-
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
هل يسوع هو الله؟
غير مسموح بنقل هذه المقالات ولكن يسمح بوضع رابطها فقط في المنتديات الأخر. كما يسمح بالنقل منها في حالة الدخول في حوار أو مناظرة مع الإشارة إما إلى الكاتب أو بوضع الرابط. وشكرًا.
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران
{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين
يتمسك المنادون بأن المسيح هو الله بفقرات هي:
1- وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). (متى 1: 22، 23)
إن القديس "متى" يستشهد هنا بما ورد في سفر إشعياء:
وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُحَارِبَهَا. وَأُخْبِرَ بَيْتُ دَاوُدَ: «قَدْ حَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ». فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِهِ كَرَجَفَانِ شَجَرِ الْوَعْرِ قُدَّامَ الرِّيحِ. فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ وَقُلْ لَهُ: احْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرٍّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً: نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكاً ابْنَ طَبْئِيلَ. هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ! لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْباً. وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا». ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: «اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ». فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا». يَجْلِبُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا. (إشعياء 7: 1 – 23)
هنا نلاحظ أن قلب آحاز ملك يهوذا ارتجف لأن دولتي إسرائيل وسوريا تآمرتا عليه وعلى دولته. و كان الرب الإله مع آحاز. وأمر الربُ إشعياءَ أن يذهب هو وابنه شَآرَ يَاشُوبَ ويُطَمْئِن آحاز ملك يهوذا. ووعده الرب أنه في مدة لا تزيد عن 65 سنة تحل الهزيمة بدولتي إسرائيل وسوريا. وقد أعطاه الله علامة على اقتراب تحقق النصر، وهي أن تحبل سيدة منهم بولد فتسميه "عمانوئيل". والاسم "مهير" يعني في القواميس"يعجل الغنيمة" أو "يسرع النهب" وهو اسم رمزي لابن إشعياء يرمز إلى وقوف الرب إلى جانبهم "الله معنا" فيعجل بالغنيمة التي تقع في أيدي مملكة يهوذا بقيادة ملكها آحاز، وفي ذلك تعويض عما فقدته المملكة في الحروب الظالمة السابقة. فالاسم هنا ليس اسمًا بالمعنى المفهوم وإنما رمز لتحقق نبوءة، وهكذا كانت أسماء أبناء إشعياء:
هَئَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ. (إش 8: 18).
نعود للصبي علامة اقتراب تحقق وعد الله بالنصر. فنقول انه عندما يأكل الزُبْد والعسل يكون ذلك علامة على معرفته بالخير والشر، ولكن قبيل هذا يتحقق وعد الرب:
لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ». (إش 8: 4)
قبل بلوغ الصبي تنهزم إسرائيل وسوريا وتساق غنائمهما إلى ملك أشور. لنقرأ لنعرف اسم هذا المولود:
وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحاً كَبِيراً وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. (إش 8: 1)
ولا تنطبق النبوءة على شَآرَ يَاشُوبَ لأنه كان موجودًا قبل النبوءة التي من ثم تنطبق تمامًا على مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ الذي جاء على إثْرِها:
فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. (إش 8: 3)
وعما إذا كانت النبوءة تنطبق على المسيح، تقول نسخة The NET BIBLE: "في (إش 7: 14) يمكن أن تكون الترجمة كالتالي:"السيدة الشابة حامل". في هذه الحالة يمكن أن تكون السيدة أحد أفراد الأسرة المالكة. وهناك رأي أخر، "السيدة الشابة أوشكت أن تحبل". في هذه الحالة من الممكن أن تكون السيدة أحد أفراد الأسرة المالكة، وهي النبية التي مارس معها إشعياء الجنس بعد فترة قصيرة من هذا (انظر إش 8: 3). ويدل السياق التالي أن اللبن والعسل يصوران الدمار والخراب الذي سيوقعه الرب على الأرض. ستفسد المحاصيل الزراعية، وسيضطر الناس للعيش على لبن الماعز والعسل الذي يجدونه في الأدغال. أما الصبي المذكور فسيضطر لتناول وجبات من هذا اللبن والعسل، وسيُذَكِّرانِهِ بعواقب الذنوب فيتشجع للسير على الأخلاق الحسنة ليتجنب مزيدًا من عواقب التأديب الإلهي. بداية تبدو النبوءة رسالة خلاص. ويبدو أن عمانوئيل حلقة من حلقاتها، ويرمز اللبن والعسل في مكان آخر إلى الازدهار والنعمة، والفقرة 17 يمكن حملها على أنها تنبؤ بعودة أيام المجد، مجد داود وسليمان. ثم تقول نفس النسخة:
انظروا هذه "السيدة الشابة" ... هناك احتمال قوي أن إشعياء يشير إلى سيدة كانت موجودة أثناء مقابلة النبي إشعياء وعزرا. وخطاب إشعياء موجه لـ "بيت داود" واستخدامه أسلوب الجمع هنا يدل على وجود أخرين، واستخدامه لضمير المؤنث (ستسمينه) فيما بعد في الفقرة يدل على أنه يوجه حديثه لسيدة موجودة.
(إش 8: 8) التفسير الصحيح هو أنه لا يوجد رأي قوي يمكن أن نستخلصه من الاسم (عمانوئيل)، ولكن لما ظهرت حقيقة التجسد من مصادر أخرى، فالاسم (عمانوئيل) معبر تمامًا عن الحدث (ولادة المسيح من عذراء). لذلك يبدو أن متى قصد هذا.
إن القديس "متى" لم يقتبس من النسخة العبرانية للعهد القديم وإنما اقتبس من النسخة السبعينية LXX. أما النسخة العبرانية فتستخدم لفظة almah "علما" ويترجمها علماء اليهود من العبرية إلى النص الإنجليزي للعهد القديم the young woman "امرأة شابة". إن الكلمة العبرية التي تستخدم للدلالة على "عذراء" هي كلمة "بتولا" التي تلتقي مع الكلمة العربية "البتول:
وَقَالَ: «لاَ تَعُودِينَ تَفْتَخِرِينَ أَيْضاً أَيَّتُهَا الْمُنْهَتِكَةُ الْعَذْرَاءُ بِنْتُ صَيْدُونَ. قُومِي إِلَى كِتِّيمَ. اعْبُرِي. هُنَاكَ أَيْضاً لاَ رَاحَةَ لَكِ». (إش 23: 12)
يقول The Interpreter's Bible:
أخذت كلمة "عذراء" من اليونانية "بارثينوس" التي وردت في نسخة LXX بالرغم من عدم انطباق ذلك مع الكلمة العبرية "بيتولا".
وتقول نسخة The NET BIBLE:
" جرى نقاشًا حادًا حول أفضل الأساليب لترجمة النص العبري، بالرغم من أنه حتمًا لن تتأثر عقيدة الفرد (المسيحي في ولادة المسيح من عذراء). ومع أن الكلمة العبرية المستخدمة هنا يمكن أحيانًا أن تشير إلى سيدة عذراء (تك 24: 43)، ولكنها لا تحمل هذا المعنى كمعنى أصيل لها.
إن الكلمة ببساطة مؤنث مشتقة من اسم مذكر شبيه هو "شاب" (1 صم 17: 56، 20: 22). والتعبير المماثل في اللغة الأرامية والأوغارية يستخدم ليدل على سيدة ليست عذراء. ومن ثم تترجم بطريقة عادية إلى "سيدة شابة". إن مترجمي النسخة السبعينية الذين ترجموا سفر إشعياء إلى اللغة اليونانية بين القرنين الأول والثاني ق.م قدموا لنا الكلمة العبرية في زي كلمة يونانية أكثر تحديدًا هي parqenos التي لا تعني "عذراء" كلغة.
