روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) ” بولندا النقية”. “أوروبا البيضاء”. “اطردوا اللاجئين!” “صلّوا من أجل محرقة إسلاميّة”.
هذه بعض الرسائل التي تنطوي على كراهيّة للأجانب حملها عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة لليمين المتطرّف في وارسو، بولندا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، حوالي 60 ألف متظاهر من بولندا- ومن مختلف أنحاء أوروبا- شاركوا في هذه المسيرة التي تزامنت مع احتفالات يوم الاستقلال ال99 في بولندا.
وتحت سُحُب من الدّخان الأحمر، انضم إلى المتظاهرين قادة اليمين المتطرف من دول أخرى، كإيطاليا والمملكة المتحدة. وقد اندلعت اشتباكات عندما هاجم المتظاهرون مجموعة من المتظاهرات المناهضات يحملن لافتة كُتب عليها “أوقفوا الفاشية”.
ووصف وزير الداخلية اليميني في بولندا المظاهرة الفاشية بأنّها “منظر جميل”، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وقد وصل حزب العدالة والقانون اليميني البولندي من جديد إلى السلطة العام 2015 بفضل اعتماده سياسة مكافحة الهجرة.
ومنذ ذلك الحين، رفضت الدولة استقبال اللاجئين. ويقول المسؤولون الحكوميّون إنّ المسلمين يُشكّلون تهديدا للمجتمع البولندي. إلاّ أنّ أقل من 1% من السكّان البولنديين هم من المسلمين، بحسب الجزيرة.
وهتف رجل متوجها إلى الحشود: “العالم يتغيّر. نقاتل حربا ثقافية. هذه الحرب ليست بعيدة. إنّها في منزلكم، وإن لم تلاحظوا ذلك”.
وأضاف: “إنّها حرب ضدّ الله، ضدّ الوطن والشّرف… يريدون نزعهما منّا”؛ “إنّ أوروبا والعالم في حالة اضمحلال”؛ “اليوم، نحن الثورة. وسيكون ذلك شعارنا”؛ “عندما نسير سويّا مع الله، لا مجال للهزيمة”.
في حين، نُظِّمت مسيرة للفاشية تزامنا مع المظاهرة، استقطبت حشدا ضئيلا نسبيا من 5000 شخص.
خلال الاحتلال النازي لبولندا في الحرب العالمية الثانية، قُتِل ما لا يقل عن 3 ملايين يهودي بوحشية في معسكرات الموت في البلاد. واليوم، لا تزال بعض هذه المخيمات موجودة كتذكير حيوي بالأهوال الهتلرية تحت عنوان “الحل النهائي للمشكلة اليهودية”.
من المؤكد أن هذا الخبر مقلق. فلا يمكن لمسيحي ان يفكر بهذه الطريقة. فالقتل والحرق ليس الحل، وبخاصة من بلد يعرف ما معنى المحرقة وما معنى قتل الآخرين. فإذا كان هناك متطرفين بين اللاجئين، فهذا لا يعني أن تشن حرباً على الجميع!!! فما الفرق بين ذلك التطرف وهذا الذي يدعو الى حرق الجميع!!!
بعد مرور عقود على هذا الرعب الذي يستحيل تصوّره، يسير الآلاف في هذا البلد وهم يدعون إلى حدث ثان مماثل
نصلي كي يحلّ الله السلام لأن القتل والقتل المضاد لا يؤديان إلا الى المجازر والخراب.
المفضلات