بسم الله الرحمن الرحيم
*******************
كتب السيف البتار

النصارى واليهود:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفوُنَ ; (آية 113).

لما قَدِم وفْدُ نجران على محمد أتاهم أحبار اليهود وتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيءٍ من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل. وقالت النصارى لليهود: ما أنتم على شيءٍ من الدين وكفروا بموسى والتوراة (ابن كثير في تفسير البقرة 2: 113).

ولم نسمع أن النصارى كفروا بموسى، ولا أن أقوال الطوائف في حق بعضهم تُعدُّ وحياً. ومن المعلوم أن كل طائفة تقول وقت انفعالاتها ومناظراتها في الأخرى ما لا يجوز النطق به وقت التروّي. وما أحسن ما قاله الخازن: إن الإنجيل الذي تدين بصحته النصارى يحقِّق ما في التوراة من نبوة موسى وما فرض الله فيها على بني إسرائيل من الفرائض، وإن التوراة التي تدين بصحتها اليهود تحقق نبوة عيسى وما جاء به من عند ربه من الأحكام .

وغاية محمد من إيراد هذا الخبر أن يوضّح أن العرب قالوا عنه إنه ليس على شيء، كما قالت اليهود للمسيحيين إنهم ليسوا على شيء، وكما قال المسيحيون لليهود إنهم ليسوا على شيء. ثم قال إن الله يحكم بينهم يوم القيامة، وكان الأولى به أن يحكم بينهم ويوضّح الحق كما فعل المفسرون.

الرد

قوله { وَقَالَتِ اْليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَـٰرَىٰ عَلَى شَىْءٍ }
نزلت في يهود المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود: فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود، ما أنتم على شيء من الدين، وهذا يُفيد أنهم كفروا بعيسى والإِنجيل، وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين، وهذا يُفيد أنهم كفروا بموسى والتوراة فأنزل الله تعالىٰ { وَقَالَتِ النَّصَـرَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَـبَ } وكلا الفريقين يقرؤون الكتاب، وقيل: معناه ليس في كتبهم هذا الاختلاف فدل تلاوتهم الكتاب ومخالفتهم ما فيه على كونهم على الباطل { كذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني: آباءهم الذين مضوا { مِثْلَ قَوْلِهِمْ } قال مجاهد: يعني: عوامّ النصارى، وقال مقاتل: يعني مشركي العرب، كذلك قالوا في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه: أنهم ليسوا على شيء من الدين.


وقال عطاء: أمم كانت قبل اليهود والنصارى مثل قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام قالوا لنبيهم: إنه ليس على شيء { فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ } يقضي بين المحق والمبطل { فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من الدين.

ويتضح من ذلك أن اليهود عندما تقول أن ليس النصارى على شيء ، فنفهم من ذلك أن اليهود كفرت بالمسيح والإنجيل .. وقد اتضح لنا من التلمود وصلب المسيح أن اليهود لا تؤمن بالمسيح ولا بالإنجيل وتكفر أهل المسيحية .

والنصارى لا تؤمن باليهودية ، فهم لا يتبعوا توراة اليهود بالكامل ولا يؤمنوا بالتلمود ولا يؤمنوا برب اليهود ، وقد ظهر ذلك من علاقة اليسوع بكتبة اليهود ولعنهم وتوعد لهم بالجحيم .... والنصارى حولت الله الذي يؤمن به اليهود إلى اليسوع .... فاليهود يؤمن بأن الله هو واحد أحد ، والنصارى تؤمن بأن الله هو اليسوع ، واليسوع عندما قال "أنا والأب واحد" كاد أن يُهلك من اليهود وقاموا رجمه لولا أنه تراجع وأوضح أن اللفظ مجازاً فقط .


فلو تنحى النصارى عن عبادتهم لليسوع وآمنوا بإله اليهود ، فإذا يمكن القول بأن الآية لم تكن حق .
توراة اليهود هي :
http://www.truth.org.ye/F6/BOKEH1.HTM