السيدة هلو جارد مطر سويسرية بحثت عن القرآن فوجدت ترجمة له، احتفظت بها. تقرأها ليل نهار، حتى حضرت إلى القاهرة .. ومنها إلى مشيخة الأزهر الشريف.
"موقع ليلة القدر" التقتينا بفاطمة مطر - اسمها الجديد - وأجرينا معها هذا الحوار الإيمانى.
متى تعرفت على الإسلام ؟ وماذا كان شعورك وقت ذلك ؟ -
فاطمة : تعرفت على الإسلام منذ أربع سنوات تقريبًا، وذلك من بعض المسلمين، حيث كانوا يقدمون لى الإسلام كدين سماوى يرفع من كيان الإنسان، يحمل جميع الفضائل والأخلاق. فى الحقيقة لم أجد منهم إرهابًا، أو إجبارًا أو أحكامًا تصدر علىّ سواء أعتنقت الإسلام أم لا ، فى بداية الأمر أخذت أهتم بهذا الدين، لكنى لم أكن مقتنعة به، حتى طالبتهم بنسخة من القرآن الكريم، وأحضروا لى ترجمة لمعانى القرآن الكريم، قرأت فيها، وسمعت منهم، وبعد أيام وجدت نفسى فى حالة عشق وهيام بهذا الدين، وأدركت أن هناك شعورًا بالسعادة لم أتبين حقيقتها إلا فيما بعد، وناشدت الاخوة المسلمين أن يدلونى على كيفية اعتناق الإسلام، فكانت الإجابة سهلة جدًا، وبلا أية تعقيدات، فما هو إلا الإقرار بالتوحيد ونبوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم العمل والعبادة، وبالفعل أسلمت هناك فى سويسرا، وحفظت سورة الفاتحة "وقل هو الله أحد" وبدأت الدخول فى الصلاة، والاحتشام ، ثم أخبرت الكنيسة التى اتبعها بإلغاء الاشتراك الذى كنت أدفعه شهريًا وهذا يعنى أننى خرجت عنها، نعم خرجت عنها بكل إرادة وحرية، وبكل قوة. القرآنلا يفارقنى
إن فترة أربع سنوات هى عمر إيمانك واعتناقك الإسلام كفيلة بأن تجعل منك داعية لقريناتك فى سويسرا ، فهل قمت بنوع من العمل الدعوى؟
فاطمة : فى الحقيقة أنا لم أصل إلى هذه الدرجة ، فحتى الآن معلوماتى عن الإسلام قليلة، ومع ذلك وضعت فى محل الكوافير الذى أملكه وأعمل به لوحة كبيرة مكتوب عليها سورة (الكرسى) كما أنى أدير الكاسيت الخاص بالمحل على شرائط القرآن لكى تسمعه السيدات، ولكن للأسف لا يعرفن اللغة العربية فلا يفهمنه وإن كان البعض منهن يبدين اهتمامهن بتلاوة القرآن، وأخريات يسألن عنه.
أريد أن أتعرف على حياتك قبل الإسلام .. هل كان فيها نوع من الالتزام الدينى أم غير ذلك؟
فاطمة : الذى لا يعرفه العالم الإسلامى والعرب أن الدين فى الغرب شىء هامشى، إلى أقصى درجة، ليس هناك التزام دينى، المسيحية ما هى إلا اسم فقط، فأنا على سبيل المثال علاقتى بالكنيسة كانت مقصورة على الاشتراك الذى كنت أقدمه لها، هذا فقط، أما حياتى فمثل حياة الأخريات عمل.. وخوض فى مباهج الحياة.
أرى أن الزى الذى ترتدينه .. حشمة ووقار، بخلاف الأخريات المتبرجات، فهل هذا التزام داخلى أم بتأثير زوجك ؟
فاطمة : أبدًا والله .. كل ما فى الأمر اننى عرفت وعلمت أن المسلمة لابد أن تحتشم ، وأنا أجد فى هذا الزى نفسى وراحتى، ولا أبالغ إذا قلت أجد فيه الأناقة بكل أبعادها. ونحن فى الغرب لا نقبل الإكراه على شىء، نفعل ما نعتقده ونقتنع به، وأنا لا أترك لأى إنسان الفرصة فى فرض أمر علىَّ لم أكن مقتنعة به.
ما رأيك لماذا يقف العالم الغربى موقف العداء من الإسلام ؟
فاطمة : نعم العالم الغربى يقف موقفًا عدائيًا، ولكن العامل الأول والأساسى أن الغرب أخذ فكرة خطأ عن الإسلام، فالإسلام عند الغرب .. إرهاب ، تطرف، حروب ، دمار ، نهب، نصب، جرى وراء الشهوات، وقد يكون لديهم نوع من الغدر، بسبب سلوك بعض المسلمين فى الغرب، فالمسلم الذى يأتى من الشرق، لا يحمل قيم دينه، ولا سلوك قرآنه، وإنما جاء يحمل عادات وأخلاق بعيدة عن الإسلام ، ولذلك يمكن أن تلاحظ أن جميع من يسلم من الغرب يأتى إسلامه بناء على قناعة خاصة من خلال الاطلاع والتعرف على الإسلام من الكتب.
من هنا يجب على الشباب المسلم الذى يهاجر إلى الغرب أن يدرك هذه الحقيقة، فكل ما يحمله من حسنات أو سيئات ستكون بمثابة المفهوم الشائع عن الإسلام لدى الغرب، ولابد أن يدركوا أنهم يحملون الإسلام، ولابد من الالتزام بأخلاقه وعباداته وآدابه.
ما هى الأشياء التى تتشوقين إليها الآن ؟
فاطمة : الحج .. و أن أصلى بجوار الكعبة، وبعون الله سبحانه سوف أصطحب زوجى خالد العام القادم لأداء فريضة الحج، وأنا أريد أن أودى العبادات الإسلامية كاملة فضلاً عن شوقى للأماكن المقدسة فى مكة والمدينة.
ويتدخل زوجها خالد ويقول: فاطمة نوعية طاهرة، مقبلة على الإسلام بحب وشغف، سعيدة كل السعادة بإسلامها وكان بكاء الفرحة وهى تنطق بالشهادتين فى الأزهر الشريف وهى حتى الآن فى أمس الحاجة للقراءة عن الإسلام باللغة التى تفهمها، ولذلك قدم لنا رجال الأزهر مجموعة من الكتب المترجمة وفيها تعريف بالإسلام، والحقيقة أرى فيها المسلمة .. التقية .. العفيفة.. المحبة للإسلام الملتزمة بما تعرفه عن دينها.
موقع ليلة القدر
رابط الموضوع الاصلى : المرصد الاسلامى لمقاومة التنصير
منقول : بتصرف
المفضلات