كان ( هادي ) المسلم و ( محب ) المسيحي يتحاوران حوار الاديان .....
وكان ذلك الحوار :
هادي :
التجسد أمر لا يليق بالله أبدا ! استغفر الله يا محب .... كف عن هذا الكلام الذي سيهلكك .
محب :
لماذا أنتم المسلمون تأخذون الأمر بهذا التعنت والاستكبار ؟!.
هادي :
ماذا تقصد ؟
محب :
أليس الله قادر على كل شىء ؟ ماذا في ذلك خطأ اذا تجسد بانسان .... هل يعجز ؟
هادي :
وما حاجته لذلك ؟
محب :
حتى يخرج الينا انسانا طاهرا بلا خطيئة لأجل أن يفدينا بموته ......
هادي :
ولماذا كل هذا ؟ هل هذا لأجلنا ام لاجل الله ؟
محب :
لاجل الانسان ....
هادي :
لا يا عزيزي محب ..... انا فهمت أن هذا لاجل الله .... والله لا يحتاج الى شىء حتى يتحرر من عجزه ليغفر لنا .... فالله لو أراد المغفرة فلن يحتاج الى شىء لأن الانسان هو الذي يحتاج ما تعجز انسانيته عنه ..... والله لا يضحي ويفدي بشىء برىء لأنه مالك الملك فما الذي يحوجه للتضحية .... والمضحي هو الذي لا يملك في يده حيلة أو شىء سوى التضحية .....
محب :
بل فعل ذلك ليكون عادلا .....
هادي :
ما بك يا محب ؟ّ! وهل أنت تؤمن باله يحقق عدلا بظلم ؟
محب :
انك لن تقبل ذلك الا اذا قبلت الروح القدس وفهمت الأمر مثلنا .....
ويطل على هادي ومحب صرصار له شاربان طويلان .... وقال لهما :
مهلا مهلا يا سادة ..... أنا منذ مدة اسمعكما ..... انا جئت ادعوكما الى أمر .....
محب وهادي :
ما هذا ؟ صرصار يتكلم ! من أنت ؟ وماذا تريد ؟
الصرصار :
انا جئتكما بالمحبة والسلام .....
يجب ان تكفوا يا بني الانسان عمليات القتل والطرد للصراصير .....
محب وهادي :
ماذا ؟! ما هذا الذي نسمعه ؟ هل نحن في حلم !!!!!!!
الصرصار :
بل انتما تسمعان صوت حق ..... لا ترفعوا الشباشب علينا ..... ولا ترشقونا بالبفباف ( مبيد الحشرات ) ولا تحتقرونا ..... فنحن مثلكم شعبا لنا معتقدات وثقافة .....
هادي ومحب :
وماذا سمعت منا .... حتى نختبر مستوى فهمك ..... ؟
الصرصار :
انا ضد المسلم ..... واصدق المسيحي ..... اصدقك يا محب .....
هادي ومحب :
بماذا بالضبط ؟
الصرصار :
ما الذي يمنع الله أن يتجسد ؟ اليس الله قادرا على كل شىء ؟
هادي ومحب :
عجبا .... عجبا ما نسمعه ..... من أنت .... وكيف للصرصار أن يتكلم ؟
الصرصار :
أليس الله قادرا على كل شىء ؟ ..... فان قدرته جعلتني أتكلم يا اصدقائي ....
محب وهادي :
لكن ذلك غريبا وليس مألوفا لنا !!!!!!!
الصرصار :
بل صدقوا .... وأزيدكم علما بشىء ستؤيدني به يا محب أكثر .....
محب :
ما هو ؟
الصرصار :
بالنسبة لمجتمع الصراصير ..... لقد تم التجسد بي أيضا ......
هادي :
والعياذ بالله ..... استغفر الله ..... استغفر الله ......
محب :
لحظة يا هادي ......
هادي :
ماذا ؟ هل ستؤمن أن هذا ايضا تم التجسد به ؟
محب :
أقصد فلنسمع له فانه يتكلم عن مجتمع الصراصير الذي لا نعلم عنه شيئا ......
هادي :
كلام مرفوض من أساسه ..... حاشا لله أن يتدنى الى أى تجسد ......
هل أنت تؤمن بما يقوله يا محب ؟
محب :
لا ..... فان الكتاب المقدس لم يخبرنا عنه ......
هادي :
أى اخبار هذا ؟ أنا أتكلم من حيث المبدأ ..... أم أنك ستصدقه على منوال أن الله قادر على كل شىء ؟؟؟!!!!
الصرصار :
ولماذا لا يصدق ؟ هو قال أن الله قادر على كل شىء ...... وأنا لم أفعل خطيئة واحدة في مجتمع الصراصير .....
هادي :
ولا خطيئة ؟
الصرصار :
نعم ..... ولا خطيئة ......
هادي :
حسنا ..... أنت اذا" جاهز .....
الصرصار :
جاهز من أجل ماذا ؟
هادي :
للموت ..... ( ويرفع هادي حذاءه ويهوي به على الصرصار فيسحقه لتخرج منه أحشاءه ويسيل دمه ويرفسه هادي بحذائه بعد رفع السجادة ليستقر تحت السجادة يبصق على الصرصار ويرجع السجادة الى مكانها فوقه ) .
محب :
هادي .... ماذا فعلت ؟
هادي :
لا تقلق ..... هذا الصرصار قد سمع حوارنا بلا شك ..... وهو كان يتقمص عليه كل ما تقوله عن ايمانك بالتجسد وأراد اقناعنا بالأمر عليه بحجة أن الله قادر على كل شىء ..... ولاشك أنه كان سوف يقول لك أنه يجب أن يتألم و يموت ويسحق دعسا بالنعال والحذاء ..... وأنا اختصرتها عليه ......
محب :
لقد سحقته سحقا .....
هادي :
لا تقلق ..... هذا الذي رأيته مسحوقا ومهروسا بحذائي سيقوم كما كان .....
محب :
هل أنت تهزأ بنا يا هادي ؟
هادي :
اسمع يا محب .....
هذا الصرصار اذا تكلم أمامنا وهو يقول ان الله قادر أن ينطقه .....
فاني سأقول آمنت بأن الله قادر على أن يجعله كذلك .....
لأن الله قادر على كل شىء .
أما أن تقول لي أن ذلك الذي قلت لك مازحا أنه سيقوم بعد أن سحقته بحذائي .....
فأنه لو قام مليون مرة ..... فان ذلك الذي يجب أن يموت لأنه ادعى أن ربه والعياذ بالله قد تجسد به فان حذائي نال منه وليقم بعدها كما يريد ..... هذا الصرصار لو كان قال لك هذا يا محب ..... هل تصدق أن الله سيسمح بأن يسحق بالحذاء ويهان لأى سبب كان ؟
حتى وان كان الله قادر على كل شىء ..... فانه لن يتجسد في صرصار ولا انسان ولا بأى ما هو أدنى منه أو أنقص ..... لا سيما أنه سيسحق ويهان .....
أنت قل لي ....
لو كان الرب متجسدا بهذا الصرصار .....
هل تعتقد أن الاله الحق سيسمح لي أن أهينه برفع حذاء عليه واسحقه به ؟
تكلم ؟
محب :
كفى يا هادي ..... كفى .....
هادي :
انت كنت تقول لي دائما الله قادر على كل شىء لتبرر التجسد في انسان .... فهل تجد هذا مطبقا على صرصار سحقته بحذائي القديم ..... هل تؤمن أن الله سيسمح بذلك حتى لو كان الصرصار ذاته سوف ينتصر على الموت ويقوم من تحت سجادتي الجميلة ؟
محب :
............................................................ ..............................
( انتهى ) من تأليف أخوكم نجم ثاقب .
*************************
وأنت عزيزي ضيفنا الذي آمنت بالتجسد بحجة أن الله قادر على كل شىء .....
لقد تركت آخر قول لصديقنا محب فارغا ..... أتركه لك ..... لتقول أنت الكلمة عنه ....
سائلا الله لك الهداية من ضلال التجسد حتى لا تراهن على ما تخسر فيه أبديتك .....
ولله المثل الاعلى ..... والعياذ بالله وحشاه عن كل ما يأخذه لتتجسد ذاته بالادنى .....
لأنه قادر على أن ينعم علينا من علياء مجده وليس من حاجته لنقوم بسحقه ( والعياذ بالله ) .....
أستغفر الله العظيم ..... والله من وراء القصد وولي التوفيق .....
أحمد الله على نعمة الاسلام والتوحيد الحق .....
أطيب الأمنيات من نجم ثاقب .
المفضلات