بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة الرومانية ....
وما أدراك ما الدولة الرومانية ....
لها قيصر .... و قيصر له قانون فوق الجميع ....
بيلاطس حاكم في عهد قيصر ....
حاكم على المنطقة التي عاش بها يسوع .....
في زمان بدء دعوته فعليا ....
بيلاطس هو ممثل قيصر ....
و ممثل قانون قيصر ....
حرسه هم الأقوى ....
لكن ....
ما سر العلاقة بين بيلاطس و اليهود ؟؟؟؟؟؟؟
هل بيلاطس كان شخصا جيدا ؟
هل يمكننا الحكم عليه اذا جعلنا الاناجيل الاربعة بمثابة مرجع تاريخي ( جدلا ) .... ؟
بنظري ....
بيلاطس كان شخصا جيدا .....
معدنه نظيف ....
برغم أن ( يسوع ) كان فظا أمام اظهار التسامح من بيلاطس نحوه .....
برغم أن القوة بيد بيلاطس .... ويسوع هو الأسير ....
الا أنه أظهر ميله ليسوع أن يطلق سراحه برغم تكاتف اليهود لقتله ....
بيلاطس يميل الى العدل و التسامح ....
لمحت أن لليهود مكانة خاصة في ذلك العهد .....
ما حاجة بيلاطس الروماني أن يطلق لليهود مجرما كل عام ؟
هل يخاف من اليهود ؟
أم هو نوع من التسامح المتأصل فيه ؟
أم أنها سياسة رومانية من القيصر نفسه ؟
واضح أن العلة أمام يسوع لم تكن في الرومان بل كانت في اليهود .....
الذين نالوا دولة داخل دولة ....
كيف هذا نستنتجه ؟
ان احترام بيلاطس للقانون اليهودي و السلطة الدينية لليهود على كل يهودي و يهودية ....
هو مدعاة للدراسة .....
كنت أقرأ بالاناجيل .....
فرأيت يهوديا يقول لبيلاطس : وبحسب شريعتنا .... كذا و كذا ......
و كأنه قانون خاص تحت قانون عام .....
أى أنه لطالما لم ينتهك القانون العام الروماني ( قانون قيصر ) فيسري على اليهودي القانون الخاص اليهودي ....
لذا فمشكلة يسوع كانت مع اليهود .....
المشكلة هي تحرير كل يهودي و يهودية من سلطة الكهنة التي هي في الواقع سلطة القانون اليهودي الذي نسبوه الى الله .....
لذا كان المسيح هو ألد أعداء اليهود .....
اذ لم تكن هناك مشكلة بين اليهود و دولة قيصر و شعبه .....
فعندما يقول يسوع أحبوا أعداءكم .....
فان الأعداء من داخل أمة اليهود .....
كما كان يسوع هو عدو اليهود بلا منازع .....
لا سيما أن بيلاطس نفسه برغم انه مخالف لهم لم يكن عدوا ....
بل كان يطلق لهم سجينا كل عام .....
و بنظرة الى ذلك السجين ....
نجد أنه لا بد قد خالف قانون قيصر و ليس قانون الشريعة .....
لأن اطلاق بيلاطس للسجناء كان بمثابة فرحة لليهود في العيد .....
لأن مخالف الشريعة يجب أن يموت و ليس أن يتم اطلاقه و القياس على ذلك هو مطالبتهم بموت يسوع و ليس اطلاقه .....
باعتقادي أن اليهود كانوا ينعمون في عهد بيلاطس .....
بل ربما كانوا عونا له ....
لأنهم كانوا يلجأون أيضا الى جعل يسوع مخالفا لقانون قيصر و يسعون لايقاعه بمخالفة ضد قيصر ليقومون بالوشى به .....
لقد كانت العلاقة غريبة فعلا ....
يسوع الذي هو بنظر المسيحيين رمزا للمحبة و التسامح يرفض تسامح بيلاطس معه و يكلمه بفظاظة نظير لطف بيلاطس معه .....
بل لا يسعى ليقول لبيلاطس الحق حتى يشرب من ماء الحياة .....
لا يهمه بيلاطس و لا الرومان حتى .....
ان المعركة هي معركة يسوع مع اليهود .....
ولأجل هذا جاء يسوع .....
فاذا كان يسوع عدوهم .... فانه دعاهم أن يحبوه .....
و اذا كان يسوع لعنهم .... فانه دعاهم أن يباركوه .....
بيلاطس و الدولة الرومانية ليست طرفا في تلك المعركة بتاتا ....
بل المعركة هي .....
بين .... يسوع .... و اليهود ....
معركة ايمان .....
اعطاء ما لقيصر الى قيصر ....
وما لله الى الله .....
هذا الكلام موجه الى اليهود .....
فلن تجد كلاما أو دعوة موجهة الى قيصر بأن يعطي شيئا لله لطالما ما يرى قيصر انه له حقا به فهو له لأن الهه هو غير اله اليهود .....
المشكلة يهودية يهودية .....
بينهم الأعداء ....
و بينهم اللاعنين ....
لأن اليهود كانوا بأحسن حال في حضن الدولة الرومانية حتى وهم يتكلمون بشريعتهم .....
بعكس حال ظهور الاسلام .... فان مجرد التكلم في حق جديد كان مصير صاحبه التعذيب و التنكيل و التهجير و الموت .....
لذا أقول أن دراسة بيئة الدعوة مهم جدا في الحكم على الأمور كلها بشمولية .....
ولأجل هذا لفت نظري تلك العلاقة الغريبة بين يسوع و اليهود و بيلاطس !!!!!!
أطيب الأمنيات من نجم ثاقب .
المفضلات