بحث عميق عن تحريف التوراة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

بحث عميق عن تحريف التوراة

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بحث عميق عن تحريف التوراة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي بحث عميق عن تحريف التوراة

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    هذا البحث لملحد ضد الدين عموما و يقوم فى هذا البحث بفضح التوراة (أو العهد القديم). و قد حذفت مقدمة البحث و وضعت البحث نفسه فقط لأهميته و للإطلاع عليه من جانب المتخصصين.

    حسناً أشار الدكتور النجار إلى سفر التكوين (الإصحاح 32) الذي يقص عراكاً جرى بين الله (الله الشخص) من جهة ويعقوب من جهة أخرى في جبال عجلون في الأردن (مانهايم كما في التوراة) أثناء عودة يعقوب من عند خاله في حرّان شرق تركيا إلى فلسطين بعد أن تزوج تزويراً ابنته الكبرى رفقه وخطف ليلاً فيما بعد ابنته الصغرى راشيل كما سرق مواشيه، حيث تغلب يعقوب على شخص الله وأسره ولم يطلق سراحه قبل الصباح قبل أن يباركه الله ويعطيه إسم (إسرائيل) أي آسر الله، أقول حسناً أشار إلى هذه القصة التوراتية لنستدل بها دلالة قاطعة على أن كل قصة إبراهيم وولديه إسحق وإسماعيل وحفيده يعقوب من إسحق إنما هي مجرد أسطورة ليس فيها من الحقيقة أكثر مما في قصة المواجهة بين الله ويعقوب الذي تمكن من أن يصرع الله القادر الجبار. أسطورة سومرية نقلها العبيد الأسرى في بابل الذين حررهم كسرى الفرس، كورش، من الأسر عام 537 ق.م وأعادهم إلى فلسطين بعد أن كان ملك بابل نبوخذنصّر قد ساقهم عبيداً أسرى إلى بابل عام 586 ق.م، ومنهم من وصفوا بعدئذٍ ب "الأنبياء" ذوي الأسفار الرئيسة في التوراة، أشعيا ودانيال وحزقيال، الذين قصوا على مواطنيهم كل قصص الأساطير التي كانوا قد سمعوها في بابل ومنها قصة الشيخ "أبرم" (Abram) الذي نزح من بلدته "أور" الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات قبل التقائه مع دجلة في شط العرب وقد غمرتها مياه الفرات بالفيضان. تقول الأسطورة أن أبرم وزوجته ساراي، التي هي نصف شقيقته، وأباه تيرا وابن أخيه لوط ومعهم رهط كبير وعاشوا هنكمن العبيد يسوقون قطعان كبيرة من مختلف المواشي رحلوا من أور الغريقة وصعدوا أعالي الفرات حتى وصلوا بلدة حرّان وهي على الحدود الشرقية لتركيا وحطّوا فيها وعاشوا حتى الممات. لا يمكن أن تكون موضوعة الأسطورة الرئيسية هي التحول الديني والتوحيد ومعرفة الله اليهودي كما في كتب الديانات السماوية الثلاث، فالبابليون كانت لهم ديانتهم الخاصة بهم ودخلت معظم مفرداتها في القصص التوراتي وبصورة خاصة قصة الخلق؛ ولو كان أبرم قد تحول عنها لما أصبح لدى قومه بطلاً أسطورياً. العبيد اليهود الذين أعادهم كورش إلى فلسطين هم من حرّف الأسطورة وزادوا عليها وجعلوا موضوعتها اكتشاف إله اليهود ـ رغم أن إبراهيم ذكر بداية، كما في التوراة، ثلاثة آلهة، يهوه ويعلون وألوهيم الذي هو الإله الأعظم لدى السومريين ـ وحولوا اسم أبرم إلى أبراهام واسم ساراي إلى ساره وجعلوا له ولدين إسماعيل وإسحق ثم عيسو ويعقوب كحفيدين ورفقه وراشيل زوجتي يعقوب، وكل هذه الأسماء ليست أسماء سومرية، كما يفترض أن تكون وهو ما يدل على أن هؤلاء الشخوص غير حقيقيين ومن صناعة بعض الرواة؛ كما صنعوا من إبراهيم رحّاله عصره فيعبر مع عائلته وعبيده وقطعان مواشيه الكثيرة سوريا وفلسطين ثم سيناء إلى مصر ثم عودته إلى فلسطين ـ وأضاف المسلمون رحلة أو رحلتين إلى الجزيرة العربية وصولاً إلى مكة ـ لكأنه كان يرحل، هو ورجاله ومواشيه، بالقطارات أو بوساطة وسائل المواصلات الحديثة!

    ثمة انقطاع فاضح في قصة إبراهيم التي بين أيدينا. فالعبيد اليهود الذين سمعوا القصة في بابل لا يمكن أن يكونوا قد سمعوا من أفواه البابليين أخبار إبراهيم وعائلته في فلسطين وفي مصر إذ لم يكن من تواصل إخباري وإعلامي بين بابل في جنوب العراق والخليل أو بلدة قرّاره في جنوب فلسطين، وفي مصر عداك عن الحجاز. من جملة الإشارات في أحداث القصة أنها كانت قد حدثت في القرن التاسع عشر قبل الميلاد. أما العبرانيون المفترض فيهم أن يكونوا من أنسال إبراهيم فإنما هم قبائل مصرية خرجت بقيادة موسى من مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أي أن هناك ستة قرون فاصلة بين الحدثين ولا يمكن أن تكون قبائل العبرانيين قد تعرّفت على جدها الأول، إبراهيم، بعد أكثر من ستمائة عام فالإنسان المتعلم العارف المعاصر لعصر الكتابة والتسجيل لا يعرف جده الخامس أو السادس قبل مائتي عام فكيف بالعبرانيين يتعرفون على جدّهم الأول قبل ستمائة عام في زمن ظلمة الجهل المطبقة؟ لم يتم ذكر أبراهام في أحداث الخروج حتى بالرغم من أن "ألله" في الشعلة على الجبل في سيناء أخبر موسى، كما في القصة، أن القبائل المرتحلة بقيادته هم من أبناء إبراهيم وإسحق ويعقوب. ولم يحث موسى القبائل بقيادته على الدخول إلى كنعان لأنها موعودة لجدهم الأول إبراهيم من قبل الله. ثم إن ألله الذي وعد إبراهيم بأرض فلسطين لم يمكّن العبرانيين من دخول فلسطين سوى في القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي بعد مرور سبعة قرون، فأي وعد إلهي هو هذا الوعد؟ انتهت حياة موسى قبل أن يدخل العبرانيون أرض كنعان بسبب خشيتهم من مواجهة شعب الجبارين، الكنعانيين، الأمر الذي يدل على أن قصة العهد، عهد الله لإبراهيم لم تكن موجودة وأن مخاطبة الله لخليفة موسى، يشوع بن نون، ووعده له ألا يخشى أحداً لأنه سيكون معه كما كان مع موسى إنما هو كلام فارغ فموسى لم يدخل أرض كنعان وظل يرتحل بشعبه عبر جبال شرق الأردن حتى الوصول إلى بحيرة الحولة كي يجد مرابع يقيمون فيها وعبثاً بحث حتى وافته المنية في جبل "نيبو" إلى الغرب من مدينة مأدبا شرق الأردن. ويشوع لم يدخل أريحا من أرض كنعان لأن الله كان معه بل لأن مومساً من أريحا كانت معه وخانت شعبها بعد أن نامت مع الرجلين الجاسوسين اللذين بعث بهما يشوع بن نون وفقاً للتوراة نفسها! العبيد العائدون من بابل قصوا أسطورة إبراهيم في القرن السادس قبل الميلاد أي بعد أحداثها المفترضة باثني عشر قرناً، فأي صدقية يمكن أن يتبقّى لها؟ وهم الذين حرّفوا الأسطورة السومرية وجعلوا أبرم يرتحل مع أهله وعبيده ومواشيه من حرّان إلى فلسطين دون سبب وجيه غير نداء من إله اليهود الذي لم يكن يعرفه حتى تلك الساعة؛ وهم الذين حرفوا اسمه فقالوا إبراهيم، ثم يَعِده إله اليهود بأرض فلسطين، أرض كنعان العائدة إلى الكنعانيين قبل إثني عشر قرناً، لأنه الأول والوحيد الذي تعرّف عليه وليس أحداً آخر من شعوب الأولين عبر آلاف بل ملايين السنين!! ابتدع العبيد العائدين من الأسر البابلي تلك الحكاية الأسطورة لخشيتهم من الأسر والعبودية مرة أخرى كما كان قد فعل بهم نبوخذنصّر قبل خمسين عاماً. وجعلوا إبراهيم ومن بعده حفيده يعقوب يرحلان إلى مصر كي يدّعوا أن القبائل التي خرجت من مصر بقيادة موسى إنما هي من أنسال إبراهيم وهو أمر عصيّ على الثبوت بعد ثلاثة عشر قرناً. ليس من مصدر قبل التوراة المكتوبة في القرن الميلادي الأول ذكر أي شيء عن قصة إبراهيم. ما يؤكده البحّاثة المختصون هو أن التوراة كتبها الرهبان المسيحيون في القرن الميلادي الأول ليؤكدوا صحة النبوءة بالمسيح على لسان أشعيا، ولا بدّ أنهم اعتمدوا في كتابتها على قصص تم تناقلها عبر خمسة قرون عن العبيد الذين عادوا من السبي البابلي وخاصة عندما نعلم أن خلاصة قصة إبراهيم هي تطويب فلسطين ملكاً لإبراهيم ونسل إبراهيم، هذا إذا ثبت أن القبائل المصرية التي ارتحلت من مصر هي فعلا من نسل إبراهيم وهو ما يتعذر إثباته. لا يمكن أن تكون الأسطورة التي سمعها عبيد اليهود في بابل تدور حول تحول أبرم من الديانة السومرية إلى الديانة اليهودية ولأجل ذلك منحه إله اليهود أرض فلسطين؛ لو كان الأمر كذلك لما كان أبرم قد غدا لدى البابليين بطلاً أسطورياً تتناقل الأجيال المتعاقبة قصته لأكثر من ثلاثة عشر قرناً. ما لا مندوحة من الإقرار به هو أن أبرم وهو من شيوخ السومريين كان قد غدا بطلاً أسطورياً نظراً لأنه تمكن من مقاومة الطبيعة المتمثلة أخطارها بالفيضانات المتكررة في الأراضي المنخفضة عند التقاء النهرين دجلة والفرات حيث عاش السومريون وبنوا أقدم الحضارات. أما ما تعلق بإبراهيم وزوجته سارة وبقية القصة في فلسطين ومصر فهي من اختلاق عبيد اليهود في بابل. ماذا لو تم نبش قبر إبراهيم في الخليل أو قبر ساره قرب بيت جالا وتبين أن الرمة فيهما تعود لإنسانين عاشا في عصر مختلف جداً عن عصر إبراهيم، وثبت بذلك أن كل قصة إبراهيم إنما هي أسطورة نسجها أدعياء النبوّة من اليهود لأجل تطويب فلسطين باسم اليهود وهو قدس أقداسهم وما يشيرون إليه ب " العهد " (Covenant)؛ ألا يؤدي ذلك مباشرة إلى تحرير الإنسانية دفعة واحدة من الإستلاب للخرافة؟ وما يستحق الإشارة إليه هنا هو أن المثيولوجيا الإسلامية تقول.. " أن فرعون قال بأن لا إله إلا الذي آمن به بنو إسرائيل "؛ لكن الحقيقة تقول أن العبرانيين الذين عبروا بقيادة موسى إلى شرق الأردن بداية كانوا على دين موسى وهو دين أخناتون وإلهه هو إله الشمس " اتون " بل وظلوا يحملون ذات الدين بعد تمكن رهط من رعاتهم من احتلال القدس وقيام مملكة داؤود،؛ وقد تم اكتشاف بعض الكنس مؤخراً في فلسطين وعلى أرضيتها صورة الشمس بالفسيفساء، كما أن المزمور رقم 104 الذي أنشده الملك داؤود هو ذات النشيد الذي ألفه الفرعون أخناتون في عبادته لإله الشمس وشكره على نعمائه.