لذلك ترجمتها هذه النسخة وكذلك نسخة BBE إلى a young woman. كما ترجمتها النسخة الكاثوليكية إلى "صبية" وذلك في فقرة إنجيل متى.
ونقدم المزيد:
البروفيسور يوئيل يشرح لفظة "علما" كالتالي:
إنك تشكِّل صيغة المؤنث بإضافة المقطع العبري heh:
Yeled (ولد) / Yaldah (بنت / فتاة)
Kelev (كلب) / Kalbah (كلبة)
Eved (عبد / خادم) Avdah (خادمة / جارية)
Melekh (ملك) / Malkah (ملكة)
Elem (شاب) Aalmah (شابة)
Betulah "بتولا" تعني "عذراء"
Aalmah "علما" تعني "امرأة شابة"
هناك لفظة أخرى يمكن ان تعني "امرأة شابة":
في تث 22: 25 أمامنا 'naarah betulah' التي تعني "امرأة شابة عذراء". ولا يمكن ترجمتها "امرأة شابة شابة". فهذا لا يعقل.
ولفظة Naarah هي تأنيث للفظة naar "شاب"
ومختلقو الأعذار يحاولون الالتفاف على هذا فيشيرون إلى يوئيل 1: 8 حيث ترد لفظة 'betulah' وتستخدم مع امرأة متزوجة. ومن ثم يقولون أن 'betulah' لا يمكن أن تعني "عذراء".
إلا أن نسخة NIV تترجم لفظة يوئيل 1: 8 بأنها "عذراء". وطبيعيًا فالمرأة لا تفقد عذريتها أثناء مراسم الزواج. وقد مات الزوج أثناء مراسم الزواج دون أن يدخل بزوجته.
نأتي إلى كلمة "آية" في فقرة إنجيل متى والتي تترجم في الإنجليزية إلى sign "علامة" وليس إلى miracle "آية، معجزة". إن ما حدث ليس بآية. فكلنا نُرْزَق الولد. كذلك النبي إشعياء عندما رزقه الله بابنه "مهير". لذا نجد أن الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي oth التي ليس من معانيها "آية" مطلقًا. لقد أخبر الربُ إشعياءَ بأن النصر قادم لا محالة وعلامته هي إنجاب مولود من أب وأم صالحين للإنجاب ويأمرهم الرب بتسميته تسمية معينة وقبيل البلوغ يتحقق وعد الرب. فإنجاب الطفل علامة على قدوم النصر، لا معجزة في حد ذاته. والكلمة العبرية التي تعني "آية" هي mopheth:
"اذَا كَلَّمَكُمَا فِرْعَوْنُ قَائِلا: هَاتِيَا عَجِيبَةً (آية) تَقُولُ لِهَارُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَاطْرَحْهَا امَامَ فِرْعَوْنَ فَتَصِيرَ ثُعْبَانا." (خر 7: 9)
لذلك تترجم فقرة إشعياء نسخة "كتاب الحياة" كالتالي:
"ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُخَاطِب آحَازَ ثانيةً قَائِلًا: «اُطْلُبْ عَلَامَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ سَوَاءَ في عُمْقِ الهَاوِيَة أَوْ في ارتفاع أعلى السموات."
إن سفر إشعياء (7: 8) يؤكد انه بعد 65 سنة ينكسر أفرايم(السامرة). ولكن (ملوك ثاني 17 : 6 + 18: 9 – 11) يذكر أن أفرايم إنكسر في 3 سنين. كذلك في (إش 7: 14) تبدو الأم هي التي تعطي وليدها اسمًا، بينما في (8: 3) نرى إشعياء مأمورًا بذلك. وفي متى يأمر الملاك يوسف النجار بتسمية المولود "يسوع". وفي (إش 7: 15، 16) نرى الابن يأكل العسل والزبد كدليل على البلوغ واقتراب تحقق وعد الرب، بينما لا نرى المسيح يتناول هذا أبدًا، والمرة الوحيدة التي تناول فيها العسل كانت بعد قيامته من الموت:
لو 24:42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل.
وتتوقف عند كلمة "سمك" (أي لا تذكر شهد عسل) نسخ ASV و BBE و ESV و ISVباعتبار أن الكلمتين "شهد عسل" ثبت عدم وجودهما في المخطوطات الأقدم، وأنهما أضيفتا فيما بعد، فليستا إلهامًا من الروح القدس. أي أن المسيح لم يتناول العسل بالمرة.
بل هناك أسماء عبرانية على هذا الدرب والمنهج مما يدل على أن ذلك أسلوبٌ من أساليب اللغة والتعبير. فالاسم "طوبيا" يعني "الله طيب" Jehovah is good كما يقول قاموس Strong وقاموس BDB وغيرهما من قواميس الكتاب المقدس. وكذلك "إشعياء" و "يهوشع" و "يشوع" يعني: الله مخلص. وهذا مثل تعبير "الرب برنا" الذي يحتجون به أيضًا:
-
2- فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ فَيُجْرِي عَدْلاً وَبِرّاً فِي الأَرْضِ. فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً وَهَذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ [الرَّبُّ بِرُّنَا]. (إرميا 33: 15، 16)
ومن الخطأ الاحتجاج بهاتين الفقرتين لأنه ببساطة قامت النسخة السبعينية بحذفهما تمامًا باعتبارهما تلفيق وتزوير.
لذلك اختلفت فيها نسخ الكتاب المقدس:
وهذا هو الاسم الذي سيدعونه به "الله هو العادل" (الفولجاتا)
الله معطي العدل. (CEV)
لقد منحنا الله العدل. (The NET BIBLE)
وتقول النسخة سالفة الذكر:
"سيقيم الرب حاكمًا داووديًّا يحكم بالعدل والحق. إن حماية الله للمدينة عن طريق استردادها بعد النفي وعنايته بهذا الحاكم العادل ربما كان المصدر المحتمل لهذا اللقب."
the title is applied to the Davidic ruler that the LORD will raise up over them
ينطبق هذا اللقب على قائد (حاكم) داودي سوف يبعثه الله لهم.
وقد وردت نفس العبارة في:
فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا. (إرميا 23: 6) (الفانديك)
وقد كتبتها الفولجاتا هكذا: الله قاضينا العادل.
وكتبتها النسخة السبعينية: "يسميه الله: جوسيدك بين الأنبياء." … فهو نبي والله هو الذي يعطيه اسمًا.
يحتجون بالنبوءة التالية على صحة لفظة "عذراء":
ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ». (حز 44: 1 – 3) (الفانديك).
ويعلق تفسير K&D على هذه الفقرات. فيقول:
"إن التعريف الدقيق للتمييز البديهي للرئيس في (حز 44: 3) ليس واضحًا تمامًا، ومن ثم يفتح الطريق للجدل.".. لذا لا تصلح للاحتجاج.
-
3- «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ». (يوحنا 1: 1، 2)
ما معنى عبارة "في البدء"؟ وهل تدل على أن المسيح وهو الكلمة أزلي؟ - إن معنى العبارة هو: عند ابتداء الشيء أو الحدث. وما له بداية لا يمكن أن يكون أزليًّا.
لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. (يو 6: 64)
من البدء: من بدء الأحداث وتطورها.
لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. (2تس 2: 13)
من البدء: من بداية نشر الكلمة والدعوة للدين.
لذلك تكتبها النسخة الأرامية هكذا:
In the beginning [of creation] there was the Manifestation.
في بداية (الخليقة) كان التجسد..
www.v-a.com/bible/john_1-7.html#JOHN#1
وما معنى لفظة "الكلمة"؟ - إنها logos في اللغة اليونانية، لغة العهد الجديد. ولهذه الكلمة معانٍ عدة، منها: الإيمان (مر 4: 15)، الدين (لو 4: 36)، النبوءة (يو 15: 25)، خبر (لو 7: 17)، أمر (عب 4: 13). وتكاد تجمع المراجع المسيحية المعتبرة أن كاتب إنجيل يوحنا استعار هذا المسمى "اللوجوس" ممن جاء قبله وممن عاصروه وطبقه على المسيح. وأول من استخدم هذا التعبير هم اليهود عندما أطلقوا على مسيحهم المنتظر "ميمارا" أي "كلمة الله". واستخدمه اليهود الذين تفرقوا في الأمم خاصة اليهود الذين كان لهم احتكاك بالثقافة اليونانية. ثم استخدمه أتباع بلاتو بين اليونان ليشير إلى الأقنوم (الشخص) الثاني في الثالوث. ثم اتسع استخدام التعبير بين اليهود والأمميين قبل أن يكتب يوحنا إنجيله، ومن اليقين أن المسيحيين طبقوه على الأقنوم الثاني في الثالوث (أي أقنوم الابن) سواء كان هذا التعبير مقتبس من اليهودية أو الوثنية(تفسير ألبرت بارنرز). ويرى آدم كلارك في تفسيره أن يوحنا أخذ هذا المسمى من مخطوطات العهد القديم ومن كتابات قدماء اليهود اللاحقة. ويعلق المرجع المسيحي VWS على هذا. فيقول:
"إن مفاهيم القديس يوحنا وتعبيراته قد تلونت بهذه المؤثرات التي سبقته. فخلال إقامته في أفسس لابد أنه كان على معرفة بآراء ومصطلحات العقيدة الإسكندرانية."
وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية:
"إن التشابه (بين الفلسفة ومعتقدات اليهود من جهة واللوجوس المسيحي من جهة أخرى) يشير إلى الطريقة التي دخل بها هذا المعتقد إلى اللاهوت المسيحي."
إذن العلماء متفقون على تأثر كاتب إنجيل يوحنا بالتيارات الفكرية وكتابات معاصريه ومن جاء قبله. لا دخل للروح القدس هنا البتة.
في عبارة "في البدء" لا نجد أداة التعريف "أل" اليونانية، ومع ذلك ترجموها إلى "البداية / البدء" بالتعريف. وقد التزمت النسخة التالية الدقة في الترجمة:
In a beginning was the Word, and the Word was with the God, and a god was the Word. (Diaglot)
في بداية كان الكلمة...
أما التعبير "وكان الكلمة مع الله" فكلنا كنا مع الله في قدره وعلمه الأزلي. وهذا هو أسلوب الكتاب المقدس نتعرف عليه لاحقًا بعون الله.
وعبارة "وكان الكلمة الله" ترجمة مزيفة بالمرة لأن الأصل اليوناني يذكر theos "إله" بدون أداة التعريف "أل" لتكون "الإله" أو "الله". ولذلك ترجمتها نسخة Diaglot أعلاه إلى a god "وكان الكلمة إلهًا". ولفظة "إله" لا تثبت شيئًا في لغة الكتاب المقدس. فقد كان موسى إلهًا لفرعون، واليهود آلهة وبنو العلي كلهم. ويقول تقرير نسخة The NET BIBLE حول هذه الفقرة أن العبارة الصحيحة كما جاءت في المخطوطات هي "ما الله كان، الكلمة كان" ولكن موفات يترجمها "وكان الكلمة إلهي" وهي ترجمة لن يفهمها القاريء الإنجليزي كما يقول التقرير لأن "إلهي" divine كلمة مشتركة لها معانٍ متعددة. لذلك ترجمتها النسخة بعد استطلاع رأي العديد من متحدثي اللغة الإنجليزية إلى "وكان الكلمة الله تمامًا". وهكذا تعترف النسخة بالتزوير لتثبيت عقيدة مستحدثة. ويستمر التقرير فيقول أن التشبيه في (يوحنا 1: 1) لا يساوي "الكلمة" بأقنوم الآب، ولكنه يؤكد أن الكلمة (أقنوم الابن) والله (أقنوم الآب) واحد في الجوهر. ويرتكن التقرير في هذا إلى اللغة اليونانية التي تقول أن الاسم الموجود في العبارة قد يكون له فارق نوعي دقيق بدرجة أكثر عند وضعه قبل الفعل. وهذا يدمر عقيدة التثليث التي تقول أن الأقانيم متساوية. وتعلق نسخة The New American Bible فتقول:
Was God: lack of a definite article with "God" in Greek signifies predication rather than identification.
(والكلمة) كان الله: تنقصها أداة التعريف قبل كلمة "الله" في اللغة اليونانية فتصبح تنبؤ أكثر منها تحديدًا.
www.usccb.org/nab/bible/john/john1.htm#foot2
ولا تبنى العقيدة على التبؤ والتخمين، وإنما تبنى على التحديد القطعي المُبِين. ومن ثم اختلفت ترجمات الكتاب المقدس:
In the beginning the Word existed. The Word was with God, and the Word was divine. ((An American Translation (Smith-Goodspeed)))
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/SGAT.htm
In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was God. (New American Bible: NAB – 1987)
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/NAB.htm
When all things began, the Word already was. The Word dwelt with God, and what God was, the Word was. (New English Bible 1970)
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/NEB.htm
In the beginning the Word already was. The Word was in God's presence, and what God was, the Word was. (Revised English Bible 1989)
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/REB.htm
In the beginning there was the divine word and wisdom.The divine word and wisdom was there with God, and it was what God was. ((Scholars Version (The Five Gospels) 1993))
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/SV.htm
Before the world was created, the Word already existed; he was with God, and he was the same as God. ((Today's English Version (The Good News Bible) 1976))
http://www.tyndale.cam.ac.uk/Scriptures/TEV.htm
ويحتج البعض بقاعدة كولويل التي تجيز للاسم العير مُعَرَّف المسبوق بفعل تعريف أن نعتبره معلاف لا نكرة. وهذه القاعدة تجيز ذلك ولكنها لا تستلزم. فهي ليست قاعدة ثابتة ومن ثم ليست إلزامية. كما أنها قاعدة قاصرة إذ أنها لا تتعامل مع احتمالية ثالثة وهي أن هذا الاسم لابد أن يكون له فارق نوعي. وهو ما يعني أن الآب أفضل من الابن. ومن ثم فهي قاعدة غير إلزامية ومحدودة وتتناقض مع عقيدة الثالوث.
www.bible.org/netbible/joh1_notes.htm#13
وحتى لو وجدت أداة التعريف "أل" ο اليونانية فلن تسمن ولن تغني من جوع. فمن الذي قال أنها لابد من ترجمتها إلى "الله"؟! تعالوا نقرأ ما يلي على لسان بولس وهو يصف "إبليس":
الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. (2كو 4: 4)
ἐν οἷς ὁ θεὸς τοῦ αἰῶνος τούτου ἐτύφλωσε τὰ νοήματα τῶν ἀπίστων
إننا نرى أمامنا ὁ θεὸς وهي θεὸς "إله" مسبوقة بأداة التعريف ὁ، فتكون "الإله" أو "الله" (تجاوزًا). وترجمت هنا إلى "إله" نكرة. فانظر أنى يصرفون!!!
كان على بولس أن يستخدم كلمة δαιμόνιον وهي daimonion أي "إله" (باطل، شيطان):
فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. (أع 17: 18)
ويقولون:
"كلمة الله هو عقل الله. فاليهودي الفاهم لعقيدته يعرف أن كلمة (الممْرا)؛ التي تعني كلمة الله هي تعادل الله."
لنقرأ تعليق آدم كلارك على (رؤ 19: 13):
"مكتوب في الترجوم وفي كتابات يهودية أخرى "ميمارا" "كلمة جيهوفة" ويقصدون بها شخص وليس كلمة منطوقة."
-
4- "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ." (مر 1: 2)
"هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ (أدون) الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ (جيهوفة / يهوه). وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لِيَكُونُوا مُقَرِّبِينَ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ. فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ. وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ وَأَكُونُ شَاهِداً سَرِيعاً عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُوراً وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ." (ملاخي 3: 1 – 5)
وتقول النسخة العبرانية:
"هنئذا، أرسل رسولي، سيمهد الطريق أمامي، و السيد، الذي تطلبونه، يأتي بغتة إلى معبده، ورسول العهد، الذي تفرحون به، هوذا قادم، يقول رب الجنود."
هنا يهوه هو المتحدث سيرسل رسوله ليهيء الطريق أمام يهوه نفسه. والرسول هنا هو إيليا المذكور في الإصحاح التالي مباشرة:
هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ (ملاخي 4: 5)
إذن فإيليا هو الذي يمهد لمجيء يهوه. ومجيء يهوه يقصد به وصول وعده لمن وعد. فأحيانًا يستخدم اسم الله للتعبير عن ممثلي الله في الأرض، كالقضاة والأنبياء والمرسلين والملائكة أو للتعبير عن أمر الله وحكمه ووعده (خر 21: 6 ، 22: 8، 9 ، مز 8: 5 ، 1 صم 2: 25 ، تث 1: 17، خر 7: 1).
فيكون معنى: "أرسل رسولي ليمهد الطريق أمامي": أرسل رسولًا بشرًا يمهد لمجيء رسول آخر ويبشر به. يبشر بهذا النبي الخاتم الذي مجيئه يدل على اقتراب يوم الدينونة.
ولكن في مرقس نسمع يهوه يخاطب يسوع المسيح ويقدم له وعدًا بإرسال رسول (هو يوحنا) من يهوه أمام المسيح. وهو ما يتعارض تمامًا مع نبوءة يهوه وإيليا:
"كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ." (مر 1: 2)
وفي سفر ملاخي في نفس النبوءة نقرأ وصفًا ليوم مجيء يهوه:
"وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لِيَكُونُوا مُقَرِّبِينَ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ. فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ. وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ وَأَكُونُ شَاهِداً سَرِيعاً عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُوراً وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ."
هنا الرب يحرق بني إسرائيل بالنار ليطهر بني لاوي من ذنوبهم، ثم يقضي على الخارجين على القانون مثل السحرة وأهل الفسق والزور والظالمين. ويؤكد ملاخي هذا المعنى فيقول:
فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشّاً وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعاً. (4: 1)
كيف تنطبق نبوءة كهذه على يسوع المسيح حمل الله الوديع. ولم يأتِ ليقتل ويبيد ويدمر ويحرق كل الكفرة والعاصين فلا ترى لهم أثرًا.
وقد سأل اليهود يوحنا أسئلة يستنبطون من إجاباتها قرب أو بعد مجيء السيد رسول العهد، فأنكر أنه إيليا وأنه ليس هو رسول العهد:
وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». (يو 1: 19 – 21(
-
5- فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». (متى 3: 3)
صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. (إش 40: 3)
إن الهدف هو تمهيد لمجيء رسول ولا بد من التمهيد له ببعث رسول قبله يخبر الناس بأمره حتى إذا جاء ذلك النبي يكون الناس على علم به وأنفسهم مهيأة لاستقباله.
وفي النسخة العبرانية:
"اسمعوا! نادى منادٍ: "أعدوا في البرية طريق الله، أعدوا في الصحراء طريقًا لإلهنا."
وتتفق النسخة الأمريكية القياسية ASV مع هذه الترجمة:
"صوت لمنادٍ يصرخ: "أعدوا في البرية طريق جيهوفة، مهدوا في الصحراء طريقًا لله"
تأمل نسخة الملك جيمس:
"صوته يصرخ في الصحراء: "أعدوا طريق الله، أعدوا لله طريقًا مستقيمًا في الصحراء."
وفي النسخة اليونانية السبعينية المترجمة إلى الإنجليزية:
صوت صارخ في البرية: "أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة" (انظر متى 3: 3 ، و يو 1: 23).
وهكذا يظهر بجلاء لا لبس فيه أن متى يعتمد في اقتباساته على النسخة اليونانية كعادته لا على الأصل العبري (النسخة العبرانية) المأخوذة عنه هذه النسخة. تعال نقرأ نبوءة السيد متى في نسخة الملك جيمس لمزيد من التأكد:
For this is he that was spoken of by the prophet Esaias, saying, The voice of one crying in the wilderness, Prepare ye the way of the Lord, make his paths straight.
"هذا ما قيل بالنبي إشعياء، صوت صارخ في البرية. أعدوا طريق الرب، اجعلوا طرقه مستقيمة."
كل هذه الاختلافات تدفعك إلى التأكد من براءة الروح القدس من نظرية "الإلهام". وتغري يدك أن تلقي بالفقرت وراء ظهرك شاعرًا بخيبة أمل كبيرة، بعد أن تأكدت من وجود المحاولات المتعمدة لتلفيق النبوآت.
يحتجون بما يلي ويشرحون:
فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا... لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». (لو 1: 13 – 17).
يوحنا سيتقدم أمامه، يقولون أمام "الله". وما دام يوحنا تقدم أمام "المسيح". إذن فليس أمامنا إلا أن نؤمن أن المسيح هو الله. هذا ما يقولون. تعالوا نقرأ أراء أحد مفسري الكتاب المقدس:
"سيتقدم أمامه: أمام المسيح. إن الارتباط هنا يقودنا إلى أن نفترض أن الضمير him يشير إلى الرب الإله في الفقرة السابقة. ولو صدق هذا، فإننا نصل إلى أن المسيح هو الرب إله إسرائيل." (ألبرت بارنرز)
لذلك هناك نسخ رأت الفقرة لا تشير إلى ألوهية المسيح ولاهوته فكتبت الضمير him مبتدءًا بحرف صغير. ومن هذه النسخ:Darby و AV و AVRLE و Douay و ESV و Websterو KJV.
وهناك نسخ كتبتها كالتالي:
And he shall go before his face in the spirit and power of Elijah (ASV) + BBE)
ويتقدم أمام وجهه بروح إيليا وقوته.....
ونسخة واحدة كتبتها كما يلي:
And he shall precede in the sight of him in spirit and power of Elias (DIAGLOT)
وسوف يتقدم في حضوره بروح إيليا وقوته.
وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً.
Autou here seems to be “the Lord their God” in Luk_1:16. (Lu 1: 17) (RWP)
يبدو أن الضمير اليوناني Autou وهو him يشير إلى الرب الإله (RWP)
وعلينا أن نعلم أن الله وعد بمجيء النبي إيليا هدفه أن يعد طريق النبي المسيا الخاتم. ولم يعدهم الرب بنبي له نفس روح إيليا وصفاته. كل هذه الاختلافات والشكوك تجعلنا نطرح الفقرة جانبًا.
-
6- وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. (لو 1: 76)
تعال نقرأ في تفسير ألبرت بارنرز:
Prophet of the Highest - Prophet of God; a prophet “appointed by God” to declare his will, and to prepare the way for the coming of the Messiah.
نبي العلي: نبي الله، نبي عينه الله واختاره ليعلن عن إرادة الله ويمهد الطريق لقدوم المسيح.
هذا هو الفهم الصحيح. لذا تترجمها نسخة الملك جيمس "أمام وجه الرب".
وكلمة "الرب" هنا هي كلمة "كيريوس" وهي كلمة عامة لا تخرج منها بشيءٍ ذي بال. فمن معانيها "سيد" أو "السيد". واستخدم الأصل مع الله كلمة " hupsistosالعلي الأعلى"
وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الله الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ السيد لِتُعِدَّ طُرُقَهُ وتمهد له.
لذلك استخدم الأصل اليوناني كلمة "كيريوس" ولم يستخدم كلمة theos المعرفة بـ"أل" والتي يترجمونها إلى "الله". ويشهد الفكر المسيحي أن يوحنا جاء ليمهد لمجيء المسيح الذي اقتضت حكمة الله اختياره. ومن ثم فالله هو الذي اختار المسيح. أي أن المسيح ليس هو الله:
"كي يهييء للرب شعبًا مستعدًا"، فكان معناه أن هذا المولود هو الذي عينته حكمة الله ورحمته ليهييء قلوب الناس للإيمان بالسيد المسيح، والذي تنبأ عنه ملاخي النبي حين ردد قول الله "ها أنا ذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء إلى الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم" (ملاخي 4: 5). (كتاب: الإنجيل للقديس لوقا. ترجمة لجنة برئاسة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية العليا. صدر في عهد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية. الناشر: دار المعارف. 1119 – كورنيش النيل – القاهرة. رقم الإيداع: 1705 / 1987م)
-
7- أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.... حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». (متى 3: 11- 17)
هنا يوحنا يدلي بشهادته. ويعتمد يسوع المسيح على يديه في نهر الأردن. ويتكرر هذا في (مر 1: 7 – 11) وفي (يو 1: 31) حيث يكرر يوحنا شهادته في اليوم التالي ويؤكدها بجمل إضافية مما دفع البعض إلى التعلق بالمسيح واتباعه. لكن ما لا يخطر على بال أحد نقرأه في إنجيل يوحنا:
"قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. ........ أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!». (لو 3: 19، 20).
هنا يوحنا في السجن. وهذا دفع بالمسيح إلى أن ينزل نهر الأردن ويعتمد فيه. وبالطبع لم ير يوحنا الروح القدس على شكل حمامة تنزل على يسوع المسيح. وكذلك لم يدلِ بشهادته في اليوم التالي ويؤكدها. لأنه ببساطة كان حبيسًا في السجن.
إن الآيات في إنجيل متى وهي (متى 3: 11- 17) والآيات (يو 1: 1 – 37) يجب أن تحذف دون تردد ودون أن نذرف عليها دمعة واحدة. فلم يشهد يوحنا، لم يدلِ بشهادة واحدة بخصوص يسوع المسيح. لقد كان الرجل في السجن. فلم يشهد، ولم ير الروح القدس كحمامة ينزل على المسيح، وبالتالي لم يسمع "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". لقد ظل يوحنا في سجنه إلى أن أُعْدِم.
يقول John Wesleyشارحًا ما جاء في إنجيل لوقا:
لقد حبس يوحنا: هذا الظرف، مع انه وقع بعد اعتماد يسوع إلا أنه مذكور هنا قبل معموديته، هذا تاريخه (تاريخ كتبه القديس يوحنا الذي استنتجه وفهمه) ربما تتبعه دون أن يقطعه.
إن نسخة The NET BIBLE تفصل في إنجيل لوقا بين حدث سجن يوحنا، وبين معمودية المسيح وتضعها تحت عنوان جديد، وتبدأ بـ "والآن عندما". لتقول لك أن هذه مرحلة تالية وقعت بعد سابقتها.
نفس الشيء تقرره نسخة الملك جيمس:
لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. (مر 6: 17)
ويستمر يوحنا في سرد أحداثه من نهاية الإصحاح الثالث حتى يصل إلى ثلث الإصحاح السابع تقريبًا (7: 18) حيث نرى يوحنا المعمدان ما زال قابعًا في السجن. وهذا يؤكد الترتيب التسلسلي للأحداث كما ذكره القديس يوحنا.
إن يسوع المسيح بعد المعمودية مباشرة عند لوقا ومرقس تحت تصرف إبليس في الصحراء وبرضا الروح القدس لمدة 40 يومًا. بينما عند يوحنا نراه يعتمد في اليوم الأول ثم يراه يوحنا المعمدان في اليوم الثاني، ونراه نحن وسط عرس في اليوم الثالث مع والدته وتلاميذه بدعوة رسمية حيث يحول الماء إلى خمر مسكر، ثم يظهر في مشهد بعد ذلك في أورشليم في عيد الفصح. هل يمكن أن يظهر الشخص في مكانين في وقت واحد ويؤدي دورين مختلفين اختلافًا كليًّا؟!
هذا يجعلنا نتأكد أن أي كلام تلفظ به يوحنا المعمدان هو مدسوس عليه، وأن أي كلام تلفظ به المسيح بشأن يوحنا المعمدان مدسوس على المسيح أيضًا. إن يوحنا يشهد أنه ليس هو إيليا ولا هو المسيح ولا النبي. وكل هذه ألقاب للنبي المنتظر.
وهذا يتناقض تمامًا مع شهادة المسيح ليوحنا أنه إيليا الذي سيأتي:
وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. (متى 11: 14)
فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. (متى 17: 11 – 13)
من هذا نخلص إلى بطلان النبوآت التي وضعوها على لسان يوحنا المعمدان لأنه كان خلف الأسوار. كما كان المسيح في البرية بعد أن تسلمه إبليس من الروح القدس في الأناجيل الثلاث، وفي إنجيل يوحنا كان المسيح ينتقل من هنا إلى هناك ونسمع شهادات من يوحنا بشأن ماهيته ومهمته .
و لو دققنا النظر في الفقرات سنجد أن يوحنا لم يمهد لا لقدوم المسيح، ولا لقدوم يهوه، ولا لقدوم الآب. ولم يمهد لأي شيءٍ البتة. تعال نقرأ معًا:
"وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ أَمْرَهُ لِتَلاَمِيذِهِ الاِثْنَيْ عَشَرَ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ. أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُ«: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ (متى 11: 1 – 3)
"فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ ( لو 7: 18 – 20).
"هل أنت المسيح النبي إيليا المنتظر مجيئه قبيل الساعة، أم ننظر آخر؟" هل يصلح أن يقول: هل أنت "الله" أم ننتظر "الله" آخر؟ هل يعقل هذا؟
إن هذه الفقرات تلغي أي نبوءة ليوحنا وأي كلمة ألصقوها على لسانه بشأن المسيح. الرجل ها هو لا يعرف من هو المسيح!!! لا يعرف هل هو المسيح المنتظر أم لا؟ هل هو النبي؟ هل هو إيليا؟ الرجل لا يعرف ماهية المسيح ولا مهمته. إنهم يقولون أن يهوه (أي المسيح) هو الذي عَيَّن يوحنا ليمهد الطريق لمجيء يهوه. وها هو يوحنا لا يعرف إلهه. والمسيح (يهوه) لا يعرف أنه أرسل نبيًّا.
