ورداً على القمص زكريا بطرس الذى ساقه إيمانه الأعمى إلى القول بأن الله فى البراز ، ومن الواضح أنه إنما قصد بذلك إلاهه يسوع ، وما حركنا للرد عليه إلا أنه استخدم لفظ الجلاله (الله) فى سياق كلامه ، ولو عدل عن لفظ الجلاله بقوله يسوع ما سائنا ما قال ، ولكننا الآن نسأل : ونقول أين الله ؟ هل هو سبحانه فى كل مكان ام انه سبحانه بلا مكان أم أنه سبحانه فى السماء .. ورداً على هذا السؤال_ولكى يتشبع القارئ بالجواب لا يسعنا إلا ان نذكر له رد رسول الله محمد الذى قال الله عنه فى محكم التنزيل : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ، ولما قيل يارسول الله تتكلم فى الحلم والغضب ونكتب عنك فهل نتجاوز عن قولك وانت غضبان فقال المعصوم : اكتب فوالذى نفس محمد بيده لا يخرج منه الا حق وأشار إلى فمه الشريف – فرداً على هذا السؤال نذكر القارئ الكريم بحديث الجاريه وما ورد فيه ان النبى سأل امرأة كانت فى أسر المسلمين ياجاريه أين الله فقالت وعينها مرفوعة :الله فى السماء ، فقال النبى : دعوها فإنها مسلمه فشهد لها النبى بالإسلام وذلك رضاً منه بما قالت .. وانطلاقا من هنا نقول : ان النبى نفى ان يكون الله فى كل مكان وذلك لأنه سبحانه فى السماء ، والسؤال : إذا لم يكن الله فى كل مكان فهل يتقيد بالمكان وبصورة أوضح هل لله مكان ؟ واستناداً فى شرح الحديث للغة العرب التى بعث بها النبى الأكرم نضع تحت الضوء الحرف (فى) والذى نفهمه من اول مره على انه يقتضى وجود الله فى مكان .. وذلك يعود إلى عجمة ألسنتنا وأننا لسنا عربا قح ، والحرف(فى) الذى ذكر فى الحديث إنما يقتضى الفوقيه ، أى أننا نقول عندما نسأل أين الله ؟ فوق السماء .. ولو سأل القارئ : ماذا فوق الارض يقول السماء ، فلو قيل وماذا فوق السماء يقول لا نهايه ، حيث لا إدراك للعقل ، ولذلك كانت ولا زالت نظرة الداعى ربه متجهة نحو السماء فصارت السماء قبلة الداعى لأن الله فيها أى فوقها كما تبين ، وذلك يوضح أن الجوابين خطأ وهما ( الله فى كل مكان ، الله بلا مكان ) والجواب الصحيح أن الله فى السماء وهذا تعبيراً عن الجهه وليس ان الله له مكان ، وحتى نعطى البحث حقه نقول ان المقصود بقولنا أين الله ؟ هو اين ذات الله ؟ وكلنا نعلم أن ذات الله مستوية على العرش ولكن ليس كمثله شئ ، هذه الذات فوق السماء ، لكن متى نقول الله فى كل مكان !؟ إذا كان المقصود من السؤال الإستفهام عن علم الله .. فنقول الله فى كل مكان بعلمه ... ورداً على القمص زكريا بطرس نقول قل كما تشاء يسوع فى كل مكان فأنت تعبده وتعتقده إلاهك ولكن توقف عن استخدام لفظ الجلاله فما قدرته حق قدره حيث قلت : وهل الله فى الأمعاء الغليظه ؟ الله فى الهلوما دى ؟ وإنى أقول لك إنشغل بما ينفى الألوهية عن يسوع فى كتابك الذى كان يصلى لرب العالمين كما جاء فى الاصحاح السادس والعشرين والعدد التاسع والثلاثين من إنجيل متى (ثم تقدم قليلا و خرَّ على وجهه و كان يصلي قائلا: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر هذه الكأس. و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت ) ونقول إذا كان المسيح يصلى !! فلمن كانت صلاته ؟؟ وإذا كان المسيح ( الله كما تعتقد) إرادته ناقصه فكيف يكون رب الأرباب وملك الملوك ؟ ولكى نوضح ان المقصود من قوله ياأبتاه ليس أن الله أبوه فيصير بذلك إلاهاً نذكر ما جاء فى إنجيل يوحنا (20 / 17): " قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. و لكن اذهبي إلى إخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم " فهل صرنا آلهه بأبوة الله لنا ؟ وهل بعد أن قال المسيح إلاهى وإلاهكم نحتاج إلى دليل ان المسيح عبد الله ورسوله !! ومع ذلك جاء فى الكتاب المقدس ان المسيح نفى الألوهيه عنه وأكد الرساله لنفسه قائلاً وهو ينظر إلى السماء : " تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال: أيها الآب قد أتـت الساعة و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته " كما جاء فى إنجيل يوحنا (17 / 1ـ 3) ولكنى اتسائل : هل يستمع لنصيحتى القمص زكريا بطرس ام يتجاهلها كما تجاهل نصوص كتابه ؟!
المفضلات