هذه الجملة يمكن أن يكون لها أكثر من معنى من خلال إعرابها :
أصل هذه الجملة : كَانَ الْكَلِمَةُ فِي الْبَدْءِ
هنا الفعل " كان " تام , و هو يختلف عن الفعل كان الناسخ الذي يرفع اسماً و ينصب خبراً , بل الفعل كان التام يكون فعلاً و ما بعده فاعلاً .
في هذه الجملة نجد تفسير بنيامين بنكرتن :
اقتباس
.
الكلمة: هذا من أسماء المسيح الجوهرية الذاتية التي تعلن لنا من هو بخلاف أسماءهِ الرسميَّة أي ألقابهِ التي يتلقب بها باعتبار بعض أعمالهِ. فيوحنا وحدهُ يسمي المسيح الكلمة
.
أي المقصود من كلامه أن اليسوع كان الكلمة .
إذن إذا كان المقصود كذلك , لما وجدنا في العبارة " كَانَ الْكَلِمَةُ " و نجد
" الْكَلِمَةُ " مرفوعة ؟؟؟
إذا كان المقصود أن المسيح كان الكلمة , لقلنا " كان الكلمةَ " و يكون بذلك هناك ضمير غائب يعود على اليسوع في محل رفع اسم كان
و " الكلمةَ " تكون خبر كان منصوب بالفتحة.....
اما في الجملة الأصلية " كَانَ الْكَلِمَةُ " أي وجدت الكلمة , فالكلمة هنا مرفوعة كما اوضحت من قبل .........
ولكن , اين ما يثبت ان اليسوع كان هو الكلمة ؟؟
لكي اوضح أكثر :
عندما أقول مثلاً : حارب الجيش فكان النصر
هنا النصر تكون فاعل و المقصود من العبارة " أن الجيش حارب فوجد النصر "
هذا ما ينطبق تماماً مع : " كَانَ الْكَلِمَةُ " أي وجدت الكلمة بدون ان يحدد أن اليسوع كان الكلمة !!!
وكلنا نعلم أن العهد الجديد بمحتوياته لم يذكر أحد بأن السيد المسيح هو (الكلمة) إلا "إنجيل يوحنا" وكذلك "إنجيل متى" هو الذي ذكر أن السيد المسيح هو (عمانوئيل ) ... ولم نقرأ بالكتاب المقدس أن التلاميذ أو غيرهم وجهوا للسيد المسيح لفظ ( الكلمة أو عمانوئيل ) .
وأنت كما تعلم أن اللغة اليونانية هي لغة وثنية وليس لها شأن بالسيد المسيح لا من قريب ولا بعيد .
ونظراً لالتصاق الوثنية بالنصرانية (فتحولت للمسيحية) وجدنا أن إنجيل يوحنا مكتوب باليونانية فجاءت بالإصحاح الأول الفقرة الأول :
λογος وهذه الكلمة تُسمى logos
logos معناها Word or Reason
وطبعاً يجب وضع كل معنى منهم على حسب سياق الجملة .
فأخذ المترجمين المعنى على انه ( الكلمة ) وليس ( السبب )وأخذوا من ذلك أن قالوا بأن الله لم يكن أخرس (حاشا لله) فالسيد المسيح هو الذي يثبت أن الله كان يتكلم فأرسله لنا وبذلك فاليسوع هو الكلمة .!!!!!
وطبعاً هذا كلام فارغ .
فسعت المسيحية لإيجاد مخرج من هذا المأزق ( واستغلوه للتنصير ) فقالوا أن القرآن أشار أن السيد المسيح هو الكلمة كما جاءت في سورة النساء في قول ( وكلمته ألقاها لمريم ) وزادوا في ذلك أن ( الكلمة) هي حقيقة الألوهية وأكدوا بذلك في قوله ( وروح منه ) وبعدها قالوا أن السيد المسيح هو الكلمة وهو الله .... فالله هو الكلمة .
وهذا يعتبر تزوير وتحريف في قول الله عز وجل ... لأن أرواحنا جميعاً من الله وكلنا كلمة الله .
فقال الله في أبينا آدم عليه السلام
(1) سورة الحجر - سورة 15 - آية 29
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
(2) سورة ص - سورة 38 - آية 72
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
أما ما جاء بسورة النساء في قول : {
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ (171)} .
{
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا - فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(مريم16-17) }
فإذا قلنا أن السيد المسيح هو الله لأنه روح منه .. فنقول :
هل الأقوى لمفهوم الألوهية ما جاء عن آدم أم عن السيد المسيح ؟ بالطبع ما جاء عن آدم .