لذلك يقول تفسير PNTوغيره بشأن سؤال يوحنا عن ماهية المسيح ومهمته بعد توزيعه الشهادات هنا وهناك:
"ربما أن يوحنا ولم يعد يطيق الصبر على التأجيل الذي طال أمده، كان أمله أن يحث المسيح ليعلن أنه المسيا."
"هناك صعوبة ما في كلام يوحنا هنا. فقد اعتقد البعض أنه كان جاهلًا تمامًا بمهمة الرب الألوهية، وأنه أرسل تلاميذه لأجل المعلومات فقط، ولكن هذا يتعارض مع إعلان يوحنا بنفسه." (لو 3: 15 – يو 1: 15، 26، 33، 28: 3). (آدم كلارك)
"مكث يوحنا في السجن فترة طويلة تمامًا فتأثر نفسيًا بحياة السجن. كان الأمر من قبل واضحًا له، ولكن بيئته الآن كئيبة والمسيح لم يفعل شيئًا لإخراجه من السجن. كان يوحنا تواقًا لإعادة التأكيد." (RWP)
يقول إنجيل لوقا:
وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». (لو 1: 16، 17)
من الذي يرد كثيرين من اليهود إلى الرب إلههم الذي عبدوه من قبل ونسوه الآن؟ إنه يوحنا بن زكريا (إيليا). حيث يمهد لعبادة الله ومجيء رسالته وذلك بالدعوى إلى الحسنى والتكاتف. والسؤال: إن يوحنا يردهم لعبادة الرب إلههم الذي عبدوه من قبل، هل عبد اليهود المسيح من قبل أو من بعد؟! أروني عبادة واحدة من الناس للمسيح في عهد يوحنا أو حتى في عهد المسيح! ثم إننا هنا نرى النعم تعم كل مكان فتلتحم الأسرة وتسري التوبة في قلوب العصاة الذين يتحولون إلى أبرار. ولا نرى أي أثر ليوم الرب المرعب المنذر بعذاب أليم للظالمين كما جاء في العهد القديم.
لنستمر:
حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ (متى 9: 14)
يستفاد من هذا اختلاف تعليم يوحنا عن تعليم يسوع. ونضيف هذا للأدلة على أن يوحنا ليس هو الممهد للطريق. فمصدريّ تعليم يسوع ويوحنا مختلفان. وهذا يثبت انقطاع الاتصال تمامًا بين يسوع (يهوه) ويوحنا. لأنه ببساطة لا يسوع هو يهوه، ولا هو أرسل يوحنا، ولا يوحنا هو المعد الناس ليوم الرب، ولا هو الذي قدم نبوآت عن يسوع.
يوحنا نبي جاء لليهود، والمسيح جاء لليهود. هل من المنطق أن يستمر يوحنا في مهمته بعد مجيء من أعد له الطريق ومهد له الأمر؟ بمجيء المسيح تكون انتهت مهمة يوحنا المعمدان تمامًا، ويكون اليهود مطالبين جميعًا بما فيهم يوحنا وتلاميذه بالإيمان بالمسيح وأن يكونوا من أتباعه. ثم كيف يبشر ويمهد الطريق ويلقِ النبوآت، ولا يكون أول المؤمنين به تشجيعًا للناس على الإيمان وإثباتًا لصدقه؟! وكيف يمهد لمجيء المسيح والفارق الزمني بينهما هو ستة أشهر فقط؟!
والآن لننظر في علامة المسيح النبي المسيا الخاتم في نبوآت يوحنا:
«أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ (متى 3: 11 + لو 3: 16)
ثم نرى المسيح عيسى بن مريم يعمد بالماء ويأمر تلاميذه ليعمدوا الناس بالماء:
وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ. (يو 3: 22)
فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» (يو 3: 26)
يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا. مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ (يو 4: 1، 2)
وفي سفر الأعمال نجد التعميد بالماء:
وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» (أع 8: 36)
فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ. (أع 8: 38)
وبولس نفسه اعتمد بالماء ثم عمَّد:
فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. (أع 9: 18)
أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ. حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي. وَعَمَّدْتُ أَيْضاً بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذَلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَداً آخَرَ. لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّر.َ (1كو 1: 14 – 17)
وهكذا من دراسة نبوآت يوحنا وقصته فالمسيح ليس هو الله ولا هو يهوه ولا هو المسيح المسيا المنتظر. والآن مع هذه المفاجأة:
يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: «هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». (يو 1: 15)
تكتبها المخطوطات WHt كالتالي:
John 1:15. Read "(This was he that said [it])" instead of "This was he of whom I spake".
يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: «هَذَا هُوَ قال: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي».
والمعنى أن المسيح هو الذي يبشر بقدوم النبي المسيا الخاتم ويمهد لمجئئه.
-
8- فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟ فَقَالُوا لَهُ: فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. (متى 2: 3 – 6)
تعالوا ننظر في النبوءة كما جاءت في سفر ميخا:
أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ. لِذَلِكَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى حِينَمَا تَكُونُ قَدْ وَلَدَتْ وَالِدَةٌ ثُمَّ تَرْجِعُ بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ الرَّبِّ بِعَظَمَةِ اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَيَثْبُتُونَ. لأَنَّهُ الآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. وَيَكُونُ هَذَا سَلاَماً. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ النَّاسِ فَيَرْعُونَ أَرْضَ أَشُّورَ بِالسَّيْفِ وَأَرْضَ نِمْرُودَ فِي أَبْوَابِهَا فَيَنْفُذُ مِنْ أَشُّورَ إِذَا دَخَلَ أَرْضَنَا وَإِذَا دَاسَ تُخُومَنَا. (ميخا 5: 2 – 6)
يذكر النص الماسوري هذه الفقرة على أنها رقم 1 في الإصحاح الخامس. وتذكرها النسخة اليونانية على أنها الفقرة (4: 14)، وكذلك في نسخة Hebrew Old Testament Tanach بينما تضعها الفولجاتا كفقرة أولى وليس ثانية (5: 1).
والتناقض واضح بين المصدرين (متى وميخا). ولا تذكر النسخة السبعينية اليونانية "أرض يهوذا":
And thou, Bethleem, house of Ephratha, art few in number to be reckoned among the thousands of Juda; yet out of thee shall one come forth to me, to be a ruler of Israel; and his goings forth were from the beginning.
كذلك النسخة العبرانية:
1 But thou, Beth-lehem Ephrathah, which art little to be among the thousands of Judah, out of thee shall one come forth unto Me that is to be ruler in Israel; whose goings forth are from of old, from ancient days.
لقد أضافها قلم كاتب إنجيل متى ضاربًا مثلًا غير مسبوق في عدم الأمانة وتغييب العقول.
كما أن لفظة "مخارجه" تعني أصوله ومنشأه وهذا يتعارض مع ألوهية المسيح. أما عبارة "منذ أيام الأزل" المترجمة خطأ، فلا تفيد بشيء ذي بال لأن اللفظة العبرية هنا اُستخدمت مع الغير:
هَؤُلاءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. (تك 6: 4)
هَؤُلاَءِ مِنْ قَدِيمٍ سُكَّانُ الأَرْضِ (1صم 27: 8)
عند قراءة النبوئتين نجد ما يلي:
1- إغفال متى كلمة "افراتة" الموجودة في سفر ميخا.
2- كتب كلمة "رؤساء" المكتوبة في ميخا "ألوف".
ونظرة في النبوءة نجد أن ميخا يشترك مع إشعياء (إش 2: 3، 4) في التطلع ليوم يرون فيه ملكًا قويًا يحكم إسرائيل خاصة أن اليهود كانوا يمرون بظروف صعبة حينئذٍ تتمثل في استيلاء الأشوريين على يهوذا عام 722 ق.م.
انظر! إن ميخا ينقل بالمسطرة من إشعياء المعاصر له.
إن ميخا ينتظر حاكمًا عسكريًّا أو ملكًا لإسرائيل من سلالة داود، أي حاكمًا يخلصهم من الأشوريين.
ولكن ما معنى: "بيت أفراتة"؟
يطلق (1 صم 17: 12) على داود لقب "الأفراتي" (وداود هو ابن ذلك الرجل الأفراتي من بيت لحم): أي من عشيرة أفراتة التي كانت في بيت لحم. أي يتحدث النص عن عشيرة / قبيلة أصلها من بيت لحم، وينطبق النص على كل أفراتي سواء سكن في بيت لحم أو خارجها. ويتحدث عن شخص ينقذهم من الأشوريين. وهذا يخالف حالة يسوع الذي ولد في زمن الحكم الروماني ولم يفعل تجاهه شيئًا.
ولكن: هل بيت لحم بلدة؟
1خب 4: 4 وفنوئيل ابو جدور وعازر ابو حوشة. هؤلاء بنو حور بكر افراتة ابي بيت لحم.
"بيت لحم" هنا اسم رجل حفيد سيدة تسمى "أفراتة".
لا يمكن أن تكون هذه النبوءة واضحة بالمرة، لأن فقرة متى 2: 6 لابد أن تغير نظام الكلمات ليصبح الأسلوب مستساغًا. فقد أسقط لفظة "أفراتة" وأسقط "حاكم" على إسرائيل وكتبها "راعي" لأن المسيح لم يكن أبدًا حاكمًا لإسرائيل. ويعرف قليل من المسيحيين أن هناك شخصًا يسمى "بيت لحم" (1خب 4: 4). فهل يتحدث ميخا عن الشخص أم عن المكان؟
هنا من الضروري أن ننظر في اللغة العبرية قبل أن نقرر. إن كل المدن والقرى ..الخ تكتب بصيغة التأنيث في اللغة العبرية. وكل الرجال بالطبع يُكْتَبُون بصيغة المذكر. فلو أن الفقرة العبرية تستخدم صيغة التذكير فإنها تتحدث عن الشخص المسمى "بيت لحم". ولو أنها تستخدم صيغة التأنيث فإنها تتحدث عن المكان المسمى "بيت لحم". لنر إذن:
Veatah- وتأنيثها يكون veat
Tsair – وتأنيثها هو tseirah
Mimkha – وتأنيثها هو mimekh
وانظر مز 122: 2 - وكله عن أورشليم، مدينة. ويستخدم معها صيغة التأنيث.
and you (masc) bethlehem efratah
الصيغة المستخدمة هنا مع "بيت لحم" صيغة تذكير في جميع مفردات الفقرة. لذا نقول وبكل ثقة إن فقرة ميخا تتحدث عن شخص لا عن مكان.
إذن ميخا وإشعياء كلاهما يتطلع لرجل من ذرية داود ولا يشير النص إلى مدينة. وعلينا أن نعلم أن الكتاب المقدس يذكر مدينتين كلاهما تسمى "بيت لحم"، واحدة في الجنوب، والأخرى في الشمال.
ونص إنجيل متى يدل دلالة قاطعة على أن "بيت أفراتة" عشيرة من بين آلاف العشائر في يهوذا. إذ لا يمكن أن تكون هناك آلاف المدن اليهودية وأفراتة واحدة من بينها. فهذا لا يعقله عاقل.
ولكن ما معنى آلاف العشائر اليهودية؟ تعالوا نفحص الكلمة المترجمة "ألوف" في ميخا:
فَسَمِعَ فِينَحَاسُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ وَرُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ مَعَهُ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادَ وَبَنُو مَنَسَّى, فَحَسُنَ فِي أَعْيُنِهِمْ. (يوشع 22 : 30).
وتستخدم نسخة CEV لفظة leaders، وتستخدم نسخة BBE والنسخة السبعينية كلمة chiefs بمعنى "قادة" و "رؤساء".
فالمقصود كما تروا هم رؤساء قبائل إسرائيل وعشائرها وقادتهم. تعالوا نعيد قراءة (ميخا 5: 2):
But you, O Bethlehem Ephrathah, who are too little to be among the clans of Judah. (ESV)
Clans" عشائر": فيكون المعنى: صغيرة من بين عشائر يهوذا. وتستخدم نسخة BBE لفظة families وهي هي.
وأنت الصغرى بين عائلات (عشائر) يهوذا (وليس ألوف) ....... وتتفق نسختي NIV و RSV في هذا الفهم.
وهكذا تتحدث النبوءة عن عشيرة لا عن مدينة على الإطلاق: عشيرة / قبيلة من بيت لحم.
ونعود للسؤال: لماذا حذف متى كلمة "أفراتة"؟ لأنها تنسف ما يريد متى منا أن نفهمه نبوءة، فـ"أفراتة" تدل على عشيرة لا على مدينة. فلم يتردد "متى" في التخلص منها وخنقها.
لذلك نقرأ اللقب "يسوع الجليلي" "يسوع الناصري" (الناصرة من الجليل)، ولا نقرأ اللقب "يسوع البيتلحمي" ولو مرة واحدة مع أنه لقب يجذب اليهود إليه. فالنبوءة تشير إلى مجيء شخص من ذرية داود الذي كان يسكن بيت لحم.
تأمل ما يلي في النبوءة:
وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ الرَّبِّ بِعَظَمَةِ اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَيَثْبُتُونَ. لأَنَّهُ الآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. (ميخا 5: 4)
فالنص يصرخ أن هذا الشخص موضوع النبوءة ليس إلهًا. والسياق يتحدث عن أمم تحتشد ضد إسرائيل:
وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَإِلَى بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. (ميخا 4: 2)
وَيَكُونُ هَذَا سَلاَماً. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ النَّاسِ (ميخا 5: 5)
وقد ذاب الأشوريين ولم يعد لهم وجود في عصر يسوع المسيح بالمرة.
لهذا فنبوءة بيت لحم في إنجيل متى هي محاولة تلفيقية نضمها لنبوءة "عمانوئيل" لتكتمل الصورة ونعلم علم اليقين حقيقة هؤلاء ومدى تجرأهم على الله.
-
9- فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْمَرْاةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْاةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَاكَلْتُ». فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْحَيَّةِ: «لانَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ انْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَابا تَاكُلِينَ كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكِ. وَاضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْاةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَاسَكِ وَانْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تك 3: 13 – 15).
هُوَ يَسْحَقُ رَاسَكِ ...... يقولون أنها تشير إلى يسوع المسيح بصفته المخلص الذي يسحق رأس الشيطان (رؤ 12: 9). فالحية ترمز إلى الشيطان، أما نسل المرأة فقد ورد بشأن المسيح: "مولودًا من امرأة" (غل 4: 4).
وَاضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْاةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.
هل المقصود هنا نسل المرأة دون تدخل الرجل؟ وهل المقصود نسل الحية دون تدخل الذكر قياسًا على السؤال الأول؟
إن "نسل المرأة" يقصد به النسل الذي يأتي من المرأة والرجل معًا. وهذا هو أسلوب الكتاب المقدس نفسه:
وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ ايْنَ اتَيْتِ وَالَى ايْنَ تَذْهَبِين؟». فَقَالَتْ: «انَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاتِي سَارَايَ». فَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي الَى مَوْلاتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلا يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». (تك 16: 8 – 10).
أكثر نسلك: أي عن طريق التزاوج والتناسل وهو الثابت في الكتاب المقدس.
وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «انْتِ اخْتُنَا. صِيرِي الُوفَ رَبَوَاتٍ وَلْيَرِثْ نَسْلُكِ بَابَ مُبْغِضِيهِ». (تك 24: 60)
تكثير نسل رفقة ...... بالزواج والتناسل والتكاثر بالطبع.
وبذلك يشير نص سفر التكوين موضوع الطرح الآن يشير إلى نسل حواء وآدم معًا.
ولكن ما هي كلمة "نسل" كما جاءت في النص العبري؟ إن الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي "زيرا": بذرة ، زرع، طفل.
وإذا دققنا النظر في نبوءة التكوين إن صح التعبير نرى أن الحية قد لعنها الرب وجعلها تمشي على بطنها وأنها ستأكل التراب، مع أن العلم الحديث أثبت عكس ذلك. فالحية تمشي على بطنها مثل الكثير من الزواحف التي تعصِ الرب، وتأكل بنفس طريقة الكثير من الزواحف والحيوانات كذلك.
وفي العهد الجديد لا نجد يسوع المسيح قد سحق الشيطان الذي تسلمه في الصحراء لمدة 40 يومًا، ولم يفارقه من بعدها. فإذا قيل أنها نبوءة دالة على أحداث مستقبلية، فإنه لا يعتد بنبوءة لم تتحقق بعد.
ولذلك وقع بولس في شرك العهد القديم وكرر اتهامه للحية:
وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. (2 كو 11: 3)
ومع كل هذا جعلوا الحية رمزًا ليسوع:
وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ (يو 3: 14).
فالحية في سفر التكوين رمز للشيطان، وحية موسى في إنجيل يوحنا رمز ليسوع:
فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا». فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا. (عدد 21: 8، 9)
وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. هُوَ أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعُوهَا [نَحُشْتَانَ]. (2 مل 18: 3، 4)
فعلى فرض أن الرب أمر موسى بالفعل أن يفعل هذا ويصنع لبني إسرائيل صنمًا وصورة منحوتة نهى عنها العهد القديم في فقرات كثيرة، فإن حزقيا قد أدرك خطأ هذا وقام بتدمير حية النحاس التي اتخذها بنو إسرائيل صنمًا معبودًا. وبذلك يكون حزقيا هو الذي سحق الحية ورأسها وأرشد بني إسرائيل لعبادة الله.
تعالوا نقرأ النص مرة أخرى:
هُوَ يَسْحَقُ رَاسَكِ وَانْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ.
الضمير "هو" في النص العبري يترجم إلى "هو / هي" للعاقل، وإلى "هو / هي" لغير العاقل. فمثلًا نسخة الملك جيمس ترجمتها it (غير عاقل) وكذلك نسخ AV و AVRLE و Webster (ولا يمكن أن يكون يسوع غير عاقل)، وترجمتها نسخة Douay المأخوذة عن الفولجاتا اللاتينية إلى .sheومن ثم لا تثبت النبوءة إن صح التعبير شيئًا ذا بال.
-
10- وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «أَرْضُ زَبُولُونَ وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ طَرِيقُ الْبَحْرِ عَبْرُ الأُرْدُنِّ جَلِيلُ الأُمَمِ- الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». (متى 4: 13 – 16)
وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. أَكْثَرْتَ الأُمَّةَ. عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً. (إش 9: 1 – 3) (الفانديك)
تعالوا نقرأ ما ورد في بعض النسخ الأخر:
"وهو الذي في حزن لن يكون حزينًا لفترة فقط. اشرب هذا. تصرف بسرعة. أرض زبولون، أرض نفتالي وباقي سكان ساحل البحر وما وراء الأردن، جليل الأمم (أو: انجز بسرعة...) أيها السائرون في الظلام، انظروا نورًا عظيمًا: وأنتم الساكنون في المنطقة في ظلال الموت، سيشرق عليكم نورٌ. تكاثر الناس الذي سيسعدك، وأنهم سيسعدون أمامك كما يفرحون بيوم الحصاد وكما يفرحون وهم يقسمون الغنيمة." (النسخة السبعينية)
"الذين يسيرون في الظلام رأوا نورًا عظيمًا، الذين يسكنون أرض ظلال الموت، فوقهم أشرق نورٌ. أكثرت الأمة، وزدت فرحهم، ففرحوا أمامك كفرحهم في يوم الحصاد، كالذي يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة. لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ وَعَصَا كَتِفِهِ وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ."(النسخة العبرانية)
في الأزمنة الأولى هو جعل أرض زبولون وأرض نفتالي ذات قيمة ضئيلة، ولكن بعد هذا سيعطيها مجدًا، قرب طريق البحر، على الجانب الآخر من الأردن، جليل الأمم. (BBE)
في المرة الأولى لمس نور أرض زبزلون وأرض نفتالي، وفي المرة الأخيرة غمر طريق البحر وراء أردن جليل البحر. (Douay)
لن يكون هناك مزيد من الظلمة في الأرض في هذه المنطقة. لقد أذل الله أرض زبولون ونفتالي في الأزمنة الأولى. ولكن في المستقبل سيجلب مجدًا لطريق البحر، للأرض عبر نهر الأردن، للجليل، حيث تعيش الأمم. (GWV)
ولكن لن يكون هناك ظلام لها التي كانت حزينة. ففي السابق جلب الاحتقار لأرض زبولون وأرض نفتالي، ولكن في المرة الأخيرة مجد طريق البحر، الأرض التي وراء الأردن، جليل الأمم. (ESV)
لا ذكر لنفتالي ولا لزبولون في النسخة العبرانية، وهي الأصل. ولا ندري هل اقتبس متى من النسخة السبعينية أم من النسخة العبرانية بعد أن أجرى تعديلًا على اقتباسه ليصل إلى ما يريد مسجلًا عملًا غير مسبوق في تلفيق النبوآت. إن اختلاف النسخ ناتج عن اختلاف المخطوطات التي يستعين بها علماء كل نسخة على حدة. ومن ثم ليس أمامنا إلا أن نضع هذه النبوءة جانبًا واعتبارها نسيًا منسيا.
إن القديس متى يبذل جهدًا غير مسبوق ليطبق ما يراه نبوآت في العهد القديم تشير إلى النبي المسيا الخاتم فيجبر المسيح في قصصه على الاتجاه إلى مدينة الناصرة لتنطبق عليه التبوءة المفقودة التي يحدثنا عنها السيد متى:
وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً». (متى 2: 23)
ثم يجبره بعد عدة أيام قلائل على ترك الناصرة والاتجاه إلى كفرناحوم ليطبق عليه نبوءة أخرى. هل يمكن لك إذا أقمت في لوس أنجلوس عدة أشهر أن تدعى "أمريكيًّا"؟!
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة khaled faried في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 29-12-2013, 12:41 PM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 22
آخر مشاركة: 17-01-2012, 03:34 AM
-
بواسطة البريق في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 15-09-2007, 09:45 AM
-
بواسطة ناصرالحق في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 62
آخر مشاركة: 14-02-2007, 11:57 AM
-
بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-12-2006, 07:12 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات