--------------------------------------------------------------------------------
وضعه د/كمال الصليبي، أستاذ جامعي يدرس مادة التاريخ ومشهور بموضوعيته وجديته في دراساته التاريخية العديدة التي تناولت بعض الأقطار العربية....
ولقد قامت مؤسسة "دير شبيغل" الألمانية بطلب حقوق النشر من المؤلف، وذلك بعد أن تم تقويمه من الناحية العلمية من قبل علماء اللغات السامية، وقد تم نشره بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والألمانية, التقويم نتج عنه توصية بنشر الكتاب في حين وقف علماء التوراة موقف العداء وراحوا يشنون الحملة عليه لأن الكتاب يحمل في ثناياه تناقضا كاملا لنظرياتهم التقليدية التي افتقرت إلى التمحيص والتدقيق فيما يتعلق بأصول التوراة. وهكذا بدأت حملة إعلامية واسعة ضد الكتاب ومؤلفه في أجهزة الإعلام والدوائر الأكاديمية الغربية والصهيونية داخل فلسطين المحتلة وخارجها، ليس هذا وحسب بل إن الكتاب لقي موقفا سلبيا من قبل أوساط عربية أيضا، والغريب أن الكتاب هوجم قبل ان يتم نشره ويخرج إلى النور...
الكتاب:
المؤلف يطرح نظرية جديدة تقوم على وجوب إعادة النظر في "الجغرافيا التاريخية للتوراة"، إذ يثبت أن أحداث "العهد القديم" لم تحدث في فلسطين، بل وقعت في جنوب غربي الجزيرة العربية، ويستند في ذلك إلى أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار، ويقارنها بالمألوف السائد من "الجغرافيا التاريخية للتوراة"". خلاصة الكتاب تشير إلى أن البيئة التاريخية للتوراة لم تكن في فلسطين، بل في غرب شبه الجزيرة العربية، بمحاذاة البحر الأحمر، وتحديدا في بلاد السراة بين الطائف وجازان على مشارف اليمن، وهكذا فإن بني إسرائيل من الشعوب العربية البائدة، أي من شعوب الجاهلية الأولى، وقد نشأت الديانة اليهودية بين ظهرانيهم ثم انتشرت من موطنها الأصلي إلى العراق والشام ومصر وغيرها من بلاد العالم القديم. وقد يستنتج قارئ الكتاب أن يهود اليوم لا حقوق تاريخية لهم في أرض فلسطين، وحقيقة فإن الحقوق التاريخية للشعوب تزول بزوالها، فيهود اليوم ليسوا استمرارا تاريخيا لبني إسرائيل ليكون لهم شيء يسمى حقوق بني إسرائيل، وذلك بغض النظر أكانت أرض بني إسرائيل أصلا في فلسطين أو في غير فلسطين. أساس هذا الكتاب هو المقابلة اللغوية بين أسماء الأماكن المضبوطة في التوراة بالحرف العبري، وأسماء أماكن تاريخية أو حالية في جنوب الحجاز وفي بلاد عسير مأخوذة إما عن قدامى الجغرافيين العرب أو عن معاجم لغوية حديثة قام بجمعها عدد من العلماء السعوديين. بدوره يشير الكاتب إلى أن نظريته هذه جاءت عن طريق الصدفة إذ كان يبحث عن أسماء الأمكنة ذات الأصول غير العربية في غرب شبه الجزيرة العربية، وعندها فوجئ بوجود أرض التوراة كلها هناك، وذلك في منطقة بطول يصل إلى حوالي (600) كيلومتر وبعرض (200) كيلومتر، تشمل ما هو اليوم عسير والجزء الجنوبي من الحجاز، وكان أول ما تنبه له أن هذه المنطقة المشار إليها تحتوي على أسماء الأمكنة التوراتية العالقة في ذهنه وأن هذه الأسماء ما زالت موجودة في المنطقة، بل إن الخريطة التي تستخلص من نصوص التوراة في أصلها العبري تتطابق تماما مع خريطة هذه الأرض (عسير وجنوب الحجاز)، وهكذا خلص الكاتب إلى استنتاجه القائل أن اليهودية لم تولد في فلسطين بل في غرب شبه الجزيرة العربية، ومسار تاريخ بني إسرائيل-كما روي في التوراة العبرية-كان في غرب شبه الجزيرة العربية. وحسب الدكتور الصليبي فإن الدراسة اللغوية لأسماء الأمكنة في الشرق الأدنى، إذا أخذت في اعتبارها التوزيع الجغرافي لهذه الأسماء، توحي بأن لغة الكتب اليهودية المقدسة، المسماة تقليديا اللغة العبرية، هي عبارة عن لهجة من لغة سامية كانت منتشرة في الأزمنة التوراتية في أنحاء مختلفة من جنوب شبه الجزيرة العربية وغربها، ومن الشام (بما فيها فلسطين)، هذه اللغة تسمى حاليا "الكنعانية" نسبة إلى شعب توراتي كان يتكلمها، وإلى جانب الكنعانية كانت هناك لغة سامية أخرى منتشرة في الوقت نفسه في شبه الجزيرة العربية والشام هي "الآرامية"، نسبة إلى الآراميين التوراتيين. من جانب آخر فإن الانتشار المبكر للديانة اليهودية من موطنها الأصلي في غرب شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين وبقاع أخرى في الشمال اتبع مسار القوافل التجارية العابرة لشبه الجزيرة العربية، ففي العالم القديم كان إقليم عسير في غرب شبه الجزيرة العربية مكان لقاء القوافل المحملة بتجارة حوض المحيط الهندي وكذلك تجارة فارس والعراق وبلاد حوض شرق البحر المتوسط، ونظرا لوقوع فلسطيني في الزاوية الجنوبية للشام وبالقرب من مصر فقد كانت هي المحطة الساحلية الأولى لتجارة شبه الجزيرة العربية في ذلك الاتجاه. لكن عمليا، لم يكن اليهود أول من استوطن فلسطين قادما من غرب شبه الجزيرة العربية، بل كان هناك الفلسطينيون (أو الفلسيّون) الذين وصلوا من غرب شبه الجزيرة العربية قبلهم، فصارت البلاد تعرف باسمهم، وهناك أيضا الكنعانيون الذين نزحوا من غرب شبه الجزيرة العربية في زمن مبكر عندما تفرقت قبائلهم، ليعطوا اسمهم لأرض كنعان على امتداد الساحل الشامي شمال فلسطين في المنطقة التي سماها الإغريق فينيقيا. الكاتب يدحض العديد من الأمور التي درج الناس على اعتبارها مسلمات فيؤكد أنه تم البحث بدقة ودأب ولأكثر من قرن عن آثار لأصول للعبريين في بلاد العراق، وعن هجرتهم المفترضة من هناك إلى فلسطين عبر شمال الشام، دون العثور على شيء إطلاقا. الكتاب يوضح الفارق بين البحث الأثري العلمي في الشرق الأدنى وما يسمى بعلم الآثار التوراتي، فالأول هو عبارة عن محاولات منظمة وموضوعية لدراسة الثقافات والحضارات القديمة للمنطقة ولتتبع تطورها على أساس بقاياها المادية، مع الإدراك التام لحدود المعرفة التي يمكن التوصل إليها بهذه الطريقة، أما الثاني فلا يمثل أكثر من بحث عن بقايا مادية في مناطق معينة حددتها مسبقا على أنها من أرض التوراة، وذلك لتوفير البرهان الأثري لمفاهيم مسبقة للتاريخ التوراتي، وليس في البحث الأثري عن المواقع التوراتية خطأ من حيث المبدأ، لكن الخطأ هو في الوصول إلى الاستنتاجات التاريخية وتأكيدها على أساس دلائل أثرية غير حاسمة...
بعض الامثلة لاسماء اماكن من الكتاب..هذه أسماء أماكن استمرت بالوجود في جنوب الحجاز جيزان وفي عسير بالصيغة الأصلية لأحرفها الساكنة من دون أن يطرأ عليها أي تغيير: -آكا (ءك أو عك): العكة قرب النماص، عُكوة في منطقة جيزان. -أفيرو (ءفر أو عفر): العفراء قرب النماص، عفراء في وادي أضم، عفراء في منطقة الطائف، وأيضا قبيلة العفير أو العفارية. -بورقونا (برقن):البرقان قرب خميس مشيط، البرقان في بني شهر، آل برقان في منطقة جيزان. -مجدلو (مجدل): في إطار ما ورد يجب أن تكون الإشارة هنا إلى القرية الحالية المجدل من ناحية تنومة القريبة من رجال ألمع، وليس أيا من الأماكن العديدة الأخرى التي تحمل الاسم نفسه. -عنثوث(عنتوت) عنطوطه فى جيزان -شفطيا(الشطيفيه) -صبيم (صبيا) -صيدون الوارده فى سفر التكوين الزيدون(قمه جبل في جبل شهدان فى بنى مالك -حقو هوج علفنى تهوم( اى الحقو وهياج المشرفه على تهامه وهى من قرى الريث -برقوس.كربوس....ابو ارقوش -مجدو (مجد)، تمت المقارنة مع "مجدّو" التوراتية التي لم يعثر عليها إطلاقا في فلسطين بهذا الاسم، خلافا للاعتقاد السائد: الكلام الوارد فيه يوحي بأن مجدو هي مقدي ومقدّي (مقد) الحالية في منطقة القنفذة، وليست المغدة (مغد) قرب الطائف التي هي أيضا مجدو.ورد اسم "تهوم" في التوراة العبرية أكثر من (30) مرة، وقد تم إيضاح وبرهنة أن تهوم هذه هي منطقة تهامة وهي البلاد الهضبية الوعرة في الجانب البحري من مجال عسير، وبعد الدراسة والفحص والتدقيق تبين أن تهوم التوراة العبرية كانت صحراء تهامة الحالية في غرب شبه الجزيرة العربية. وفي الاستعمال التوراتي كذلك تؤخذ كلمة هـ- يردن تقليديا على أنها اسم النهر المعروف في فلسطين-نهر الأردن- لكنها ليست اسما دوما، بل هي تعبير طوبوغرافي يعني "جرف" أو "قمة" أو "مرتفع"، فكلمة هـ- يردن تعني الجرف الرئيسي لسراة عسير الجغرافية الذي يمتد من الطائف في جنوب الحجاز إلى منطقة ظهران الجنوب قرب الحدود اليمنية، وفي معظم الحالات تشير عبر هـ- يردن إلى أراضي عسير الداخلية تفريقا لها عن عسير الساحلية التي كانت يهوذا الإسرائيلية، وبشكل عام تشير الكلمة إلى أي جزء من جرف عسير. ولعل أهم الإيضاحات الواردة في الكتاب ما جاء عن استيلاء الملك داوود على أورشليم وإثبات أن هذه المدينة الجاري الحديث عنها ليست فلسطينية، بل كانت تقع على مسافة ما صعودا باتجاه الشرق في جوار النماص أو تنومة، أي في مرتفعات السراة عبر جرف عسير، إذ يورد الكتاب نصا توراتيا ويقوم بتحليله وتوضيح ما جاء فيه، ليخلص إلى ما يلي: داوود اتجه جنوبا من أورشليم ليستولي على جوار قعوة الصيان في رجال ألمع، ثم استمر في الاتجاه جنوبا إلى الصران في جبل الهروب، وضرب "العورانيين" و "الصحيفيين" وذلك بناء على النصح الذي تلقاه من أهالي أورشليم اليبوسيين، ثم عاد من حملته هذه مع رجال ألمع فحصن "مدينة داوود" في أم صمدة بجوار قعوة الصيان وهكذا لم تقل التوراة العبرية في أي مكان منها أن "صهيون" أو "مدينة داوود" كانت جزءا من أورشليم، كما أنه يجب البحث عن أورشليم التوراتية في منطقة ما إلى الشمال من قعوة الصيان (وهي جبل صهيون) لأن داوود اتجه جنوبا من أورشليم ليصل إلى حصن صهيون، والأرجح هو أن أورشليم هذه (المختلفة عن أورشليم الفلسطينية) يمكن أن يعثر عليها فورا على مسافة حوالي (35) كيلومترا إلى الشمال من بلدة النماص في سراة عسير، شمال أبها، وهي القرية التي تسمى اليوم آل شريم التي يحتوي اسمها على بعض التحريف التعريبي عن الأصل يروشليم
السؤال الان الذي يتربع في ذهني ,نعلم جيدا ان الازد قبل انهيار سد مأرب كانوا في اليمن وانهم لم يهاجروا من اليمن الا بعد انهياره فهل كانت عسير قبل ذلك ارض فضاء يستحيل ان تكون كذلك فمن كان يسكنها اذن......؟؟؟؟
المفضلات