المطالبة باعتبار يوحنا بولس الثاني "قديسا"
طالب آلاف المؤمنين بإعلان البابا يوحنا بولس الثاني الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية ثلاثين عاما قديسا لتميزه "بالفضائل", وبتفرده عن بابوات كثيرين شغلوا هذا المنصب في الماضي البعيد.
وقد احتفظ السجل البابوي في القرون الماضية بمواقف قاتمة جدا لعدد من البابوات، ممن اشتغلوا بالمؤامرات وشن الحروب وأنواع من الفساد السلطوي. فتاريخ البابوية يعج ببابوات لم يتميزوا بفضائلهم المسيحية، وكان الكسندر الحادي عشر من عائلة بورجيا الشهيرة أحد أبرز هؤلاء، حيث عرف كرجل طموح وغني للغاية "جعل السماء تمطر أموالا" خلال المجمع الذي اختاره حبرا أعظم في العام 1492.
ويؤكد بيتر ماكسويل ستيوارت المؤرخ في جامعة ابردين في اسكتلندا أنه "تم شراء البابوية, وكانت الأموال تنهمر مثل المطر"، وما أن انتخب حبرا أعظم حتى عين الكسندر الحادي عشر أبناءه العشرة وبناته الثلاث الذين ولدوا من أمهات مختلفات, في مناصب عالية في المجتمع الإيطالي في تلك الفترة.
واضطر بابوات في تاريخ الكنيسة الطويل إلى محاربة الغزاة بالحيلة أو بالسلاح, من ملوك وأمراء للدفاع عن المسيحية وملكوت السموات. وتحولت البابوية على مر القرون إلى قوة نافذة عريقة وفقدت تدريجيا وجزئيا مظهرها الروحي لتتحول إلى كيان جغرافي وزمني ودنيوي. وتوسعت تاليا أراضي البابوية على الصعيد الجغرافي مما تطلب تنظيم جيش.
وتحول بعض البابوات أيضا إلى حكام مطلقين ومستبدين وتميزوا بأخلاق منحلة. فقد كان يوليوس الثاني خليفة الكسندر الحادي عشر, الذي انتخب في 1503 وهو أب لثلاث بنات, محاربا كبيرا واجه كل الذين تجرؤوا على تحدي سلطته.
ولم يحسن يوحنا الثالث عشر في العام 882 اختيار أصدقائه فكان أول بابا في التاريخ يتعرض للاغتيال وللتسميم وللضرب.
أما البابا فورموزا فقد لازمه سوء الحظ طوال حياته إذ أنه كان كاردينالا والقي عليه الحرم الكنسي من قبل أحد أسلافه وهو يوحنا الثالث عشر. ونجح في ما بعد في إقناع الكرادلة بانتخابه حبرا أعظم. لكن أحد خلفائه اتيان الثالث عشر قرر نبش رفاته وتنظيم محاكمة لجثته. وتعرض اتيان الثالث عشر هو أيضا للتسميم وللخنق.
اما ليون الخامس من عائلة مديتشي الشهيرة فقد اعتلى السدة البابوية من 1513 إلى 1521 وسمح بازدهار الفساد حتى أن منح الغفران الكامل تحول إلى مجرد سلعة.
وطلب البابا اوربانوس الثالث عشر (1623-1644) من عملاء الفلك أن يضعوا الطالع الفلكي لكل كرادلة روما ليعرف متى سيتوفى هؤلاء لأنه لم يكن يثق بهم.
وولت ايام البابوات الذين لهم عدة أبناء والمحاربين والمتآمرين منذ فترة طويلة لكن اليوم برزت فضائح أخرى مثل ضلوع بعض الكهنة في الاعتداء جنسيا على قصر في الولايات المتحدة والنمسا واستراليا وهي قضايا أساءت إلى سمعة الكنيسة.
تجدر الإشارة إلى أن مجمع الكرادلة سينعقد اعتبارا من 18 أبريل/ نيسان الحالي لانتخاب خلف لكارول فويتيل الذي طالبت الحشود خلال جنازته بإعلان قداسته فورا.
المصدر
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/04/12/12104.htm
المفضلات