هناك حكاية طريفة عن جحا مؤداها أن جحا خرج ذات يوم هو وابنه وحماره إلى السوق، وكان هو راكباً الحمار فسمع بعضهم يقول؛ انظروا إلى هذا الرجل الذي لا يستحي، يمتطي الحمار ويدع ولداً صغيراً يمشي على قدميه، فنزل جحا وأركب ابنه الحمار، فسمع آخرين يقولون؛ انظروا إلى هذا الشاب العاق الذي يجعل شيخاً مسناً يمشي على قدميه. فركب هو مع ابنه على ظهر الحمار، فقال بعضهم؛ انظروا إلى هذين اللذين لا يخافان الله كيف يعذبان الحمار بثقلهما. فنزل كلاهما من فوق الحمار وتركا الحمار يدب معهما. فقال بعض آخر؛ انظروا إلى هذين الأحمقين يملكان حماراً ويسيران على أقدامهما.
تذكرت هذه الحكاية وانا ارى حال المسيحيين وقساوستهم الذين يتصدرون لحوارنا !
إن أستدللت عليهم من الكتاب المقدس فأنت تفسر النصوص على هواك
وإن لم تستدل من الكتاب وقلت كلاما عاما فكلامك اتهامات بلا دليل !!
إن استددلت عليهم من اراء علماء بارزين في المسيحية يقولون لك لسنا نأخذ برأيهم وعليك بكتابات الآباء لأولين !!
وإن أستدللت عليهم بالآباء الأولين ان كل واحد منهم له كتاب مقدس مستقل يختلفون حوله واعتقاداتهم في الإله كذا وكذا تكتشف ان الآباء كلهم مهرطقين مثل العلامة أوريجن وجاستن الشهيد وغيرهم كبار الهراطقة !!
وإن لم تأتي بكتابات الآباء فأنت تفسر برأيك الخاص !!
إن جلبت لهم نصوصا من الكتاب المقدس قالوا لك : لماذا تقرأ في كتبنا ... هذا دليل ان كتابك لا يكفيك فتقرأ كتب غيرك !!
وإن لم تجلب لهم نصوصا ... نصحوك بشده بقراءة الكتاب المقدس لكي تهتدي بنوره المبين !!
إن ناقشتهم شتموا وسبوا وطردوا !!
وإن ابتعدت عنهم قالوا اين هم المسلمين ليناقشونا ؟!
ونحن كحال جحا نقف لا نأخذ إلا الحكمة من هذا الحال !!
المفضلات