أرجو من احد الاخوه المتخصصين الرد علي هذه المقالع للاهميه رجااااااء يا اخوه الرد
اتسائل في البداية من اين اتي المشكك بافتراضية ان الانجيل العبري حرف ففقد ؟
هل معه نسخه من انجيل متي العبري ليثبت ادعاؤه ؟
وايضا ادعاؤه بان اسم مترجم انجيل متي غير معروف ايضا ادعاء خطأ
وفي البداية اضع بعض الحقائق التي لم يختلف عليها احد من المفسرين ولا الباحثين المسيحيين ثم اقدم الاراء المختلفة
الحقيقه الاولي
انجيل متي اليوناني هو انجيل غير مترجم
وهذا اكده كل من درس الانجيل باللغه اليوناني لوجود تعبيرات بلغات ساميه يذكرها ثم يقول معناها باليوناني
وهو بنفسه قام بكتابته باليونانية ايضا لان الانجيل ليس فيه سمات الترجمه علي الاطلاق ولكن كاتبه الاصلي هو من قام بكتابته باليونانية ايضا وهذا لوجود كلمات يونانيه به لاوجود لكلمات عبريه موازيه لها
وايضا تعبير إيلى إيلى لما شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى يدل انه كتبه في انجيله بالعبري ايلي ايلي لما شبقتني ولما كتبه باليوناني كررها وكتب معناها باليوناني فلو كان الكتاب مترجم لما وجد الشق الاول ولكن الذي تم انتشاره هو النسخه اليوناني والتي كانت تقراء في القداسات هي النسخه اليونانيه التي كتبها هو
مثل عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لما تركتني
وايضا اسلوبه بؤكد ان انجيله كتب بالعبري وبايضا كتبه باليوناني لانه لو ترجمه باليوناني من الاصل لكان نسبة النص من السبعينية اعلي من من هذه النسبه
وعلي سبيل المثال من اكد ذلك دائرة المعارف الكتابية
بنجل وتريش وغيرهما من العلماء. فإنجيل متى – فى الحقيقة – يعطى الأنطباع بأنه غير مترجم بل كتب أصلاً فى اليونانية ، فهو أقل فى عبريته -فى الصياغة والفكر- من بعض الأسفار الأخرى فى العهد الجديد، كسفر الرؤيا مثلاً . فليس من الصعب – عادة- اكتشاف أن كتاباً فى اليونانية من ذلك العصر مترجم عن العبرية أو الأرامية ، أو غير مترجم . وواضح أن إنجيل متى قد كتب اصلاً فى اليوناينة ، من أشياء كثيرة، منها كيفية استخدامه للعهد القديم، فهو أحياناً يستخدم الترجمة السبعينية ، وأحياناً أخرى يرجع إلى العبرية، ويظهر ذلك بوضوح فى الأجزاء 12: 18-21، 13: 14و 15 حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض.الحقيقه الثانية
ان النسخه اليوناني هي موجوده من قبل سنة 65 م
وهذه قدمت ادله كثيره جدا عليها ولكن اهمها باختصار
بردية 64 و 67 لسنة 60 م
مخطوطات قمران لسنة 67 م
واقوال الاباء التي بعد كتابة الانجيل باقل من ثلاثين سنة
وبالتحليل الداخلي الذي يثبت ان الانجيل كتب قبل خراب اورشليم
ومن يريد تفصيل هذا الامر يرجع الي ملف قانونية انجيل متي وكاتب الانجيل
الحقيقه الثالثه
كان يوجد نص عبري لانجيل متي ايضا فيوسابيوس يذكر خبيراً عن أن بانيتنوس وجد – فى حوالى 170م – بين المسيحيين من اليهود – ربما فى جنوب الجزيرة العربية – إنجيلاً لمتى فى العبرية، تركه هناك برثلماوس
وهذه المعلومة ينقلها بابياس عن الرسل أنفسهم. ويقص القديس إيرينيئوس قائلاً: [إن متى أيضاً كتب إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم الخاصة.]
ويؤيِّد هذا الخبر القديس جيروم، علماً بأن بنتينوس كان علاَّمة ويُتقِن العبرية ويستطيع أن يُميِّز الإنجيل الذي رآه. ومعروف أن كل الكرازة في بلاد العالم كانت تتركَّز في البداية بين اليهود، وكان من الأمور الهامة جداً أن يكون بين أيديهم إنجيل بلغتهم.
أيضاً شهادة من أوريجانوس كما سجَّلها يوسابيوس: [الإنجيل الذي بُدئ بكتابته بواسطة القديس متى، الذي كان سابقاً عشَّاراً وبعد ذلك رسولاً ليسوع المسيح، كتبه بالعبرية وسلَّمه للمؤمنين اليهود]
يوسابيوس: [لأن القديس متى إذ كان قد كرز سابقاً لليهود بالعبرية، فحينما دُعي للخدمة إلى بلاد أخرى سلَّمهم الإنجيل بلغتهم، لكي يسد إنجيله عن وجوده بينهم.]
ويشهد القديس كيرلس الأُورشليمي في عظاته التعليمية قائلاً: [إن القديس متى الذي كتب إنجيله بالعبرية هو الذي قال هذا.]
ويشهد القديس إبيفانيوس قائلاً: [إن متى هو الوحيد بين كُتَّاب العهد الجديد الذي سجَّل الإنجيل وكرز به بين العبرانيين وبالحروف العبرية.]
كذلك يشهد ق. إبيفانيوس عن قصة رجل يهودي متنصِّر كيف اكتشف إنجيل القديس متى بالعبرية داخل خزانة مغلقة.
كما يشهد جيروم في مقدِّمة شرحه لإنجيل ق. متى: [إن متى في اليهودية كتب إنجيله باللغة العبرية أساساً من أجل منفعة اليهود الذين يؤمنون بالمسيح. كما يشهد في كتابه: “مشاهير الرجال” إنه وجد نسخة من إنجيل ق. متى بالعبرية في بيريه Beroea بسوريا وقام بنسخه حرفياً. ويكرر هذا الخبر عدة مرَّات في كتاباته الأخرى. كذلك لنا شهادة غريغوريوس النزينزي وذهبي الفم وأوغسطينوس وبقية الآباء، وشهادات آباء الكنيسة السريانية التي قام بجمعها العالِم السمعاني
ولكن هناك خلاف ليس في وجود شيئ كتبه متي بالعبري ولكن هل هو انجيل كامل وكتبه القديس متي باليونانية مره اخري ام تجميعة اقوال للرب يسوع المسيح بالعبري استخدمها متي فيما بعد لكتابة انجيله باليونانية
الشواهد الابائية تميل الي ان الانجيل بالعبري كامل ومتي البشير كتبه باليونانيه بعد ذلك او ترجمه ولكن الاباء اجمعوا انه صاحب النسختين العبريه واليونانية كاتب الاثنين بنفسه او ترجم اليونانية عن العبرية بنفسه وهذا الرائي الذي اميل اليه لانه تقليد ابائي ولكني اعرض الرائين بحيادية
الباحثين يميلون اكثر ان نسخته العبريه هي ليست انجيل كامل ولكن تجميع لاقوال السيد المسيح وافعاله واستخدمها بعد ذلك في كتابة انجيله اليوناني الذي كتبه بنفسه
بعد ان عرفنا وتاكدنا كما تقول دائرة المعارف الكتابية
ولم تكن وحدة هذا الإنجيل وصحته محل تساؤل على الإطلاق فى العصور الأولى، وتثبت شهادة المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء بالإجماع
قانونيته : اعترفت الكنيسة الأولى بالأصل الرسولى لإنجيل متى، ووضعته بين الأسفار القأنونية بدون أى تردد أو شك ، واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول " الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع" . ويمكن تتبع استخدام هذا الإنجيل عند الآباء الرسوليين ، وبخاصة فى رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً : " مكتوب" .
كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من " ذكريات الرسل" المسماة " بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. ومما يؤكد أنه هو إنجيل متى الذى بين أيدينا، وجوده بكل تأكيد فى الدياطسرون" لتاتيان تلميذ يوستينوس، كما أن شهادة بايياس مذكورة فيما بعد.
ويظهر الاعتراف القاطع بالإنجيل، فى الشهادات الواردة عنه والاقتباسات المأخوذة منه فى كتابات إريناوس وترتليان وأكليمندس الاسكندرى ، ومن وجوده فى القانون الموراتورى والترجمات الطليانية والبشيطة السريانية…وغيرها.
ومن هنا اعرض الاراء المختلفة للدارسين المسيحيين المختصه بالنسخه العبريه
الرائ الاول ان متي كتب بالعبري وكتب ايضا انجيله باليونانية والنسخه اليونانيه انتشرت والعبري كان لها استخدامات قليله وهي غير متوفره حاليا
الرائ الثاني ان الانجيل الاصلي هو اليوناني والعبري او الارامي هو ليس انجيل بالمعني المعروف ولكن تجميع لاقوال السيد المسيح فقط وهذا هو الرائي المرجح اكثر ولكن في الحقيقه لااعترض علي اي من الرايين
والخلاف قائم فقط علي مقولة بابياس اسقف هيرابوليس من 60 الي 130 م وهو تلميذ القديس يوحنا ورفيق بوليكاربوس )
متي وضع " أقوال يسوع" ( لوجيا ) باللغة العبريّة ( او باللسان العبري )، استخدمها المبشرون
فهي التي استشهد بها الكثير من الاباء مثل القدّيس إيريناؤس تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا وايضا العلاّمة أوريجينوس والقدّيسان كيرلّس الأورشليمي وأبيفانيوس
وايضا قصه مهمة وهي روي لنا المؤرخ يوسابيوس أن القدّيس بنتينوس في زيارته إلى الهند وجد إنجيل متّى باللسان العبري لدى المؤمنين تركه لهم برثولماوس الرسول
والبعض يقبل ذلك بمعني انه نسخه كامله عبري
والبعض يقبلها بانها لوجيا فقط اي تعني تجميعة لاقوال وتعاليم المسيح والبعض يقول اقوال وافعال وسواء اي من الاثنين فمعنا نص الانجيل الاصلي اليوناني المسلم بالتقليد ويطابق العبري وموجود في ايادينا حتي الان ولكن لم يقل احد انه حرف ولا واحد من الاباء
وايضا القديس جيروم نسخته اللاتينية تطابق الانجيل العبري وايضا اليوناني لانهم واحد فمعنا نسخه من هذا الانجيل باللاتينية في الفلجاتا
ملاحظه مهمة: كان يوجد انجيل عند الناصريين هو انجيل منحول راه القديس جيروم واعتقد اولا انه انجيل متي العبري ولكن عندما قراه عرف انه ليس هو ولكن الانجيل المنحول المسمي باسم انجيل العبرانيين الذى يسمى أيضاً إنجيل الاثنى عشر رسولاً أو إنجيل الناصريين وكان متداولاً بين الناصريين والأييونيين والقديس جيروم في شرحه لانجيل متي وضح معرفته الجيده بانجيل متي العبري وايضا بمعرفته بما يسمي بانجيل العبرانيين وان الفرق بينهما كبير فمن يخلط بينهم هو مخطئ وهو ليس محور حديثنا اليومواقدم بعض التحليلات علي هذا الامر ايضا
ابونا عبد المسيح بسيط
الإنجيل الآرامى والإنجيل اليونانى:
تكلم جميع الأباء الذين ذكروا الإنجيل للقديس متى بالاسم عن الأصل الآرامى أو العبرى الذى لهذا الإنجيل، وعلى رأس هؤلاء الآباء بابياس وإيريناؤس وبانتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأوريجانوس وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص وجيروم سكرتير بابا روما. وقد ناقش العلماء هذه المسألة كثيراً، وكانت نتيجة دراستهم كالآتى:
إن الإنجيل اليونانى والذى كان بين أيدى أباء الكنيسة منذ فجرها وما يزال بين أيدينا برغم وضوح أصله السامى العبرى اليهودى وثقافة كاتبة اليهودية العبرية والملىء ايضاً بالعبارات والاصطلاحات السامية اليهودية والذى يبدو واضحاً أن سلسلة الأنسياب فيه وكذلك بقية الإصحاح الأول والثانى مأخوذان من أصل أرامى، إلا أنه مكتوب أصلاً باللغة اليونانية، فقد دُون وكتب فى الأصل باللغة اليونانية وإن كاتبه عبرى أرامى يهودى وكل ما فيه قد حدث وتم فى فلسطين، وليس قيه سمات الترجمة، بل على العكس تماماً إذ توجد فيه كلمات يونانية لا يوجد موازى لها فى الآرامية، كما أقتبس كثيراً، عند الإشارة لنبوات العهد القديم عن المسيح، من الترجمة اليونانية السبعينية Lxx، كما أقتبس أيضاً من الأصل العبرى. وهناك أيضاً بعض الكلمات العبرية والعادات التى شرحها مثل قول السيد " إيلى إيلى لما شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى" (48)، وكذلك قوله " وكان الوالى معتاداً فى العيد أن يطلق للجميع أسيرا واحداً من ارادُوه" (49)، وأيضا قوله " فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم" (50)، وهذا يدل على إن القديس متى قد دون الإنجيل باليونانية وهو يضع فى اعتباره المسيحيين خارج فلسطين.
تؤكد جميع الاقتباسات التى أقتبسها الأباء منذ فجر المسيحية وما بعد ذلك أنها مقتبسة من هذا الإنجيل اليونانى الذى كان مع الأباء وما يزال بين أيدينا.
وقد أكد الأباء أنفسهم، والذين اقتبسوا من الإنجيل اليونانى، والذى لم يكن بين أيديهم سواه أنهم اقتبسوا من الإنجيل الذى دونه القديس متى. كما أكدوا أن الإنجيل الذى كتب بالآرامية أو العبرية قد عرفوا عنه بالتقليد ولكنهم لم يروه وإنما رآه البعض مثل العلامة بنتينوس فى جنوب الجزيرة العبية، وأيضا القديس جيروم الذى قال إنه رآه عند جماعة الابيونيين فى سوريا ولكنه عاد وصرح بعد ذلك إنه لم يكن الإنجيل للقديس متى بل إ،جيل العبرانيين وهو نسخة مشوهة عن إنجيل متى(51).
وقد ثار جدال حول عبارة بابياس " كتب متى الأقوال الإلهية باللغة العبرانية وفسرها كل واحد على قدر استطاعته" (52)، وتشبعت آراء العلماء والدارسين حولها. ولكن هناك كثيرين غيره من الآباء بالإنجيل العبرى أو الآرامي.
وهناك حقيقة هامة يجب أن لا تغيب عن أبصارنا مطلقاً، وهى أن جميع الآباء سواء الذين أشاروا إلى الإنجيل العبرى أو غيرهم لم يكن لديهم سوى الإنجيل اليونانى والذى اقتبسوا منه وأشاروا انه هو الإنجيل الذى دونه القديس متى، وإن أقدم المخطوطات التى وجدت وترجع للقرن الثانى لهذا الإنجيل مكتوبة باليونانية وكذلك أقدم الترجمات مترجمة أيضا عن اليونانية، وان الكنيسة تستخدم فى قراءاتها فى الخدمة الليتورجية سوى النص اليونانى، ولم تستخدم مطلقاً أى نص عبرى للقديس متى أو غيره من كتاب الأناجيل.
ويقدم كثيرين من العلماء تاريخين لتدوين هذا الإنجيل الأول هو ما بين 40 و 45م والثانى هو ما بين 60 و65م، إلى جانب أن كثيرين من العلماء يؤكدون أن القديس متى دون الإنجيل أولاً باللغة الإجرامية فى فلسطين وبعد ذلك دون الإنجيل ثانية باللغة اليونانية دون التقيد بما دونه سابقاً بالآرامية، فهو لم يترجم النص العبرى إلى اليونانية، بل دون الإنجيل واضعاً فى اعتباره عند الكتابة إنه يقدم الإنجيل ليس لمسيحى فلسطين فقط بل لكل المسيحيين الذين من أصل يهودى فى كل العالم.
وعلى كل حال فقد برهنت كل الأدلة على أن الكنيسة وكل آبائها وكتابها لم يستخدموا سوى هذا الإنجيل اليونانى مؤكدين جميعاً بالدليل والبرهان أن جامعة ومدونة وكاتبة بالروح القديس متى تلميذ المسيح ورسوله.
ويجب أن نضع فى الاعتبار أيضا أن هذا الإنجيل قد دون فى الفترة الانتقالية للمسيحية التى لم تكن قد انفصلت نهائياً عن اليهودية حين كان المسيحيون واليهود لا يزالون يعبدون معاً.
القس الدكتور منيس عبد النور
وللرد نقول: ليس هناك ما يعيب إنجيل متى لو أنه كُتب أولاً بالعبرية ثم تُرجم لليونانية، فالكتب المقدسة الموحى بها من الله لا تضيع معانيها ولا طلاوتها إذا تُرجمت إلى اللغات الأخرى. ولو سلّمنا جدلاً أن هذا الإنجيل كُتب باللغة العبرية لقلنا إن الرسول كتبه باللغة اليونانية أيضاً، فكان موجوداً باللغتين اليونانية والعبرية معاً.
والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: »كتب متى إنجيله باللغة العبرية، وكان إنجيل متى متداولاً بين الناس باللغة اليونانية«.
ولكننا نعتقد أنه كُتب باللغة اليونانية للأسباب التالية:
(1) لأنها اللغة المتداولة والمعروفة في عصر المسيح ورسله. ولما كانت غاية الله إعلان مشيئته، أوحى بها باللغة المتداولة. وقد كتب جميع الرسل الأناجيل والرسائل باللغة اليونانية.
(2) كان متى يعرف اليونانية، فقد شغل وظيفة عشار قبل اتِّباعه للمسيح، وما كان يمكن أن يؤدي واجبات وظيفته لدى الرومان بدون معرفتها.
(3) من يتتبَّع العبارات التي استشهد بها متى مِنْ كتب العهد القديم يجدها مأخوذة من الترجمة السبعينية (وهي الترجمة من العبرية إلى اليونانية)، وفيها اختلاف في اللفظ (لا في المعنى) عن الأصل العبري. فلو كان متّى كتَب أصلاً باللغة العبرية لَجاَءَت الآيات الواردة فيه كما جاءت حرفياً في التوراة العبرية.
(4) يوجد توافق في كثير من عبارات إنجيل متى وعبارات باقي الأناجيل. ولو جاء بغير هذه اللغة لما وُجد هذا التوافق.
(5) قال إيريناوس (سنة 178م) إن متى نشر إنجيلاً بين العبرانيين بلغتهم، مما يعني أنه زيادة على إنجيله باللغة اليونانية، نشره بالعبرية لفائدة الناطقين بها. وقال أوريجانوس (سنة 230م): »بلغني من التقاليد المأثورة عن الأربعة الأناجيل التي تتمسك بها كل الكنائس تحت السماء، أن الإنجيل الأول وحيٌ لمتّى الذي كان عشاراً وبعد ذلك صار رسولاً ليسوع المسيح، الذي نشره للمؤمنين في اليهودية بأحرف عبرية«. فهذه الشهادة تدل على أن إنجيله كان باللغة اليونانية لفائدة جميع المسيحيين، ثم نشره بالعبرية لفائدة اليهود.
دائرة المعارف الكتابية
والنظرية الشائعة الأن بين النقاد هى أن إنجيل متى العبرى الذى ذكره بايياس كان فى أغلبه مجموعة من أقوال المسيح (يسميها النقاد المتأخرون “كيو”) والتى استخدمها فى ترجماتها اليونانية كاتب إنجيل متى باليونانية، كما استخدمها أيضاً البشير لوقا، وهذا ما يعلل السمات المشتركة بين الإنجيلين، كما أنهم يزعمون أن هذا الاستخدام للنسخة اليونانية المنسوبة إلى متى، هو الذى أدى إلى إطلاق اسم الرسول متى على الإنجيل اليونانى ، وقد سبق أن نوهنا بأنه لا يوجد دليل قوى على الزعم بأن " اللوجيا" التى ذكرها بايياس كانت قاصرة على " الأقوال" فقط.
ابونا متي المسكين
وجود النسخة اليونانية من قديم الزمان، واعتماد الكنيسة عليها، جعل في الظاهر أن إنجيل ق. متى باللغة اليونانية هو الأصلي، ولكن الشواهد التي يقدِّمها العالِم الألماني ماير بأسماء العلماء الذين يشهدون بوجود النسخة العبرية، ثم كيف انتقل الثقل إلى الإنجيل المترجم للغة اليونانية، ربما تملأ صفحة بأكملها. كذلك محاولة كثير من العلماء لجعل إنجيل ق. متى بالعبرية ينتسب لإنجيل العبرانيين المنحول المكتوب بالعبرية أصلاً هو افتراء محض، ويشهد بذلك القديس جيروم الذي يثبت أنه يعرف كلا الإنجيلين والفارق الكبير بينهما. على أن إنجيل العبرانيين الذي كان في يد الهراطقة محسوب أنه إنجيل مزيَّف منذ زمان طويل جداً.
والترجمة التي حدثت لإنجيل ق. متى من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية جاء فيها ما يوحي أنها غير مترجمة من العبرية،
وايضا يضيف ويقول
الكنيسة بدأت تستخدم النسخة اليونانية بنفس زمن قدم النسخة العبرية، فلو كان هناك أي اختلاف لكانت رفضته الكنيسة. وتهمّنا جداً شهادة القديس جيروم في ذلك لأنه كان يمتلك نسخة بالعبرية نسخها بيده من النسخة التي وجدها في سوريا، وكان يمتلك في نفس الوقت النسخة اليونانية، ولم يُشِر إطلاقاً إلى أي اختلاف بينهما.
ولكن الذي نقبله علمياً هو أن ق. متى لم يؤلِّف إنجيلاً بالمعنى التحريري، ولكنه بحسب تقرير بابياس المنقول إلينا من خلال يوسابيوس (H.E. III, 39): [متى كتب (أو جمع معاً) كل الأحاديث t¦ log…a sunegr£yato] التي تعني: “جمع أو وضع الكلام معاً في ترتيب”.
ويُلاحَظ هنا أن القديس متى لم يقم بشرح الأقوال المنقولة، ولكنه قام فقط بتجميعها على هيئة مجموعة منسَّقة Collection.
وهكذا أمكن للعالِم ماير أن ينتهي في بحثه بأن إنجيل ق. متى بحسب بابياس هو عملية جمع وتنسيق لأقوال المسيح، ذلك باللسان العبري، ولكن لم يصل إلى المفهوم الكامل للترتيب التاريخي للإنجيل. غير أن ذلك لا يمنع أن يكون ق. متى قد أعطى مقدِّمات للأقوال تكون ذات مفهوم تاريخي. وهكذا يكون قد أعطى إنجيلاً بالعبرية يكفي أن يكون متكاملاً،
المفضلات