الأحاديث الواردة في ختان المرأة لا تخلو من كلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى أبو داود في سننه قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي قالا: حدثنا محمد بن حسان قال: عبد الوهاب الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية : أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل.
قال أبو داود: رُوي عن عبد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه وإسناده. قال أبو داود : ليس هو بالقوي، وقد روي مرسلاً.
قال أبو داود : ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف.
كما أن هذا الحديث رواه البيهقي أيضًا في سننه. وفي سنن البيهقي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، أنبأ أبو بكر بن محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثنا المفضل بن غسان الغلابي. قال: سألت أبا زكريا عن حديثٍ حدثنا به عبد الله بن جعفر، حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثني رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم عطية اخفضي ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج.
قال الغلابي قال أبو زكريا - وهو يحيى بن معين -: الضحاك بن قيس ليس هو بالفهري.
وفي تحقيق أحكام النساء لـ ابن الجوزي يقول محققه الدكتور المحمدي تعليقًا على هذا الحديث: قال الألباني: رواه الدولابي والخطيب في التاريخ... ثم قال: وهذا إسناد ضعيف.
وصحح الألباني في السلسلة الصحيحة لفظ: إذا خفضتِ فأشمي ولا تُنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى للزوج.
وعلى كلٍ، فإن الأحاديث الواردة في ختان المرأة لا تخلو من كلام، ولهذا اختلف أهل العلم في حكم ختان المرأة، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب بعضهم إلى أنه سنة، وذهب آخرون إلى أنه مستحب أو مطلوب دون المستحب، وهو ما عبّر عنه ابن أبي زيد المالكيفي الرسالة بقوله: والخفاض للنساء مَكْرُمَةٍ.
والله أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة 3abd Arahman ; 18-03-2015 الساعة 08:31 AM
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات