-
معنى العبودية التى خلقنا الله سبحانه لها !!!
معنى العبودية التى هى سبب خلقنا
قال سبحانه وتعالى فى محكم كتابه "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} سورة الذاريات" ... فما هى العبادة ؟؟؟
نحن نعبد الله سبحانه ونؤدى ما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصوم وحج ، وبناء على هذه الآية الكريمة ، فوجودنا من أساسه هو عبادة لله سبحانه وتعالى . فكيف يكون ذلك ؟؟؟ ... فما هو معنى العبادة فى مفهومها الواسع ؟؟؟ سأقتطع كلام من كتاب مدارج السالكين لابن القيم وسأضفى عليها هذا اللون لتكون مختلفة عن غيرها .
فى الأثر ورد هذا المعنى ، وهو صحيح "ما وسعتنى أرضى ولا سمائى ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن" ... فكل المخلوقات لا تؤدى العبادة لله بمعناها الكامل إلا العبد المؤمن . فالكافر يؤدى عبادة لله رغم أنفه ، ولكنه لا يؤديها كاملة كما سنفهم ذلك فيما بعد . أما حركة العبد المؤمن فهى تدور فى أسماء الله وصفاته كلها ، فهو المخلوق الكامل الذى يرتبط بأوامر الله ونواهيه .
وإليك مثلا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ورد فى صحيح مسلم :::
صحيح مسلم. الإصدار 2.07 - للإمام مسلم
الجزء الرابع. >> 49 - كتاب التوبة >> 2 - باب سقوط الذنوب بالاستغفار، توبة
11 - (2749) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم".
وذلك ليظهر نوع من العبودية لله الرحمن الغفور الرحيم العفو ..........
وفى هذا المعنى يقول ابن القيم :::
مشهد الأسماء والصفات
وهو من أجل المشاهد وهو أعلى مما قبله وأوسع والمطلع على هذا المشهد معرفة تعلق الوجود خلقا وأمرا بالأسماء الحسنى والصفات العلى وارتباطه بها وإن كان العالم بما فيه من بعض آثارها ومقتضياتها وهذا من أجل المعارف وأشرفها وكل اسم من أسمائه سبحانه له صفة خاصة فإن أسماءه أوصاف مدح وكمال وكل صفة لها مقتض وفعل إما لازم وإما متعد ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه وهذا في خلقه وأمره وثوابه وعقابه كل ذلك آثار الأسماء الحسنى وموجباتها ومن المحال تعطيل أسمائه عن أوصافها ومعانيها وتعطيل الأوصاف عما تقتضيه وتستدعيه من الأفعال وتعطيل الأفعال عن المفعولات كما أنه يستحيل تعطيل مفعوله عن أفعاله وأفعاله عن صفاته وصفاته عن أسمائه وتعطيل أسمائه وأوصافه عن ذاته وإذا كانت أوصافه صفات كمال وأفعاله حكما ومصالح وأسماؤه حسنى ففرض تعطيلها عن موجباتها مستحيل في حقه ولهذا ينكر سبحانه على من عطله عن أمره ونهيه وثوابه وعقابه وأنه بذلك نسبه إلى ما لا يليق به وإلى ما يتنزه عنه وأن ذلك حكم سيىء ممن حكم به عليه وأن من نسبه إلى ذلك فما قدره حق قدره ولا عظمه حق تعظيمه كما قال تعالى في حق منكري النبوة وإرسال الرسل وإنزال الكتب "وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء" وقال تعالى في حق منكري المعاد والثواب والعقاب "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ......." وقال في حق من جوز عليه التسوية بين المختلفين كالأبرار والفجار والمؤمنين والكفار "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" فأخبر أن هذا حكم سيء لا يليق به تأباه أسماؤه وصفاته وقال سبحانه "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" عن هذا الظن والحسبان الذين تأباه أسماؤه وصفاته ونظائر هذا في القرآن كثيرة ينفي فيها عن نفسه خلاف موجب أسمائه وصفاته إذ ذلك مستلزم تعطيلها عن كمالها ومقتضياتها فاسمه الحميد المجيد يمنع ترك الإنسان سدى مهملا معطلا لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب وكذلك اسمه الحكيم يأبى ذلك وكذلك اسمه الملك واسمه الحي يمنع أن يكون معطلا من الفعل بل حقيقة الحياة الفعل فكل حي فعال وكونه سبحانه خالقا قيوما من موجبات حياته ومقتضياتها واسمه السميع البصير يوجب مسموعا ومرئيا واسمه الخالق يقتضي مخلوقا وكذلك الرزاق واسمه الملك يقتضي مملكة وتصرفا وتدبيرا وإعطاء ومنعا وإحسانا وعدلا وثوابا وعقابا واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها تقتضي آثارها وموجباتها إذا عرف هذا فمن أسمائه سبحانه الغفار التواب العفو فلا بد لهذه الأسماء من متعلقات ولا بد من جناية تغفر وتوبة تقبل وجرائم يعفى عنها ولا بد لاسمه الحكيم من متعلق يظهر فيه حكمه إذ اقتضاء هذه الأسماء لآثارها كاقتضاء اسم الخالق الرزاق المعطي المانع للمخلوق والمرزوق والمعطي والممنوع وهذه الأسماء كلها حسنى .
وواضح مما سبق ، أن هناك فرق بين المؤمن والكافر ، فهناك صفات لله لا يحققها الكافر ، وهناك صفات أخرى تسرى عليه رغم أنفه . فقد خلقه الخالق ، ويرزقه الرزاق ، ويسمعه ويراه السميع البصير ... ولكنه لا يتوب ليتوب عليه التواب الرحيم ، ولا يستغفره ليغفر له الغفور الرحيم ، ولا يطلب من الله العفو ليعفو عنه ، العفو ....... وهكذا .
وفى شرح الحديث الصحيح الذى ذكره البخارى ، أجد أن الشرح الذى "كبرت حجمه" يتفق كثيرا مع هذه المعانى التى سبقت :::
صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الرابع >> 83 - كتاب الدعوات. >> 68 - باب: لله مائة اسم غير واحد.
6047 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: حفظناه من أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة رواية، قال: (لله تسعة وتسعون اسماً، مائة إلا واحداً، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر).
[الشرح (رواية) أي عن النبي صلى الله عليه وسلم. (لا يحفظها) عن ظهر قلب، وهذا يستلزم تكرارها، وهو المقصود. وقيل: حفظها الخضوع لمعانيها، والعمل بما تقتضيه. (وتر) واحد لا شريك له. (يحب الوتر) أكثر قبولاً لما كان وتراً، ولذلك جعله في كثير من العبادات والمخلوقات، كالصلوات الخمس والطواف سبعاً، والسموات، وغير ذلك، وندب التثليث في كثير من الأعمال كالوضوء والغسل].
نخرج من كل ما سبق ، إلى مدى ارتباط العبد المؤمن ارتباطا جذريا بأسماء الله وصفاته ، ويكفيه فخرا وعزة هذا الإرتباط . وأية عبودية أجمل من هذه العبودية التى خلقه الله لها !!!
جعلنا الله سبحانه وتعالى من عبيده الذين يتعلقون بكل أسمائه الحسنى وصفات كماله .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 21-08-2007 الساعة 09:39 AM
-
اخواني اخواتي ان الفرق بين المومن والكافر هو العباده
ان المؤمن يعمل اعمالا يوافق مايريد الله
والكافر يعمل عملا ينسبه الى الله لاكن الله لم يوصيه بهذاالعمل
اليكم هذه الايات تبين موقف الكفار من اعمالهم
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }يونس18
{فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ }هود109
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }الحج71
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ }الفرقان17
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً }الفرقان55
{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ }القصص63
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ }سبأ40
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }الزخرف45
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة الأنبا الدين74 في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 39
آخر مشاركة: 12-09-2007, 09:36 PM
-
بواسطة عبد الله ابن عبد الرحمن في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 19
آخر مشاركة: 12-07-2007, 04:51 PM
-
بواسطة I.m.I في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 05-05-2006, 12:29 PM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 21-12-2005, 02:00 PM
-
بواسطة على جلال في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 20-08-2005, 11:24 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات