أشكر جميع الأخوة و الأخوات على تفضلهم بالمرور و على كلماتهم الطيبة ....
و أشكرك أخي أبو طارق بتعليقك الهام الذي يشير الى أن انجيل لوقا عبارة عن مجرد رسالة و أن لوقا نفسه لم يكن يعلم أن رسالته سوف تصبح انجيل ....
و اني قد رأيت في هذه النقطة أن الطبيب لوقا حاول أن يحذو حذو صديقه في ارسال الرسائل ( و أقصد بالصديق بولس ) ....
لأننا نلمح أن انجيل لوقا و أعمال الرسل احتويا مقدمة تظهر حقيقة أن ما كتبه لوقا في الاثنتين انما هي رسالة الى شخص معين ....
فكان الأجدر أن تصنف كتابات الطبيب لوقا ضمن عنوان رسائل لوقا ( رسالة لوقا الى ثاوفيلوس 1 و هي ما يسمى اليوم انجيل لوقا و رسالة لوقا الى ثاوفيلوس 2 و هي ما تسمى أعمال الرسل ) .
على كل حال أخي الكريم ما أردت الاشارة له هنا بأن لوقا كشف أمرا هاما جدا .... و هو أن التلاميذ لم يكتبوا كلمة من الاناجيل الحالية ....
و قد يسألني السائل و ما هو دليلك يا نجم ثاقب ؟
أقول له ....
أن التلاميذ لو افترضنا أنهم كتبوا كلمة واحدة ضمن أناجيل اليوم ....
فان برنابا سيكون من بينهم .... و أيضا توما .... و بطرس (الصخرة) و غيرهم ....
و لو سلمنا أنهم جميعا كتبوا أو لم يكتبوا فان ما اعتمده المجمع البشري قد استخلص من كتابات التلاميذ ( حسب ايمانهم ) اربع كتابات ....
فخرجت كتابة متى الى الاعتماد من بين كتابات التلاميذ ....
و خرجت كتابة يوحنا الى الاعتماد من بين كتابات التلاميذ ....
و بما أن لوقا قد كتب مقدمة انجيله قبل مجمع نيقية بزمن طويل ....
فانه لاشك كان يعلم أن التلاميذ كتبوا مساقين بالروح القدس ....
لذا فان مقدمته الغريبة لا تذكر حقيقة أن التلاميذ كتبوا حرفا كأناجيل ....
و الدليل ....
نرجع الى المقدمة :
-------------------------------------
"إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقِّنة عندنا.
كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة.
رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس.
لتعرف صحة الكلام الذي عُلّمت به"
------------------------------------
الذي قرأ المقدمة بتمعن لا يجد أى اعتماد للكثيرين الذين كتبوا على كتابات التلاميذ الذين هم بالاصل شهود عيان ....
لاحظتم أخواني و أخواتي ما أقصد ؟؟؟؟؟
أى أن جميع المسيحيين الافاضل الذين يملأون المواقع و المنتديات التبشيرية و هم يصرخون لنا بأن الاناجيل كتبها التلاميذ .....
فانهم ليسوا أعظم و لا أوقع من لوقا الذي لم يشير الى أن مصادر الكتابة أو التوثيق هي من كتابات التلاميذ ....
بل الأمر أشبه ما يكون أن يدعي كل كاتب أنه تلقى ما كتبه من رجل مهم أو شاهد عيان عاصر الاحداث أو نقل الاحداث من شاهد عيان ....
أى الموضوع كله ادعاء حيث لا أسماء ....
كل من أراد الكتابة يقول .... أن هذا الذي كتبه هو من الأمور المتيقنة !
و هذا هو كل الامر .... ادعاء .... ليس له علاقة بوحى الروح القدس ....
فهل لوقا كان سيكتب مقدمته تلك بالشكل الذي قرأناه ....
لو كان مؤمنا أن متى و مرقس قد كتبوا ؟؟؟؟؟؟
اذا كان لا هو و لا صديقه بولس من تلاميذ المسيح .....
و جاء لوقا يكتب مثل الذين كتبوا ....
أليس الأوقع أن يكتب أن الكثيرين حملوا كتابات التلاميذ ؟؟؟؟؟؟
بدلا من كتابة أن كثيرين كتبوا ؟؟؟؟؟؟
ماذا يبقى بعد كتابة التلاميذ لو أن التلاميذ كتبوا ؟؟؟؟؟
لكن لوقا كان يعني و مؤمن بما كتبه ....
هو يعلم أنه و لا تلميذ كتب حرفا ....
و أن كلها محاولات لكتابة قصة يدعي كل كاتب أنه أخذها من مصدر موثوق دون ذكر أسماء ....
هذه هي الحقيقة وواقع مقدمة لوقا ....
لوقا يا اخواني و يا أخواتي .....
عاش واقعا ....
هو أصدق من جميع علماء و أشخاص مسيحيين هم اليوم يحاولون الدفاع عن الأناجيل .... لينسبوها عنوة الى التلاميذ ....
أليس لوقا أحق منهم أن يتفاخر بكتابات التلاميذ الأولى ( لو أنهم كتبوا ) ؟؟؟؟؟؟؟
بدلا من الاشارة الى مثله الاعلى في الكتابة برمز عام عبر كلمة : كثيرون ؟؟؟؟!!!!!!
لذا فان المفسر القمص تادرس يعقوب ملطي ....
تدارك على ما يبدو تلك السقطة في مقدمة انجيل لوقا ....
فكتب في تفسيره أن كلمة ( كثيرون ) تعني الذين لم يكتبوا بوحي الروح القدس معتمدا على أن كلمة ( أخذوا ) أنها تعبر عن المحاولة البشرية لأجل أن يكتبوا .... مما يخلو تماما من ارشاد ووحي الروح القدس !
اقرأوا ماذا فسر لنا سيادة القمص :
ظروف الكتابة هي وجود كثيرين ممَّن كتبوا عن الأمور المتيقِّنة الخاصة بالسيِّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. يرى قلَّة من الدارسين أنه يقصد بهذا الإنجيليِّين مرقس ومتّى، لكن الرأي الغالب أنه يقصد أناسًا غير مخلِّصين حاولوا الكتابة عن شخص السيِّد المسيحبفكرٍ خاطئٍ... لكن أعمالهم لم تقبلها الكنيسة الأولى كأسفار قانونيّة. ويميز العلامة أوريجينوس بين إنجيل معلِّمنا لوقا (وأيضًا بقيّة الأناجيل) التي كُتبت بوحي الروح القدس وتسلّمتها الكنيسة، وبين المحاولات البشريّة لكتابة أناجيل، فيقول: [معني كلمة "أخذوا" أنهم حاولوا، وفي هذا اتهام موجَّه ضدَّهم ضمنيًا، إذ حاولوا كتابة الأناجيل دون إرشاد الروح القدس، أما البشيرون متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا فلم يحاولوا التأليف، إنما امتلأوا بالروح القدس، فكتبوا الأناجيل... أربعة أناجيل هي القانونيّة، منها وحدها نستقي إيماننا بربِّنا ومخلِّصنا |
ما رأيكم .... ؟
لاحظتم بلا شك أن لوقا الطبيب يقول ( ولا حظوا ما لونته لكم باللون الأحمر ) :
إذ كان
كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقِّنة عندنا.
كما
سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة.
رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس.
لتعرف صحة الكلام الذي عُلّمت به"
===========
و هنا نسأل القمص المحترم ....
هل يعقل أن يستشهد لوقا على كتابات بشرية خاطئة ليعبر عن قيامه هو أيضا بعمل ما يعملون بكلمة ( أيضا ) أم الأولى أن يستشهد بكتابات التلاميذ ( ان وُجِدَت ) ؟؟؟؟
الحقيقة أنه لو يوجد أى تلميذ كتب انجيلا أو حرفا من انجيل بحسب رؤيته الخاصة ....
بل كلها محاولات كتابة جاءت متاخرة لأشخاص يدعون أنهم كتبوا من مصدر موثوق دون أسماء !
فاذا كان لوقا الطبيب قد قصد بكلمة ( كثيرون ) أولائك الذين حاولوا الكتابة فأسقطت الكنائس كتاباتهم ....
و بفرض أن مقدمة لوقا وجدت الكثيرون اصحاب المحاولات أهم من التلاميذ أصحاب الروح القدس ....
فكيف نمرر ذلك اللامنطق ....
و نمرر أيضا شهادة أعمال الرسل التي لم تذكر أن اى واحد من الرسل قام بأعظم عمل يخص الأجيال القادمة و ذلك العمل هو كتابة كلمة الرب المقدسة .
هاتوا لي من أعمال الرسل كسفر كامل هام يشهد أن تلميذ واحد قام بكتابة أنجيل أو كتابة كلمة الرب المقدسة خاصة و أن وحي الرب قد رافقهم بهذا الدور الهام الذي يستميت علماء المسيحية ليثبتوه الى العالم ؟!
لكن للأسف ....
واضح جدا ....
أن الحقيقة التي كان يدركها لوقا ....
أن لا كتابة لأناجيل تمت في عهد التلاميذ و الرسل و التابعين الأوائل ....
بل ان الامر أشبه باستدراك متأخر لكتابة ما تناقله الناس على سبيل الاشاعة أو ربما على سبيل الشهرة و المال ربما بنسبة كلمة الرب الى جانب اسمهم أو اسم تلميذ معين لاضفاء قوة لمخطوطاته يمكن أن تحظى بالقبول فيُقبَل حاملها مع ما كتب على اعتبار انها شهادة حق مقدسة نال شرف رعايتها و كتابتها ....
هذا هو الواقع .....
خاصة و أن سفر أعمال الرسل قد اهتم بذكر أهم أعمال التلاميذ ....
بل و ذكر اللحظات التي حضر بها الروح القدس للتأثير على التلاميذ ....
فهل برأيكم هناك أهم من حدث نزول الروح القدس على التلاميذ ليكتبوا ؟
أليس حدث سياقة الروح القدس لهم بكتابة كلمة الرب موازي أن لم يكن أكثر من الأمثلة التي ذكرها لوقا كالاتي :
2: 1 و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة
2: 2 و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملا كل البيت حيث كانوا جالسين
2: 3 و ظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم
2: 4 و امتلا الجميع من الروح القدس و ابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا |
ها هي الألسنة فأين الأيدي التي تكتب كلمة الرب ؟؟؟؟؟
لم يذكر لوقا أن تمليذا كتب أناجيل .....
بل معنى هذا أنه لا أهمية و لا ثقافة اسمها كتابة كلمة الرب أو الانجيل ....
واضح أن لوقا لا يعتبر كتابات التلاميذ مصدرا للحق ....
لأن التلاميذ بالاصل لم يكتبوا شيئا ....
بل أن موضة كتابة كلمة الرب كانت ظاهرة عبر عنها لوقا بكلمة ( كثيرون ) و اعتبر نفسه من فئتهم .... فئة الذين أخذوا و حاولوا كتابة امور و قصص .... و التوثيق بها فقط هو ادعاء عام بلا اسماء أن ما يكتبونه أخذوه من شهود عيان .... لذا لوقا ذكر أنه دقق و تتبع ....
لانه لا يملك حقيقة تقول أن ما بين يديه أو أيدي أولائك الكثيرين كتابات بأيدي التلاميذ و التي يمكن ان يقول لوقا عنها أنه رأى هو أيضا أن يعتمد على كتابات التلاميذ المقدسة أو أن يذكرها ككتابات معتمدة لكل من يحاول الكتابة بعدهم .....
لذا ....
فأن الخلاصة يا أخواني و يا أخواتي و بكل منطق و حيادية .....
أن التلاميذ لم يكتبوا حرفا من أناجيل اليوم ....
و ان تلك الموضة جاءت متأخرة تلعب بها محاولات الانسان و رؤيته الخاصة لتسويق قصة حدثت في فلسطين .....
فقام لوقا يكتب الى ثاوفيلوس محاولاته التي تشابه ( الكثيرون ) الذين حاولوا الكتابة لكنه دقق كباحث على ما يبدو ....
بينما غاب ايمانه كمسيحي مثل مسيحيي اليوم المتعصبين بأن كلمة الرب هي مرجعه من أيدي تلاميذ و رسل مثل ( البشير متى ) مثلا ....
لكن مسيحيي اليوم في وادي .... و ايمان لوقا في وادي ....
لأن لوقا كتب حقيقة ايمانه بحقيقة واقعه ....
أنه لا يؤمن أن التلاميذ كتبوا أناجيل ....
لا يؤمن سوى أن كثيرون حاولوا الكتابة مدعيين ان كتاباتهم موثقة بلا أسماء أو دليل .... و أنه يقوم بنفس الدور الذي هو موضة العصر على ما يبدو ....
لذا ليس بأيمانه أو ثقافته شىء أن ذلك الأمر قام به من هم أعظم منه و من أولائك الكثيرين .... وهم التلاميذ ....
لأن التلاميذ لم يكتبوا أناجيل أو أى كتابة مثلما هم يحاولون ....
أو بالخلاصة .... على نمط الكوميديا المصرية :
أن الشاهد ما كتبش حاجة .
ولوقا المسيحي أصدق من جميع مسيحيي اليوم و منهم مفسريهم و المدافعين عن الاناجيل .... لأن لوقا لا يؤمن أن التلاميذ مصدر كل كتابة موثقة لأن التلاميذ لم يكتبوا حرفا من الأناجيل بعكس جميع مسيحيي اليوم الافاضل ! .... هداهم الله ....
و شكرا سيادة القراء الأكارم .....
و الى كل مسيحي أو مسيحية فاضلة تجد أن ما كتبته ليس واقعا ....
فأنا مستعد لكل مناقشة تحت مظلة المنطق و الاحترام المتبادل .
و الحمد لله على نعمة الاسلام .
أطيب الأمنيات لكم من أخيكم نجم ثاقب .
المفضلات