فالله قال عن آدم أنه نفخ فيه من روحه ... فالفاعل هو الله بذاته وعظمته .... ولكن ما جاء عن السيد المسيح هو أن الله قال في سورة مريم أنه أرسل إلى العذراء ( رُوحَنَا ) فتمثل لها بشراً ... وهذا يعني أن كلمة ( روح الله ) هو سيدنا جبريل عليه السلام وذلك بظهوره في هيئة البشر الذي تمثل لها { قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (مريم19) } ، لأنه ليس من المعقول أن الله هو الذي تمثل للعذراء ، إذن الفاعل هو سيدنا جبريل عليه السلام بأمر الله وليس الفاعل هو الله بذاته ... فليس من المعقول قول أن سيدنا جبريل حمل الله ووضعه في فرج العذراء بالنفخ بتحويله إلى حيوان منوي .... وإلا أصبح الكلام تافه ولا يصدر إلا من أغبياء وملاعين .
إذن سيدنا جبيريل هو ( روح الله) كما قيل عن سيدنا إبراهيم ( خليل الله ) وسيدنا موسى ( كليم الله ) وسيدنا عيسى ( كلمة الله ) .
وقد أشار القرآن أن سيدنا يحي هو كلمة الله (آل عمران39) ... والصالحين هم روح الله (المجادلة 22)
السؤال : لماذا أختُص سيدنا عيسى بـ ( كلمة الله ) علماً بأننا جميعاً كلمة الله ؟
الجواب :
المعلوم لدى الجميع ان الله عز وجل هو الذي خلق السائل الذكوري في آدم .
والمعلوم لدى الجميع أن الطب توصل إلى أنه يمكن للمرأة أن تنجب بدون معاشرة زوجية أي بنظام التلقيح ولكن التلقيح يفشل عدة مرات إلى أن يتحقق الحمل .
وكذلك المعلوم لدى الجميع أن الإنجاب يأتي من خلال المعاشرة الجنسية بين الزوجين .
والمعلوم لدى الجميع أن هناك من الأزواج من هم بصحة جيدة جداً والتحاليل الطبية أثبتت قدرتهم على الإنجاب إلا أنهم مازالوا لم ينجبوا .
نستنتج من كل ذلك أن الأزواج ذو صحة جيدة ولم يتمم الله عليهم إلى الآن بالإنجاب رغم توافر شروط الإنجاب وكذلك كل إمرأة تريد أن تحبل عن تطريق التنلقيح رغم توافر شروط التلقيح ولكن لم يتمم الله عليها بالإنجاب ..... أن هناك سر آخر يجب توافره وهو ( كلمة الله)
إذن ( كلمة الله) هي السر الخفي الذي من خلاله يتحقق الحمل للمرأة .
فإختاص السيد المسيح بكونه ( كلمة الله ) .. هو لأن جميع شروط الحمل لأمه لم تتوفر ... ( الزوج والسائل المنوي والحيوانات المنوية وسر الحمل ) .
فالله أرسل سيدنا جبريل ( روح الله) فتمثل لها بشر ونفخ فيها فتم تلقيح البويضة وجاءت ( كلمة الله ) بكن ( الحمل ) فكان ( الحمل ) .
لذلك فالمعجزة لم ينفرد بها السيد المسيح منفرداً بل لو العذراء ما جاء السيد المسيح .. إذن الاثنين آية كما جاء بسورة المؤمنين
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)
لذلك أطلق على السيد المسيح ( كلمة الله ) ليظهر لنا الله قدرته وليكشف لنا أنه مهما توفرت شروط الإنجاب فلا إنجاب إلا بـ (كلمة الله ) .
وكذلك سيدنا يحيى عليه السلام ولد من أم عاقر وأب عجوز (مريم8) .
ولضرب مثال مشابه ولله المثل الأعلى :
المعلوم ان كل الرسل جاءوا بالإسلام ولكن الذين أختصهم الله بلقب مسلمين هم أمة محمد .. وذلك لأنهم لن يضلوا كما ضل السابقين .
وكذلك كلنا كلمة الله ولكن أختص الله السيد المسيح بهذا اللقب لأن امه لم تتوفر بها جميع شروط الإنجاب فأحتاجت ( لكن فيكون) .
أخيراً أحب أن أوضح أن الكلمة اليونانية (λογος ) مذكورة في العهد الجديد (متى ومرقس ولوقا ورسائل بولس ) في أكثر من موضع خارج مفهوم الألوهية .. إذن كلمة (λογος) معناها ليس لمفهوم ( الألوهية) .
كما قيل بإنجيل مرقس
مر 4:14
الزارع يزرع الكلمة
وجاءت بالنسخة اليونانية
14
ο σπειρων τον λογον σπειρει
فأين الألوهية هنا ؟
1كو 15:54
ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة
وباليونانية
54
οταν δε το θνητον τουτο ενδυσηται [την] αθανασιαν τοτε γενησεται ο λογος ο γεγραμμενος κατεποθη ο θανατος εις νικος
المفضلات