التي اقتضاها العصر، ونفعه عظيم بإذن الله، وفاعله له من الأجر مثل أي داعية في أي مجال آخر، ويكفيه فخراً قول الله تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت:33]، وفعل السائل مع أولئك القوم من عرضه الإسلام عليهم فعلٌُ صحيح، ولا أرى أن فيه صعوبة ولا صدمة كما توجس السائل، بل فيه رحمة بهم وإحسان إليهم، لكون السائل حرص على إنقاذهم من النار، ومن عبادة غير الله إلى عبادة الله وحده، أما كون نطق الشهادة ينفعهم إذا نطقوها فجوابه نعم ينفعهم إذا فهموا معناها، يدل على ذلك قصة الكافر الذي كان يقاتل أهل الإسلام في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أدرك أنه يمكن أن يقتل قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقتله أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - بعد أن قالها، فأنكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له: "أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله"، وقال أسامة: إنما قالها تعوذاً، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرر مع أسامة -رضي الله عنه- إنكاره لذلك الفعل حتى شعر أسامة رضي الله عنه- بالندم فقال: حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. رواه البخاري (4269)، ومسلم (96) من حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- فهذا يدل على أن الشهادة تنفع قائلها، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمه: "يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله"، فلم يقلها رواه البخاري (1360)، ومسلم (24) من حديث المسيب بن حزن -رضي الله عنه-، وبالله التوفيق.
المفضلات