تنبيه: قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب النبي غير صحيحة ولها أثر سلبي
تنبيه: قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب النبي غير صحيحة ولها أثر سلبي
السلام عليكم ورحمة الله.
أمس وأنا أقص قصة ما قبل النوم لولديَّ قاطعني ابني بإيراد قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب بيت النبي كل يوم فيخرج النبي ويزيح القمامة وينطلق إلى أن جاء يوم لم يجد فيه النبي القمامة فسأل عن اليهودي فأُخبر بأنه مريض فزاره فتفاجأ اليهودي وأسلم.
أخبرت ابني أن هذه القصة غير صحيحة، فقالت ابنتي: لكن معلمتي أيضا أخبرتنا بها...ثم اليوم أخبرني أولاد أخي أنهم تلقونها في المدرسة، علما بأن مدرستهم جميعا "إسلامية" من أشهر المدارس.
هنا إخواني أود أو أبين أن هذه القصة لا أصل لها ولم يروها أحد من المحدثين، بل هي كذب مجرد. ولو ثبتت لتأولنا لها. لكنها لا تصح لا رواية ولا متنا (من حيث المعنى).
إذ:
1) كيف يُتصور أن يضع اليهودي القمامة على باب بيت النبي ويترك الصحابة القمامة إلى أن يضطر رسول الله لإزاحتها؟ ففي هذا انتقاص من توقير الصحابة للنبي.
2) لم يخالط النبي اليهود إلا في المدينة، حيث كان رأس الدولة مأذونا له وللمسلمين بكف الأذى عن أنفسهم. فكيف يتصور أن يتجرأ يهودي على فعل هذا وفي المدينة أبو بكر وعمر والزبير بن العوام وخالد بن الوليد وسعد بن معاذ وغيرهم من الصحابة المعظمين لقدر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3) هذه القصة يوردها الناس لضرب المثل لتسامح النبي صلى الله عليه وسلم. والحق أن هذا ليس تسامحا، بل ضعف، وحاشا رسول الله. فالتسامح يكون مع من بدرت منه إساءة مرة من المرات كالرجل الذي جذب النبي من ثوبه وقال أعطني يا محمد. أما أن يقوم يهودي خبيث بهذا الفعل ويكرره ويسكت عنه النبي ويكتفي بإزاحة القمامة، فهذا وهن نجل عنه المقام النبوي.
فيا إخواني المربين، ويا أخواتي المربيات!
الله الله في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والله ما لنا عذر ووسائل معرفة صحة الروايات من ضعفها منتشرة ميسورة. في الصحيح غُنية وكفاية عن الباطل والموضوع والمكذوب. وأحاديث حلم النبي وعفوه وسمو نفسه كثيرة غزيرة يسهل استخراج دررها من كتب الحديث الصحيحة.
ولا تشيعوا في أبنائنا ثقافة إن ضرب لك خدا فأدر له الآخر!
فهي ثقافة نجل عنها أنبياء الله جميعا.
أرجو ممن يقرأ هذا الكلام أن ينشره تنقيحا لسنة الحبيب مما علق بها.
والسلام عليكم ورحمة الله
د/إياد قنيبي
قال تعالى:{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير } (آل عمران:28)
قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون { (المجادلة:22) .
قال تعالى:{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(الممتحنة:8 ).
المفضلات