ماذا تعني ((كما دونه)) ؟ :
وماذا عن الكتاب الذي أطلق عليه اسم العهد الجديد *؟ لماذا تبدأ كل بشارة بجملة (( كما دونه …؟)) . السبب هو أنه من بين اربعة الآلاف نسخةٍ المنتشرة في العالم اليوم لا تحمل واحدة منهن توقيع المؤلف الأصلي ! ولذلك يستعملون لفظ ((كما دونه…)) وحتى البشارة نفسها في نصها تثبت أن متى مثلاً لم يكن هو مؤلف بشارة متى . (( واجتاز يسوع من هناك فرأى (يسوع) رجلاً عند فائدة الجباية اسمه متى ، فقال (يسوع) له (متى): اتبعني (يسوع) ، فقام (متى) وتبعه (يسوع) . (بشارة متى 9: ) .
(* لا يوجد في العهد الجديد ذكر لكلمة (0العهد الجديد)) وهذا ينطبق ايضاً على العهد القيدم وحتى كلمة الكتاب المقدس ليست مذكورة فيهما ز لقد نسي الرب ان يطلق اسماً على كتابه) !
ولا يحتاج المرء ذكاء خارقاً ليستنتج أن الضمائر هذه لا تعني أن يسوع أو متى هما مؤلفا هذه الرواية ، بل شخص ثالث كان يسجل الوقائع من الشائعات . فإذا لم ينسب هذا الكتاب (بشارة متى) الى الحواري متى فكيف نقبله ككلام من الله ؟ ! ولسنا الأوائل في اكتشاف هذه الحقيقة ، وهي أن متى لم يكتب (( الانجيل كما دونه متى)) وبأنه كتب بايد مجهولة ، فالسيد ج . ب . فيليبس وهو استاذ في علم اللاهوت بالكنيسة الانجليزية ، يتفق معنا في اكتشافنا هذا ، وليس لدى السيد فيليبس أي دافع للكذب ، فهو يمثل الرأي الرسمي للكنيسة .
(( نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى ، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الراي)) . أي بمعنى آخر: أن القديس متى لم يكتب البشارة التي تحمل اسمه . وهذا الاكتشاف لعلماء نصارى لا علماء هندوس او مسلمين أو يهود حتى لا يُتَهَمُوا با لتحيز . ولندع صديقنا النصراني يكمل حديثه: (( الكاتب ، الذي ندعوه الآن متى وذلك للراحة واختصار الوقت)) ، ( يعني بالراحة هنا أن نقول انجيل متى ، دون أن نحتاج أن نقول الكتاب الأول من العهد الجديد ، الفصل كذا وكذا ، السطر كذا وكذا ، ولذلك على رأي فليبيس فمن الافضل أن نعطيه اسماً ، مثل متى مثلاً فهو اسم كغيره) … ويكمل فيليبس: (( لقد اعتمد الكاتب على ال (كيو) الغامضة التي ربما كانت مجموعة من التراث الشفهي)) . ويعني بال (كيو) هنا كلمة (كويلا) بالالمانية وتعني ((مصادر)) ويقال أن هناك وثائق أخرى رجع إليها متى و مرقس ولوقا ، فكانت لهم نظرة واحدة في هذا الموضوع . فكانوا يكتبون بشاراتهم وكأنهم يرونها بنفس العين ، ولذلك السبب سميت البشارات الثلاث الأولى بالبشارات (( الإجماليه )) .
سرقة بالجملة:
ولكن ماذا عما قيل في موضوع (( الإلهام)) و ((الوحي)) ؟ لندع القسيس نفسه – الذي تدفع له الكنيسة مرتباً شهرياً ، والذي لديه المراجع والمخطوطات الإغريقية الأصلية – يقول لكم الحقيقة ، ولاحظوا طريقته الرقيقة في فضح نفسه والكنيسة: ((لقد استغل متى بشارة مرقس استغلالاً كبيراً...)) وبلغة المدَرس اليوم نقول: انه كان يسرق المعلومات بالجملة من بشارة مرقس ، ولكن النصارى يسمون هذه السرقة بالجملة كلام الله! ألا تتساءلون: كيف يقوم شاهد عيان – مثل متى – وهو أحد حوارييّ عيسى بسرقة معلومات رآها بعينه – كما يدعون- من كتابات مرقس الذي كان لا يزال في العاشرة من عمره حين كان عيسى يدعو بني إسرائيل ؟ إن الحواري متى لم يفعل هذه الحماقات فهذه أكاذيب الصقها به اشخاص مجهولون مدعين أنه هو الذى كتبها.
سرقات واختطافات أدبية:
السرقة الأدبية: هي أن ينقل شخص ما كتبه شخص آخر كلمة بكلمة . وهذه صفة مشتركة بين مؤلفي الكتاب المقدس الذين يقارب عددهم اربعين مؤلفاً . ويتباهى النصارى بأن هؤلاء المؤلفين يربطهم رباط روحي في تاليفهم للستة والستين سفراً 0بالنسبة للبروتستانت) أو الثلاثة والسبعين )بالنسبة للرومان كاثوليك) ، ويا له من رباط روحي ! فإن متى ولوقا (أو اياً من كانوا) قد قاموا بسرقة 85% من كتاب مرقس ، فالرب القدير لم يُمْـل نفس الكلام على ((الإجماليين)) . والنصارى يعترفون بذلك لأنهم لا يؤمنون بالوحي اللفظي كما يؤمن المسلمون به بالنسبة للقرآن .
ولكن السرقات الأدبية الموجودة في بشارتي متى ولوقا تعتبر بسيطة إذا قورنت بالاختطافات الأدبية التي حدثت في العهد القديم ، فقد وصلت نسبتها إلى 100% فيما يسمونه بالكتاب المقدس . والقساوسة النصارى امثال الأسقف كييث كراغ يسمون هذه السرقات بلطف تعبيرهم ((إعادة الإنتاج)) ويتباهون بها.
قيم منحرفة:
يستدل الدكتور سكروجي بحماسة من الدكتور جوزيف باركر في مديحه للكتاب المقدس: (( إن الكتاب المقدس كتاب فريد من نوعه من ناحية تنوع محتوياته... توجد صفحات عديدة مليئة بالأسماء الغريبة الغامضة ، ونجد معلومات وفيرة عن سلسلة الأنساب تفوق في كميتها أخبار يوم الحساب . وهناك الكثير من القصص الناقصة التي لا يتم إكمال سردها ، فهو حقاً كتاب لا مثيل له في العالم )) . إن هذه الجمل والكلمات تعتبر قلادة لفظية جميلة ، وهي في نفس الوقت ضجة صاخبة من اجل شيء تافه ، كما أن بها ما هو تجديف على الله بنسبة مثل هذه الخرافات إليه . ولكن النصارى يتباهون بهذه الخرافات (كتباهي روميو بالشامة التي على شفة جولييت) .
لا يقل عن 100%:
ولأوضح المدى الذي وصلت إليه السرقات الأدبية التي ارتكبها المؤلفون ((الملهمون)) طلبت من جمهور إحدى المحاضرات بجنوب افريقيا أن يفتحوا كتبهم ( التي دائما ما تكون متوفرة معهم في مثل هذه المناسبات ، فهم لا يعرفون التصرف في بعض الأوقات بدونها) وقام جزء كبير منهم بتلبية طلبي بفتح كتبهم على نبؤءة إشعيا (الفصل السابع والثلاثون) وقمت بقراءة الجزء الذي معي ليقارنوه بالجزء الذى معهم ، وكنت أقرأ ببطء السطور 1، 2 ، 4 ، 10 ، 15 وهكذا ، الى أن انتهى الفصل . وقد كنت طيلة ذلك الوقت اتوقف عند كل سطر واسالهم إذا كانت متطابقة مع ما عندهم ، وكان الرد دائما: (( نعم ، نعم )) . وفي نهاية الفصل وبدون تغيير الصفحة التي كنت أقرا منها ، طلبت من مدير الجلسة أن يبين لهم من أي كتاب اقرأ ، فتبين أنني لم اكن أقرأ نبؤءة إشعيا (( الفصل السابع والثلاثون)) بل من كتاب الملوك الثاني ، (الفصل التاسع عشر) ! فانتشر الذعر بينهم! فقد اثبتّ بذلك بأن (( الكتاب المقدس)) به نسبة 100% من السرقات الأدبية .
وبمعنى آخر فإن نبوءة إشعيا (0الفصل السابع والثلاثون)) ، وكتاب الملوك الثاني ، الفصل التاسع عشر متطابقان كلمة بكلمة ، ولكن النصارى الذين يدعون أنها (وحي) لم يلاحظوا أن المؤلفَينْ من المفروض أن يكونا شخصين مختلفين تفصل بينهما قرون عديدة .
ِمنْ يسرق مِنْ مَنْ ! إن الاثنين والثلاثين عالماً الذين راجعوا النصوص المنقحة يقولون: إن مؤلف كتاب الملوك ((مجهول)) . هذه الملاحظات على الكتاب المقدس أعدها وراجعها القسيس ج . فانت ، وهو السكرتير العام لجمعية الكتاب المقدس بنيويورك . و من الطبيعي ، لو كان رجال الدين الذين تقدرهم النصرانية لديهم ذرة إيمان بأن الكتاب المقدس كلام الله لقالوا ذلك ، ولكنهم يقولون بكل صراحة (وتبجح) ((المؤلف – مجهول)) ! إنهم مستعدون لتملق الكتاب المقدس ويتوقعون أن يتقبله الجميع ككلام الله – لا سمح الله !
ليس إلهاماً لفظياً:
ماذا يقول علماء النصرانية عن نبوءة إشعيا ؟ يقولون: ((إنها تنسب إلى اشعيا ، وأجزاء أخرى يمكن أن يكون قد الفها آخرون)) . وبأخذنا في الاعتبار اعترافات علماء الكتاب المقدس فلن نلوم إشعيا ونوبخه على هذا الكتاب . فهل نلوم الرب لهذه السرقات ؟ يا له من تجديف وكفر!
ونرجع للمحاضرة التي اثبتّ فيها هذه السرقات ن فإن البروفيسور كمبيتي اكد سؤال معين أن: ((النصارى لا يؤمنون بالالهام اللفظيفي الكتاب المقدس)) . إذن فالرب القدير لم يكن شارد الذهن فقام بالهام شخصين بنفس القصة مرتين! إنها يد البشر التي أنتجت هذه الفوضى التي سميت -كلام الله ، ولكن قارئي الكتاب المقدس المتفلسفين يقولون: (( كل كلمة ، وفاصلة ، ونقطة في الكتاب المقدس هي كلام الله )) !
المحك:
كيف نستطيع أن نتأكد من أن الكتاب الذي يدعون أنه من الله هو فعلاً كلام الله؟ توجد عدة اختبارات يمكن التأكد بها من صحة هذا الكتاب . وأحد هذه الأختبارات هو أن اي رسالة تأتي من كائن كليّ العلم يجب أن تكون متناسقة وثابتة على مبدأ معين ، فلا يمكن ان يوجد بها اي تناقضات وآراء متضاربة ، وهذا هو ما يقوله (( العهد الأخير1)) وهو كلام الله :
(( افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيراً) . (النساء82).
1 – (إذا وجد شيء يسمى حقاً العهد القديم والعهد الجديد فإن القرآن الكريم هو العهد الأخير).
الرب أم الشيطان؟
إذا كان الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نجري هذا الاختبار القاسي على كتابه (القرآن) فلم لا نعرض اي كتاب آخر يدعي اصالته لنفس الاختبار؟ ولسنا نريد أن نربك احداً بكلمات غريبة غامضة كما يفعل النصارى. (وتوافقون معي) من خلال أدلتي السابقة التي عرضتها من مؤلفات النصارى أنهم قد اثبتوا أن الكتاب المقدس ليس كلام الله في اثناء محاولتهم إقناعنا العكس .
((يتبع))
المفضلات