أرجو توضيح إعراب "كلمة منه إسمه المسيح عيسى
بن مريم" والتى يهاجمنا فيها بعدم الصحة عبدة الصليب
آو بخزعبلاتهم المعتادة عن كلمةالله
وحسب علمي البسيط أن كلمة تعني" لفظة" وليس شيءآخر كما جاء في المعجم الوجيز
جزاكم الله
أرجو توضيح إعراب "كلمة منه إسمه المسيح عيسى
بن مريم" والتى يهاجمنا فيها بعدم الصحة عبدة الصليب
آو بخزعبلاتهم المعتادة عن كلمةالله
وحسب علمي البسيط أن كلمة تعني" لفظة" وليس شيءآخر كما جاء في المعجم الوجيز
جزاكم الله
السلام عليك أخي الفاضل:
يقول صاحب أضواء البيان رحمه الله:
قوله تعالى : { إِذْ قَالَتِ الملائكة يامريم إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } الآية .
لم يبين هنا هذه الكلمة التي أطلقت على عيسى . لأنها هي السبب في وجوده من إطلاق السبب وإرادة مسببه ، ولكنه بين في موضع آخر . أنها لفظة كن وذلك في قوله : { إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن } [ آل عمران : 59 ] وقيل : الكلمة بشارة الملائكة لها بأنها ستلده واختاره ابن جرير ، والأول قول الجمهور .
انتهى كلام الشيخ.
ويقول الشيخ الطنطاوي في تفسيره:
والمراد أنه وجد من غير واسطة أب ، لأن غيره وإن وجد بتلك الكلمة لكنه بواسطة أب ، أى أنه - سبحانه - إذا كان قد خلق الناس بطريق التناسل عن ذكر وأنثى وأخرج الأولاد من أصلاب الآباء ، فإن عيسى - عليه السلام - لم يكن كذلك ، بل خلقه الله - تعالى - خلقا آخر ، خلقه { بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } وهى " كن " فكان كما أراده الله و " من " فى قوله " منه " لابتداء الغاية والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لكلمة : أى بكلمة كائنة منه .
فالمراد بقوله " كلمة " أى يبشر بولد حى يسرى عليه حكم الأحياء اسمه المسيح عيسى ابن مريم وعلى هذا التأويل سار كثير من المفسرين .
ورجح ابن جرير أن معنى { بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } ببشرى منه - سبحانه - فقد قال : وقوله " بكلمة منه " يعنى برسالة من الله وخير من عنده وهو من قول القائل : ألقى إلى فلان كلمة سرنى بها بمعنى أخبرنى خبرا فرحت به . . فتأويل الكلام : وما كنت يا محمد عند القوم إذ قالت الملائكة لمريم إن الله يبشرك ببشرى من عنده ، هى ولدك اسمه المسيح عيسى ابن مريم " .
وعلى كلا التأويلين ففى التعبير عن عيسى - عليه السلام - بأنه كلمة من الله تكريم له وتشريف ، وقوله { اسمه المسيح } مبتدأ وخبر ، والجملة نعت . والضمير في قوله { اسمه } يعود إلى كلمة . وجاء مذكراً رعاية للمعنى لأننا سبق بينا أن المراد بها عند كثير من المفسرين الولد .
انتهى كلام الطنطاوي.
أقول: اعلم - أيدك الله بالعلم ونصرك بالفهم - أن في القرآن أيات محكمة وآيات متشابهة. لكي تفهم المتشابه يجب أن ترده إلى المحكم. وهذا ما فعله الشيخ الشنقيطي حين رد هذه الآية إلى الآية الواضحة: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم... الأية
وبذلك يتسق الكتاب ويحسن الفهم.
والله تعالى أعلى وأعلم بما أنزل، فإن كان ثم صواب فمنه، وإن كان ثم خطأ فمن نفسي ومن الشيطان
شكرا جزاك الله فسيح جناته
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات