من اعجب ما ترى وما يجعلك تضحك حتى الثمالة ان ترى نصرانى يخط بقلمه شيئا يطعن به فى علم الحديث وكيف لا تعجب وقد حرمت امة النصرانية من هذا العلم فما تتوقع ان تكون دراية ابناءها بهذا العلم اللهم الا تقميش لا يفيد من قمشه اما عند التفتيش فستجد ان كل ما يحاول الطعن به هباء لا قيمة له ولا وزن كسراب بأرض فلاة تظن انه مياه حتى اذا جئته وجدت نفسك قد ضللت الطريق ولم تجد شيئا فتجلس فى مكانك منتظرا الموت هذا هو حال النصرانى فى شبهته يضع الشبهة ويظلل يردد اين المسلمون الا تستطيعون ان تدافعوا عن اصح الكتب بعد القرآن يتكلم بكلم الواثق مما خطه وحين يصل مسلم الى موضوعه ترى النصرانى تتلاشى من على لسانه كل الكلمات لا يجرؤ حتى ان يدفع عن شبهته التى وضعها اللهم الا كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع اما كلام بتأصيل علمى فلن تجده ابدا وهو حال مولكا مولكان فقد دلس ى هذا الموضوع واعتذر عن كلمة دلس بل قد اساء الفهم ليفضح بذلك نفسه وما نقله يشهد عليه بذلك
فدعونا نرى
قال الإمام الذهبي (ت 748هـ) – رحمه الله – : (ص 142)
" من أخرج له الشيخان أو أحدهما على قسمين :
أحدهما ما احتجا به في الأصول، وثانيهما : من أخرجا له متابعة وشهادة واعتباراً.
فمن احتجا به أو أحدهما، ولم يوثق ولا غمز، فهو ثقة حديثه قوي، ومن احتجا به أو أحدهما وتكلم فيه : فتارة يكون الكلام فيه تعنتاً، والجمهور على توثيقه، فهذا حديثه قوي أيضاً، وتارة يكون في تليينه وحفظه له اعتبار، فهذا حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن التي قد نسميها : من أدنى درجات الصحيح.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده ، وصحة ضبطه ، وعدم غفلته ، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين ، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح ، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما ، هذا إذا خرج له في الأصول ، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره ، مع حصول اسم الصدق لهم " انتهى.
" هدي الساري " (ص/381)
اذا بحسب كلام الذهبى وابن حجر فان البخارى اخرج عن صنفين صنف للاحتجاج وآخرين للشواهد والاعتبار مع الاخذ فى الاعتبار ان الرواية الذين تكلم فيهم انتقى البخارى من احاديثهم مايصلح فقط كأن يكون مثلا هذا الرواى ضعف من جهة الضبط اما حاله الصدق كما ذكر ابن حجر فتابعه غيره من الثقات فعلم بذلك ضبطه فى هذا الحديث فانتفت العلة عنه اذا فى هذا الموضع
احمد بن بشير ابو بكر واركز ابو بكر
نقل مولكا الاتى
اقتباس
من اسمه أحمد أحمد بن بشير من أهل الكوفة (1)، يروى عن إسماعيل بن أبى خالد وأهلها،
روى عنه الكوفيون والبغداديون، ينفرد بالمناكير عن المشاهير سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد بن بشير كان من أهل الكوفة ثم قدم بغداد، وهو متروك.( المجروحين 1 / 140 )
فظن زميلنا الجاهل بهذا العلم ان المقصود هو احمد بن بشير ابو بكر لكن دعونا نرى ايضا ماذا نقل قبل ان نجيبه ليعلم مدى جهله
ثم نقل
اقتباس
أحمد بن بشير الكوفي مولى عمرو بن حريث حدثني أحمد بن محمود الهروي حدثنا عثمان بن سعيد قال : قلت ليحيى بن معين : عطاء بن المبارك تعرفه ؟ قال : من روى عنه ؟ قلت : ذاك الشيخ الضعيف أحمد بن بشير ، قال : مه ، كأنه يتعجب من ذكري أحمد بن بشير ، قال : لا أعرفه . قال عثمان : أحمد بن بشير كان من أهل الكوفة ثم قدم بغداد وهو متروك ( الضعفاء الكبير للعقيلي 1 / 382 )
وما يدعو للضحك انه لون اسم احمد بن بشير ولون اجابة يحيى بن معين بلا اعرفه ظنا منه الجاهل ان قول لا اعرفه تعود على احمد بن بشير فعن من كان سؤال الدارمى انه عن عطاء بن المبارك شيخه هذا هو الذى يريد الطعن فى علم الحديث اف لكم ولجهلكم
فمن احمد بن بشير المقصود والذى روى عن عطاء بن المبارك انه البغدادى
فقد علق العلامة الالبانى على تعليق السيوطى على حديث تعبد رجل فى صومعة فقال الالبانى رحمه الله
والذى ذكره الزميل الجاهل بعلوم الحديث واقوال الائمة فى الجرح والتعديل
اقتباس
رجلان، قالا: حدثنا أحمد بن بشير، حدثنا الاعمش، عن سلمة بن كهيل، عن عطاء، عن جابر - مرفوعا، قال: تعبد رجل في صومته، فمطرت السماء، فأعشبت الارض، فرأى حمارا يرعى، فقال: يا رب، لو كان لك حمار رعيته مع حماري ! [ قال عثمان الدارمي: هو متروك ]
قال الالبانى
(
إقراره ابن الجوزي على نسبة قوله: " متروك " لإبن معين ؛ فإنه وهم، وإنما هو قول عثمان بن سعيد الدارمي ؛ فقد قال هذا في كتابه " تاريخ عثمان بن سعيد عن أبي زكريا يحيى بن معين " ( 184/ 664 ):
" قلت: فـ ( عطاء بن المبارك ) تعرفه ؟ فقاله: من يروي عنه؟ قلت: ذاك الشيخ ( أحمد بن بشير ). فقال: هه. كأنه يتعجب من ذكر ( أحمد بن بشير )،
فقال: لا أعرفه.
قال عثمان: ( أحمد بن بشير ) كان من أهل الكوفة ؛ ثم قدم بغداد، وهو متروك ".
وهكذا رواه ابن عدي عن عثمان بنبن سعيد الدارمي في أول ترجمته لـ ( أحمد ابن بشير )، ورواه الخطيب عن ابن عدي وتعقبه بقوله:
" قلت: ليس ( أحمد بن بشير ) الذي روى عن عطاء بن المبارك مولى عمرو ابن حريث الكوفي ؛ ذاك بغدادي - سنذكره بعد إن شاء الله -، وأما أحمد بن بشير
الكوفي، فليست حاله الترك، وإنما له أحاديث تفرد بروايتها وقد كان موصوفاً بالصدق ".
)
وقال بدر الدين العينى فى عمدة القارى
(وقال عثمان الدارمي عن ابن معين متروك ورد عليه الخطيب وقال التبس على عثمان بآخر يقال له أحمد بن بشير لكن كنيته أبو جعفر وهو بغدادي من طبقة صاحب الترجمة فلأجل ذلك قيد البخاري أحمد بن بشير بذكر كنيته أبو بكر دفعا للالتباس )
وقال ابن حجر فى الفتح
اقتباس
عثمان الدارمي عن ابن معين : متروك ، وتعقب ذلك الخطيب بأنه التبس على عثمان بآخر يقال له أحمد بن بشير لكن كنيته أبو جعفر ، وهو بغدادي من طبقة صاحب الترجمة ، وكأن هذا هو السر في تكنية المصنف له ليمتاز عن قرينة الضعيف
وايد ابن حجر هذا القول مرة اخرى بقوله
اقتباس
وأما كلام عثمان الدارمي فقد رده الخطيب بأنه اشتبه عليه بواو آخر اتفق اسمه واسم أبيه وهو كما قال الخطيب رحمه الله تعالى
اذا اتضح ان المقصود بقول الدارمى ويحيى ابن معين بمتروك هو احمد بن بشير ابو جعفر وليس ابو بكر وكان هذا سر تكنية البخارى له بابو بكر فكل لفظة من البخارى لها قدرها رحمه الله ولكن انى لامثالك ان يفهمون !!!
نرى بماذا استشهد ايضا مولكا الغلبان
اقتباس
أحمد بن بشير المخزومي مولى عمرو بن حريث أبو بكر الكوفي صدوق له أوهام من التاسعة مات سنة 197 خ ت ق 14 ( تقريب التهذيب 1 / 31 )
فهل صدوق له اوهام تعنى اسقاطه بالكلية ام ان حديثه حديث حسن
وقد لون هذا المدلس الجاهل له اوهام من التاسعة دون ان يلون صدوف ليوهم المتابع انه ساقط واجزم انه لا يعرف ما معنى قوله من التاسعة التى لونها مع له اوهام
لنرى اقوال العلماء فى من قيل فيه صدوق له اوهام
قال الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب
الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً ، وإليه الإشارة بـصدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو له أوهام ، أو يخطئ ، أو تغير بأخرة . ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم ، مع بيان الداعية من غيره.
قال الشيخ الراجحى
إذا قيل في الراوي: صدوق له أوهام فإنه لا بأس به، ويكون حديثه حسنًا لذاته
وهذا ما قاله ايضا البقاعى تلميذ ابن حجر وهذا ايضا ما أيده العلامة الالبانى فى السلسة الصحيحة ان من قيل فيه صدوق له اوهام فحديثه حسن لذاته وايضا فى تحريم الات الطرب عن من قيل فيهم صدوق له اوهام قال
وقال الحافظ في " التقريب "
صدوق له أوهام
قلت : فمثله يحتج به إلا إذا تبين وهمه بمخالفته لمن هو أوثق منه أو نحو ذلك
وقال الالبانى فى السلسلة الضعيفة
قلت: فمثله قد يحسن حديثه، وقد يضعف، حسب القرائن التي قد تحتف به - كما هو الشأن هنا - ؛ فإنه قد أنكره ابن عدي والخطيب، وتبعهما الذهبي في " الميزان "، ويؤيده
" صدوق، له أوهام ".
لا تدرى اقوال اهل العلم ومصطلحاتهم فما اقحمك فى هذا البحر اصمت يا هذا واطبق فمك على لسانك لئلا تلتهمك حيتان هذا البحر
يستشهد ايضا بقول النسائى
اقتباس
وقال النسائي: ليس بذاك القوى. ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال 1 / 85 )
ظنا منه ان هذا تضعيف مطلق للراوى
لنرى
قال الذهبى فى الموقظة
اقتباس
وقد قيل في جَمَاعاتٍ : ليس بالقويِّ ، واحتُجَّ به . وهذا النَّسائيُّ
قد قال في عِدَّةٍ : ليس بالقويّ ، ويُخرِجُ لهم في (( كتابه )) ، قال : قولُنا :
( ليس بالقوي ) ليس بجَرْحٍ مُفْسِد
اذا قول النسائى ليس بالقوى ليس بمفسد للراوى الى حال الترك ايها الجاهل وانما الحديث عن ضبطه وليس اسقاط كامل للراوى كما يخيل اليك فهمك السقيم وهو نفس قول الدارقطنى
اقتباس
وقال الدارقطني: ضعيف، يعتبر بحديثه.
فيعتبر بحديثه فى الشواهد والمتابعات
فكلام العلماء الذين تستشهد بقولهم على تضعيفه انما كان عن الضبط وهذا ما اكده ابن حجر اعرف الناس بكتاب البخارى قال
فقد قال فى مقدمة الفتح
"، فأما تضعيف النسائي له ؛ فمشعر بأنه غير حافظ "
فالكلام عن خفة الضبط
وهذا ما نقله الالبانى ايضا مستشهدا به فى السلسة الضعيفة فى معرض الحديث عن رواية تعبد رجل فى صومعته
اذا مما مضى يتضح جليا ان حال احمد بن بشير ليس الترك كما يخيل الى المدلس صاحب هذا الموضوع الذى يزعم اننا مفلسون ولا نستطيع الرد عليه
فاقل الاقول فيه من جهة الضبط وقد تابعه من هم ثقات فى هذه الرواية فثبتت صحتها فلا ضعف والحمد لله فقد قال البخارى ايضا فى الفتح وكذا فى
" مقدمة فتح الباري " ( 385 - 386 ) بعد أن ذكر بعض الأقوال المختلفة في حاله:
" أخرج له البخاري حديثاً واحداً تابعه عليه مروان بن معاوية، وأبو أسامة، وهو في " كتاب الطب "
فمتابعة غيره وهم مروان بن معاوية وابو اسامة تؤيد حفظه فى هذا الموضع كما قال الالبانى انه يكون الحكم على حديثه بحسب القرائن
فالحديث صحيح ولا مطعن فيه
فهل يصمت هذا الجاهل لئلا يفضح نفسه مرة اخرى ام يريد المزيد
المفضلات