    يجب ألا يفوتنا في معرض الحديث عن التوراة أن المتخصصين بفحص الوثائق قد أكدوا جميعهم أن لقصص التوراة ألف راوٍ وراوي، تناقلتها الألسن عبر ثلاثة عشر قرنا منذ الخروج من مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وحتى القرن الميلادي الأول حين قام بعض الرهبان من نصارى اليهود بتسجيلها كما في النص بين أيدينا. لذلك رأينا معظم القصص التوراتية تعتمد الخرافة من مثل موت الأبكار في شعب مصر وتحول مياه النيل إلى الدم وانشقاق البحر الأحمر وتهاطل المن والسلوى من السماء وخرافات أخرى كثيرة غيرها. لم يتم أي تسجيل لأي نص من نصوص التوراة قبل القرن الميلادي الأول؛ وأن تنص جميع أسفارها على أقوال الله والأنبياء وسائر الأشخاص الوارد ذكرهم فيها، أن تنص على أقوالهم حرفياً وكما لو أنها مسجلة على شريط تسجيل ألكتروني إنما هو دلالة قاطعة لا تحتمل الإشتباه على زيف النصوص التوراتية. الراجح من قصص التوراة، كما يرى كثيرون من البحّاثة ذوي الاختصاص، هو أن موسى كان من معاوني الفرعون أخناتون الذي قام بانقلاب اجتماعي وثقافي في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد في مملكته الفرعونية ألغى بموجبه كل الامتيازات التي تمتع بها رجال الإكليروس وشيوخ القبائل وحتى أمراء عائلته والجيش وحرمهم من المخصصات الكبيرة التي كانوا يتقاضونها من الموازنة العامة وأفقرت البلاد. وفي المنحى الثقافي أدان أخناتون الكهنة بالرياء والنفاق لعبادتهم آلهة زائفة وقال بوحدانية الله (monotheism) وهو إله الشمس (أتون) وأن الله ليس بحاجة إلى وساطة الإكليروس كي يعبده الناس. لم يمتد حكم أخناتون طويلاً (1352 – 1336) وعندما مات شاباً قام أمراء عائلته وأمراء الجيش بانقلاب عسكري على القصر وطاردوا جميع المتعاونين مع أخناتون وأولهم موسى الذي كان على دين مليكه، يعبد إله الشمس أتون ويدين بالوصايا العشر وهي وصايا أخناتون، ذات الوصايا المنقوشة على اللوحين الحجريين اللذين نزل بهما موسى من على جبل سيناء مدعياً أن الله في لهيب العليقة قد أعطاهما له كيما تكون الوصايا قانوناً للعبرانيين، لم يكن موسى يهودياً كما تصوره كافة الكتب الدينية. طاردت قوات الإنقلابيين موسى الذي احتمى بقبائل الرعاة المتواجدة شرق الدلتا التي كانت تعاضده. وعندما ضيقت قوات الإنقلابيين الخناق علية هرب وهربت معه إثنتا عشرة قبيلة كانت تؤيده؛ عبروا إلى سيناء ثم إلى شرق الأردن حيث الممالك المتراصفة على طول سلسلة الجبال الممتدة شرق نهر الأردن ووادي عربة لم تستضفهم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    ثمة وهم فاضح يعيشه المسيحيون دون انقطاع وهو أنهم لا يعلمون أنهم بمسيحيتهم التي هم فيها إنما هم ضد المسيح الحقيقي، المسيح الذي ركب جحشاً صغيراً وقاد مظاهرة تحمل سعف النخيل من أريحا ليدخل أورشليم ويجلس ملكاً على عرش داؤود كما في سفر أشعيا وكما في البشارة أيضاً، ضد المسيح الذي خاطب بطرس حسب إنجيل متى (18:16) قائلاً.. " أنت الصخرة (الصفاة) وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ". لم يبن ِبطرس قط أية كنائس للمسيحيين ؛ من بنى كنائس المسيحيين هو بولص كما يعلم الجميع، بولص هو نفسه شاؤول الضابط الروماني الذي اضطهد المسيحيين كما يعرف الجميع أيضاً وكما اعترف هو نفسه. مثل هذا الوهم الفاضح يخشى أن يبحث فيه كبار رجال الإكليروس والمحققون المسيحيون وذلك لأن أحداً لا يقطع بالطبع فرع الشجرة العالية الذي يقف عليه. يُزعم في سفر "أعمال الرسل" من الإنجيل أن شاؤول العسكري الدركي الذي اشتهر بملاحقة المسيحيين واعتقالهم قد تحوّل إلى المسيحية تبعاً لرؤيا مزعومة وهو في طريقه إلى دمشق يقود ثلة من فرسان الدرك لاعتقال المسيحيين فيها، وأنه أخذ إثر ذلك يبشر الأمم من غير اليهود بالمسيحية ـ الخاصة به ـ ويبني الكنائس على الساحل الشرقي للمتوسط. وسفر أعمال الرسل، كما يعرف المحققون، كتبه لوقا وهو الساعد الأيمن لبولص، كتبه كما شاء له بولص أن يُكتب. فمن هو حقيقة هذا البولص الذي بدأ حياته ذئباً يفتك بخراف يسوع ثم ما لبث أن ارتدى فروة خروف كي تقبل به الخراف المسيحية فيضللها إلى طريق أخرى تعاكس طريق المسيح ويبني لهم الكنائس على طريقته ووفقاً لتعاليمه وطقوسه غير المسيحية. فمن هو هذا البولص؟؟


    لا يمكن أن نحيط بكل أبعاد شخصية بولص، المخفي منها بشكل خاص، والمخفي أعظم، دون أن ندرس دراسة موضوعية ودقيقة شخصية المسيح، يسوع الناصري، وأعماله ومعانيها في تلك الفترة من تاريخ فلسطين 20 ـ 30 ميلادية. لذلك نعود إلى تلك الفترة وما قبلها إلى العام 63 ق.م حين احتل القائد الروماني الشهير بومبي Pompey شرق المتوسط. إذّاك قامت روما بمنح شعوب المنطقة ممالك مستقلة ذاتياً باستثناء اليهود. تمتع الأنباط بمملكة مستقلة جنوب الأردن وشمال الجزيرة وعاصمتها البتراء، وتمتع الغساسنة بمملكة مستقلة شمال الأردن وجنوب سوريا عاصمتها بصرى الشام، وتمتع التدمريون بمملكة مستقلة في أواسط وشمال سوريا وعاصمتها تدمر. كانت روما تعوّل على هذه الممالك المستقلة ذاتياً في أن تحمي حدود إمبراطوريتها الشرقية الممتدة على طول هذه الممالك الثلاث والمحاذية للإمبراطورية الفارسية المعادية. أما اليهود وكانوا أكبر شعب في المنطقة فقد أنكرت عليهم روما الإستقلال دون غيرهم من شعوب شرق المتوسط وذلك بسبب العلاقة التاريخية التي كانت تربط اليهود بالفرس أعداء روما التاريخيين، أنكروا عليهم الإستقلال وأثقلوا عليهم بالضرائب.


    قام اليهود بثورات وانتفاضات عديدة ضد روما مطالبين بالاستقلال وبتخفيض الضرائب، لكن روما لم تكن لترحمهم وتخفف من وطأة إحتلالها لبلادهم. استولى الإحباط واليأس على الطلائعيين منهم بعد عشرات السنين من التمرد والثورات المتواصلة فقامت فيهم حركة بقيادة يوحنا المعمدان في مطلع القرن الميلادي الأول باسم " اليائسين " ويقابلها بالعبري الآرامي (Essenes). نادت هذه الحركة بالانقطاع عن الإنتاج بكل أشكاله الرعوية والزراعية وبالهجرة من المدن والعيش في الصحراء (خربة قمران) والكف عن الإنتاج والاعتماد في الغذاء على الجراد والعسل البري، وفي اللباس على وبر الجمال وجلودها، كل ذلك من أجل عدم دفع الضرائب (الأعشار) لروما. وكان من طقوس هذه الجماعة عدم الزواج والتعمد بالماء وإطالة الشعر. خشيت روما من تنامي هذه الجماعة فقمعتها بشدة وأعدمت رئيسها يوحنا المعمدان. كان يسوع Jesus أحد أعضاء هذه الجماعة ويقول إنجيل متى (12:4).. " وعندما علم يسوع أن يوحنا قد زج به في السجن رحل إلى الجليل " ؛ ما كان يسوع ليرحل من أورشليم إلى الجليل لو لم يكن عضواً في طائفة اليائسين وأنه سيؤتى به إلى السجن لو لم يرحل إلى الجليل، إلى الجليل الذي كان يسمّى آنذاك بجبل النار بسبب تمرده الدائم على سلطة الإحتلال الروماني غير الوطيدة فيه. هرب يسوع من القدس إلى الجليل ونزل في بيت بطرس (سمعان) في كفرناحوم على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبريا وأخذ يباشر نشاطه ضد الإحتلال الروماني من هناك بين صيادي الأسماك بداية.


    استمراراً لحركة اليائسين ضد روما بقيادة يوحنا المعمدان شكل يسوع في الجليل جماعة تعمل على مقاومة الإحتلال الروماني مقاومة إيجابية عوضاً عن المقاومة السلبية التي كان قد اعتمدها يوحنا المعمدان، وتدعو إلى العصيان المدني والامتناع عن دفع الضرائب، وسميت تلك الجماعة بالناصريين (Nazarenes) ـ ليس نسبة لمدينة الناصرة كما يعتقد العامة والتي لم تكن قد ظهرت بعد إلى الوجود كما يؤكد علماء الآثار البريطانيون، بل لأن الجماعة انبثقت من جماعة اليائسين أو المتفرعة منها و( الناتسرـNitzer ) كلمة آرامية تحمل معنى " الانبثاق ". ثم تشكل داخل هذه الجماعة جناح عسكري باسم الزيلوت (Zelotes) وهم حملة السيوف وجماعة أخرى باسم السيكاري (Sicari) وهم حملة الخناجر وكانت وظيفة هؤلاء اغتيال عساكر الرومان بالطعن بالخنجر. كان يسوع قائد الناصريين، وكان بطرس قائد الزيلوت والآية رقم 15 من الإصحاح السادس من إنجيل لوقا تقطع بذلك وتقول.. " وسيمون (بطرس) المنادى بالزيلوت " وزيلوت ترجمت خطأً وجهلاً بالتاريخ العبري إلى العربية بمعنى الغيور ـ ينادى الشخص بنسبه وليس بصفاته ـ بينما أبقى المترجمون الإنكليز الكلمة على حالها وكتبوها بالحرف الكبير وبإملاء مختلف عن كلمة غيور الإنكليزية، كتبوها في الإنجيل Zelote بينما كلمة غيور بالإنكليزية هي zealot، ولعل الإنكليز اشتقوا من اسم طائفة الزيلوت اليهودية كلمتهم بمعنى الغيور، خاصة وأن لغتهم كانت حديثة العهد لدى ترجمة الكتاب المقدس لأول مرة. ليس بطرس، كبير التلاميذ، وحده كان من الزيلوت بل جميع التلاميذ الإثني عشر كانوا من الزيلوت فعندما تقدم جلاوذة المجلس الملّي اليهودي الموالي لروما السانهدرين (Senhedrin) لاعتقال يسوع سحب أحد تلاميذ يسوع سيفه وقطع أذن أحدهم قبل أن يزجره يسوع ويرضخ لمعتقليه. بعد صلب المسيح ـ والصلب برأي أحد المحققين كان عقاب السياسيين حصراً ـ اتسعت حركة الزيلوت وقاموا بثورة كبرى كاسحة في العام 66 للميلاد واحتلوا قصر الملك هيرودس ولم تستطع روما إخمادها طيلة سبع سنوات إلا بعد أن استجلبت أكثر من ثلاثين ألفاً من جنودها في بريطانيا عن طريق البحر وحاصرت أخيراً حوالي 70 مقاتلاً في قلعة مسادا (Massada) قرب البحر الميت وانتهى الحصار بانتحار جميع من كانوا داخل القلعة وفق ما تعاهدوا عليه باستثناء أحدهم الذي خان العهد، ويقول أحد المحققين أن اسم ذلك الخائن كان يهوذا وأن معظم المنتحرين حملوا إسم يسوع Jesus، وهو الإسم الشائع بين اليهود آنذاك. وانتهت آخر ثورات اليهود في فلسطين ضد روما بهدم الهيكل الثاني عام 73 للميلاد، الهيكل الذي كان كسرى الفرس كورش قد بناه لهم عندما حرر أسراهم في بابل عام 537 ق.م.


    بالرغم من أن الأناجيل كانت قد كُتبت بروح المصالحة مع روما إلا أن السياق العام فيها لم يخف ِفحوى رسالة يسوع وهو الثورة حتى الإستقلال وعدم دفع الضرائب ؛ وفي متى (17: 24 ـ 27) يستنكر يسوع دفع ضريبة النفوس للسلطة الأجنبية. وكثيراً ما يذكّر يسوع من يستمع إليه بأن العشارين أو جباة الضرائب هم أول الخطاة. رسالة المسيح هي أصلاً رسالة دنيوية تركّزت في الحرية والاستقلال وبعث مملكة داؤود ؛ وقد تأكد هذا المنحى بظهور المسيح لتلاميذه في علية سمعان في كفرناحوم بعد قيامته بأربعين يوما كما يشير الإصحاح الأول من أعمال الرسل وقد سأله التلاميذ سؤالاً واحداً وهو.. " متى تبعث مملكة داؤود؟ ما كانت رسالة يسوع في الحرية والاستقلال لترتفع إلا على رافعة دينية ـ كذلك كان الأمر في العصور الغابرة بالنسبة لكل المشاريع الإجتماعية والسياسية. السياق العام في الأناجيل دفع بأحد القساوسة التبشيريين من ألمانيا ليكتب ما يلي.. " وكان جمع العشور (أو جباية الضرائب) وظيفة محتقرة عند اليهود، لأن الذي يقوم بها لص وخائن لوطنه، لأنه يتقاضى ضرائب أكثر مما يحق له، كما أنه كان يأخذ أموال أبناء شعبه ليؤديها للسادة المستعمرين الرومان ؛ فكان العشار (في نظرهم) يرتكب خيانتين: خيانة أخلاقية وخيانة وطنية ".


    بعد صلب المسيح تسلل الضابط الروماني الذي يحمل شرف الجنسية الرومانية، وهو امتياز لا يحظى به من غير أهل روما سوى القلائل من الذين قدموا خدمات خاصة لروما، تسلل بولص إلى الرافعة التي عوّل عليها المسيح في رفع رسالته، رسالة الحرية والإستقلال، وأسقط حملها إلى الأرض ورفعها إلى " ملكوت الله " دون أية أحمال غير الخنوع لروما، ومال قيصر لقيصر، ومن ضربك على خدك الأيسر حوّل له الأيمن. فمن هو هذا البولص؟؟


    الحقيقة أن شخصية بولص لعبت دوراً كبيراً وهاماً في الرسالات السماوية الثلاث وفي تاريخ المنطقة كذلك. لذلك يترتب تسليط أضواء كاشفة على تفاصيل وخصائص تلك الشخصية الاستثنائية من أجل الإحاطة بالأثر الذي تركته. كل المعلومات تقول أن شاؤول ولد مع بداية القرن الأول الميلادي في طرسوس من تركيا لأب يهودي من طائفة الفرّيسين يحمل الجنسية الرومانية ويعمل عسكرياً في جيش روما. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف ليهودي يحمل الجنسية الرومانية التي هي امتياز بحد ذاتها؟! ابنه شاؤول حمل أيضاً الجنسية الرومانية، بل كان يحمل في جيبه ثلاث بطاقات هوية إحداها كمواطن روماني والثانية كمواطن يهودي والثالثة عامة. فأن يحمل أحدهم جنسية روما فذلك يعني أنه كان قد قدّم خدمة جلّى لروما إن لم يكن قد ورثها عن والده، وأما أن يحمل ثلاث بطاقات هوية فأمر يشير إلى أن شاؤول كان يقوم بمهمة سرية خاصة واستثنائية. عمل شاؤول كعسكري جابي ضرائب ثم انتدب من قبل السلطات الرومانية ليكون في خدمة المجلس الملي اليهودي السانهدرين.


    لدينا كل الدلائل التي تشير إلى أن بولص (شاؤول) بدأ وانتهى عدواً مميتاً للنصارى، اليهود المسيحيين أعداء روما، ورسالة يسوع النصرانية. جميع المصادر المتاحة تشير إلى أن بولص كان ضابطاً رومانياً منتدباً من قبل السلطات الرومانية لدى الحاخام الأكبر ومجلس السانهدرين اليهودي في القدس المكلف بمراعاة أحكام الديانة اليهودية والحفاظ عليها وهو الامتياز الذي ناله اليهود الموالون لروما لقاء حرمانهم من الإستقلال الذاتي استثناءً لكل شعوب المنطقة. حرمت عليهم روما الإستقلال وفرضت عليهم ضرائب باهظة تسببت بإفقارهم. اقتصر عمل بولص، بالإضافة إلى ملاحقة اليهود في جباية الضرائب المستحقة، على تنظيم الحملات العسكرية لاعتقال الناصريين اليهود، أنصار يسوع، لسوقهم أمام مجلس السانهدرين برئاسة الحاخام الأكبر في أورشليم للحكم عليهم بالإعدام كما تم إعدام يسوع ومن قبله يوحنا المعمدان أو بالسجن لآماد طويلة بتهمة الانحراف عن اليهودية. في طريق حملته إلى دمشق لاعتقال النصارى بعد أن تفشت النصرانية بين اليهود فيها، ادّعى بولص أن المسيح ظهر له ووبخه متسائلاً.. " لماذا تضطهدني يا شاؤول؟ " واعتماداً على هذه الرؤيا اعتبر بولص نفسه رسولاً للمسيح. الدلائل القاطعة تؤكد أن ادعاءه هذا هو ادعاء زائف وكذب صراح. لعل جمهرة المسيحيين اليوم يستنكرون اتهامنا بولص بالكذب وهم ليسوا محقّين بهذا، فبولص نفسه اعتاد أن ينفي تهمة الكذب عن نفسه كما هو متكرر في رسائله، وهو لا يفعل ذلك إلا لأنه يعرف أن من يخاطبهم في رسائله لربما ينظرون إليه ككذاب في بعض ما يقول ؛ ومسيحيو اليوم ليسوا أكثر معرفة ببولص من أولئك الذين عاصروه وعرفوه عن كثب ؛ ثم ليس بحاجة لأن ينفي عن نفسه تهمة الكذب من لا يكذب على الإطلاق. ومن أقواله التي تدمغه بالكذب قوله إلى كاتبه لوقا في أعمال الرسل عن واقعة الرؤيا (9:7) " وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً " ثم يقول في الإصحاح (22: 9) " والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني " ـ أحد الإدعاءين يكذّب الآخر فليس بوسع أحد أن ينفي تهمة الكذب عن بولص. ثم إن الرسول بطرس نفسه وصف بولص بالكذاب عندما اتهمه بالنفاق في مؤاكلته غير اليهود في عشاء أنطاكية الشهير. وفي كذبة أخرى يقص بولص على معاونه لوقا في الإصحاح التاسع من أعمال الرسل كيف أنه باشر في دمشق التبشير بالمسيح لبضعة أيام بعد الرؤيا المزعومه لكن اليهود تآمروا على قتله فهرب سراً إلى القدس ليلاقي الرسل، تلاميذ المسيح الذين رفضوا مقابلته نظراً للاشتباه به كجاسوس لروما وهو الذي كان قد اعتقل النصارى وقدمهم للمحاكمة في السانهدرين وتم إعدامهم ـ وبعض المصادر تقول أن الرسول يعقوب أخو الرب رفض مقابلته وهدد بأنه سيبصق في وجهه حال أن يراه. ولكن رفيق بولص القديس برناباBarnabas شهد لبولص أنه رأى يسوع الذي كلفه بالرسالة ـ شهد برنابا دون أن يشاهد، طالما أنه لم يكن معه في الحملة المتجهة إلى دمشق لاعتقال نصارى اليهود. وهكذا بقي في القدس مع بطرس ويعقوب، كما زعم، وبشّر باسم المسيح خمسة عشر يوماً حتى علم بمؤامرة اليهود بقتله ـ يتآمرون على قتل بولص لأنه يبشر بالمسيحية بينما يعيش بين ظهرانيهم رسل المسيحية الأوائل المتقدمون عليه، بطرس وحنا ويعقوب، دون أن يتآمروا على قتلهم!! ثم في الإصحاح(1:15 ـ 18( يقص قصة مختلفة فيقول.. " ولكن لما سرّ اللهَ الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يُعلن ابنه فيّ لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحماً ودماً ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضاً إلى دمشق ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم ". رواية تكذب الأخرى والكذاب هو بولص ليس غيره. كيف لنا أن نصدق أن المسيح نزل من السماء وظهر لبولص في طريقه إلى دمشق، كما روى هو نفسه، وكلفه بأن يبشر برسالته بين الأمم إلى آخر القصة المعروفة ثم في الحال يتجاهل بولص هذا التكليف ويرحل إلى العربية دون أن يبشر أحداً لبضع سنوات؟!! أيعقل لأحدهم أن يتجاهل تكليفاً إلهياً ثم بعد سنوات يعلن نفسه رسولاً للمسيح؟!! لماذا حتى على البسطاء أن يصدقوا مثل هذه المزاعم في الوقت الذي يرفض بولص نفسه أن يفصح عمّا كان يعمل في العربية وكم قضى فيها؟!! بعض المحققين يقولون أن بولص قضى في العربية سبع سنوات وآخرون يقولون عشرة. والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق ويثير كل الشبهات هو.. ما الذي كان يعمله ضابط روماني في العربية وفي البتراء التي كانت في حرب مستمرة وطاحنة مع روما؟ ألم يكن يتجسس على الأنباط لصالح روما؟! وأنه ترك فجأة قيادة الحملة العسكرية المتجهة إلى دمشق بتكليف من روما وليس من المسيح؟ خاصة وأنه عندما عاد إلى دمشق لم تلاحقه السلطات الرومانية بجرم الهروب من الخدمة العسكرية ؛ كما أن المجلس المسيحي في أورشليم رأى في مسيحية بولص النقيض التام لمسيحية المسيح!! فلدى مثوله أمام المجلس المسيحي في القدس سأله بطرس عن الدين الجديد الذي يبشر به باسم المسيح ؛ ومن أعطاه شرائع هذا الدين وتعاليمه، وأكد لبولص أن المسحية جاءت لليهود دون غيرهم، جاء لخاصته، اليهود، فعندما طلبت المرأة الكنعانية من المسيح أن يهديها أجابها.. " ليس لائقاً أن يلقى خبز الأبناء إلى الكلاب " متى (26:15)، فكيف لبولص أن يبشر الأمم (Gentiles) غير اليهود باسم المسيح ويدعو إلى عدم اختتانهم مناقضاً شريعة موسى خاصة وأن المسيح قال.. " جئت لأكمّل وما جئت لأنقض ". عندما وجد بولص أن جميع المخارج قد سدّت عليه إضطر لأن يصرّح بالقول: لكم دينكم ولي ديني، إعترافاً منه أن مسيحيته ليست هي مسيحية المسيح، بل مناقضة لها طالما أفرغها من القضية الوطنية والعداء لروما، ودعا أكثر من ذلك إلى التخلي نهائياً عن شريعة موسى في مناسبات عديدة.


    عندما علم مجلس السانهدرين بأن بولص اليهودي الفرّيسي يبشر بالمسيحية في دمشق بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على صلب يسوع، أرسل بطلب اعتقاله وجلبه إلى أورشليم لمحاكمته. لدى مثول بولص في السانهدرين فوجئ القضاة بأنهم لا يستطيعون محاكمته بسبب جنسيته الرومانية فأرسلوه إلى السجن للنظر في قضيته اليوم التالي. قائد الحامية في أورشليم علم (من ابن أخت بولص) أن اليهود يرتبون لاغتياله في اليوم التالي (أعمال الرسل 16:23) وحفاظاً على حياة بولص أمر أن ينقل راكباً إلى قيساريه بحراسة مائتي جندي وسبعين من الخيالة ومائتين من حملة الرماح (23:23) بقيادة ضابطين كبيرين وكتب إلى الحاكم العام فيلكس (Felix) في قيساريه يشرح القضية ويطلب محاكمة بولص بصفته مواطناً رومانياً. مثل هذه القصة الواردة في سفر أعمال الرسل تثير الإشتباه في شخصية بولص، إذ كونه مواطناً رومانياً لا تجوز محاكمته لمخالفته شرائع اليهودية وأمام المجلس الملّي اليهودي السانهدرين، حتى ولا من قبل الحاكم العام الروماني. وما هي تهمته التي تجعل قائد الحامية الروماني في القدس يرسله إلى الحاكم العام للمحاكمة؟ وبتجاوز كل هذه المفارقات لا بدّ للمرء أن يتساءل عن دواعي كل هذه الحراسة الاستثنائية التي قلَّ أن يحظى بها ملك (472 جندي وضابط) لحراسة مواطن روماني ليس متهماً بأي جريمة!!


    ما يجعلنا نتجاوز حالة الاشتباه بشخص بولص إلى حالة اليقين في أن بولص لم يكن الرسول المسيحي كما ادّعى زوراً وكما يؤمن المسيحيون حتى اليوم، هو أن بولص رفض رفضاً قاطعاً أن يحاكمه الحاكم العام أو الملك في قيساريه واحتمى بالقيصر نيرون بعد أن أثبت للملك في قيسارية أن الذي يملك الصلاحية لمحاكمته هو القيصر فقط!! لماذا؟ ألا يدل ذلك بصورة قاطعة على أن الأعمال التي قام بها بولص إنما كانت بأمر من القيصر؟ وإلا، كيف يوافق الملك على أن يرسل بولص في باخرة خاصة إلى القيصر في روما لمحاكمته؟! بولص كان يعلم تماماً أن القيصر في روما هو نيرون كاره المسيحية الأول في العالم، فلماذا يصر على ألا يحاكمه أحد آخر على تبشيره بالمسيحية غير نيرون كاره المسيحية والذي كانت أولى متعه رؤية الأسود تقطع أجساد المسيحيين في الكولسيوم؟! ألا يعلم كبار رجال الإكليروس المسيحيون أن القيصر نيرون هو من حاكم بولص " المسيحي " وحكم ببراءته؟ ألا تعني تبرئة نيرون لبولص هي تبرئته من المسيحية؟! خاصة وأن بولص استمر في روما يبشر ب " المسيحية " في ظل القيصر نيرون نفسه. ثمة ما يشير إلى علاقة خاصة لبولص مع القيصر ومع عائلة الملك هيرودس ففي رسالته إلى أهل رومية (11:16) يقول.. " سلموا على هيروديون وهو قريبي، وسلموا على من في أهل نرسيسوس "، ومن في أهل نرسيسوس هي المرأة الجميلة " بوبيّا " عشيقة نيرون وزوجته الثانية. على المسيحيين أن يعيدوا النظر في مسألة ولائهم إلى الضابط الروماني شاؤول، إلى من وصف نفسه زوراً ب " الرسول بولص "!!


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    112
    آخر نشاط
    06-03-2014
    على الساعة
    06:37 PM

    افتراضي

    المقال الثاني عن بولس مقال جميل ليته يفتح عقول الخراف الضالة على حقيقة ديانتهم الهشة.

    أما المقال الأول فرغم احتوائه على بعض الحقائق إلا أنه متخم بالكثير من الأخطاء التاريخية والمغالطات وسأقوم بالرد عليها هنا غدا بإذن الله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يمكنك تغير التوقيع الإفتراضي من لوحة التحكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,942
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-02-2014
    على الساعة
    12:13 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ihab مشاهدة المشاركة
    أما المقال الأول فرغم احتوائه على بعض الحقائق إلا أنه متخم بالكثير من الأخطاء التاريخية والمغالطات وسأقوم بالرد عليها هنا غدا بإذن الله.
    متابع بإذن الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    112
    آخر نشاط
    06-03-2014
    على الساعة
    06:37 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahmed_Negm مشاهدة المشاركة
    متابع بإذن الله
    سأقوم إن شاء الله بكتابة ردي في اليومين القادمين. عذرا على الإطالة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يمكنك تغير التوقيع الإفتراضي من لوحة التحكم

بحث عميق عن تحريف التوراة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-04-2013, 11:33 AM
  2. أدلة تحريف التوراة والإنجيل
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-01-2012, 03:34 PM
  3. صفعة لمتطرفي النصارى ..حسن حنفي يعترف يؤكد تحريف التوراة والإنجيل
    بواسطة وليد المسلم في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-03-2010, 04:37 PM
  4. يأتين من كل فج عميق
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-11-2009, 10:44 PM
  5. أجوبة ابن حزم على اعتراضات نفاة تحريف التوراة والأنجيل -مقال للباحث القدوري
    بواسطة محارب الروافض في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2008, 01:39 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

بحث عميق عن تحريف التوراة

بحث عميق عن تحريف التوراة