أشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم،الرؤف الرحيم،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبة وخليله،الهادى إلى صراط مستقيم، والداعى إلى دين قويم. صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر النبين والمرسلين .
أخي المسلم .. أختي المسلمة :
أصبحنا الآن في زمن القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار .
فكل يوم يخرج علينا كلب من الكلاب الضالة أصابته الغيرة بمرض جنون الشهرة ، فيحدث نفسه كيف يكون له وجود في المجتمع ويتردد أسمه على كل لسان داخلياً وخارجياً ؟ وما هي أقصر الطرق التي تحقق أفكاره ؟ .
فلم يجد أمامه إلا خيارين ، الأول: هو أن يكون احسن الناس ، والثاني: أن يكون أقذر الناس .
فلم يجد جمال البنا إلا أن يكون اقذر الناس ، ولكنه وجد أن هذا الطريق لن يأتي بثماره إلا من خلال طرق وافكار تحتاج لخطة شيطانية محكمة .
لم يجد جمال البنا مكان له في المجتمع إلا من خلال شهرة اخيه حسن البنا مؤسس الأخوان فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين نبي الله نوح عليه السلام وابنه... وهذا ما اصابه بعقدة نفسية اسمها حسن البنا .
فلم يجد جمال البنا طريق ليتخلص من شهرة أخيه والبحث عن الذات إلا عن طريق واحد وهو "لن أعيش في جلباب أخي".
فلم يجد جمال البنا طريق إلا طريق البسطاء وهم العمال الذي هو منهم ( أصل مهنته عامل.. وليس في كينونة العامل أي عار.. العار فيمن يدعي أنه عالم.. وهو عامل وغير حاصل على شهادة تعليمة عُليا !!) وهم أكبر فئة في المجتمعات ... فبدأ يساعدهم ليعلن عن مولد حركة جديدة وهي الحركة العمالية والحرية النقابية ومزجها بأسلوب إسلامي بديع من خلال ثلاثة أحاديث نبوية وهي: "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه"، و"هذه يد يحبها الله ورسوله"، و"ثلاثة أنا خصمهم... رجل ظلم أجيرا" وذلك لكسب أكبر عدد من المؤيدين له ، كما كتب عن عقيدة وفلسفة الحركة النقابية وعلاقتها بالإسلام، محاولا التأسيس لمنطلق إسلامي ، وكتب عن الحرية النقابية التي لم يكتب فيها مفكر عربي قبله ، فمزج الإسلام كعقيدة للحركة النقابية والعمالية ... وبذلك اصبح بالفبركة "المفكر الإسلامي" جمال البنا .
إنها طريقة شيطانية محكمة ثبتها وطورها وأنعشها الإعلام بجهالة أعتماداً على سمعة أخيه حسن بالبنا وما كان يخطر ببال الإعلام أن مثل هذا المخادع قد أعلن سابقاً بـ "شجر الإخوان الذي يطرح ثمارا لا أريدها" .
من هنا بدأ جمال البنا يضم لنفسه أكبر حركة في المجتمعات وهي الحركة العمالية ومنها بدأ يسلك طريقه الجديد التي كان يسعى إليه من الصغر وهى محاربة أخيه من خلال الطعن في تشريع الإسلام وبث أفكار هدامة في المجتمعات وكأنه يعلن لنا أنه لم يفهم أحد رسالة الإسلام إلا جمال البنا فسب جميع علماء المعمورة في علمهم وكأنه يعلن عن ميلاد فكر جديد إسلامي جهله خًمس سكان العالم .
فالموضة هي أن كل كلب يريد أن ينبح وتتحدث عنه الألسن ويكون نجم الشاشة والشباك فعليه أن يطعن في الإسلام من خلال الطعن أو السب في رسول الله أو القرآن .. وهذا كله طعن في الله بطريقة غير مباشرة .
إن جمال البنا ما هو إلا حلقة من سلسلة آراء كُتاب أبهرتهم النجومية والشهرة فأتوا لنا بأفكار غربية شاذة لا يتبعها إلا الغرب الكافر الذي لا دين له وإنحطت أخلاقه بإباحة الشذوذ والدعارة على الرغم من تقدمه العلمي ، فهؤلاء الكُتاب هم مجموعةٍ تأسَّست وشكَّلت تيَّارًا أطلَّ علينا برأسه منذ ما يقارب الثلاثين سنة، وأتحفتنا بهذه الآراء الغريبة، وما يجمع هذا التيار هو أمران:
الأول: أفكارهم الغريبة.
الثاني: مخالفة هذه الآراء لأصول الإسلام ومنهجيَّته للوصول إلى الشهرة .
لنبتعد عن الإسلام فقرة واحدة ونقول : ما يثير إندهاش القارئ هو : لماذا لم يخاطب جمال البنا وأمثاله ما يدور في بيوت الدعارة والكباريهات وكذا أهداف الغرب في تفتيت عادات وتقاليد الشرق الطاهرة وتحويلها إلى مجتمع جنسي شاذ لا يُنتج عالم أو مثقف ليحصل على جائزة علمية عالمية تفيد المجتمع ، بل مجتمع ينتج عاهرات لبيعهم في سوق الرقيق في أسواق أوروبا مع هدم الثقافة الشرقية لسهولة إحتلاله فكرياً واقتصادياً وسرقة ثرواته الفكرية والمادية والإستيلاء على المخزون المائي والذي هو السبب الرئيسي لحرب عالمية جديدة سيشهدها العالم في القريب العاجل ؟!.
قد يظن البعض أن المسلمين أنبياء ولا يوجد منهم من ينحرف أو يخرج عن الإطار الإسلامي ... لا
الأمة الإسلامية هي أمة مثل أي أمة أخرى ، ففيها المؤمن ، وفيها المسلم ، وفيها المنافق .
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
[الحجرات14] .
فجمال البنا وأمثاله العلمانيين هم العاهر الذي يطارد الطاهر و الفاجر الذي يطارد البر.. والكافر الذي يحاصر المؤمن.. والخائن الذي يتحكم في الأمين.. فسمم الأفكار فأوحى بأن الداعرة تحدد مقاييس الشرف والعارية تحدد حدود الاحتشام والشاذ يحدد مواطن العفة واللص يحدد مواصفات الأمانة ، ولكنه نسى أن دخوله القبر بالكفن لن يخفيه من جبروت وانتقام الله لكل من سولت له نفسه الطعن في حدود الله ..
وهل اصبح الجاهل يعلم العالم والكذاب يُصدّق والصادق يُكذب والزنديق يفتي في الحلال والحرام .. فيتحقق أهدافهم التي تهدف لهدم همة الأمة الإسلام لِيُشعر الجيل الجديد بالعجز ومنها بث أفكارهم العلمانية والشذوذ الفكري الذي ينتمي إليه بدلاً من أن ينصحهم باتباع رسول الله ..
أخي المسلم .. أختي المسلمة
هل الإسلام الذي يُبشر به هؤلاء الكلاب والخنازير هو إسلام ليكون بلا تفسير ولا سنة ولا قواعد للحكم ولا جهاد في سبيل الله ولا حد ردة ولا حد زنى ولا حد سرقة ولا قصاص ولا حجاب ولا صلوات خمس ولا حج ولا زكاة ولا اخلاق ولا حب في الله ؟
ما أعلن عنه جمال البنا وأمثاله لم يكن صدفة كما لم يكن عبث عابث ولا "دردشة" فاسق صفيق.. و إنما هو مخطط تتكامل أجزاؤه في شتي أرجاء العالم التي يحركها الماسون والصليب و أعوانهم وعملاؤهم وشواذهم من القساوسة والرهبان، ولم يكن الأمر أمر رواية كافرة فاجرة أو أذان يمنع أو حجاب يخلع أو اعتقال أو امتهان.. ولا حتى أمر شاذ يتولى أمر فكر الأمة. لم يكن الأمر ذلك كله.. بل كان استهداف الإسلام جميعا.. الإسلام كله بأركانه الخمسة ، إن هناك نخبة منحرفة شاذة مجرمة تضحي بكل ثمين من مال وعرض وشرف من أجل محاربة الإسلام ومن خلال قاعدته الأساسية وهي الشباب المسلم .
إن من يحارب الشرف ونشر الدعارة هم أمثال جمال البنا وإقبال بركة والسعداوي وهم نخبة مثقفة أشد سفالة وبذاءة وسوقية ووحشية وانعدام الأخلاق والضمير.. لكن ما ينقص مثقفي النخبة هو أنهم لا يملكون مبررات الحاجة والعوز وانعدام التربية التي قد تصلح معاذير لأبناء الشوارع. .
قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون
[النور19]
صدق الله العظيم .
المفضلات